الفريضة الغائبة كارثة العقبة

عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 572 - 2003 / 8 / 26 - 06:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

قراءة الفاتحة ... وبضعة أسطر بركن الجريدة ... وتمضي الحياة ...!!!
عدة آلاف من الجنيهات – تدفعها شركة التأمين الأردنية- ُتلقى لورثة هؤلاء الفقراء الذين أذلتهم الحياة فتركوا الأرض والولد وخرجوا يبحثون عن بعض الكرامة الإنسانية تبنيها بعض القروش القليلة ، فذهبت حياتهم سدىً بين روث البهائم في ميتة بشعة مختنقين بغازات سامة في بيئة لا آدمية ، لم يجد أصحاب المال في هذا البلد العربي الشقيق سوى أهلنا ومحارمنا ... لتنظيفها !!!.
فكان الموت ... مثل الحياة ...فقراً وذلاً ...بلا ثمن ..!!
أكاد أراهم يختنقون رويداً رويداً يحاولون الهرب تمنعهم الحاجة وتعسف صاحب المال فيتذكرون البؤس في بلادهم فيصبرون حتى يحصدهم الموت روحاً بعد روح وما من مغيث أو قلب يرق أكاد أوقن أن سبب السؤال عليهم كان فقط :لم تأخر هؤلاء الكسالى في تنظيف الصومعة ولم يكن الجواب ، إلا لأنهم جميعاً جثث لم ينجو منهم أحد وتنتهى القصة ...
لتتكرر في قطر عربي آخر مع بعض التغيرات البسيطة ... ويظل الثابت دوماً أنهم ... الضحايا ... من هنا !!!
فتاة من أقصى صعيد مصر ... في الثامنة عشر ، تترك ورائها كل الموروث من عادات وتقاليد وتخرج بحثاً عن بعض الدراهم تساهم في تكلفة عرسها .تخرج ليس فقط خارج نطاق القرية بل خارج رحم الوطن كله وها هي تعود  فقط بالكفن الأسود ..!!!.
وشيخ كبير يتكأ على سنوات عمره العجاف بحثاً عن مستقبل لأولاده بعيداً عن وطن تمت مصادرة الأحلام فيه ...!!!، ولأن القذى يملأ عيوننا .. ما ذرفنا دمعه ..!!.
 ولأن الدنيا تملأ قلوبنا ... شيعناهم بقليل من الشفقة نحن أصحاب الجلود السميكة و الكروش الواسعة ... هل نستحق حقأً الحياة ..؟؟؟.
فلتحمد الله يا بن الخطاب وتخر للأذقان سجّداً أنك ما عشت زماننا ،أنت الذي كان تعثر شاه ... شاه في صحراء بغداد يقض عليك المضاجع ...!!!.
نعم ..لم يبق لنا أمل في حياة شريفة تليق بنا ، لم يبق لنا إلا العمل والجد ، ليس أمامنا إلا الإصرار على التغيير وليذهب مدمنوا الاستقرار إلى الجحيم .
فلُنسائلهم ماذا يفعلون ؟؟ ، وبأي حجة بعد ذلك يستمرون ؟؟.
كيف لا يشعر أيا من السلطان وأعوانه بشيء من وخز الضمير فيستقيل ؟؟؟ بشيء من الحمية أو قليل من الكرامة فينفعل أو ينتحر ؟؟
ليظل قول الله فوق الرؤوس " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ".
فهل نستحق نحن حقاً ... البديل ؟؟!!.
كارت أحمر

صورة لجندي أمريكي لم يصدق إنه نجا من جحيم العراق وعاد إلى الولايات المتحدة سالماً يقبل أرض المطار بعد وصوله إلى قاعدة هنتر ... هل تذكرون فيتنام ؟؟.
جثث الأمريكيين تملأ الثلاجات في باكستان والقيادة العسكرية الأمريكية لا تعلن عن ذلك عمداً حتى لا تثور ثائرة الرأي العام الأمريكي ... وغداً تملأ ثلاجات العراق ... !!!.
الجيش الأمريكي يعتذر عن المواجهات مع الشيعة ... وطني حبيبي الوطن الأكبر ..!!.
القنوات التليفزيونية الأمريكية تقرر وقف عرض أفلام شوارزنجر لحين انتهاء انتخابات كاليفورنيا ... ما رأي السيد وزير الأعلام والريادة !!؟؟.
القوات الأمريكية تخشى ازدياد التعاون بين الشيعة والسنة ... مدد مدد شدي حيلك يا بلد .
ليبيا تعلن إتمام الاتفاق مع أمريكا وبريطانيا على مسئوليتها عن حادث لوكيربي ودفع ثمانية مليون دولار لكل ضحية مع رفع العقوبات المفروضة عليها ... أنها العقلانية ... تجتاح دولنا العربية .
ثلاثة آلاف فرنسي قتلهم الحر في أسبوعين ... منتهى الرفاهية ..!!.
إلغاء ترخيص سلاح أستاذ جامعي لإطلاقه الرصاص داخل حرم جامعة المنيا ابتهاجا بتعيين رئيس جديد للجامعة ... ومن النفاق ما قتل ..!!.
لجنة الرياضة بمجلس الشعب تقطع عطلتها الصيفية وتعقد اجتماعا عاجلاً لمناقشة قضية أسوان وطنطا الكروية ... آه يا بلد ... !!!

د/ عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح

 

#عبد_الفتاح_أحمد_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل