ما الحياة ؟

فؤاد بلحسن الخميسي
كاتب وباحث
(Belahcen Fouad)

الحوار المتمدن-العدد: 1903 - 2007 / 5 / 2 - 12:22
المحور: الادب والفن
    

أغمضت عينـَيّ و تساءلت :
ما الحياة؟
الحياة ، أن نرى الحبلى تطيـر من خفتـها
الحياة أن يأخذ الطفل وقتا طويلا في اللعب،
و أن يخـلط الحلوى بالتراب، وبابتسامة
الحياة أن تكون للصبـي عروسة
الحياة لن تتحول الأصابع إلى ريشة رسام
و اللسان إلى وتَـر عود
الحياة أن نتبادل الكلمات بعفوية، كما الأطفال
الحياة أن نتحـاور بدون مقدمات
الحياة أن تكسرَ كل المرايا
الحياة أن نمشي فوق الحواجـز
أن نحكي
أن نضحك
أن يتكـأ كل منا على الآخر...كالثمالى
الحياة أن نجلس حول النبع
الحياة أن يحكي الشيخ...و يُطيل

* * *
الحياة أن نتنفس ياسمينا
الحياة أن نتحدث مع الشجر
الحياة أن نستيقظ الفجر...نُقبل الشمس
أن نسطَفّ...ننعل الليل
الحياة أن نتبادل الأزهار... عوض التحيات
الحياة أن تبيض الأيدي
الحياة أن يُسمع هدير «الميسيسيپي» في سماء «أصفهان»
الحياة أن يخيم صدى الناي البري
أن يتنفس الجبل نداء ... يدعو للأعالي
* * *
الحياة أن نـركب نجوم السماء ... و نسافر
الحياة أن يرضى الإلاه
الحياة أن نكتفي بنور القمر
الحياة أن نوجه سفيـنة الأرض... إلى ما بعد
النجوم البعيدة
الحياة أن تطرق الشمس صباح كل يوم
باب بيت كل واحد منا
* * *
الحياة أن نحب الحياة
الحياة أن نحيا ، بعد الموت ، في الحب
* * *
فتحت عيني و تسائلت :
ما الحياة ؟
فإذا بي بقولةٍ لمحمود درويش تتردد
على مسامعي:
"الحياة التي لا تُعرّف إلا بضد هو الموت ليست حياة"
قلت:
الحياة!
الحياة
أن يتوقف الوعيد
أن نطير بعيدا عن الجدران
أن نجد مكاناً في أحلام السّجان
أن لا تجد الكلاب الناطقة صدى لكلامها
أن نرمي لهيباً ... على عرق الفلاح
أن نُجيب على السؤال
أن نُصر لأجل الحصول على جواب
أن نمُزق الجدران ... الحدود
أن نكسر الكراسي
و نتـقاسم الأرض
أن نضع الرأس بين الكفين
أن نَخـط صورة ... للمستحيل
أن نطرق أبواب الممكن
أن لا ننتظرشروق الشمس من جهة
الغرب
أن نشعر بوجودنا في الزمن
أن نجـد موطـأ قدم ، بعيداً عن عتبة
الهاوية
أن نُـعري الهـرطـقات
* * *
إذا كان « العيش هو أكثر مما نعرف » عل حد
تعبير " أرلنك كتلسن"، فإن الحياة هي ما يجب أن نعرف.


إلى الذين يريدون كل شيء، دون أن يعملوا أي شيء

#فؤاد_بلحسن_الخميسي (هاشتاغ)       Belahcen_Fouad#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل