أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا















المزيد.....

الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 568 - 2003 / 8 / 19 - 02:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الايياك" وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا


ان دور جماعات المصالح العرقية في التأثير على السياسة الأمريكية دور واضح و جلي. و لعل أغرب قصة في هذا المجال هي قصة صعود  "الايياك" :  
 A . I . A . C             American      Israel      Affairs     Committee

و "الايياك" هذه هي لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية, المنظمة التي تقوم بعمل الضغط السياسي (اللوبي) لمصلحة إسرائيل. و كلمة "الايياك" مسموعة و مؤثرة على صانعي القرار السياسي الأمريكي.

و عموما فاٍن جماعات الضغط   (اللوبيات) تعتمد بالأساس على قوتها التي تنبع من جملة من العوامل, و في هذا الصدد اعتمدت أسطورة "الايياك" على قوة أصوات و تبرعات الناخبين اليهود الأمريكيين و على تفاعل طبيعة القضايا بهوية صانعي القرار بأمريكا.

و قوة اللوبي الإسرائيلي هي, في واقع الأمر, نتاج لتفاعل طبيعة القضايا التي يدافع عنها و هوية صانعي القرار بخصوص هذه القضايا داخل المؤسسات التي  تبلور السياسة الأمريكية, و كذلك تفاعلها مع طبيعة البيئة السياسية و الإعلامية التي تتحرك ضمنها جماعات المصالح.

و "الايياك" استطاعت منذ تأسيسها سنة 1951 التأثير على أعضاء الكونغرس, و كانت دائما أقل قدرة على التأثير على مسؤولي الإدارة الأمريكية و القائمين عليها. ذلك لأن الإدارة الأمريكية تتميز بسلطة كبيرة في مجال صناعة السياسة الخارجية الأمريكية. و إذا كان من الصعب التأثير عليها, بينما يسهل نسبيا التأثير على أعضاء الكونغرس بحكم تأثرهم بالضغط الجماهيري و الإعلامي الداخلي. لهذا السبب فضلت "الايياك" دائما ممارسة ضغوطها على الكونغرس, كما كانت تعطي لقضايا السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط أبعادا داخلية. و قد تعلمت "الايياك" أن تتجنب وضع نفسها في مواجهة الإدارة الأمريكية حتى لا تتعرض لخسارة قضاياها أو تتعرض لإهدار مواردها و طاقاتها في معارضة الإدارة. و لذا سعت "الايياك" دائما إلى ربح تأييد الرأي العام الأمريكي لإسرائيل كورقة ضغط تستخدمها ضد السياسيين المؤيدين و المعارضين على حد سواء. و قد ساعدها على ذلك ضعف النشاط و التحرك العربي في هذا المجال.

و هناك جملة من الدراسات في هذا الصدد تأكد أن غالبية الشعب الأمريكي لا يبالي بقضايا السياسة الخارجية, و لكن هناك أقلية تساند إسرائيل بقوة و في المقابل هناك أقلية محدودة جدا تساند قضايا العرب, لذا تخلص أغلب الدراسات إلى أن تأييد الرأي العام الأمريكي لإسرائيل ليس هو شيء مطلق و يمكنه أن يتغير.

و مؤسسة "الايياك" مرت بثلاث مراحل أساسية ارتبطت بمديريها التنفيذيين, و هم "كينان" فيما بين 1951 و 1974 و "موريس أميتي" فيما بين 1974 و 1980 و "توم دين" فيما بين 1980 و 1993.  و "كينان" كان أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي بالأمم المتحدة, تخلى عن عمله كمسؤول إعلامي في الوفد الإسرائيلي ليعتكف كعميل للضغط السياسي الداخلي لمصلحة اليهود الأمريكيين. و قد استطاع خلال إدارته "للايياك" بناء علاقات شخصية مع صناع القرار السياسي و جعل مؤسسته مصدرا لا ينضب للمعلومات حول قضايا الشرق الأوسط و جعل نفسه كخبير يستشهد به في هذا المضمار. و لقد فضل في بداية الأمر العمل في الكواليس معتمدا على شبكة من النشيطين اليهود.
أما "موريس أميتي" و "توم دين" فقد اعتمدا على منهج أكثر جرأة في الضغط السياسي و اهتما بتوسيع أعضاء و قاعدة "الايياك" و فتح أبوابها لغير اليهود, لا سيما و أن أوضاع ما بعد حرب فيتنام و تطورات ستينات القرن الماضي ساعدتهما عل ذلك, في فترة كان الشباب الأمريكي يطمح و يرغب في التعبير عن رؤيتهم و مصالحهم بصوت عال لم يسبق له مثيل.

وحسب جملة من الدراسات بدأت "الايياك" سنة 1951 بميزانية قدرها خمسين(50) ألف دولار و بعدد قليل جدا من الموظفين و وصلت ميزانيتها سنة 1992 إلى أكثر من 15 مليون دولار و تعدى عدد موظفيها 150 فردا. كما نجحت في رسم و ترويج صورة ايجابية عن نفسها, لا سيما كمصدر مستمر للمعلومات و كقوة سياسية مؤثرة في الانتخابات. و لعل أحد مصادر نجاحها هو قدرتها على اختيار أجندة عمل تحتوي على قضايا يمكن تحقيق الفوز يصددها. كما تكمن قوتها في قدرتها على تغيير مسارها كلما تغيرت البيئة السياسية المحيطة بها.

