أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - العراق ... هزيمة كل المتصارعين














المزيد.....

العراق ... هزيمة كل المتصارعين


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1856 - 2007 / 3 / 16 - 10:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل كانت الملائكة تستشرف المشهد العراقي وهي تقول لرب العزة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟
إذا أردت أن تختبر قوة ذكائك أو غبائك فعليك بمحاولة فهم ما يجري في العراق، والنتيجة معروفة سلفا.
كنا نظن اللبنانيين لعبة في أيدي القوى الأجنبية، وأن كل لبناني مشروع تفتيت وطن صغير مقام فوق نظام طائفي هش، أما الآن فنرى اللبنانيين حكماء السياسة مقارنة بأبناء الرافدين.
ماذا لو امتنع العراقيون لمدة شهر واحد عن الحديث في الدين، أو معرفة الطائفة أو المذهب، ويتم تغيير الأسماء فيصبح عمر جعفرا، ويضحى الصدر أبا بكر، ويصلى المسلمون في بيوتهم، ويمتنع العراقيون عن حضور أي تجمع ديني أو طائفي أو خيري أو مذهبي أو زيارة مكان مقدس أو اعطاء اشارة بمعتقداته؟
إنه مجرد سؤال لا أبحث عن اجابته فأغلب الظن أن من سيخوض في الاجابه سيفصح عن هويته الدينية، وسينحاز قطعا إلى سيارة مفخخة بغض النظر عن مذهب أو طائفة المنتحر داخلها.

إذا أردت أن تتعلم كيف تجعل السياسة فنا في الغباء فعليك التسلل إلى البيت الأبيض، وحضور اجتماع قادة القطب الأوحد في المكتب البيضاوي، وهنا ستتعجب من أن موريتانيا لم ترسل جيوشها لاحتلال الولايات المتحدة الأمريكية، واجبار الساسة الأمريكيين على حضور دروس في ألف باء السياسة.
بعد قليل ربما يهمس الرئيس الأمريكي في أذن الدكتورة كوندي سائلا إياها عن موقع العراق على الخريطة، وهل هو في أفريقيا أم يطل على بحر قزوين!
لكنه يقرر ارسال مزيد من الجنود الشباب وأكثرهم لم يبلغوا العشرين من العمر، ويقنعهم أنهم يقومون بحماية كازينو لاس فيجاس عن طريق احتلال الرمادي والفالوجة.

معذرة فهذا الجندي الوسيم الذي ودعته خطيبته في مانهاتن منذ عدة أيام لا تزال طعم قبلتها في فمه، ومهمته الآن العودة سريعا إليها، فلا بأس من قتل هؤلاء المتوحشين العراقيين حتى لو احتموا في مسجد.
يسأل زميلا له في ثكنة عسكرية بعيدة تماما عن أهل البلد: ماذا نفعل هنا؟
الاجابة سيجدها زميله وهو يودعه بعد أن انفجرت دبابته في عُرض الطريق، وانتقل إلى العالم الآخر معه خمسون عراقيا ما بين مدني وشرطي.
تتسلم خطيبته متعلقاته بعد فترة وجيزة، لكن أغلب الأمريكيين لم يطرحوا على أنفسهم هذا السؤال: ماذا نفعل في العراق؟
لماذا لا يرتدي مايكل مور اليونيفورم ويحارب هؤلاء المتوحشين على شاطيء دجلة؟
مئة وخمسون ألف عسكري أمريكي يختبئون في المنطقة الخضراء، لكن الرئيس يرسل أكثر من عشرين ألفا آخرين متمنيا أن يستقبل نعوش أقل من نصفهم ليقنع أبناء شعبه أن الانتصار قادم لا محالة.
حكومة فيشي العراقية تستعد هي أيضا للهروب، وكل واحد يحلم ببيت في لندن أو برمنجهام أو شيكاجو أو ميامي، وفي هذه الحالة لن يحفل العراقي الهارب كثيرا بطائفته أو مذهبه أو هويته الشخصية، وربما يلتقي كل خصوم الأمس، ويسهروا جميعا لدى أحد الأكراد، ويبدأ حديث النوستالجي والغربة والتحسر على الوطن، ثم الاستماع لأغنية قديمة لناظم الغزالي.
هل سمعت عن عراقي عاقل؟

