أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي عيسى - يحاربون الاستعمار، ويأسفون لاستقلال الأندلس














المزيد.....

يحاربون الاستعمار، ويأسفون لاستقلال الأندلس


علي عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 576 - 2003 / 8 / 30 - 09:16
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



"إن الأعراب إذا دخلوا مدينة هدموا أبنيتها وجعلوها أثافيّ لقدورهم"
ابن خلدون


 
كيف يمكن لإنسان متمدن أن يتوازن أخلاقيا، وهو يحلل لنفسه ما يحرّمه على غيره معتبرا إياه كبيرة الكبائر؟ ففي الوقت الذي نرص صفوفنا ونجند كل قوانا وقدراتنا مستعينين بكل أحرار العالم، متمسكين بكل الشرائع الإلهية والإنسانية والدولية، لمقاومة الاستعمار ومجابهته وطرده من بلادنا، ومناصرين الآخرين لطرده من بلادهم، يحلو لبعض الناس أن يندبوا حظ الأمة العربية العاثر، وتآمر المستعمرين الغربيين عليها، وإسقاط إماراتها البائدة المتناحرة في الأندلس الإسبانية التي احتلها العرب واستعمروها على مدى ثمانمائة عام.
كيف يمكن أن نعطي الحق لشعوبنا وشعوب العالم في التخلص من نير الاحتلال والاستعمار، وفي الوقت نفسه نحجب هذا الحق ونمنعه عن الآخرين حين الأمر يتعلق بمصالحنا؟ قد يحلو لبعضهم أن يدعي أن غزونا واحتلالنا يختلف عن غزو واحتلال غيرنا، فنحن إنما نقوم بإعمار البلاد المفتوحة ورفع سوية شعبها الأخلاقية والحضارية والمدنية، وقد غاب عن أذهان هؤلاء أن كلمة الاستعمار قد اشتقّت من كلمة إعمار، وأن هذه الحجج الواهية التي لا تنطلي على أحد وقد استخدمها كل الغزاة المحتلّين في كل بقاع الأرض لتبرير غزوهم واحتلالهم إلا من أسفر عن وجهه ونزع أقنعته وأعلن حقيقته ونواياه ومراميه دون مراوغة أو زيف، كما فعل الصليبيون، وإذا كان هناك من يدعون أن غزو الأندلس إنما كان لنشر المحبة والتسامح والأخلاق الحسنة بين شعوب تلك البلاد فقد نسي قصة الخلاف على المال والذهب والسبايا والعبيد بين موسى بن نصير وطارق بن زياد، كما نسي أن الأندلس الإسبانية كانت تدين بالمسيحية أي أنها من أهل الكتاب وتعاليمها - كدين – يحتوي على كثير من تعاليم المحبة والتسامح حتى مع الأعداء وأنها في هذا المجال ليست أقل كثيرا من غيرها. ليس للاستعمار والاحتلال سوى هدف واحد، هو نهب خيرات الشعوب والبلاد، وتسخير مقدراتها لصالح الدولة الغازية وأبنائها، ومهما تكن المسميات التي تسمى بها الغزو العربي للبلدان الأخرى، فإن الأهداف والأسباب واضحة جلية لا تخفى على أحد، فبسبب "حروب الزكاة أو الصدقة – وقصة خالد بن الوليد مع مالك بن نويرة معروفة وكانت سببا من أسباب إقالة عمر (رض) لخالد" وبسبب "حروب الردة" التي زلزلت كيان الجزيرة العربية، فإن الانطلاق خارجا كان متنفسا ومنفذا لصرف أعراب الجزيرة عن التفكير في تفرد قريش بالسلطة، وبسبب قلة الموارد المالية داخل الجزيرة – الصحراء القاحلة الناضبة من الخيرات، فقد أغرت السلطةُ القبائلَ على الانطلاق، للتنعم بخيرات البلدان المفتوحة والتلذذ بنسائها وطيب مناخها، فكان الغزو والاستيطان والنهب والسلب وكسح الأموال وسبي النساء والتلذذ بهن وأسر الرجال وتحويلهم إلى عبيد وبيع الفائض في سوق النخاسة. إن من يدعي أن الغزو العربي للبلدان الأخرى كان يهدف لنشر الدين الإسلامي الحنيف، ينقصه الكثير من الأدلة، فلو كان الأمر كذلك لأرسلت قريش بعثات تبشيرية لنشر الدين، ولو أن أحدا من الدول عارضها في ذلك، لكان هناك مسوّغ للحرب، لكن وكما يعلم الجميع ففي بعض الحالات كان الولاة يستاءون من إقبال الناس في البلدان المفتوحة على الدخول في الإسلام، لأن ذلك سيؤدي إلى الانعتاق من الجزية والضرائب الأخرى – وكانوا يرفضون – لأنه سيقلل من الخراج والدخل المالي للدولة. ثانيا كيف يمكن أن نصدق أن الإسلام وهو دين الرحمة والمحبة والتسامح سيتواءم أو يتلاءم أو يقبل بالقتل والهدم ونهب الأموال وتحويل الرجال إلى عبيد والنساء إلى إماء وبيعهم في سوق الرقيق، وما فعله خالد بن الوليد في ( بانقيا ) ما هو إلا دليل من الأدلة الكثيرة على ما فعل غيره أيضا. ما هو الفرق بين هذا الغزو الاستيطاني، وبين أي غزو استعماري آخر. دائما وأبدا وفي كل مكان وزمان يمكن للمحتلّين تسويغ احتلالهم، مرة بحجة نشر الثقافة وأخرى اللغة وثالثة الدين ورابعة لتحضير وتمدين الشعوب والبلدان المحتلة. إن الإسلام لا يتحمّل أبدا وزر هؤلاء الغزاة، والإسلام براء من هذه الأعمال كلها كائنا من كان قد قام بها. إن ادعاء نشر الحضارة كذبة كبرى، فالحضارة لا يمكن أن تُعلّم وتُكتسب خلال بضعة أعوام، لأنها تراكم ثقافي فني إنساني ينتقل من جيل إلى جيل مع التعديل والتطوير وما كان لأولئك الغزاة الرعاة شيء من ذلك، وهم الذين كانوا يحتقرون الزراعة والصناعة (المهن) ويعتبرونها أعمالا مذلة منافية لأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم التي يفاخرون بها والتي تتمثل في الصيد والقنص والطراد والغزو والطعان والسيف والسنان.
إن الحضارة العربية لم تنشأ إلا بجهود أبناء البلاد المفتوحة الذين كانوا على اتصال بالحضارتين الفارسية والرومانية – البيزنطية، وبعيدا عن الجزيرة العربية، وبعد حركة الترجمة الواسعة للعلوم والفلسفة التي أقامت اتصالا بالعالم، وفنون الزخرفة لم ترق أبدا إلى مستوى الفن التشكيلي، حتى سيبويه أشهر علماء اللغة العربية كان من أصل فارسي كما كان كثيرون غيره من العلماء من أصل غير عربي. إن الاستعمار واحد، وأهدافه وغاياته واحدة في كل زمان ومكان، ولا يمكننا تقسيمه إلى استعمار خير واستعمار شر، مهما قيل ومهما تقوّل المدعون. 

[email protected]
[email protected]
[email protected] 



#علي_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعراب والبلدان المعربة
- رجل +أمرأة ...... وقع المحظور
- خطان متوازيان لايلتقيان 2- الخرافة والحضارة
- هل هذا يحدث في مصر؟


المزيد.....




- الحرس الثوري الإيراني: ردنا سيكون أوسع نطاقا في حال كررت إسر ...
- زاخاروفا تشبه نظام كييف بتنظيم -القاعدة- بعد تصريحات وزير خا ...
- إعلامية مصرية شهيرة تعلن حصولها على حكم قضائي ضد الإعلامي ني ...
- السفير الروسي في سيئول: روسيا وكوريا الجنوبية يمكنهما تحسين ...
- بلينكن يحذر نتنياهو من خسارة فرصة التطبيع مع السعودية
- مصر.. الهيئة الوطنية للإعلام تكشف تفاصيل سقوط أحد موظفيها من ...
- حرب غزة تنسف شعارات الغرب
- زاخاروفا: استنتاجات خبراء العقوبات ضد بيونغ يانغ مبنية على م ...
- صدى احتجاجات الطلاب يتردد في فلسطين
- القوات الإسرائيلية تفجر مباني جامعة الأزهر في منطقة المغراقة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علي عيسى - يحاربون الاستعمار، ويأسفون لاستقلال الأندلس