إن "الايياك" كانت دائما تتعمد اختيار قضايا يمكن تحقيق النجاح بها طالما كانت مرتبطة بإسرائيل, كما عملت دائما على التنسيق مع أعضاء الكونغرس المساندين لإسرائيل و تركت لهم مهمة تحديد القضايا التي يفضلون العمل على تأييدها لمصلحة الكيان الصهيوني ثم كان يأتي دور "الايياك" لدعم و مساندة تلك القضايا.

و من المعلوم أن اليهود بأمريكا سعوا منذ النصف الأول من القرن الماضي إلى بناء و ترسيخ قوتهم السياسية لا سيما بعد أن زاد عددهم من أبناء الجيل الثاني, إلا أنهم فشلوا خلال الحرب العالمية الثانية في الحيلولة دون وقوع المحرقة, مما دفعهم بعد الحرب إلى التوحد من أجل التركيز على تشييد قوتهم. و تناسلت المؤسسات و المنظمات اليهودية بأمريكا و تطور تخصصها و مع زيادة إدراكها للتخصص ازدادت قدرتها على التنسيق و إنهاء الخلافات الداخلية فيما بينها. و زاد من قوتها كونها اعتمدت على قيادات متمرسة في العمل السياسي داخل مؤسسات و دوائر صنع القرار السياسي بالولايات  المتحدة ساهم في نجاحها عبر علاقات, الشيء  الذي مكن أعضاءها من بلوغ مناصب مرموقة.

و لقد أكد الرئيس جورج بوش في جملة من خطاباته و تصريحاته على مدى سيطرة اللوبي الإسرائيلي الأمريكي على السياسة الخارجية الأمريكية. و يتضح هذا بجلاء في إلقاء دائما اللوم على العرب و الفلسطينيين و تجاهل الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية و ممارساتها اللاشرعية على امتداد أكثر من 35 سنة رغم الإدانة لهل من طرف جميع المنظمات الدولية. بل أكثر من ذلك, فرض على الفلسطينيين استبدال قيادتهم, و لم يكن ليتأتى له هذا لولا نشاط اللجنة الأمريكية الإسرائيلية للشؤون العامة "الايياك" التي شكلت على الدوام قوة ضغط كبيرة داخل الكونغرس و خارجه لحماية المصالح الإسرائيلية و تحقيقها.

إن هذا اللوبي منظم جدا و ممول جديا و نشيط جيدا و للغاية. فحسب جملة من الدراسات تضم "الايياك" ما يناهز 65 ألف من أنصار إسرائيل من اليهود و غيرهم, وهي تقود عملية إقناع الرأي العام الأمريكي و صانعي القرار حسب و وفق ما تريده إسرائيل. و هكذا تمكنت "الايياك" من تحقيق نجاحين استراتيجين, نجاح سياسي و نجاح اقتصادي. على المستوى السياسي أصبحت السياسة الخارجية   مؤيدة تماما لإسرائيل, و على المستوى الاقتصادي تحصل إسرائيل على مساعدات أمريكية سنوية تفوق 3   مليارات دولار.

كما أن اللوبي اليهودي حقق مزيدا من المكتسبات بعد أحداث 11 شتنبر لاسيما بفضل تحالف الجناح اليميني المسيحي و المحافظين الجدد. و هذا عظم من النفوذ الإسرائيلي في أمريكا. و أصبحت "الايياك" تتمتع بنفوذ كبير في جميع الولايات, و لعل من آخر ضحايا هذا اللوبي النائب الديموقراطي "ايرل هيليرد" ممثل ولاية ألاباما في الكونغرس الذي دافع على قيام دولة فلسطينية و عارض تقديم مساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل, و كانت النتيجة عدم تمكنه من تجديد انتخابه بفعل وقوف "الايياك" ضده. و نفس المصير لقته النائبة الجمهورية "كاثيا ماكيني" لأنها انتقدت إسرائيل في الكونغرس.

إدريس ولد القابلة
[email protected]



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلسل الديموقراطي ببلادنا...من أين....وإلى أين ؟
- محاكمة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
- تكنولوجيا الاتصال … ظاهرة العصر
- الـسـيـاسـة و مـكر الـسيـاسة….! مـدخـل لـطـرح الإشكـالـية بـ ...
- في صنعة الصحافة الجهوية
- البنك الدولي يقترح حلا للخروج من وضعية الأزمة المستعصية
- السرفاتي مناضل..لكن ..؟
- حول مصداقية المنظمات الحقوقية
- إشـكالـية التـعـدديـة الحـزبـيـة بـالمـغـرب ظـروف الـنـشـأة
- جولة في فكر الدكتور محمد أركون
- المغرب خطاب العرش يؤسس لواقع جديد و يكرس نضج التصور
- النظام السياسي بالمغرب
- الجغرافية السياسية بالمغرب
- اللوبي الصهيوني بالمغرب و اللوبي المغربي بإسرائيل ؟؟؟؟؟؟؟
- الفقرقراطية بالمغرب


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس ولد القابلة - الايياك- وجه من وجوه اللوبي الإسرائيلي بأمريكا