أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهير قاسم - تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية














المزيد.....

تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1883 - 2007 / 4 / 12 - 04:43
المحور: المجتمع المدني
    


من أهم الأسس التي يجب توافرها في المجتمع الديمقراطي الذي يحتكم إلى العقلانية إطلاق الأحكام وفق أسس منهجية وعلمية صحيحة، تلك المنهجية التي تبتعد كل البعد عن الإشاعات لمجرد الإشاعات، أو من أجل دحر وجهات نظر الآخرين. ومجتمعنا الفلسطيني مع كل أسف يعاني من انتشار لهذه الظاهرة ويعيش أسوأ مراحله التاريخية، مع أن بعض المحللين قد يصفون المرحلة بالتقدم والتطور والرقي، فالتقدم التكنولوجي الحاصل لم يكن في حقيقته الانتقال إلى مرحلة أكثر تقدماً وحضارة بحيث يصبح عاملاً مؤثراً في القيم والاتجاهات، وبالتالي فهو مجرد إضاعة للوقت، ولم يبتعد عن الطابع الشكلي.
فما بال المستويات الرسمية والشعبية تتراشق الاتهامات دون وضع اعتبار للفكر والضمير الإنساني، وما أسهل أن تنتشر الإشاعة في مجتمعنا العربي وتحديداً الفلسطيني، فهي تتفوق على التكنولوجيا ووسائل السرعة وغيرها، وما أصعب سرد الحقيقة ونشرها. وأكثر من ذلك أن التكنولوجيا أصبحت مع كل أسف عاملاً مساعداً على نشر الإشاعات بصورة أكبر. فهل وجهنا لأنفسنا تساؤلات عن الأسباب والدوافع الكامنة وراء ذلك؟ وهل للتربية وثقافة المجتمع دور في ذلك، أم هناك أسباب خفية كامنة وراء تلك الظاهرة، أو ربما يكون لوجود حالة نفسية يعيشها المجتمع وكبت يولدان سياسة التهجّم على الآخرين؟ وفي كل الحالات علينا العودة إلى أصولنا وجذورنا وقاعدتنا الرئيسة، فالله سبحانه وتعالى أوصانا بالتيقّن والابتعاد عن الشك والظن اللذان يؤديان بالإنسان إلى الوقوع في الإثم، ومع ذلك نرى الغالبية لا تلتزم بذلك فقط، بل تتبع سياسة الهجوم على الناس وطعنهم في أخلاقهم وشرفهم بمناسبة ودون مناسبة.
إن هذه الآفة من الآفات الخطيرة التي إذا ما انتشرت في المجتمعات دمرتها وقادتها إلى المزيد من العنف. وهي لا تمس مجالاً أو فئة من الناس دون أخرى، إنها تصيب الكثير من المجالات على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية والتربوية، وغير ذلك الكثير، فعلى الصعيد السياسي مثلا، ما أسهل على الفلسطيني أن ينعت الآخر بالعميل أو الخائن أو المتخاذل، تلك تهم ليست ببسيطة وهي طعن في الشرف والأخلاق، وتحتاج إلى موضوعية وترو كافيين، لا يحق لأي منا، مهما كان انتماؤه الحزبي أو مكانته الاجتماعية، أن يطعن أو يتلفظ بتلك الألفاظ دون تحقق، ألا يعلم بأنه يخدم سياسة الاحتلال بقصد أو بغير قصد. فماذا لو كان من يردد الاتهامات ويتبادلها بنسبة أكبر من أبناء الفئة المتعلمة أو ممن يدّعون بأنهم من فئة المثقفين في المجتمع.
بطبيعة الحال هذه الفئة تقع على عاتقهم مسؤوليات جسام، وذنبهم أكبر من ذنب شرائح المجتمع الأخرى ، فهم على افتراض أنهم حماة للمجتمع لا أداة تدميره، فماذا لو أصبحوا رواداً إلى الهلاك. من الضروري أن يتحلى الإنسان بشفافية وتقبل للآخر، وأن لا يكون متحيزاً لأفكاره أو وجهات نظره لمجرد الانحياز، وفي سبيل إثبات فكره وأنه على صواب دائماً يبادر إلى توجيه التهم بكل ما أوتي من قوة. إننا على ثقة بأن الكثيرين يرددون دون وعي أو دراية وهؤلاء يفتحون قلوبهم. فكونوا لهم خير عون وهم يستمعون إليكم فخاطبوهم وأنتم تمتلكون الحقائق وهي موثقة واسردوها للناس بحكمة وشفافية دون تغطية أو خوف من أحد، ولكن بعد أن تستند إلى منهجية واضحة ومحددة. وإن لم يكن الأمر كذلك فمن الأجدر تبني الصمت الذي قد يكون الأفضل من تبني حديث غوغائي لا يعود بالنفع على أبناء هذا المجتمع الذي يعيش ظرفاً سياسياً وواقعاً لا يحسد عليه من أحد.



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- الأونروا: 6 آلاف شاحنة مساعدات تنتظر على حدود غزة.. والآلية ...
- حماس تناشد المؤسسات الإنسانية والحقوقية التحرك العاجل لوقف ج ...
- الأونروا تحذر من تفاقم أزمة سوء التغذية بين الأطفال في غزة
- تواصل حرب الإبادة الجماعية في غزة بالتزامن مع مجازر المجاعة ...
- دعوة أممية لإغاثة الأفغان المرحلين من دول الجوار
- وزير أوغندي يدعو لوقف التعذيب واحترام حقوق الإنسان قبل انتخا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة ...
- السعودية.. إعدام مصري يشعل تفاعلا بعد كشف تفاصيل ما فعله داخ ...
- الاحتلال يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة اعتقالات ب ...
- مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من ظروف لا توصف في غزة وتحمل الأ ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سهير قاسم - تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية