أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحق لشهب - الإعدام وصدام بين الرباط وبغداد















المزيد.....

الإعدام وصدام بين الرباط وبغداد


عبد الحق لشهب

الحوار المتمدن-العدد: 1847 - 2007 / 3 / 7 - 12:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منعت بالرباط مجموعة من الهيئات التي قررت تنظيم نشاط إحيائي لذكرى إعدام صدام حسين، من دخول مسرح محمد الخامس، رمز التحرر الوطني الذي تنازل عن عرشه واختار المنفى من أجل الوطن والشعب المغربي ليعود مظفرا في تلاحم تاريخي بين الحركة الوطنية والمؤسسة الملكية ويقود المغرب المستقل الذي عرف عهده صدور قانون الحريات العامة ومجموعة من القوانين الهامة.
النشاط الممنوع كان يهدف ذكرى إعدام الرئيس السابق لحزب البعث العراقي والرئيس السابق للجمهورية العسكرية الإنقلابية إلى حدود 9 أبريل 2003، تاريخ سقوط بغداد واحتلال دبابات " العلوج " الأمريكيين لساحة الفردوس أمام ذهول أنظار المشاهدين للفضائيات العربية خصوصا والتي تبثت عيون الرأي العام العربي على جزء من مشاهد الحرب المدمرة طيلة أيامها لمدة 24 ساعة على 24 ساعة.
التاسع من أبريل يؤرخ لإسقاط تمثال صدام حسين بآليات عسكرية أمريكية عصرية بعد فشل جمهور من المواطنين العراقيين في إنجاز المهمة مباشرة بعد الإختفاء المفاجئ لنشامى وماجدات الحرس الجمهوري ومختلف الفرق العسكرية البعثية النخبوية قتالا وإعدادا إيديولوجيا ومختلف وحدات الجيش العراقي العامل ، من ساحة المعركة.
الإختفاء المفاجئ تزامن مع اختفاء القيادات العسكرية والسياسية واختفاء صدام إلى حين إلقاء القبض عليه وتقديمه إعلاميا بصورة مقززة بشعة، ثم تقديمه للمحاكمة العراقية والنطق بحكم الإعدام شنقا في حقه وفي حق معاونيه أساسا برزان التكريتي أخ صدام وبندر العواد رئيس محكمة "الثورة "العسكرية البعثية التي أصدرت العديد من الأحكام في حق مواطنين عراقيين تراوحت بين الإعدام والمؤبد وأحكام سجنية ذات مدد طويلة ترجمت الدموية والقمع الممنهج والمعمم الذي اختاره النظام البعثي أسلوبا للحكم إبان مرحلة سنوات الرصاص والرماد العراقي.
على خلفية هذا السجل القمعي الحافل بالدماء والإعتقالات الوحشية والإختطافات انتقت المحكمة العراقية أحداثا لتكييفها في إطار القانون الجنائي العراقي وتقرير المتابعة وبالتالي إصدار حكم الإعدام شنقا الموقع قرار تنفيذه من طرف رئيس الحكومة المالكي بضغط كبير من التيار الصدري ومباركة من إيران الشيعية الذي اعتبرته إحقاقا للعدالة الإلهية لتذكيرنا بالنصر الإلهي لشيعة حزب الله اللبناني في الحرب الإسرائيلية على لبنان .
قرار تنفيذ الإعدام شنقا يوم عيد الأضحى بالنسبة للعراقيين أثار العديد من المواقف بين مؤيد ومعارض وتراوحت مواقف التأييد والمعارضة بين النزول إلى الشارع للتعبير إما عن الفرحة أو الإحتجاج، وبين المعارضة المخففة أو الصلبة أو المنزلة بين المنزلتين مع البحث عن التبريرات. وسواء أكان الموقف مؤيدا أو معارضا فكل طرف يتشبث بأسبابه على أن الحقيقة المعبرة و الصادقة لايمكن أن تخرج إلا على لسان الضحايا المكتوون بعذابا ت وآلام الماضي.
للحقيقة وجوه وأشكال تعبيرية وصور متعددة، لكن حقيقة الجلادين والمؤيدين ليست هي حقيقة الضحايا الفعليين.
غير أن أبرز المواقف التي سجلها التاريخ الإنساني وستحفظها سجلات الجمعيات الحقوقية الصادقة مع نفسها وأعضائها هو موقف الرفض المبدئي لعقوبة الإعدام كعقوبة لا إنسانية وحشية وهمجية سواء صدرت في حق رئيس أو بائع السجائر بالتقسيط وسواء أكانت بمحاكمة عادلة أو رغبة عادلة أو بدون محاكمة أصلا. كما يحفظ ذلك جيدا الشعب على عهد النظام البعثي برئاسة المستبد الشرقي صدام حسين.
هذا الموقف المبدئي الحكيم من عقوبة الإعدام كان له صدى في مؤتمر باريس حول إلغاء عقوبة الإعدام والذي طالب من خلاله المؤتمرون دول المجتمع الدولي بإلغاء هذه العقوبة الوحشية من التشريعات الجنائية الوطنية. وكان المغرب أول مستجيب لهذا الطلب بموافقة الملك محمد السادس حفيد الملك محمد الخامس التي تحمل بناية المسرح الوطني اسمه والذي منعت المجموعة التي أرادت الإحتفال بذكرى إعدام صدام والذي انهارت دولته سريعا عند أول مواجهة جدية وانهارت معه كافة مظاهر السيادة الوطنية . ولقد أعقب هذا الإنهيار السريع للدولة العراقية تعبيرات سياسية وإيديولوجية وعقائدية عنيفة أغلبها يستند إلى مرجعية تؤطرها ولاءات تقليدية جدا وعتيقة لم تعرفها حتى الدول المستعمرة أواخر القرن 19 وبداية القرن 20.
فالمغرب مثلا عرف مباشرة بعد الهجوم الإستعماري ملاحم وطنية بقيادة المقاومة الوطنية المسلحة لكل من عبد الكريم الخطابي وحمو الزياني وعسو باسلام و الشيخ ماء العينين . تلتها مقاومة سياسية وطنية متعددة الروافد الفكرية و الاديولوجية . وحتى التي استندت إلى مرجعية دينية ، كانت حركة وطنية سلفية متنورة تحالفت مع الملكية ، وكانت العودة المظفرة والموفقة للملك الوطني وكان الإستقلال وكان بناء الدولة العصرية، عكس بروز تنظيمات إرهابية مباشرة بعد سقوط بغداد تستند إلى مرجعية إسلامية متطرفة أبرزها ما يسمى " بقاعدة الجهاد في بلاد الرافدين " مؤطرة من طرف أجانب عن العراق بدعوى تحريره من الإحتلال الأمريكي وكأن العراقيين قاصرين أو مشغولين وشغوفين بتصفية الحسابات والإقتتال الداخلي وتغذية الحرب الأهلية وتوقيع الإغتيالات الشنيعة التي وصلت حد جز مئات الرؤوس و تصويرها و بثها تلفزيونيا بدون محاكمات وخارج نطاق القانون باسم الجهاد في سبيل الله .
المثير للإنتباه، أثناء منع النشاط الإحتفالي بذكرى إعدام صدام، هو حضور ممثلين عن السفارة العراقية بالرباط والتي اختارت أسلوب العمل الجمعوي للتواصل مع الحضور بتوزيع بيان : " يسترعي الإنتباه حول قيام عدد من المنظمات الجماهيرية والنقابية المغربية بتنظيم حفل تأبين لصدام حسين يوم 13/02/2007 ، كما ورد ببيان جمهورية العراق بالرباط و المؤرخ بتاريخ 12/02/2007. البيان يقدم شواهد استغراب السفارة العراقية من أن المنظمات الجماهيرية أو المهنية في المملكة المغربية الشقيقة ، قد استنكرت ما تعرض له أبناء الجالية المغربية ذاتها التي تعمل بالعراق. كما تتأسف السفارة بشدة لصمت المنظمات الجماهيرية والمهنية المغربية لما يتعرض له أبرياء شعب العراق على يد عناصر النظام السابق ، كما جاء بنفس البيان الصادر بمناسبة قرار المجموعة تنظيم ذكرى إحياء إعدام صدام ، والذي للتذكير، منعوا من ولوج مدخل المسرح الوطني محمد الخامس رمز الحركة التحررية الوطنية المغربية.



