أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زين الدين - جدلية الدولة الديمقراطية والأحزاب السياسية














المزيد.....

جدلية الدولة الديمقراطية والأحزاب السياسية


محمد زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1901 - 2007 / 4 / 30 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمسى الاقرار بالديمقراطية يرتبط اليوم بضرورة وجود الأحزاب السياسية ؛ فلا ديمقراطية بدون أحزاب سياسية؛ مثلما لا أحزاب سياسية في غياب الديمقراطية .
إن هذه العلاقة الجدلية بين الديمقراطية والأحزاب السياسية نجدها حاضرة بقوة في كتابات الفقيه الدستوري كلسن حينما أشار على:" أنه من الوهم أو النفاق القول بأن الديمقراطية يمكن أن توجد بدون الأحزاب ؛ وذلك أنه مما لا يحتاج إلى بيان أن الفرد وهو منفرد لا يكون له أي نفوذ حقيقي في تكوين الإرادة العامة؛ فالديمقراطية هي ولاشك دولة الأحزاب"
إن هذا التوجه نجده حاضر في ذهنية باحث يقظ من طينة موريس دوفيرجيه الذي اعتبر الحزب يرتكز على ضرورة ترسيخ الدمقراطية التي تعني في نظره " النظام الذي يختار فيه المحكومون الحاكمين عن طريق الانتخابات الصحيحة الحرة "؛مكرسا هذا الفقيه الفرنسي جهوده لإبراز الجانب التنظيمي للأحزاب السياسية معتبرا الحزب"عبارة عن تجمع من المواطنين يجتمعون حول منظمة معينة3 فيما يذهب استروغورسكي في كتابه" الديمقراطية والأحزاب السياسية " الذي ربط فيه ربطا جدليا بين الأحزاب السياسية والديمقراطية باعتبار أن الأحزاب جاءت نتيجة للأخذ بالنظام الديمقراطي، كما أنه تساهم في بناء أسس الديمقراطية فهي "تشكل الأحزاب السياسية مؤشرا قويا على تشكيل المؤسسات الديمقراطية؛ بحيث تضمن وظيفة أساسية تكمن في التداول على السلطة

من خلال الاستعراض السابق يتضح لنا مدى أهمية والدور الذي تقوم به الأحزاب السياسية في المجتمعات المختلفة في أيامنا هذه. فهذه المجتمعات تتصف بدرجة عالية من التعقيد والتداخل، ويتواجد فيها العديد من التقسيمات والاختلافات الطبقية والعرقية والجنسية وغيرها من التقسيمات التي نعرفها اليوم. ولذلك فإننا نجد الكثير من التنوع والاختلافات وتنتشر العديد من الاتجاهات الفكرية والفلسفية والدينية… الخ من الاتجاهات التي تعود في أسبابها إلى تنوع واختلاف المصالح بين مختلف الجماعات.
ومن أجل بناء مجتمع ديمقراطي يستوعب كل هذه الاختلافات فإنه لا بد من توفر أهم عناصره وهي:
1تحقيق التعددية الحزبية والتعددية السياسية ؛وذلك بتوفير مختلف الضمانات الدستورية والقانونية والسياسية التي تكفل للمواطن الحق في حرية الاعتقاد والتعبير وحرية الانتماء السياسي
من هنا نرى أن التعددية الحزبية ووجود الأحزاب السياسية هو دليل على حيوية المجتمع وصحة توجهه نحو التطور والتقدم، وبناء دولة عصرية يسودها النظام والقانون، الذي يعتبر أهم الركائز لبناء مجتمع مدني.

2 التداول على السلطة
إن وجود أي حزب سياسي واستمراريته مرهون بالدرجة الأولى بتعميم وترسيخ الديمقراطية في مجمل العلاقات الحزبية لهذا الحزب؛ وهذه الديمقراطية التي تجد جذورها في جوهر الحزب السياسي، الذي يقوم على علاقة طوعيه واختيارية، وينضم إليه أعضائه وفق رغبتهم الذاتية وآرائهم الحرة.
ومن أجل توفير المتطلبات الأساسية لعملية بناء الديمقراطية داخل الحزب السياسي فإنه يجب أن يتضمن النظام الأساسي الذي يحكم العلاقات الحزبية الداخلية الأمور التالية:
1- توفير الضمانات اللازمة لتمكين كافة الأعضاء في المشاركة في عملية رسم وتحديد برنامج الحزب.
2- تساوي جميع أعضاء الحزب في الحقوق والواجبات.
3- تشكيل هيئات الحزب ومستوياته المختلفة من خلال الانتخاب والاختيار الديمقراطي.
4- ضمان حق كافة الأعضاء في الترشيح والانتخاب والتصويت لمختلف الهيئات الحزبية.
5- ضمان عقد اجتماعات دورية ومنظمة للمؤتمرات واللقاءات الحزبية.
6- وجود جهاز مراقبة ومحاسبة تغطي صلاحياته مختلف الأعضاء والهيئات الحزبية.
7- ضمان حق الأعضاء في التعبير عن وجهة نظرهم بحرية.
8- اتخاذ القرارات وفق رأي الأغلبية مع إعطاء الأقلية الحق في التعبير عن وجهة نظرها.
9- ضمان حق الأعضاء في الإطلاع على موازنة الحزب، مصادرها وسبل صرفها.
إن توفير الضمانات القانونية والسياسية لبلورة مجتمع التعددية الحزبية والسياسية من شأنه أن يخلق مداخل مركزية لتكريس الدولة الديمقراطية خصوصا بالديمقراطيات الناشئة.



#محمد_زين_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجتمع المدني : المفهوم والدلالات
- المؤسسة الملكية ورهانات التحديث بالمغرب الراهن
- الشباب المغربي واستحقاقات 2007
- واقع وآفاق المشاركة السياسية للجالية المغربية بالخارج
- العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟
- صراع اللاحضارات
- سؤال الاصلاح الدستوري في مغرب التسعينات
- تصريف العدالة الانتقالية بالمغرب هيئة الانصاف والمصالحة نموذ ...
- تأثيرات أنماط الاقتراع على مسألة الانتقال الديمقراطي
- سريان النخب بالمغرب
- بناء مجتمع المواطنة
- عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد
- الديمقراطية المعولمة


المزيد.....




- جواز الإمارات الأول عربيا والأمريكي يخرج من قائمة العشرة الأ ...
- 11 شهيدا في استهداف الاحتلال سيارة تُقلّ عائلة شرق مدينة غزة ...
- زيت بذور اليقطين.. حل طبيعي لتساقط الشعر ولكن ليس للجميع
- الجنائية الدولية ترفض طلب إلغاء مذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت ...
- مكتب نتنياهو يصدر بيانا بشأن استلام جثة رهينة.. و-حماس- تعلق ...
- ترامب لزيلينسكي: حان الوقت لإبرام اتفاق ينهي الحرب مع روسيا ...
- -مسار الأحداث- يناقش صراع الإرادات بعد وقف إطلاق النار بغزة ...
- محللون: صراع الإرادات السياسية يهدد المرحلة الثانية من اتفاق ...
- إيران: قيود مجلس الأمن ستلغى غدا وحقوقنا السيادية غير قابلة ...
- كينيا من دون رايلا أودينغا.. من يرث كتلة أصوات لملايين الناخ ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد زين الدين - جدلية الدولة الديمقراطية والأحزاب السياسية