سعد فتحي رزق
باحث
(Saad Fathi Rizk)
الحوار المتمدن-العدد: 1918 - 2007 / 5 / 17 - 11:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الإسلام هو الحل شعار تعلنه المحظورة, وهو شعار فارغ من المضمون وخاصة أنهم يقدمون الحل دون أن يصفوا لنا ما هي طبيعة المشكلة (!!) و لكن الشعار إن اخذ علي عاهله, فلابد و أن ينخدع به الكثيرون, وخاصة لوجود كلمة الإسلام داخله, والتي تحمل معان شديدة الأثر في وجداننا, ولكن ما يجب أن نتوقف عنده - ليس كلمة الإسلام, بل كلمه ( الحل ), خاصة وان من البديهي - أن لا يقـَدم الحل إلا بعد وصف المشكلة, ونحن نسأل هنا - ما هي المشكلة التي أوجدت لها المحظورة حلا (؟) هل يقصدون أن الإسلام هو حلاًً لمشاكل اقتصادية (مثلا) أم هو حل لمشاكل سياسية أو اجتماعية (؟) إن المحظورة لم تصف المشكلة علي أياً مما ذكرنا – و إلا - لتقدموا بورقة عمل, أو دراسة أو برنامج يصفون فيه المشكلة و من ثم يتقدمون بالحل (!), لكن المسألة في طرح (الإسلام كحل ) - دون وصف المشكلة, تتلخص في وصفهم للمجتمع كله بالخارجين عن الدين (حكومة وشعبا ), وهو ما تصرح به الجماعة من خلال ابرز واضعي المناهج الإخوانية بل وابرز المنظرين للفكر الإخواني التكفيري, وهم ثلاثي التكفير و الإرهاب ( حسن ألبنا و سيد قطب و عبد القادر عودة ) الذين صاغوا ( مانافيستو ) الحكم باسم الدين أو ( الحاكمية لله ), فيقول سيد قطب واصفا مسألة الداء في المجتمعات الإسلامية (( إن المسألة في حقيقتها مسألة كفر و إيمان, مسألة شرك و توحيد, مسألة جاهلية و إسلام . . إن الناس ليسو مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية, ليس هذا إسلاما وليس هؤلاء مسلمين )) هذا هو التشخيص الإخواني لداء المجتمع – فهم يرون إن الناس ليسوا مسلمين بل هم مشركين ويجب أن ((تقوم الدعوة لترد هؤلاء الجاهلين إلي الإسلام و تجعل منهم مسلمين من جديد )) ص 158 من المعالم. والمقصود بالدعوة هنا - هي (دعوتهم) التي قال عنها حسن ألبنا( أمر المسلمين أن يعمموا الدعوة بين الناس ..فان أبوا و تمردوا فبالسيف و السنان ) من الرسائل ص35. وهم يعتمدون في منهجهم هذا علي ما أسموه (بالقاعدة النظرية) والتي يتبين بها من هم المسلمون و من هم المشركين – الذين يجب دعوتهم للإسلام من جديد, فيقول سيد قطب الملقب بالثمرة الناضجة للبذرة الصالحة (يقصد بالبذرة حسن ألبنا ) يقول عن (القاعدة النظرية ) التي يقوم عليها الإسلام كله (( و القاعدة النظرية التي يقوم عليها الإسلام .. قاعدة (شهادة لا اله إلا الله ) أي إفراد الله سبحانه بالألوهية.. والسلطان و ألحاكمية.. والتي يقوم عليها اعتبار قائلها مسلما أو غير مسلم )) وهنا بدا قطب بصياغة المنهج الإخواني المسمي بـ ( الحاكمية لله ), لتحتل المحظورة مكانها ضمن ( الخوارج ) التكفيريين - للحاكم وللذين يقبلون بحكمه, ويؤكد سيد قطب وصفة لمشكلة هذا العصر بأن كل من يرضي أو يقبل بحكم البشر – يصبح من المشركين الذين ينتزعون حق الله في الحاكمية, إذ يقول ((إن الشرك بالله يتحقق بمجرد إعطاء حق التشريع لغير الله من عباده )) سيد قطب في ظلال القران الجزء السابع ص 939. إذkفـ ( القاعد النظرية ) عند الإخوان تقوم علي (شهادة لا اله إلا الله ) وهي عندهم - لا تعني نزاهة الله عن الشرك بل تعني ( الحاكمية لله ) أي أن من يقول ( لا اله إلا الله ) - و يقصد بها التوحيد فقط فهو غير مسلم ويعيش في الجاهلية , لان (القاعدة ) الإخوانية تأكد – علي - أن شهادة التوحيد يتوجب علي قائلها - أن يعني بها الحاكمية لله ورفض حكم البشر, وهذه ( القاعدة ) هي مؤشر قياس إخواني يحدد - من هو المسلم و من هو المشرك , وبما أننا ( في نظرهم ) ننطق الشهادة بقصد التوحيد وعدم الشرك بالله ونعلن بها إننا مسلمون – فبالضرورة سيوضح مؤشر قياسهم إننا مشركين كوننا لا نقر بمعني الحاكمية في الشهادة (!!) (هذه هي المشكلة ) وعندما تكون المشكلة هي الشرك فبالضرورة سيكون ( الإسلام هو الحل ) , حتى ( يـًرد الجاهلين إلي الإسلام و يجعل منهم مسلمين من جديد )) كما قال الثمرة الصالحة (!!) وهوحل يحقق ( القاعدة الذي يقوم عليها الإسلام) حسب قوله, و التي بدورها سوف تأتي بحاكمية الله - علي العباد و الحكومات المشركة , إن المحظورة تمارس انتقائية بلغت حد ( الخبل ) الم نري كيف حولوا شهادة التوحيد إلي عبارة من يقولها يصبح من المشركين (!!!) , ثم بمن تري سيحكم الله عباده (؟) – ( بالإخوان المسلمين ؟) لكونهم هم فقط الإخوان وهم فقط المسلمين (؟!!) إن هذا المنهج التكفيري هو الذي افرز كل جماعات الإرهاب. فـ (القاعد) الإخوانية هي التي تخرج منها ايمن الظواهري التلميذ النجيب في المدرسة ( القطبية الإخوانية ) ليؤسس مع بن لادن ( تنظيم نفس القاعدة ) معتمدا علي منهج القاعدة الإخوانية, ليمتد الخط ألتنظيري الإخواني علي استقامته - فيتحقق في أفغانستان, لنري أول ثمار المنهج الإخواني في طالبان, وهو ما أتي بالمنطقة إلي خسائر و هزائم لم نكن لنراها لو لم تخرج علينا حلولا هي في الحقيقة - سبباً لكل المشاكل, فهل يعقل قبول حل يقوم علي تكفير المجتمعات ؟ كالذي يدٌعونه في أقوالهم (( ليس على وجه الأرض مجتمع قد قرر فعلاً تحكيم شريعة الله وحدها، ورفض كل شريعة سواها)) هل نقبل منهم دعوتهم القائمة علي أننا مشركين كما يدعون ((يجب أن ندعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة - حتى لو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون, يجب أن يعلموا أن الإسلام هو.. رد الحاكمية لله في أمرهم كله، وطرد المعتدين على سلطان الله بادعاء هذا الحق لأنفسهم)) ص35 من المعالم. فالمحظورة تصر علي أن المشكلة هي شرك و جاهلية المجتمع ومع ذلك يطلبون من ( المشركين ) أن يصوتوا لهم في الانتخابات – وفي ذات الوقت يرفعون شعارا يكفر ضمنيا من ذهب إلي انتخابهم (!!!) يفعلون ذلك - دون خجل أو استحياء. وحين يتقدمون بمبادرة اصلاح سياسي كالتي أعلنوها في 3/3/2004 نري أنها مبادرة تكفير ليس إلا – فيقول مهدي (عاكك) متجاوزا حدود اللياقة و الأدب يقول (( فإن لنا مهمة محددة للإصلاح.. وذلك من خلال تكوين الفرد المسلم والبيت المسلم والحكومة المسلمة، والدولة التي تقود الدول الإسلامية، )) فهو يري أن الفرد و البيت و الحكومة و الدولة ينبغي إعادة تكوينها ( تكوينا إسلاميا ) وهو إعلان يتضمن تكفير الجميع – هل نست المحظورة ان مصر بها اكبر مؤسسة إسلامية في العالم وهي ( الأزهر الشريف ) ودستورها يقر بأن ( الإسلام دين الدولة, ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي في التشريع ) وبه مؤمنون موحدون يقولوا (لا اله إلا الله ) تنزيها عن الشرك به سبحانه. وندرس الدين في مناهجنا التعليمية بناء علي نص دستوري في المادة (19). فنحن مسلمون ومسيحيون, صاغوا ( قاعدة المواطنة ) والإخاء رغم انف المحظورين ورغم انف الإرهابيين ولا حاجة لنا بما تبتدعونه تضليلا و تكفيرا, ونرفض القاعد الإخوانية و القاعد الأفغانية التي خرجت من منهجكم, كما نرفض شعاركم الذي تبطنون فيه تكفير الناس, فلماذا لا تمارسون الشفافية و تعلنون القصد الحقيقي من وراء استخدامكم للشعار ليصبح أكثر دلالة علي ما تقصدون, فيكون ( القاعدة هي الحل ), وهو أكثر دقة و دلالة لمنهجكم, وحتى نرد عليكم أيضا بوضوح ونقول ( الإسلام الإخواني هو المشكلة ). ونقولها واضحة - كفاكم إرهابا و تكفير واتركونا نعمل علي إصلاحها لنعيد بناء ما هدمتموه, فمصر لها أبنائها الشرعيين الذين يحبونها (وطنا), كما أن بها أبناء عقوق عكفوا علي خرابها.
#سعد_فتحي_رزق (هاشتاغ)
Saad_Fathi_Rizk#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