أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي عاصلة - قتلتم يوم الأرض والآن تمشون في جنازته















المزيد.....

قتلتم يوم الأرض والآن تمشون في جنازته


فادي عاصلة

الحوار المتمدن-العدد: 1157 - 2005 / 4 / 4 - 09:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


حقيقة أنا لست مبدعاً بهذا المقدار لكي أخط عبارة بهذا الزخم ، بما تحمله من معنى ابداعي ووطني خالص ...
هي عبارة قد خطها مناضل فلسطيني في مظاهرة يوم الارض في سخنين ، وأشهد لله أن هذا المناضل هو الشخص الوحيد الذي اجاد ان يكتب رأيه بعيداً عن الشعارات الكاذبة ، والأناشيد المزيفة .
هل فعلاً قتلو يوم الأرض ؟ يعز علينا الاجابة وتحملنا ( نعم ) سريعاً إلى خطوط الحزن ، هم فعلا قتلوه الآن يجب ان نعترف جميعاً أننا نفتقر إلى القيادة النزيهة ، وإلى المناضلين الشرفاء الذين كانت تحملهم أيام قد خلت .
إن لجنة التجهيل ، أو ما تسمى لجنة الملاعبة عذراً المتابعة ، والتي تفتقر ألى أدنى حد من الوعي السياسي والوطني ، صاحبة القرارات الخجولة التي لا ترتقى إلى حدود مطالب الجماهير . قد قامت بما يجب واتمت وظيفتها على أكمل وجه .
أي يوم أرض هذا الذي يخلو من الاضراب ؟ ان هذا القرار المتهور والانهزامي هو بصمة عار في جبين قيادتنا ، حينما تحكم المحسوبيات الأمور ، ويتحكم البرجوزايون بالاضراب لئلا يضر بمصالحهم الشخصية الضيقة عندها يجب نزع الثقة من جهاز لا يمثلنا ، وانما يمثل مصالح ثلة من الشعب ، الأول تعرض لحفنة من الضغوط من قبل التجار الكبار فرفض فكرة الاضراب ، والثاني خاف أن تثور الجماهير إلى حدود المدن ، والثالث والرابع والخامس هم ليسوا منا وانما من الطرف الأخر .
فكان قرارهم أن يبعدوا يوم الارض الذي ولد في الجليل ، وان يقيموه في النقب ، بعيداًُ عن العيون كمن يحمل امرأة زنى بها الاعداء . انا لا أقلل من اهمية النقب ، لكن الجليل رحم يوم الارض يجب ان يحتضن يوم الارض ، في ظل المخططات الاستعمارية لمصادرة ما تبقى من ارض وفي ظل مشروع تهويد الجليل خصوصاً بعد تفكيك المستطونات في غزة .
وكان يوم الارض هذا ، عصي علي الكلام ، فقد كان خجولاً ، يكاد لا يرفع عينيه في وجه من حطمو عظامنا . حتى ان يوم الارض الذي كانت تقام به المظاهرات التي تصل إلى أكثر من عشرين ألف متظاهر ، لم يصل الألفين متظاهر .
ثم يأتي كعادته صارخاً ، كونه ( جيفارا ) العصر : " يجب تهيأة الجماهير " ، كنت أود أن أساعده في تهيأة الجماهير ، لكني لا أعرف الطريقة ، هل يجب نقع و ( بل ) الجماهير بالماء الساخن ليومين ؟ أم يجب تجفيفهم في الشمس ستة ساعات ؟
عن اي تعباة يتحدثون ، وهم أحبطو حتى الاحباط .
كنت أود أن اسئله لماذا الجماهير تكون مهيأة حينما تصل صناديق الاقتراع ؟ لماذا لا تدخلون البيوت وتخرجوا الناس إلى المظاهرات كما تخرجوهم على حسابكم الخاص إلى صناديق الاقتراع ؟
يوم الأرض الذي ولد بداية في عرابة ، حاولو قتله في عرابة ، ثم ماذا بعد ؟ دعونا نخوض في بعض ما يؤلم القلب لأن طبقات الغبار فوق ذاكرتنا سريعة التراكم ، في مدرسة من مدارس الجليل بعد الاحصائيات تبين ان تسعة وعشرون طالب من بين كل 30 من طلاب المدرسة الثانوية لم يعرفو متى حدث يوم الارض .

في المظاهرات المحلية المختلفة ، كانت المسيرة تمشي بهدوء ، ثم وعلى حين فجأة يشهر في بداية المظاهرة الاعلام الحمراء ، وفي الطرف الآخر ، الاعلام الصفراء ، وفي الوسط الاعلام البرتقالية ، ثم تصبح تظاهرتنا صحون ( سلطة ) ويبدأ التناحر ، أنا لا أصدق ان هناك نزاع ( البحرة ) يجري في أمة غير هذه الامة ، نعم هو نزاع البحرة . فشخص من الطرف الأول قد ( بحر ) " نظر اليه " نظرة تحمل معاني معينة ، وبما انه حساس فكان يجب ان يكون الرد فوري وسريع . وعدنا من حيث بدأنا قبائل وملل .

