رشأ حكمت
الحوار المتمدن-العدد: 1873 - 2007 / 4 / 2 - 12:14
المحور:
المجتمع المدني
ما هي الخطوط الحمراء و هل لها وجود؟
في الواقع المرير , نحنُ نحيا في مجتمع بلوتوقراطي رأسمالي, فاسد, نحنُ بتنا ننحدر لقوانين البادية و نستلِد أدنى الوسائل اللاشعورية لنتصرفْ ( بخدِر) خارج عتبة العقل و الوعي ، وذلكَ بإعدامهِ ....... أو إيداعهِ السجون و نفيهِ زوراً و بهتاناً لنشعر أننا مازلنا نتآكلْ بأمان في الظُلمة فرحينْ أننا لا نملكْ ما يَهُزْ أو يوخز عصبنا من أجل نعمة الأحساس .
إذن بالتالي مُجتمعاتنا ليستْ مُقيَّدة ولا مُحافظة .........
إنها ليست سوى مجتمعات (شايزو نيفرينية ) إنْ جاز التعبير ، تعاني من إنفصام بين التبني السليم و التقبُّل و بين التوجيه و التهذيب و الأنماء الإيجابي .........
وبين الأنفتاح (اللاهث الضحل الأعمى) و بين التقولب و التشرنُق بعيداً عن صيحات مَشاعرُنا الداخلية و ضمائرنا و تصديقها و معايشتها بإبرام الصُلحْ معها لنبني عُرى الثقة و ندعمُّها من جديد حتى لا نخشى الأنجراف (اللاموظَّف) نحو فكِرْ دون قشور الآخر!!
وهذا يُشكِّلْ طعنْ في ( الحشاشة ) أيّْ في أحشاء القلبْ بمعنى في الصميم !!
نحنُ مجتمعات في حالة (فزع، خوف دائم) من التجريف و التنصيل و الألغاء ، لأننا لم نملك القدرة على تحقيق معادلات متوازنة في سبيل المُحافظة و إستثمار الأيديولوجيات البنّاءة المقُّومة ، بكشف السلبي منها و تسليط حزمة ضوء لتكن حارقة و مُركزَّة لعلَّ الرؤية تتضِّح ................ و نُصبِح ذوو رأي و الأهم ( ذوو رويَّة و تفهُّم )
إنْ لم تكن د. هالة سرحان قد أثارت جدالاً معيناً فنحنُ بها و بدونها لم نتخطَّى الخطوط الحمراء فقط نحنُ قد دخلنا في (كومة ، غياب تام عن الوعي ) ليسَ لها لون إن لم تكُن سوداء سامةّ خانقة ......
حينما نجترح الموبقات بكافة أصنافها و من ضمنها الأرهاب المُنظَّم ، بإمتهان سموَّ الدين و إسمهِ فنبدو حُملان و نحنُ قبور بيضاء و لكنها عفِنة في الداخل وتملأها الديدان !
دخلنا (كومة سوداء).....
حينما دَخلَ الجنس (بمعناهُ الخالي من أي فلسفة إنسانية تُجمِّل حواشيه و مضمونهِ ، و قيمتهِ ليس كعبادة و إنما كتقديس لوجود الروح المفعِّل للجسد في مشاركة الله عملية الخلقْ بقدرةٍ من عندهْ و وهب الحياة )
إلى مُجرد مشاهدْ تُثير الغريزة البهيمية بإيماءات مُقذعة ، فلم يَعُد الزواج سرّاً مُقدساً بين إثنين !!
دخلتْ تلك المشاهد و أستشرتْ إلى أجهزة الأعلام (السينما و التلفزيون و المسرح) هذهِ الأركان التي وجبَ عليها أنْ تكون متطوبة و سامية وذاتْ موضوعات أكثر عُمقاً و تفعيلاً ورقيِّاً و تبصيراً .......
في حينْ كنا نستطيع أنْ نوجِدْ للجنس بكافةْ أوجههِ وتفاسيرهِ لدى العامة (طُرقاً أُخرى خاصة) إيماناً مِنّا بضرورة أي مًفردة في حياة الأنسان ، و حتميِّة التعرُّف إليها ، ولكن بعيداً عن الأركان التي ذكرتها آنفاً .
