أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - سومرية العينين -














المزيد.....

سومرية العينين -


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 1905 - 2007 / 5 / 4 - 11:42
المحور: الادب والفن
    



نظرت في وجه حبيبتي "سومـرية العينين" فأذا بتجاعيد الزمن تخط على وجهها شيخوخة مبكرة ……
تأملت عينيها السومرية تأمل شاعراً يحاكي لغة العيون فأحسست فيهما حزن الجنوب ولوعة السياب وحنين مسافر أتعبته ليالي الغربة.
أحسست في عينيها تعب وتقهقر و ذبول ….. لون تمازجت وشائجه بين الأسى والضياع …. بين الشكوى والحنين….بين الحياة والاحتضار.
أبصرت في عينيها بحر متلاطم الأمواج يشوبه التمرد وتصارعه أنفاس المد والجزر…
أبصرت في عينيها رماداً خلفته أوراق العمر المحترقة , وأزهار ذابلة داستها بقسوة أقدام الزمن. … أبصرت في عينيها مسافات وشوارع وذكريات … ووجوه حبلى بالآهات … وأطفال تبكي وأخرى تستغيث, ونساء فرشن الطرقات, وفتيات ضاقت بهن سبل الحياة وما عاد قطار العمر ينتظرهن في محطاته الربيعية الموعودة ,كأنه قد ترك محطاته وسافر بعيداً…
أبصرتُ في عينيها عصافيراً مذ بوحه , وأخرى هاجرت أعشاشها وفراشات يبحثن عن رحيقهن المسروق , وأزهار ذابلة ينظرن إلى السماء بلغه الاستغاثة , عسى أن تحنو عليهن السماء بنزرة غيث قليلة …
أبصرتُ في عينيها ألف قبر و قبر ….. ألف مأساة ومأساة .
تأملت ظفائر شعرها الجنوبي الطويل , حيث لم يعد كما عهدته بالأمس القريب كأنه ليل مد لهم الظلام , ولم يعد يثيرني رونقه لان لونه الأسود ما عاد اسوداً , داهمته خيوط الفجر و أحالته إلى شعلة فضية.
طالعتني حبيبتي بتأسف وحزناً عميق , فأحسست في عينيها دمعةً مترقرقة , وفي أنفاسها تنهيدةُ يشاطرها الألم فأردت إن أبدد غيوم الحزن , وامسح عن عينيها السومرية دموع الأسى , واخفف عنها وطأة الضيم … أردت أن ألاطفها , أداعبها , أغازلها … وحاولت عبثاً أن امسك خصلة من شعرها الفضي فامتنعت وامتعضت … حاولت أن أكلمها , أتحدث معها , أحاورها , فانفجرت بكاءاً ونحيباً , وأحسست حشرجةً في صوتها الأنثوي الساخن
…" اخجولةً أنت من عاشقً يحدث عشيقته ؟ " سألتها , أجابت وفي عينيها صمت وحيره “…معاذ الله …”
لستُ خجولة منك يا حبيبي … أنني ابكي من سنوات عجاف احترقت وحرقت معها ياسمين العمر … حرقت معها كل كتب الشعراء ومواويل العشاق … سنوات عجاف سرقت مني أنوثتي , ابتسامتي , أفراحي وأحلامي الوردية …
سنوات عجاف جعلتني اقضي الليل الطويل في أقبية السجون … لم يطرق بابي أحداً , ولم يزورني أحداً , ولم اسمع سوى صدى الذكريات , ودوي الآهات , وجراح القلوب الدامية …
سنوات عجاف دمرت ينابيع الحب والمودة والعطاء … سنوات عجاف هجرت فيها الطيور ديارها المقدسة التي سكنتها منذ آلاف السنين , ومثلها هاجرت كل الوجوه الطيبة … حيث نفضت الأيام أوراق خريفها وسافرت معها كل الطرقات الحبيبة … الأزهار والطيور والأصوات الجميلة وذكريات الأحبة … حتى أنت يا حبيبي لم يعد يزورني طيفك , ولم يعد يغفو في شواطئي طائر " السنونو "
فاستشطت غضباً وانتفضت كما الطير المبلل وصرخت بأعلى صوتي … " حبيبتي كفى بكاءاً "… انفضي الحزن عن عينيك السومرية , فليل الظلام ما عاد يخيفك , قد بددته شمس الصباح , فما أنت اليوم ألا عصفورةً في أعشاش القلوب … ما أنت اليوم ألا لحناً جنوبياً وقيثارةً للحب والسلام ... سأنقش اسمك في سويداء القلب وأغنيك مدى العمر … حبيبتي سومرية العينين "الناصرية"



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا . . . أيها الطائر الجنوبي الجريح - كمال سبتي


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - سومرية العينين -