إن ما يجب قوله في النهاية هو رسالة إلى اولائك الأشخاص الجالسين في المكاتب المكيفة بعيداً عن خطوط المواجهة ، الشعب ليس غبياً ، والجماهير الجائعة تعرف فلسطين أكثر ، ان الذين يلفع البرد ظهورهم ، وتعزف بطونهم الجائعة على وقع الدم ، هم الذي يقررون ، ان الذين يفقدون اطفالهم ، ويزرعون الحياة ويعبدون دروبنا بجلودهم هم من يستحقون ان يكونوا .
عودوا الى الشعب كي يعود الوطن .

في احدى القرى ، رفض بعض الشباب الانصياع للجنة المتابعة ، وقرروا ان ينادوا الى الاضراب ، فتم اهانتهم ، والصراخ عليهم بشدة ، وحين سألهم ممثل عن المجلس المحلي : " كيف تسمحون لأنفسكم ان تنادوا باسم لجنة المتابعة والمجلس وتطلبو ان يلتزموا بالاضراب ونحن لم نطلب منهم ذلك ، فقال الشاب بكل بساطة لقد قلنا : " المجلس يدعوكم للمظاهرة ، والحركة الوطنية تدعوكم للالتزام بالاضراب ، انتم المجلس ونحن الحركة الوطنية ، فبدأ العتب والصراخ : " شو بنقصنا من الوطنية " ؟

أعترف أننا قيادة وشعباً وجماهير نحمل الخطأ في ظلنا ، ففي حفلة ( جورج وسوف ) وصل عدد الحضور من الداخل الفلسطيني أكثر مما كانوا في المسيرات المحلية .
أعترف أن للجماهير المحبطة نزواتها ، للأفراد الخارجين من الهزائم المتكررة اخطائها . لكنكم ربان السفينة ، فعار عليكم اغراقها واضاعت مسارها .
ان الشعب المتخبط بين حانا ومانا ، بين الهوية والانتماء ، بين الاسرلة والتهويد والحفاظ على الجذور ، هو شعب يعيش أزمة ، وشعب في أدق مراحل بلورة الهوية ، وبناء الذات ، والانتفاض . فعار ( ركله ) لمستنقع التهويد والنسيان ، الذي يبعد خطوة .

أعترف ان المذهب ( العجرمي ) وان ثورة ( الهيفاوات ) قد ازدادت ، لكن الوطن الذي انجب كل تلك الثوار والكتاب والمثقفين ، ورجح كفة الميزان ، قادر ان ينجبهم مرة ومرة .

أيها المناضل الفلسطيني الذي كتبت (قتلتم يوم الأرض والآن تمشون في جنازته ) ، لا يأخذك القهر إلى حدود الاحتضار ، يوم الأرض عصي على نسيانه ، وفلسطين لا تنسى شهدائها ، ولا تنسى أعراس الدم ، وإن كانوا قتلو يوم الأرض ، فيوم الأرض كما الشمس ، يموت ليولد من جديد . وألف لجنة ملاعبة ، وألف غطاء تالف أو حرام فاسد للجماهير لا يقوى على حجب شمس الثورة وشمس الحق .
لا يسعنا في النهاية سوى أن نقول ما كتب على الحائط الأمامي للمسجد القديم في عرابة : أخرجوا من صمتكم المخزي .. عرابة مستهدفة !!!

هنا حيث زرعتم عاركم
حصاد المواقف الثكلى ...
الخليفة باع ذمته في عكاظ
والشعب مبلي و مبغى ...
بلى
لم يعد من العشق القديم سوى آثار النزف
والجرح مخلوط بالملح
تناثرت الذكريات المبعثرة ...
واستفاق الحلم المسبي من البعيد ...
سننبش التاريخ ...
ونعيد صياغة القرآن من جديد ...
فلا الشعب في غزة مناضل ...
ولا في الجليل عنيد ...
اي دين هذا يقبل
مليار مسلم يناوء ابن عمنا السعيد ...
ما دامت الروح سالمة ...
والشواقل تنهال في الرصيد ...
فأي وطن يا غبي تفتش عنه في الزمن الزهيد ...

فتصرخ من تحت الردم طفلة ...
أي امة عربية هذه ...
تبيع الثوار في سوق النخاسين ...
وترتل في روتانا النشيد ...
أي شعب هذا ...
يصبح فيه ذاك الدجال
طلال ابن الوليد ...
حامي الحرمين ...
وقائد بدر
والشاهد والشهيد ...
أي شعب هذا
لا تستفزة الرصاصة في عمق الوريد



#فادي_عاصلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فادي عاصلة - قتلتم يوم الأرض والآن تمشون في جنازته