سمير اسطيفو شبلا
الحوار المتمدن-العدد: 1906 - 2007 / 5 / 5 - 11:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بتاريخ 2 / سبتمبر/ 2006 نشرموقع باقوفة مقالة لنا بعنوان " ثقافة الحوار وحوار الكنيسة " طرحنا فيها ضرورة الحوار بين المسيحي - المسيحي وبين المسلم - المسلم وبعدها وعلى ضوء النتائج الحوار المسيحي - الاسلامي , ولهذا الحوار شرطين حسب " هانس كينغ في مشروعه الاخلاقي " , الصراحة والتضامن ,وهذان الشرطان يمكنهما ان يلتقيا ضمن موقف علمي ونقدي فيه النزاهة التاريخية والسياسية والأخلاقية , بعيدا عن تقديس الفتاوى وتأليه الأشخاص انطلاقا من قوانين وضعية , وبدون قرارات وشروط مسبقة ,مع الاحتفاظ كل طرف ( المسيحي - كلداني واشوري . المسلم - الشيعي والسني ) بخصوصيته وعقائده وشعائره منطلقين من مقررات م ف 2 الذي أكد على إنطلاقة جديدة من الاحتقار والادانة وعدم الاعتراف بالاخر الى المسامحة والتسامح والتقدير والأقرار ببعد كل الأديان الخلاصي , ومن جانب آخر تأكيد المجمع على ان كل ديانة صحيحة على طريقتها , بغض النظر عن وجود فوارق وتناقضات جوهرية ! فلا مجال الحديث هنا عن المطلقية والحقيقة الكلية بسبب عدم تساوي كل القيم والحقائق عند كل طرف , وإلا كان هناك تساوي بين السني والشيعي والكلداني والاشوري والسرياني وبجميع المذاهب , ولكان الان دين واحد على سطح المعمورة !! وهذا غير ممكن تاريخيا وحضاريا وعقائديا ولاهوتيا , إذن لتكون نقطة انطلاق موضوعنا هو ان كرامتك أيها الشيعي تساوي بالضبط كرامة السني , وبالتالي كرامة المسلم تساوي كرامة المسيحي بدون زيادة ولا نقصان , عفوا يمكن لهذه الميزان أن تميل كفتها حين يقدم أحد الاطراف المشار اليها قبل أخوانه وأشقائه بتنظيف بيته وترميمه ومد الجسور الى جيرانه واعترافه بهم وانفتاحه عليهم وقبوله لهم , كأخوان يكملون الاجزاء الباقية من الحقيقة , ومن هنا نبدأ بزرع الثقة بين الأنسان , كل انسان , مهما كان دينه ولونه وشكله , كون القاعدة الذهبية ( قاعدة الانبياء ) تقول : كل ما تريدون ان يعاملكم الناس به , فعاملوهم انتم به أيضا " , لنترك التاريخانية كونها مرض من امراض العصر ! وأبتلينا بهذا المرض وخاصة نحن العراقيين , ولنذهب الى مائدة الحوار بدون شروط مسبقة ولا غالب ولا مغلوب , ولكن ما هي مواقف رؤساء الدين ؟
لننظر الى اداء بعض الاقوياء من رجال الدين من المسلمين ! نقول ان قوتهم أساسها انتقاء مجموعة من الايات القرآنية ( آيات الجهاد )دون الاخذ بنظر الاعتبار الظروف الذاتية والموضوعية التي وردت في وقتها هذه الايات ! وترك ايات التسامح والسلام واحترام الاديان الاخرى , معرضين سمعة الدين الاسلامي في العالم الى علامات الاستفهام الى الحد اتهام كل المسلمين بالارهاب,لأن هذه الفتاوي تأتي من اعلى سلطة دينية وبشكل فردي وجماعي ( بيان ال12 شيخ ورجل دين من السعودية ) الذي دعوا بأسم المقاومة والجهاد (شماعة يعلقون عليها قرفهم ) الى توحيد فصائل المقاومة في العراق بعد أن