الهزيمة الأمريكية في فيتنام على شط العرب، أعني في العراق لا تحتاج لأكثر من أن تنظر إلى ساعة الحائط وتنتظر دوران العقرب الصغير مئة مرة أو ألفا أو عدة آلاف، لكن آخر جندى أمريكي سيقف تحية للعلم في مطار بغداد الدولي يبدو ظاهرا في الأفق.
معذرة ديك تشيني فأرباحك من بيع النفط ستقل عدة مليارات.
يسأل جورج بوش وزير دفاعه عن عدد الجنود الأمريكيين الذين تفحمت جثثهم وهم يدافعون عن امبراطورية الحرية ( مع اعتذارنا لروح مارتن لوثر كينج والهنود الحمر ) فيقول بصوت مرتفع: أقل من أربعة آلاف سيدي ، ثم يهمس قائلا: أما الرقم غير المعلن فهو ...
يذهب الرئيس الأمريكي إلى الكنيسة ليشكر الرب، ويوقد شمعة، ويتمتم بكلمات للعذراء، لكنه لا يسمع المسيح وهو يقول: أيها القتلة، ماذا كنتم تفعلون هناك؟

العراقيون منشغلون بلملمة أشلاء أبنائهم، ولكن لا مانع من مناقشة موقعة الجمل أو خلاف حدث منذ أربعة عشر قرنا، وسيأتي الوقت قبل يوم القيامة بقليل الذي يكتشف فيه السُنّة والشيعة أن كتب التاريخ ضحكت عليهم أكثر مما سخر منهم الأمريكيون بديمقراطيتهم.
الوقت متأخر فقد نُفخ في الصور، وجمعناهم فلم نغادر منهم أحدا، وعُرضوا على ربك صفاً..

المقاومة العراقية الشريفة ضد قوات الاحتلال ترفض مطاردة قوى الارهاب العفنة التي تفجر سيارات الحقد في أجساد الأبرياء. الارهابيون يختبئون خلف المقاومة. المقاومة ترفض قتال الارهابيين.
أحمد الجلبي يشتري بيتا في لندن بعيدا عن فرع بنك بترا الأردني، وكل القضاة العراقيين يتقدمون بأوراق أولادهم في مدارس خاصة بريطانية أو أمريكية. مُخرج أمريكي يستعد بعد عدة سنوات لاخراج فيلم عن هزيمة الأمريكيين في العراق. يجمع إبليس كل من في المشهد العراقي ويصفعهم على أقفيتهم، ثم يحتضنهم فردا ..فردا !



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى يغضب السوريون على الرئيس بشار الأسد؟
- عانس سعودية تبث أوجاعها لقساة قومها
- محاولات مضنية للبحث عن الرئيس حسني مبارك
- البيان والتبيين في أوجاع مصر وأحزان المصريين
- المؤسسة الدينية السعودية تدعو لاغتصاب الأطفال
- مبارك يصنع المرشدين من صعاليك الإنترنيت
- طز في الشرفاء والأحرار و ... الوطنيين
- الإنترنيت .. الخطر القادم على البشرية
- السعوديون ينحازون للملك، فمتى ينحاز الملك للسعوديين؟
- آلة موسيقية تتحدث إلى مسلم متشدد
- لماذا لا يغضب المصريون؟
- كلنا خائفون، فكيف تتحرر مصر؟
- هذه الفتوى باطلة .. باطلة .. باطلة
- فتاوى الرأي السديد للشيخ محمد عبد المجيد
- رسالة مفتوحة إلى صدام حسين حفار القبور يحكم الجمهورية السجن
- الاستشفاء بالمشهد العُماني .. سلطنة عُمان تعيد إليك روحك
- المؤسسة الدينية أقوى من آل سعود
- رسالة تهنئة من إبليس إلى العراقيين
- ضيوف لبنان يرفضون لقاء رئيس الدولة
- عمرو موسى ... الطاووس


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - العراق ... هزيمة كل المتصارعين