|
هل أنظمة الاختبارات التقليدية إرهاب ؟
توفيق أبو شومر
الحوار المتمدن-العدد: 1872 - 2007 / 4 / 1 - 10:29
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
تخطّت أمم كثيرة (إرهاب الاختبارات ) وقفزت عن هذا الخلل ، وغيّرت أنظمتها التعليمية لتتلافى (الإرهاب) الناجم عن الطريقة التقليدية للاختبار ، والتي كانت تلائم العصور السالفة ، واختارت من أنظمة الاختبارات ، ما يبرز مواهب الأبناء ، ويعزز قدراتهم ، ويكشف مواهبهم .. لقد أثبتت التجارب بأن (الاختبارات ) بطريقتها التقليدية ، تقيّم الأبناء وفق نظرية جائرة ، تعتمد على قدرة الابن في ساعتين أو ثلاث ساعات ، وهي الزمن المحدد للإجابات ! وهذه الساعات الثلاثة،تلخيص كامل وشامل لمسيرة أبنائنا ،طوال عام كامل ! فهل يعقل أن نحكم على مستقبل أبنائنا وفق هذا الزمن القصير ؟! إن إحساس أبنائنا بأن هذه الساعات الثلاث سوف تحدد المستقبل برمّته ، هو إرهاب ، وتجنٍ ، وبخاصة في زمننا الذي يعتمد على الحساب الدقيق والخطوات المدروسة .. إن أكثر الأمم ابتدعت نظام (الدراسة حسب القدرات ) واعتمدت نظام الساعات الدراسية المعتمدة ، وأبطلت اختبارات التحدي المقررة ، والتي تسبقها (المارشات) الجنائزية قبل فترة الاختبار ، بتعيين قاعات خاصة ، بأرقام جلوس خاصة ، بأوراق خاصة ، بمراقبين غرباء وأقوياء ! ويعتمد نظام الساعات الحديث على قدرات الطالب ، يلائم بين هذه القدرات ، وبين رغبات الأبناء ، ويترك للأبناء فرصة اتخاذ القرار ، ومن ضمنها (الاختبارات ) وتخلصت أكثر الدول من اعتماد ( مجموع الدرجات ) كمقياس أساسي لقبول الطلاب في الجامعات والمعاهد ، وذلك باعتماد طريقة حديثة ، لاكتشاف مدي ملائمة الطلاب لاختياراتهم الجامعية . ملخصّات تربوية ما تزال المقررات الدراسية عاجزة عن اللحاق بركب التقدم السريع ، الذي شمل حياتنا ، ولم يفلح التربويون في أعادة شحن هذه المقررات بكل جديد في حياتنا ، وإزاء ذلك فإن أبناءنا يعيشون حياتين متناقضتين : عصر المقررات الغابر، وعصر التكنولوجيا المتسارع والمتجدد . تكون الهزيمة دائما في نظر الأبناء لعصر المقررات الغابر
التعليم الناجح (عند ديوى) هو الذي يبسّط الحياة للأبناء ، وليس هو الذي يعقدها ! فغرف الدراسة والمناهج هي وسيلة فقط لتبسيط الحياة الاجتماعية لأبنائنا ، وهي ليست سجون انفرادية ، وغرف تعذيب ،وزنازين ، لإرغام أبنائنا على الالتزام بطريقتنا نحن الآباء في الحياة !
إن كل نظام تعليم لا يراعي الفوارق الفردية ، هو سبب مباشر لتعثر أبنائنا إن عقول أبنائنا إزاء بعض العلوم ، تشبه قطعة الإسفنج ، تمتص العلوم بالإكراه والضغط ، لتعصرها في ورقة الإجابة .... وتعود بعد عصرها ،جافّة ، لم يعلق بها شيء أبدا !! إن أخطر ما يواجه أبناءنا ،في هذا الزمن ، عدم تمكنهم من الاستفادة من أوقات فراغهم ومن توظيف أوقات الفراغ لإنتاج الإبداعات . إن كل أمة لا تتقن فنون (استنزاف) طاقات الأبناء ، أمة مهزومة ، تتوقف فيها لمحات الإبداع ، وتتوسع فيها أشداق الطعام ،على حساب العقول ! _ ومن المخاطر التي تهدد مستقبل التعليم ، هو ارتباطه بفرص العمل المتاحة ، فيربط أبناؤنا بين قيمة العلوم وفوائدها ، وبين عدم مقدرتهم على إيجاد فرصة عمل ، فيُحبطون !! ظنا منهم أن كل علم ، لا يوصّل لفرصة عمل ، هو علم تافه حقير !
الأبناء في كل أمة ، هم حقول نفطها ، وهم مناجم ذهبها ، وأروع الأبناء قاطبة ، هم الذين أقحمهم مجتمعهم في آماله وآلامه ، هؤلاء هم جيل (الماسّ) !*
#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المرأة بين الحقيقة والخيال
-
المبدعون قرون استشعار
-
إحراق الكتب في فلسطين
المزيد.....
-
صحة غزة تعلن سقوط شهيدين جراء المجاعة وسوء التغذية
-
السعودية والأمم المتحدة تطلقان مبادرة عالمية لبناء القدرات ف
...
-
-هيئة الأسرى- ونادي الأسير: تحذير من انتحال شخص هوية المحامي
...
-
ردود جديدة بشأن أماكن احتجاز معتقلين من قطاع غزة في سجون الا
...
-
نشطاء من السودان وميانمار وجزر بالمحيط الهادئ وتايوان يتلقون
...
-
الأمم المتحدة: الجوع يفتك بعشرات الأطفال وكبار السن بالسودان
...
-
الأمم المتحدة: الجوع يفتك بعشرات الأطفال وكبار السن بالسودان
...
-
رئيس بعثة الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة: تعديلان جوهريان
...
-
كولومبيا وأقدس الهدايا
-
الأمم المتحدة تدعو حكومة أفغانستان لإعادة خدمات الاتصالات
المزيد.....
-
نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة
/ اسراء حميد عبد الشهيد
-
حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب
...
/ قائد محمد طربوش ردمان
-
أطفال الشوارع في اليمن
/ محمد النعماني
-
الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة
/ شمخي جبر
-
أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية
/ دنيا الأمل إسماعيل
-
دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال
/ محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
-
ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا
...
/ غازي مسعود
-
بحث في بعض إشكاليات الشباب
/ معتز حيسو
المزيد.....
|