أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سحر عبدالله - حين تكون الصحافة مهنة للموت




حين تكون الصحافة مهنة للموت


سحر عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 1870 - 2007 / 3 / 30 - 12:26
المحور: الصحافة والاعلام
    


حين تكون الصحافة أكثر من مهنة للمتاعب

روسيا أو الاتحاد السوفياتي سابقا ,البلد العظيم الذي صدر للعالم الثورات والادب والفكر وشخصيات فذة في الشعر والمسرح والموسيقى والرقص يتحول الآن وفي القرن الواحد والعشرين إلى مدرسة للقتل والارهاب على رؤوس الاشهاد وعلى مرأى الإعلام العالمي، الذي بات يتحرك في قرية صغيرة فعلا تصلها المعلومة كما تصلها يد القتل بنفس السرعة تقريبا.
فيما يلي ترجمة لمقالة مؤثرة عن واقع الصحافة في روسيا نشرته جريدة الاندبندت في عددها الاصادر بتاريخ 11 أذار 2007 تحت عنوان(هذه وجوه الصحفيين العشرين الذين فقدوا حياتهم في روسيا بوتين):

لم يمت إيفان سافارونوف مباشرة , بغض النظر عن سقوطه من علو أربعة طوابق من بناء شقته في موسكو. قال الشهود أنه حاول الوقوف على قدميه حين ارتطم بالارض, ولكنه تهشم أخيرأ.
صرحت الشرطة بالقول: إن موت الصحفي المحترم الذي عمل للصحيفة اليومية كوميرسانت تحمل كل علامات الانتحار- ولكنهم يرغبون أن يأخذوا بعين الاعتبار إمكانية أنه أُجبر على قتل نفسه. ولكن أصدقاءه يصرون على أنه لم يكن من النوع الذي يمكن أن ينتحر, لماذا سيفعل لك؟؟ تابع اصدقاؤه إنه كان شخصا سعيدا ًبزواجه وأولاده, محبا لعمله, و غارقا في عروض عمل.
في طريق عودته للبيت كان قد اشترى كيسأً من برتقال المندرين حيث تبعثرت على السلم من حيث قفز– أو أسقط.
لو ابتعدنا عن كون موت إيفان سافارونوف مأساة شخصية إلا أنها لفتت النظر إلى أمر يبدو وكأنه جزء من خطة مروعة .

إيفان صحفي التحري في صحيفة كوميرسانت هو الصحفي رقم عشرين الذي مات في ظروف مثيرة للشك منذ عام 2000 عام وصول فلاديمير بوتين للرئاسة.

