أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - الداهية غارفيلد














المزيد.....

الداهية غارفيلد


محمود كرم

الحوار المتمدن-العدد: 1852 - 2007 / 3 / 12 - 03:49
المحور: الادب والفن
    


هناكَ أشياء نسعد بالكتابةعنها لأننا نكون قد استمتعنا بها لحظةً بلحظة ، ولأنها تمنحنا فرصة للابتعاد قليلاً عن ضغط الكتابات ذات المضامين الفكرية والفلسفية والنقدية والتي عادةً ما تجلبُ للكاتب والقاريء على حد سواء الصداع وربما الهم أيضاً ..

ففي إحدى عطلات نهاية الأسبوع ذهبتُ برفقة ابني وابنتي إلى السينما لمشاهدة فيلم الأطفال الهزلي ( غارفيلد ) في عرضه الأول ..

وكان الأطفال مع آبائهم وأمهاتهم والبعض الآخر منهم مع أمهاتهم أو آبائهم فقط ، يتدافعون ببراءتهم وضحكاتهم الرشيقة لمشاهدة هذا الفيلم الهزلي الممتع ، حيث كانت جميع الصالات المخصصة لعرضه في مختلف الأوقات محجوزة بالكامل ..

كانت لي تجربة سابقة من قبل مع الأطفال الجميلين ، حينما تم عرض فيلم هاري بوتر في جزئه الأول ، فكنتُ أجدهم يملأون صالة العرض بالضحكات والصراخ والتعليقات اللطيفة ، لذلك كنتُ أجد في مشاهدة فيلم للأطفال ومعهم ، متعة جميلة لا تخلو من الطرافة والبهجة والتسلية واللهو الطفولي الممتع ، وطبعاً الاستمتاع أيضاً بمتعة التحليق مع خيالاتهم وتخيلاتهم المدهشة وهيَ تسير بي في أكثر من اتجاه ..

كانت صالة العرض وقت الظهيرة مكتظة بالأطفال ، منتظرين بشغف بطلهم ، القط الكسول والمدلل ( غارفيلد ) لِيطل عليهم بمغامراته وخططه الماكرة من خلال فيلمه الهزلي ..

لا أدري ، هل الأطفال يهتمون لتصنيفات السينمائيين ، من حيث أن هذا فيلم هزلي والآخر تراجيدي أو كوميدي أو تاريخي أو حركي ، في الحقيقة لا أدري ولكني أعتقد أنهم يريدون أن يضحكوا ويستمتعوا بفيلم يسرد لهم قصة مسليّة ممتعة مشحونة بدهشة التخيلات اللامتناهية ، تجعلهم يستمتعون بمتابعة الفيلم ، بقدر استمتاعهم بتناول الفوشار والذرة الحارة ..

الفيلم يبدأ بحكاية القط ( غارفيلد ) الكسول جداً والمدلل جداً والمتنعم بخيرات صاحبه وولي نعمته ( جون ) ، وكانت حياته تسير على هذا المنوال من الدلال والرفاهية والترف ، إلى أن ذهبَ به صاحبه ( جون ) في إحدى المرات إلى طبيبة بيطرية لإجراء بعض الفحوص الطبية له ، وما كان من الطبيبة التي استلطفت ( جون ) حتى أن أهدته كلباً ذكياً وجميلاً اسمه ( اودي ) وكانت تعتبر هذه الهدية بالنسبة لـ ( جون ) غالية ومُفرحة في نفس الوقت ..

لم يعتد ( غارفيلد ) على أن ينافسه أحد من الحيوانات الأخرى على قلب صاحبه ( جون ) ، فضلاً عن أنه أي جارفيلد لم يستسغ فكرة أن ينافسه أحد ما على الاستئثار بكل الخيرات والنعم التي يتمتع بها ، فبدأت الغيرة والحسد و ( النحاسة ) تعمل لديه ، وخاصةً أن ( جون ) أبدى ميلاً كبيراً لـ ( اودي ) الذكي الذي كان يتمتع بموهبة الرقص على إيقاع الموسيقى الرومانسية والصاخبة أيضاً ، ما جعل أحد المهتمين بهذه النوعية من الكلاب يخطط فيما بعد لاختطاف الكلب ( اودي ) من صاحبه ( جون ) ، ولم يهدأ غارفيلد لحظةً في التفكير بالتخلص من منافسه اودي ، حيث اهتدى في إحدى الليالي إلى طريقة جهنمية يستطيع من خلالها أن يطرد ( اودي ) من المنزل ومن حياة ( جون ) نهائياً ، فعمَد إلى استدراجه في ليلة باردة إلى خارج المنزل بينما كان ( جون ) يغط في نوم عميق ، وهكذا أصبح ( اودي ) يقضي ليلته تلك خارج المنزل ، وحينما أحسّ بالبرد القارس في العراء ، أخذ يهيم على وجههِ في الطرقات ، وحينما وجدته امرأة عجوز نائماً على عتبة باب منزلها من شدة البرد والتعب ، آوته عندها في بيتها ، وعرف بأمر ضياع ( اودي ) من منزل ( جون ) ذلك الرجل المتربص به ، فأخذ يبحث عنه ، إلى أن اهتدى إليه وبطريقة خبيثة استطاع أن يقنع المرأة العجوز بأنه الصاحب الحقيقي لـ ( اودي ) فأخذه منها ، أما ( غارفيلد ) شعرَ بعدها بتأنيب الضمير وبالجريمة الشنيعة التي اقترفها بحق ( اودي ) فأخذَ عهداً على نفسه أن ينقذ ( اودي ) من قبضة ذلك الرجل الذي اتهمه غارفيلد فيما بعد بعدم الإنسانية والوحشية في استغلال الحيوانات الأليفة وراح في مهمة شاقة ومغامرة كبيرة يبحث عن ( اودي ) ليعيده إلى المنزل وإلى صاحبه ( جون ) ، واستطاع غارفيلد الذي نفضَ عنه الكسل والدلال والترف أن ينقذ ( اودي ) من براثن ذلك الرجل المجرم ..

أنصح الآباء والأمهات أن يشاهدوا مع أطفالهم فيلم غارفيلد ، أما مَن ليسوا بآباء أو أمهات فلا بأس أن يستمتعوا بمشاهدة غارفيلد إذا كانت تتحكم فيهم نوازع ( غارفيلدية ) ، فلربما شعروا بتأنيب الضمير يوماً وتراجعوا عن إلحاق الأذى بالآخرين ..





#محمود_كرم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَن يسرق الدهشةَ منا !؟
- إليكِ .. في يوم الحب
- الأنثى وفتنة المؤامرة
- الاستبداد صناعة عربية
- الواعظ وثقافة الوعظ الديني
- الكتابة .. وعي الإرادة وانتصار الحرية
- حياة
- الثقافة الجماعية والتعصب الأيديولوجي
- يوم في هلسنكي
- التخلف .. إرث الماضويات المهيمنة
- الهاربون إلى الأوهام
- تفتحات الذاكرة الآجلة
- اليوتوبيا الدينية
- السويد تنتصر إنسانياً
- رمضان وفاتنتي التبغية
- أن تكون نفسك
- الممشى وصناعة الأفكار
- ماذا لو حضر الحب وغابت الكراهية
- المجتمعات وهيمنة الموروث الثقافي
- المنتصرون بثقافة الموت


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود كرم - الداهية غارفيلد