#عبد_الحق_لشهب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغلاء يهدم بيوت المغاربة و سبب الاحتقان الاجتماعي بالمغرب
- أسرار الحرب السياسية حول مشروع قانون الانتخاب الجديد بالمغرب
- اختلاس المال العام بين صمت الدولة المغربية وجرأة المجتمع الم ...
- من يتحكم في اللعبة الإنتخابية بالمغرب؟
- فاتح ماي: مسرحية علي بابا و الأربعين حرامي
- إلى أين تسير المواجهة المفتوحة بين الصحافة الوطنية ورموز الح ...
- فضيحة بطلها فرعون موكادور
- باركا ..... لا تحرقوا أولادنا
- حكومة الشفوي وملك الفقراء
- عمليات إجهاض بالجملة انتهت بوفاة موظفة بالمعهد الموسيقي
- من يكتب محضر مخالفة لرئيس المجلس البلدي و يحاسبه على مخالفته ...
- فضيحة بطلها مستشار ملكي
- كفى من الكذب على هذا الشعب
- مؤسسة الشعبي بين نهب المال العام و التحايل الضريبي
- المغاربة يسرقون بعضهم
- المغرب ... و المهام المطلوبة
- الوجه الاجتماعي للحكومة المغربية
- لوبيات المال تبسط أيديها و تعيق التنمية
- الصويرة و غياب السلطة المحلية
- تأملات في الوضع الاقتصادي و السياسي بالمغرب


المزيد.....




- علقوا في مستنقع مليء بالتماسيح.. لن تصدق سبب نجاة ركاب طائرة ...
- حماس تعلق على صاروخ الحوثي وأمور تتكشف بفشل إسرائيل باعتراضه ...
- مصر.. اندلاع حريق في كنيسة بمحافظة قنا والداخلية تكشف السبب ...
- بوتين يؤكد أنه يفكر باستمرار بخصوص خليفته المقبل
- وكالة PTI: الهند تقطع عن باكستان مياه نهر تشيناب
- السيسي يتلقى دعوة من بوتين للمشاركة في احتفالات عيد النصر 
- شركات طيران أوروبية تعلق رحلاتها إلى إسرائيل بعد استهداف مطا ...
- بوتين: عدم اعتراف الغرب باستقلالية روسيا لسنوات تسبب بالعملي ...
- فصائل فلسطينية تعلق على استهداف الحوثيين مطار بن غوريون
- بوتين: الغرب يتحدث بشكل ويتصرف بشكل مغاير تماما


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحق لشهب - الإعدام وصدام بين الرباط وبغداد