أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلنار صالح - مرايا














المزيد.....

مرايا


جلنار صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1923 - 2007 / 5 / 22 - 07:04
المحور: الادب والفن
    


1 - مرايا

كانت تنظر نحو الأرض المبللة بقطرات المطر التي تتساقط بينما تغض الخطى على غير هدا
عقلها بدا فارغا إلا من صورة تلك المرأة التي كانوا يتضاحكون عليها صغارا بينما جدتها تروي لامها إخبارها.. ورغم إن الجدة كانت تتكلم عنها بلغة الأسى والشفقة لحالها إلا إن ذلك لم يكن يمنعها وإخوتها من الضحك أو تقليد شكلها حين تجلس ساهمة محدقة نحو الأرض بعيون جامدة واضعتا سبابة يدها على خدها
مازال وجهها مطبوعا في ذاكرتها منذ إن كانت جدتها تصطحبها صغيرة لتزورهم أو لتخيط ثوبا عند أختها التي تمتهن الخياطة.. كان وجهها بشوشا يمتلأ باللطف والوداعة ترحب بقدومهم بفرح .. وما إن تأخذ النسوة بتجاذب إطراف الحديث حتى تشرد ببصرها بعيدا عنهم حتى يحين موعد المغادرة فيبش وجهها من جديد وهي تودعهم..
لماذا تتذكرها ألان وفي رأسها تتصارع ألاف الأفكار تكاد مشاعر الغضب المكبوت إن تقفز من عينيها بينما راح بعض المارة يحدقون فيها.. هل صارت مثل مجنونة تهيم على وجهها في الشوارع ؟؟!
يقال إن تلك المرأة تصاب بنوبات جنون تمزق فيها الأوراق وتنثرها في إرجاء البيت لترتدي بعدها عباءتها وتخرج لتذرع الشوارع على غير هدى.. تحملها قدميها إلى ابعد نقطة تستطيع الوصول إليها وتقفل عائدة مرة أخرى لتدخل في شرودها حتى موعد النوبة القادمة
تتذكر عندما كانت تحدق في وجهها الباسم تبحث عن جنونها الذي تسمع عنه وحين تلاطفها بعبارات قليلة تجد في وجهها جمالا وطيبة لايستطيع الآخرين إدراكها.. ومع ذلك تبقى تدور في إرجاء بيتها تبحث عن بقايا الأوراق التي مزقتها ونثرتها فلا تجد في ذلك البيت النظيف المرتب لدرجة يصعب التصديق إن فيه ورقة واحده, غير بلاط أملس لامع بارد
عندما رفعت رأسها كان احدهم يحدق فيها باستغراب بينما هي تتجه نحوه دون إن تنتبه إلى خطواتها .. شعرت بالخجل من نظراته التي تشي بدواخله التي تتساءل عن جنونها فراحت تنظر إلى الإمام لتبدو طبيعية أكثر بينما يدور في رأسها سؤال عن السبب الذي يجعل ذلك الهدوء الجميل والوداعة تنقلب جنونا وهي لم تر لها زوجا .. يقال أنها تركته أو ربما تركها بعد إن أصابها بالجنون ..
راحت الأفكار تأخذها في كل اتجاه بينما تأخذها قدميها بلا وعي نحو البيت.. فتحت الباب وتحررت من عباءتها بينما راحت تحدق في صورة وجهها في المرآة المقابلة للمدخل وما أشبهها بتلك المرأة الهادئة الساهمة المحدقة نحو اللا شيء .. بينما تتفجر أعماقها براكين غضب ونفور .. ترى ما الذي كان يعتمل في نفس تلك المرأة وأي أفكار كانت في رأسها تدور ؟! .. لم تشغل نفسها كثيرا بجواب السؤال وربما لم يعد مهما إن تعرف, المهم إن تجمع الأشياء التي بعثرتها أو كسّرتها أو مزقتها قبل إن تخرج من البيت تذرع الشوارع على غير هدى....

2 - نساء .. وجائزة

ينظر باتجاه سريرها ..
يتفقد تفاصيل جسدها بشراهة ..
يفتش في ذاكرته عن لحظات ضعفها
يلتقط قلمه ويكتب جسدها .. هدية لذئاب جائعة
يغتصبها خيالهم ألاف المرات.. وتنبعث رائحة الدم
عيونها تتدحرج
يهدونه جائزة .. ويصفقون !!
.........
.........
............
تنظر إلى الظلام بجزع
تتحاشى جسده الممد بلا حراك
تفتش عن ضوء يشق هذا السواد أو أمل
تمسك قلمها .. تحاول إن تعيد الزمن إلى الوراء
أو تنقذ كل النساء اللاتي ابتلعهن..
يرفع رأسه
بإصبع واحد يشير لها ... إياكِ !!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفلة الفرح
- المرأة العراقية ... نضال على جبهتين
- مدينة النساء
- مو خواطر
- !ما اصعبني


المزيد.....




- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جلنار صالح - مرايا