هذا هو الأنفصام و تلك هي ما تحتَ و داخل الخطوط الحمراء .
لقد دخلنا (كومة سوداء) و حُلَّ زمامنا حينما نزُّج المواطن الفقير المُعدَم أو موظف الدولة المتعلِّم أو المُثقف الناشط بأكمام وسلاسل فولاذيّة إلى ماوراء الشمس.
(بينما يُسمح للثرِّي أو حديثْ النعمة و صاحب السُلطة سَواء و(القوانين الحُمُر) أنْ يَلعب خارج الخطوط الحمراء)
تجاوزنا الخطوط الحمراء ودخلنا (كومة سوداء)
حينما إستبحنا بعضنا البعض تحتَ إسم الإصلاح و الحُريَّة و أعطينا معناً ذهبياً لا معاً و نوط شرفْ من الوزن الثقيل المُزخرف (لعمليات القتل المُبرمج) و (الذبح الحلال) بإسم قانون الأعدام تحتَ طائلة الشريعة وعلى نفقة الدين مرة أُخرى .
نحنُ لم نفهم يوماً معنى السياسة ، للسبب ذاتهُ مُستباحون ، نبكي إستيحاءاً فوق أطلال حضارة ...............؟!!
نحنُ لم نَفهم يوماً معنى الدين ، أنهُ مبدأ شخصي بحت قد يخلق تجاذُبْ و وعي ، لذا نحنُ في حالة خوف من الآخرْ و هربْ و فضولْ في ذات الوقتْ ، مما يؤدي إلى صراع قاتل نفسياً و ميدانياً ....... وإنحرافْ .
ولأننا لم نفهمهُ يوماً ، ما زلنا موضع تهكُّم و سُخرية و إذلال و يشكل لدينا الدين (نقطة سبخة مائجة) يسهل على الغرب إستهلالها و التصيد فيها!
نحنُ لم نفهم معنى الجنس يوماً وقد دخلنا كومة سوداء ، فنحن لم نختلف عن أساليب القرون الوسطى في قمع النساء إلا أنها أصبحت الآن أكثر (تكنيكية) لذا نحنُ مازلنا نجُّز رِقاب صاحبات القرار الأجتماعي و الناشطات عن علم و التنكيل المعنوي و التشويهْ بسيدات المُجتمع وفرض الرقابة و الحضرْ على عقول المُفكرّات .
أخطرْ كيانْ (سوءاً) على نفسهِ و على العالم هو إمرأة دميمة المنظر تمتلك في داخلها إحساس قوي بالمفردات الجميلة وأخرى لسانْ حالها " أنا لا أؤمن برجل لهُ ماضي أو رجل تحكمهُ إمرأة "
ولأننا لم نفهم الجنس ما زلنا نُطلِق الحدود ، و نبيح القوانين الحُمُر ، لبائعات الهوى .
و لم نشبع يوماً من (إستيراد) العاهرات على مستوى دولي وتحتَ مواصفات قياسية عالمية............................؟!!
كنوز مِصرْ ليست الأهرامات
كنوز مصر هي (العقول البشرية الفذَّة التي شيَّدت تلك الأهرامات)
وفكر و كيان د. هالة سرحان أُغتيل لا لشيء (فقط لأنها إمرأة ناجحة و مؤثرَّة جداً ) و باللغة الدراجة
(ست شريفة) نعم فهي كما قالتْ (تأثيرها تراكمي ) على من كانْ يريد تصيد أي عثرة لها و ماحدُث في الفترة الأخيرة كانَ مُجردْ (طُعُم ).
وهي أثمنْ من أي منحوتة فرعونية ذهبية أثريَّة
وقبلْ كُل شيء د. هالة سرحان أُم .... أُم
رفقاً بها فعينُ الله سِر الحقيقة .....لنْ تنمْ .
شاعرة وقاصة وفنانة تشكيلية عراقية
رشأ حكمت
#رشأ_حكمت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