أدركوا ان ما يسمى دولة العراق الاسلامية في خطر ! يضاف الى ذلك التقاريرالتي تؤكد تورط هؤلاء ومعهم المسؤولين في تمويل مصاصي الدماء بالمال ( كل يوم ملوني ريال ) عن طريق جمع التبرعات لدعم ما يسمونه " الجهاد ضد الكفار" في العراق واستغلال نفوذهم في جمعيات ظاهرها خيرية وباطنها " تمويل الأرهاب " مثل " تبرعات لفقراء نيجيريا - حفر آبار في تنزانيا - تأسيس مناشط وحلقات للقرآن في زمبابوي - بناء مساجد في ليبيريا - تشييد خزانات ماء في الصومال - بناء مأوى للايتام في السودان ,,,,الخ ( را / مقال منشور في موقع نادي بابل النرويج / بعنوان " مليونا ريال سعودي تتدفق يوميا على العراق لتويل العمليات الارهابية ) , كل هذه الاموال تأتي من مال التجار المخدوعين ومن مال الزكاة وتذهب الى قتل المسلمين الابرياء من العراقيين ! مما يعني قتل المسلم بيد المسلم ومال الزكاة ! أين القرآن والآية التي تحرم دم المسلم من قبل اخيه المسلم ! والمصيبة هذا السكوت العجيب الغريب من باق رجال الدين وكأن الامر لا يعنيهم أو يؤيدونه في الباطن أو هم ايضا يستفادون من هذه الاموال التي تأتي معظمها من الاتجار بالمخدرات ( تم توقيف أعضاء من أحزاب التي تشوه اسم الله علنا ) هؤلاء تم توقيفهم ولحد الان في تجارة الحشيش من افغانستان وباكستان . كل شيئ مباح المهم أقتل أكبر عدد من الناس , واستعمل الاطفال كدروع بشرية والأهم زعزعة الحكومة وعدم اعطاء الفرصة للأستقرار لكي يفشل الحلفاء وبالتالي الحفاظ على الكراسي المرصعة بالماس , لأنه أي نجاح في العراق سينتقل حتما الى الجوار , وعند انتقاله تقوم هناك عاصفة تأخذ معها تلك الكراسي الفارهة , والتي هي مجموعة أو طبقة ترلياتورية وأستقراطية وتجار السلاح التي تكون بالضد من مصالح الشعوب وبالتالي تتشبذ بكراسيها مهما كان الثمن , وها ان العراقيين يدفعون الأثمان على مرأى ومسمع من رجال السياسة المتدينيين ومن رجال الدين المسيسين , وها ان الاقليات تدفع ثمن التعصب والحقد والطائفية ( الحكومة نفسها مبنية على الحصص الطائفية ) من الصابئة المندائيين المهددين بالانقراض ! وها هم المسيحيين يطبقون عليهم شعارالذي قيل قبل 1400 عام ( أسلم تسلم والا تدفع الجزية ) أو ترك كل شيئ أو الموت بقطع الاعناق على الطريقة الحيوانية , ها هم مئات العوائل في الدورة خاصة يتركون ( تحويشة العمر) من اجل الحفاظ على شرفهم وكرامتهم ودينهم , والغريب ان ذلك يتم تحت مرمى ومسمع من الدولة التي لا تقدر ان تحمي نفسها ! فكيف تحمي شعبها ؟ لا بل ان الكثيرمن صناع القرار فيها يعملون بالضد من مصلحة الشعب بدليل ابعاد ممثل المسيحيين من مفوضية الأنتخابات , فهل قامت بذلك الدولة الاسلامية العراقية التي في الافق أم الدولة الحالية ؟ فما هو الفرق بينهما ؟ الجواب عند صناع القرار في الدولة الحالية ( علما قمنا بحملة تضامنية عالمية وعلى معظم المواقع الالكترونية مع مسيحي العراق من اجل حمايتهم وانصافهم واعطاء حقوقهم في كل شيئ ولحد الان الحملة قائمة ) .
