كرة القدم النسوية..حلم لم يكتمل بعد

نيللي المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1891 - 2007 / 4 / 20 - 13:08
المحور: المجتمع المدني
    

كرة القدم لعبة باتت مشتركة بين الفتيان والفتيات بعدما كانت حكرا على الرجل في القرون الماضية واصبحت لعبة ذات اهمية كبيرة لدى الاوساط النسائية المختلفة باعتبارها لعبة تحدى امام الرجل ومن حقهن المشاركة بها ، ونحجت الفتاة العربية في خوض غمار التحدي ومثلت بلادها في المحافل العربية وانتشرت اللعبة في معظم بلدان الوطن العربي واقيمت بطولات عربية واسيوية خاصة بالقدم النسوية وتفاعلت معها الفتيات العربيات وكان لها صدها واثرها في تطوير القدم النسوية واصبح الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا يرعى هذه اللعبة النسوية ويقدم الدعم بما يستيطع من اجل هذا التطوير، فمنذ ايام طالعتنا الصحف العربية بخبر رياضي اعتبر سابقة من نوعها بالسعودية حيث اقامة دوري سعودي في جامعة الأمير محمد بن فهد الأهلية في مدينة الدمام (شرق السعودية) يتكون من اربع فرق يديره طاقم تحكيم نسوي من كندا يجري حاليا كاحد الانشطة الرياضية التي تمارسها الطالبات الجامعيات هناك وان الدوري يقام بنظام السداسيات "الفريق يتكون من 6 لاعبات" وسيحصل الفريق الفائز على كأس البطولة والميداليات الذهبية فيما يحصل صاحب المركز الثاني على الميداليات الفضية وعلى الرغم من ان الاعبات السعوديات ابدين حماسا منقطع النظير و استعدادا على المنافسة الشريفة فيما بينهن دون أن يغفلن النظرة القوية لتسجيل الأهداف وخطف كأس البطولة الأول، فتطالعنا الصحف مرة اخرى لتعلن انه تم ايقاف هذا الدوري دون ذكر اي اسباب بالرغم من ان هذا الدوري يقام بعيدا عن عيون الرجال و الاختلاط ..
موضوع حساس وشائك لم اكن اود التطرق اليه كون السعودية الشقيقة لها خصوصية ومكانة مميزة ولكن ما اردت الوضول اليه هل دوري كرة قدم مثل هذا الدوري الذي تم ايقافه جاء في اطار طموح الفتاة السعودية في ممارسة الرياضية بحرية تامة داخل اسوار جامعتها بعيدة عن الرجل؟ هل جاء الوقت لان تقول الفتاة السعودية كلمتها في هذا المجال خاصة وان لعبة كرة القدم باتت تغزو كافة الملاعب العربية الانثوية؟ الرياضة من حق اي فرد ان يمارسها والفتاة العربية لها الحق في ذلك طالما تأتي ضمن اسس واساليب تتفق مع انماط البيئة المجتمعية والعادات والتقاليد والدين وان لا تكون مخالفة لما سبق، والسؤوال الذي يطرح نفسه هنا ...طالما ان الدوري النسوي السعودي كان داخل اسوار الجامعة وبعيدا عن اي اختلاط وبمشاركة الفتيات وحتى طاقم الحكام كان نسوي ايضا ..فلم تم ايقافه؟ لست هنا بصدد ان ادافع عن الفتاة السعودية اوان ادعوها لممارسة اللعبة كونها على دراية اكثر بما يلبي طموحها وفق التسهيلات وما يتوافق مع بيئتها العربية،ولكن اليس من حق الفتاة العربية في الوطن العربي ان تمارس حقها في الرياضة وفق ما ترتأيه مناسبا ويتناسب مع طبيعة مجتمعها؟
ولكن لو عدنا لنفس الموضوع فانا شخصيا لا اتوقع ان هذا الدوري من الاساس حصل في السعودية لاسباب منها ان الفتاة السعودية لا تمارس الرياضة الا ما قل وما تمارسه ما هو الا تمارين اللياقة البدنية والتخسيس من اجل الرشاقة والتجميل، وايضا لا يوجد اي فرق رياضية نسوية تمثل السعودية ولذلك قد يكون هذا الدوري حصل خارج السعودية ولاعباته من الفتيات السعوديات اللواتي يعيشون بالخارج، وما يدعى للانتباه اسماء الفرق(فالكون, فيراري, الشيطان الأحمر, فايروس) جاءت بشكل يوحي بمدى غرابتها بحيث لا تتوافق لا مع ثقافة الفتاة السعودية وتوجهاتها المختلفة ولا البيئة العربية الرياضية.
يبقى ان نقول من حق المراة العربية المشاركة في كافة الانشطة الرياضية بشرط ان لا تتنافى مع التوجهات الدينية والعادات والتقاليد وان يوفر لها بيئة وجو مناسب هادئ بعيدا عن كافة الاشكاليات التي تعرقل حقها في هذا النشاط ويراعي خصوصيتها ومكانتها.

#نيللي_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل