أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فادي عاصلة - الخسارة والربح بين الفرد والتنظيم















المزيد.....

الخسارة والربح بين الفرد والتنظيم


فادي عاصلة

الحوار المتمدن-العدد: 1888 - 2007 / 4 / 17 - 11:22
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


على مر التنظيمات الفكرية والسياسة والاعلامية وغيرها، كان دوماً هناك العلاقة بين الفرد والتنظيم . فالتنظيم هو مجموعة أفراد يجمعهم مباديء وافكار واهداف مشتركة . وعليه تبنى الاهداف العامة والخاصة ، القريبة والبعيدة، المباديء والافكار وآلية العمل وبرنامج التنظيم وفق الفترة الموضوعة . مجموعة الافراد تعمل بتفان وجهد من أجل تنفيذ المشروع العام لهذا التنظيم .ومن أجل الوصول بالتنظيم نحو تحقيق الهدف المنشود .

التوجه التنظيمي

هناك العديد من التنظيمات تختلف التوجهات بينها، هناك التنظيم البسيط والمرحلي وهو التنظيم الشعبي الذي يسعى لتغيير قضايا شائكة في الواقع الاجتماع او السياسي وهو نتاج قضايا معينة ومرحلية كالتصدي لمخططات معينة او مواجهة قرارات معينة تتنافى وموقف بعض شرائح الشعب. يزول هذا التنظيم بعد تحقيق الهدف وهذه التنظيمات قليلة العمر تنتهي اما بتحقيق الهدف واما بالسحق .
هناك التنظيمات الضخمة التي تحمل برنامجاًَ ضخماً متكاملاً ويسعى لاستقطاب كافة الشخصيات وجميع الافراد ويحوي قاعدة جماهيرية كبيرة . ويكون تنظيم متين حامل في داخله العمل المؤسساتي، وهي متواضعة في شروط القبول وصدرها رحب في التعامل مع الافراد كونها تحمل عشرات المواقع التي يستطيع الفرد من خلالها تقديم الدعم .وهذه التنظيمات تكون عادة سياسية .
وهناك التنظيمات النرجسية التي تحمل الحزم في الاستقطاب على اساس التقنوقراط ، والحزم في الفصل والنفي للفرد وعادة ما تكون هذه التنظيمات مركزة على نقاط واضحة محددة . ومثل هذا التنظيم يكون تنظيم اعلامي ، اتحاد اطباء، مهندسين، تنظيم فكري .
تزخر التنظيمات بالعلاقات الداخلية ويغزوها المآرب الشخصية وعلاقة التضاد بين المبدأ والتحقيق، إضافة إلى قضايا مستترة ونعرات داخلية. هذا لا يعني أن المسيرة متوقفة ، لكنه يعني أمر بسيط ، ثمة ضحايا في الموضوع .

نوعيات الأفراد في التنظيم

من نظرة مختلفة لقضية التنظيمات فهناك عدة وجوه في كل تنظيم ، دوماً هناك الكسول الذي لا يعمل لكنه مستمر في التواجد، وهناك المبدع الذي يبدع والذي عادة ما يبادر إلى تناول المهمات الصعبة، وهناك كثير الكلام صاحب المرجعية الفكرية الذي يبادر دوماً ليكون الناطق الرسمي، وهناك المعتدل الذي يمشي مع التيار ويقدم ما يستطيع، يسمع وينفذ وهذا النوع يسيل لعاب التنظيمات عليه . وهناك المتمرد الذي يحاول دوماً ان ينتقد ويغير وهذا النوع مرهق للتنظيم .
الانضمام للتنظيم يكون عادة نابع من رغبة داخلية، او توريث، وربما تأثراً بأشخاص معينيين داخل التنظيم.
التنظيم هو خليط من الوجوه وعليه يتم وضع الدستور والمباديء للحد من هذه النعرات، فقانون الالتزام بالاجتماعات يقيد الكسول، والدستور العام يجبر المتمرد على الالتزام ، ومبدأ العطاء يجبر المعطاء ان يستنزف كل طاقته في التنظيم . وعادة ما تكون التنظيمات محرقة لاشخاص ومنبراً لآخرين، مدفناً لمبدعين، ومجداً لمتسلقين وما التنظيمات المثالية إلا قليلة .


اختلاف المصالح

تحدثنا عن نوعية الاشخاص في التنظيم وعن اهدافهم ، وهناك عدا عن نوعية الأشخاص والافراد، فهناك نوعية المصالح !
نوعية المصالح للفرد ليس كثيرة، فهناك من يتواجد في التنظيم من أجل مصلحته الشخصية، مال ؟ شهرة ؟ اعلام ؟ ، وهناك من تواجده كعلاقة تكافلية تضمن المصلحة للطرفين، فهو يدعم التنظيم بما يملك من علاقات واتصالات وقدرة قيادية وتنظيمية، والتنظيم يدعمه بقضايا أخرى تختلف باختلاف التنظيم ونوعيته . وهناك من يتواجد فقط ليعطي للتنظيم على حساب نفسه ويبقى كالشمعة التي تنطفأ لتضيء للآخرين طريقهم وهذا النوع يبتعد عن المنصات وشاشات التلفزة والتصريحات .


الخارجون من التنظيم

عادة ما يدخل ويخرج أفراد إلى التنظيم بشكل مستمر، فكل فترة هناك أشخاص يتبدلون، فذاك لا يعجبه التنظيم، وذاك لا يجد نفسه فيه، وذاك لا يروق له الافراد المتواجدين معه، وهناك الثابتون في التنظيم وعادة ما يكونون ادارة وما يسبح في فلكها او من الذين مضوا بقناعة داخلية بعيدة عن المصالح الضيقة.
هناك الخارجون بصورة غير عادية من التنظيم هم الخارجون عن ارادة التنظيم، ينقسمون لعدة أقسام، من لم تسعفه مشاركاته الفعالة في تحقيق أهدافه الشخصية يبدأ في الانتقاد والتجريح بحق التنظيم وأشخاصه، وبخلق خلافات بينه وبين التنظيم وعندها يتم طرده، فاذا كان محباً للتجريح والفضائح لن يبلع لسانه بعد خروجه.

وهناك المتفان الذي لم يلق مركزاً لتفجير قدراته، والذي يحس بظلم مجحف اتجاهه، قهو قدم الكثير وبالتالي كل ما قدمه لم يشفع له بكلمة خير ولم يساهم في رفع رصيده بين الأفراد.
وهناك من يشعر ان التنظيم يرفع ويعلو باسماء ليس لها قدرات ويشعر بنفسه خارج دائرة الاهتمام، فيقرر الانفصال بهدوء .

من يخسر من ؟

في النهاية السؤال الشائك من يخسر من ؟
عادة التنظيم المتين يخسر أفراد لكنه يستمر، نظراً لتواجد آخرين، وخروج أي شخص مهما كان مهم لا يعرقل من مسيرة التنظيم لكنه قد يسبب بطأ معين او شلل مرحلي لاحدى أذرعة التنظيم .
التنظيم خسر الفرد لكنه لم يخسر نفسه .
الفرد المعطاء قواه وقدراته الذاتية هي كنز له، لذا فخروجه من التنظيم لا يعتبر خسارة بالمفهوم اللغوي، فهو قد يخسر كما التنظيم لمرحلة معينة، لكنه ينتفض مرة أخرى للبناء . وربما ينتفض للصمت كما فعل الكثير .
كمثال فعزمي بشارة كان عضو في الحزب الشيوعي ، ولكن في مرحلة معين دبت الخلافات بين الطرفين، الحزب خسر عزمي بشارة كشخص ، وكناشط وكمفكر، لكن الحزب الشيوعي يملك طاقات وقدرات هائلة، واستمر من بعده . أما عزمي المفكر الذي يملك قدرات ابداعيه لا ينكرها عاقل، فقد أسس حزب التجمع الوطني، وبذلك خلق لنفسه تنظيم وبدأ هذا التنظيم الوليد ينافس تنظيم الحزب الشيوعي الذي يمتد لعشرات السنوات .

الخلاصة

لا يوجد أي تنظيم عادل بين افراده، يمنح كل فرد وفق ما يستحق .
المبدع الحقيقي هو من يصنع التنظيم ومن يصنع المنبر ، وتواجده خارج هذا التنظيم لا يعتبر خسارة .
لا يوجد تنظيم في الوجود لم يصهر القدرات، لم يحرق الابداعات، لم يعطي لأفراده أن يكونوا رموزاً على حساب آخرين رضوا بأن يمنحوا اكتفاهم طريقاً للعبور واكتفوا بنشوة النجاحات، مهما كان التنظيم حر وخارج من هموم الشعب. لا بد ان يسحق في مرحلة معينة قدرات ابناء الشعب.





#فادي_عاصلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلتم يوم الأرض والآن تمشون في جنازته


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - فادي عاصلة - الخسارة والربح بين الفرد والتنظيم