ما العمل؟ نقول : لا تستطيعون ان تخدعوا كل الناس كل الوقت , لذا نطلب ونطالب بالتحرك السريع من قبل رجال الدين المسيحيين لأحتواء الازمة وعدم ترك القطيع للذئاب , لان الراعي الصالح يسهر على قطيعه بحياته وهو آخر من يترك الساحة ( عبدالله النوفلي - نتائج التخبط - موقع تلسقف في 2/ 5 / 2007 ) , نعم نحن معه , القائد الحقيقي لا ينهزم من المعركة الا شهيدا أو ومعه كل خرافه الى منطقة آمنة , وليس اول من يترك خرافه بدون راعي لا يعرفون ما هو مصيرهم ! ولا الى اين يتجهون , اعلنوا ما العمل ! شكلوا جبهة مسيحية - مسيحية ومن ثم مسيحية - اسلامية , لا تخافوا الاسلام الحقيقي باق , العيش المشترك باق , التاريخ والحضارة المشتركة لا تزول , اللغة المشتركة باقية شائوا ام ابوا ! ألم يحن وقت النزول من الكراسي وشمر السواعد ,؟ ألم يحن وقت التسامح والسماح ؟ ألم يحن وقت ترك الخلافات جانبا ومهما كان عمقها ؟ ألم يحن وقت ترك الكبرياء والانانية والحقد والبغض ؟ اذن متى يتم ذلك إن لم يكن اليوم قبل غد ؟ عيب والله أربع سنوات من الاتهامات والتخوين وعدم الاعتراف بالاخر والغاءه واقصائه بشتى الوسائل والطرق , كل هذه المدة والتسمية لم تتفقون عليها , فكيف ومتى تتفقون على الامور الاساسية التي تهدد وجود وكيان ودين المسيحيين ( لأنهم لا يقولون الكلدان فقط يتركون , أو الاشوريين فقط , أو السريان فقط , بل يقولون المسيحيين ! فهل سمعتم ! ام هناك شيئ في آذانكم , لنبقى كما كنا سابقا ( الكلدان والاشوريين والسريان ) , المرحلة خطرة جدا جدا , اعملوا اي شيئ , اعلنوا أي شيئ ترونه مناسبا ( وعدم الاكتفاء ببيان المطران الجليل لويس ساكو المحترم ) ان الماء وصلت الى السقف , الى العنق , انهم يقضون على الاقليات واحدة بعد الاخرى , بدأوا بالصابئة وجاء دوراليزيديين ومن ثم المسيحيين , وهلم جرا , لماذا ؟ لأننا غير موحدين , مشتتين , قتلنا هذا الكبرياء الفارغ , قتلنا الأتكاء على التاريخ والنوم هناك , قتلنا عدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب , قتلنا غرورنا المتعجرف , قتلنا عدم قراءة الواقع كما هو ؟ قتلنا تقديس وتأليه الاشخاص , قتلنا تعليم الحمار القراءة والكتابة والدوران معه , قتلنا السلطة ثم السلطة والتشبث بالكرسي , لا بد من عمل شيئ , لابد من هزة , لا بد من موقف يعيد الامورالى نصابها , انها ثقافة الحوار وحوار المثقفين , انه حوار المسيحي - المسيحي اولا , نعم لا بد من ذلك , قبل الحوار المسيحي - الاسلامي , اعبروا الوادي ايها الرعاة , تعالوا الينا نحن شعبكم , بدأت الذئاب تأكل واحدا بعد الاخر , ألا تخافون التاريخ , ؟ألا تخافون الله ( هذا اذا عندكم ايمان ) , ألا تخافون محاسبة ضميركم قبل الناس ! ماذا تنفع دولاراتكم وعقاراتكم ان خسرتم شعبكم , ماذا تنفع دولاراتكم وكراسيكم ان خسر واحدا أو واحدة من خواتكم شرفها , ماذا تنفع دولاراتكم ان جاء والد وبيده رأس طفله يقدمه هدية لكم لأنكم تركتموه وهربتم من المواجهة , هل في المستقبل تريدون ثقة الشعب والاكليروس من اجل ترقية ما ؟ لا والله , إن لم تقوموا باية مبادرة من اجل انقاذ شعبكم , لا نقول ان الشعب والاجيال القادمة هي التي تحاسبكم , بل نقول ان الرب والتاريخ والوجدان والضمير يؤنبكم , كفى , القطيع تشتت لأنه لم يسمع صفير الراعي , انه بحاجة الى صوت الاطمئنان والامان , بحاجة الى الكلأ والماء , الى الحضيرة المسيجة , الى الكرامة , الى الوجود , الى النظر اليه كأنسان , الى هزة كهربائية عنيفة يا رجال الدين المسيحيين والاسلام الشرفاء لا تخافوا لان الشعب بكل أحزابه ومنظماته معكم ,نحن بالأنتظار .
[email protected]
#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