أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد القادر برغوث - طبيب روحاني














المزيد.....

طبيب روحاني


عبد القادر برغوث

الحوار المتمدن-العدد: 1902 - 2007 / 5 / 1 - 13:37
المحور: الادب والفن
    



قصة قصيرة

مررت أمام الباب ذهابا ًوإيابا ًعدة مرات ثم ترددت في طرقه وما كدت أفعل حتـى فـتح الباب فـتى صغــيرا, أدخـلني ُمَرحِـباً بي إلى غرفة الجـلوس, بالغرفـة أربعة أشخاص كان كل منهم أتى لنفس الغاية التي جئـت مـن أجلها.
ديكور الغرفـة غريب بـعـض الشـيء ويـثير الوجل والرهبـة, السـتائـر غامـضة الألوان والأضواء خافتة ويوجد أمامي على الحائط قرنا ـ علــى ما يـــبدوـ غزال, أحزنني ما آل إليه هذا الغزال المسكين.
و ما كدت أتبادل بضع كلمات مع الموجودين حتى دخل علينا رجل تبدو عليه ملامح الهيبة الوقار وكثيرا مـن الغموض, والحقيقة أنني قصدت هـذا الـرجل على أساس أنـه معالج روحاني وذلك بعد أن سـمعـت الكثير عـــن قدراتــــه الإستشفائية التي ساعد بها الكثير من النــــاس.
سأل الطبيب عن أسماءنا و وظائفنا ثم راح يشرح لنا معنى كلمة الروح وعـن الأرزاء والأمراض التي قد تصيبنا ثم التفت إلي وسألني عن مــــا أشكو منه, شعرت بإحراج شديد ولم أعرف من أين أبدأ.
فقال المعـالج: كل الناس تـعاني من أمراض مختلفـــــة ولا عيب في أن نكشف أنفسنا لضوء السماء ونور الشمس حتى نتطهّر ونتطيّب منها, قاومت الإحراج الشديـد قلت بتردد: تبدأ مشكلتي منذ زمن طويل وذلك أنني كنت أشعر في كل ليــــلة أن روحي تصير سمكة تسبح في أعالـي البحار وبعد مدة طويلة من السباحـة و التجوال ترجع روحي إلي فأشعر بكثير من الراحـــــــة والانتعاش وفي ليـلة مــن الليالي العاصفة وبينما هذه السمكة تسبح كعادتها هناك في الأعالي البعيدة علقت بشــباك صـيد ومـن ليلتها وروحي عالقة هناك، أصاب الوجوم الحاضـرين ثم قال أحدهـم لقد سمعت بقصة مشابهة في إحدى البرامج التلفزيونية، أمّن المرشد الروحي لكلامه وقال إن فضاءات الأرواح عالم بكامله ولا يسعنا إلا الاندهاش لأطوار هذه الأرواح ثم قال موجه ً الكــــــلام للحضور قائلا: ما رأيكم برحلة إلى عرض البــــحر... حسناً أغمضوا أعينكم وتخيلوا أننا نرتفع بأرواحنا عن أجسادنا ثم ها نحن نطـير نحو البحر كطيور النورس... نغطس الآن فيـــــه كأسما ك, ثم صمت قليلا وسأل : من منكم يتطوع ويحاول تخليص صديقنا العالـق في الشباك؟غطس أحدهم نحوي
هاهـي ذي سمكة برونزية اللون جاحظة العيـنين تقترب مني تحاول جذبي إليها، تدفـعنـي يمينا ًويسارا ً ثم تقضم الشباك بأسنانـها الحادة في استبـسال وجـهد, علقت هي أيضا ًمثلي انتفضـتْ قاومت بشراسة ولكنها عالقة تماما و ستستسلم وتهدأ عاجلاً أم آجلاً كما فعلت أنا قبلها تمـامــــا ً.
عدنا إلى الواقع والخيبة تخيم على الجميع, حاول المرشد تفسير ما حدث ولكن كان كلامه ثقيلا ً جدا ًعلى صدورنا وهكذا انفضضنا من حوله وكل ٌ منا نـــاقم عـلى المرشـد والشـباك، شـعرت بالإحراج وأنا أمشـي مع رفـيقي العالق معي ، ولكنه ربت على كتفي وانصرف و هكذا قررت أن لا أحلم مرة ثانية وأن لا أشتاق إلى البحر أبدا وان كانت روحي فيه.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصص


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد القادر برغوث - طبيب روحاني