قتل, طعن او تسميم

يشترك الصحفيون المغتالون في أمرين: لم يتهم أحد أو يعتقل في معظم حالات موتهم.
أغضب هؤلاء الصحفيون أصحاب النفوذ الاقوياء الذين بدوا أنهم يعانون من ( معيقات حقيقية) وهي شكل من التحفظ في التعامل مع أعدائهم .
في روسيا يقول "أوليغ بانفيلوف رئيس مركز " سي جي إي إس" وهي اختصار" لمركز الصحفيين العاملين في ظروف صعبة للغاية" والواقع في موسكو: "أينما كنت تحقق في شئ من الممكن أن يدمر مصالح أخرين، فستسبب ردة فعل– وغالبا ما تكون جريمة"
إيفان سافارونوف الخبير في القضايا العسكرية كشف النقاب عن خرق محرج لنظام الدفاع الروسي. قبل موته بفترة قصيرة , كان قد صرح بأنه يعمل على موضوع صفقة تسليح سرية بين موسكو وإيران وسوريا, وهو شيء إن كان صحيحا سيسبب فضائح أبعد من ذلك“.
غطى مواضيع كانت ستثير ردود فعل: قال السيد بانفيلوف. سينتهي الكثير من مناوئي الكريملين إلى السجن مثل ميخائيل خوردوفسكي أو في المنفى مثل الثري بوريس بيريزوفسكي, أو ببساطة تشويه سمعة وإهمال ,عبر الاعلام الفاقد أستقلاله اصلا.
من الممكن ان تعرض حياتك للخطر إن حاولت إحراج أقل العناصر إثارة للشك في المجتمع الروسي, ومن الممكن أن لا تكون آمناً حتى إن غادرت البلاد إلى الخارج مثل بريطانيا، مثلما حصل مع المخبر المنشق ألكسندر لفنينكوالذي مات مسموما بالبولونيوم-210 في مستشفى لندن. الصحفيون على أية حال في خطر.
استنادا إلى معهد أمن الاخبار العالمي , العراق فقط هو الاكثر سوءا من روسيا في العقد الاخير. مع الاخذ بعين الاعتبار ان العراق يعيش حالة احتلال.
مع ذلك ليس هناك من أحد يقترح أن السيد بوتين لديه أي صلة مباشرة بموت هؤلاء الصحفيين , ولكن مؤسسات الاعلام حول العالم أبدت قلقها بما سمته"مناخ الحصانة" واتهمته، في أقل اعتبار، أنه يرأس بلداً لا يعاقب فيه قتلة الصحفيين.
القليل من حالات القتل يبدو سياسيا بشكل صريح كجريمة قتل آنا بوليتكوفسكايا, التي قتلت في تشرين الماضي في مدخل شقتها. كان واضحاً أن قتلها كان عقابا من قبل متنفذين غاضبين أرادوا إسكاتها.
معظم الحالات هي اكثر إجرامية , وتبدو كشكل عقاب مرير لصحفيين نقبوا عميقاً في تقاطعات الفساد مع عالم الجريمة المنظم واجهزة المخابرات والقانون.
العمل لدى منبر حكومي معروف مثل (الكوميرسانت) ليس كافياً للحماية مثلما حصل مع بوليتكوفسكايا وصحفيين اثنين آخرين عملا في نوفايا غازيتا، الجريدة الصادرة كل أسبوعين.
كتبت(آنا ): استقبلت جريدتنا كل يوم الزوار الذين لا يملكون أي مكان أخر لمشاكلهم , ولأن الكريملين وجد أن قصصهم غير مقبولة , لذلك كانت جريدتنا هي المكان الوحيد لبث قصصهم.
تقصي الفساد يبدو اكثر إشكالية وربما اكثر خطرا. محرران في جريدة محلية في توغاليتي , وهي مدينة على نهر الفولغا شرق موسكو, قتلا بالتتابع. وكذلك حدث مع مدير محطة تلفزيون محلية.
الموت ليس التهديد الوحيد المسيطر على الصحفيين الذين أظهروا حماسة زائدة في تحقيقاتهم.
حوالي خمسين حالة قضائية تشهر ضدهم كل عام في محاولة لكم أفواههم , بينما اكثر من 150 حالة سنويا يتعرض أصحابها للاعتداء بشكل جدي.
يربط السيد بانكيلوف بين" مثل هذه الحالة المرعبة والرئاسة". يقول: المشكلة هي بوتين نفسه قد أظهر لونه الحقيقيى بموت بوليتكوفسكايا". وهو يبدو في عيون الكثيرين منصرفا( غير عابئ) وبطيئا في ردات الفعل.
لكن بوتين يشعر بالسعادة عندما يشن هجوما لفظيا عنيفا ضد الصحفيين: أردف السيد بانكيلوف إنه هو الذي يحدد الجو العام الذي نعمل به.
وبعد موت الصحفي من النادر ان تظهر الحقيقة أبدا. من المرجح أن يطوى التحقيق بكيفية واسباب موت إيفان سافارونوف, مثل الكثيرين الذين قضوا سابقا, ويتم الاعلان عن رأي رسمي بخصوص الواقعة.

إيفان سافارونوف
متخصص بالعلاقات العسكرية في مجلة يومية اسمها ميرسكانت , كان يحقق في صفقة أسلحة للكريملين مع الشرق الاوسط, وجد مقتولا في الثاني من أذار 2007 بعد سقوطه من شقته في موسكوفي ظروف مثيرة للشك.

آنا بوليتكوفسكايا
مراسلة ومتحرية متخصصة بشؤون الشيشان, مرتبطة مع صحيفة وطنية تصدر كل اسبوعين " نوفايا غازيتا" قتلت رميا بالرصاص من قبل مرتزقة خارج شقتها في موسكو في 7 تشرين أول 2006.
فياتشيسلاف بلوتنيكوف

مراسل لقناة محلية تلفزيونية في فورونيزه وجد مقتولا في غابة في الخامس عشر من أيلول2006, ومرتديا ثيابا ليست له. لم توجد أثار عنف على جسمه, ولكن زملاءه مقتنعين بأنه قتل .
يفغيني جيراسمينكو
مراسل متحري لصحيفة إقليمية "ساراتوفسكي راسكالد"الذي كان يبحث في صفقات اعمال مشبوهة . وجد مقتولا في شقته في موسكو يوم 25 تموز حيث عذب ووضع في حقيبة بلاستيكية.

ألكسندر بيترسكي
مذيع في راديو بيترسبورغ بلتيكا, غطى احيانا تحقيقات في جرائم قتل. وجدت جثته في شقته , حيث طعن حتى الموت في 30 أب 2005.
ماغمودوزغيدفارسيوف
معلق صحفي في بلده داغستان , حيث أطلق ورشة بحث , انتقد السياسين المحليين . قتل باعتداء طلق ناري في عاصمة داغستان ماهتشكالا في 28 حزيران 2005
بافل ماكييف
مصور لمحطة تلفزيون محلية اسمها بلًُس. مات ب 21 أيار 2005حين كان يغطي سباق شوارع غير قانوني في بلدة أزوف. سيارته سحقت بشاحنة غير معروفة, وسرقت أشرطته وكاميرته.
بول كليبنيكوف
مواطن امريكي من اصول روسية محرر النسخة الروسية من مجلة فوربس , وضع اول قائمة أغنياء في البلاد ومتخصص في تحقيقات الفساد.قتل رميا بالرصاص من قبل مأجورين في موسكو ب 9 تموز 2004
آليكسي سدوروف
المحرر الثاني في صحيفة محلية توغاليتي أوفر فيو" تعرض للاغتيال عدة مرات, تعرض للطعن في صدره بالة حادة خارج شقته بموسكو في 9اكتوبر 2003
يوري تشيكوتشيكين
صحفي تحقيقات , عضو برلمان متحرر ونائب محرر نوفايا غازيتا
متخصص بتحقيقات الفساد في مكتب الادعاء العام. مات في تموز 2003بعد تحسس غير مفهوم . يزعم زملاؤه انه مات مسموما.
ديمتري شفيتز :
مدير تنفيذي في محطة تلفزيون مورمانسك المحلية , تلفزييون21 , محطة الشمال الغربي. انتقد بحدة السلطات المحلية. قتل رميا بالرصاص خارج مكاتب المحطة في 18 نيسان 2003.
فاليري إيفانون
محرر جريدة التوغاليتي أوفر فيو ومدير تحرير القناة التلفزيونية المستقلة لادا , متخصص في الجريمة والفساد في سوق السيارات المحلي. قتل بالرصاص في سيارته ب 29 نيسان 2002.
نتاليا سكريال
مراسلة أعمال ل أون تايم. جريدة محلية في روستوف اون دون, حققت في صفقات حساسة لمحطات معادن محلية.
قتلت في طريق عودتها للمنزل بعد ضربها بآلة ثقيلة بتاريخ 8 أذار 2002.
إدوارد ماركيفيتش
محرر في نوفي ريفت , صحيفة محلية في بلدة ريفتينسكي , إقليم سفيردلوفيسك. انتقد السلطات الاقليمية , بعد عدة تهديدات هاتفية قتل بالرصاص في رأسه في 19 أيلول 2001
أدم تيبسورغييف
مصور لوكالة رويترز وفر صور حصرية للصراع الدائر في الشيشان , قتل من قبل لرجال مسلحين ومقنعين بعد ان اقتحموا منزله في قرية خان كالا في23 نوفمبر 2000
سيرغي إيفانوف
مدير محطة لادا التلفزيونية في التوغاليتي أبدى اهتماما في قضايا فساد سوق السيارات المحلي , رمي بالرصاص خمس مرات خارج مبنى شقته في 3 اكتوبر 2000.
اسكندر خاتالوني : صحفي حقق في انتهاكات حقوق الانسان في الشيشان لصالح خدمة اللغة الطاجيكية لراديو الحرية- راديو اوربا الحرة . قتل من قبل مهاجم بفأس في موسكو 21ايلول2000
سيرجي نوفيكوف
مدير تنفيذي في محطة راديو فيسنا في سولمنسك , حاول إثبات تورط مسؤولين رفيعين في الفساد. قتل رميا بالرصاص في صالون شقته في 26 تموز 2000
إيغور يمينوف
محقق صحفي في جريدة نوفايا غازيتا
قتل بواسطة مطرقة في شقته بموسكو ب 16 تموز 2000. جريدته مقتنعة بانه قتل عن طريق الخطأ ظنا بانه شخص اخر.
ارتيوم بورفيك
صحفي تنفيذي في مجلة سري للغاية التي عرضت لفضائح الاغنياء وذوي النفوذ. قتل في حادث تحطم طائرة في 3 اذار 2000حيث تعتقد السلطات بانه لم يكن حادثا.





#سحر_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن يوم المرأة


المزيد.....






- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - سحر عبدالله - حين تكون الصحافة مهنة للموت