الفريضة الغائبة خراف العيد

عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 400 - 2003 / 2 / 17 - 03:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

وأقرباء الدم في قدسنا الشريف يصومون العام كله . وليس الأيام الأول من ذي الحجة فقط . ويفطرون على الحصرم .. يضحون بأنفسهم "قرباناً" لله والوطن، غير عابئين على أي هيئة يموتون وفي أي مقبرة سيدفنون، وكيف سيوصفون إرهابيون أم شهداء ؟! . وعلى مقربة منهم "تسن" الصواريخ والطائرات مدىً وسكاكين لتذبح شعباً عربياً آخر " ضحية" على المذبح الأمريكي .. "مسيحاً" يصلب فداءً لإرهاب مصنوع، وعدو غير محدد الملامح .. !! .
ومسرح الشرق الأوسط "يعد" لغد مختلف، وأبطاله من أمريكان وإنجليز يحفظون أدوارهم .. يراجعونها .. يشحذون أسلحتهم، ونكتفي نحن أصحاب الأرض .. والضحية !! بأدوار "الكومبارس" لا نعرف من "الأدوار" الرئيسية إلا "أدوار" التذلل والمسكنه .. البعض منا بأوراق الشجب يغطي عين الذبيحة العربية – بعد استواء عنقها على المذبح الأمريكي – بدعوى الرحمة والرفق بالحيوان !! .. والبعض للغباء السياسي والنكاية في الذبيحة يتقرب للجزار الأمريكي زلفاً وخوفاً وطمعاً .. !! .
وكل هذا يحيط بنا يلطم أجسادنا المترهلة وأرواحنا المستكينة يأتي عيد من أهم أعياد الأمة ولا يتبقى لنا منه إلا ذبح "خروف" العيد .. سنة نظن أننا بها نرضي الله عن "السكوت المهين" عسى أن تستريح ضمائرنا المعذبة .. !! . نتقرب بها إلى الله أملاً أن يغفر لنا ما نزرعه كل لحظة من تراجع !! . عسى ألا يرى الله رايات الاستسلام المرفوعة فوق بيوته ومآذنه . نتصدق ببعض الدراهم طمعاً في ألا يحاسبنا إلا على ما نكتنزه ونهربه من جبال أمول المسلمين في بنوك بلاد الغزاة !! .
نتبرك بدمه السائل حارا عن دمائنا اللزجة في عروقنا التي لا تنبض . نستعيض عن " وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل " بفروة من شعر وروث .. !! .
يأتي هذا العيد وكلنا في ما كان يطلق عليه الوطن العربي نذبح كالنعاج !! ، لكن الفرق بيننا وبين النعاج أنها تذبح لتستريح وتفيد .. تستريح من عيش الذل والهوان وتفيد في ملء بطن جائع فقير كان أو مسكين !! . أما نحن فنذبح بلا ثمن نجنيه أو تجنيه الأجيال من بعدنا .. نذبح ليتقدم الغازي الأمريكي الإسرائيلي منتصراً على أجسادنا الميتة ليدنس ويلتهم كل "أقداسنا" .. التي كانت شريفة .. !! .

كارت أحمر : -

• الحكومة تصدر قراراتها لـ "تعويم" الجنيه المصري .. .. أم لـ " إغراق " المواطن المصري !! .

• السيد عاطف عبيد في تصريح "منذ فترة" : - إذا أرادوا تعويم الجنيه، فليبحثوا عن رئيس وزراء غيري .. .. ما أسم رئيس الحكومة الحالي ؟؟؟ .

• حكم للمحكمة الإدارية العليا : - " طبائع الأمور تفرض على كل مسئول أن يستقيل عندما يقع في القطاع الذي يشرف عليه خطأ جسيم .. .. حتى إن لم يقع منه شخصياً " .. .. ترى كم مسئول سيبقى في منصبه لو تم الأخذ بهذا الإيضاح ؟؟ .

• للعلاج من الإدمان لابد من تصريح من مكافحة المخدرات .. .. لهذا لا يتم شفاء السادة الوزراء من داء التصريحات الكاذبة !! .

• السيد أحمد العماوي ينتقد أصحاب الرؤى الرجعية الذين يعارضون إقرار قانون العمل الموحد .. .. طبعاً سيادته وزير القوى العاملة .. الأجنبية !! .

• السيد عمرو موسى يصرح : " خيار الحرب ضد العراق يفتح أبواب الجحيم ويجب استبعاده، والأمم المتحدة هي الجهة الوحيدة المختصة بإصدار القرار " .. .. كلام .. كلام .. كلام .. .. ما باخدش منك غير كلام .. !! .

• السيد كولين "باول" .. .. "يتبول" على قرارات الأمم المتحدة .. .. " ليقضي حاجته " في الشرق الأوسط .. !!! .

• شريط رجل الأعمال والراقصة في " حواري " لندن بالعملة الصعبة .. .. ماذا لو اقتصر تصدير شرائط فضائحنا للخارج على القطاع العام فقط .. كله تصدير . !!! .

• الممثل الإسرائيلي في قطر يقيم كنيساً يهودياً للصلاة في مبنى الممثلية الإسرائيلية في الدوحة .. نوع من أنواع الوحدة الوطنية !!! .

• عضو بمجلس الشعب يطلب مد سن المعاش للأطباء لسن الــ 65 ، حيث أن معاش الطبيب أقل من معاش أصغر موظف بوزارة العدل أو الداخلية .. .. رحم الله أبي .. .. والخمسة " عين " .. !! .

د / عبد الفتاح أحمد عبد الفتاح
نشرت بجريدة التجمع – العدد 88

#عبد_الفتاح_أحمد_عبد_الفتاح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات