أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبراهيم القريشي - نخبة العرب ومثقفيهم والعقل الجمعي العراقي















المزيد.....

نخبة العرب ومثقفيهم والعقل الجمعي العراقي


أبراهيم القريشي

الحوار المتمدن-العدد: 554 - 2003 / 8 / 5 - 03:53
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عراقيات من ذاك الصوب

نخبة العرب ومثقفيهم والعقل الجمعي العراقي

رؤية للفتنة التي أشعلها صدام حسين
 بين العراقيين و أخوانهم العرب

يتنامى في الأفق الآن على المسرح العراقي تيار " اللاعرب "  ويصب بأتجاه ضد كل ماهو عربي، وخطورة هذا التيار تكمن في أنه يتسارع بأتجاه التغلغل في العقل الجمعي العراقي ليصبح حزمة تيارات على المسرح السياسي العراقي وقد يحصل أن يتطور تباعا ليصبح طريقة تفكير جمعية، ومن الخبرة الشخصية ومما يتناهى الى سمعي من هنا وهناك أستطيع التأكيد بأن قاعدته سوف تكون واسعة للغاية أذا لم يتم تدارك الأمر من قبل النخبة العربية ومثقفيها، وأعني النخبة المسؤولة لا القاعدة التي دأبت على الهدم والرقص على أكوام الضحايا دون أن يهتز ضميرها وهي ترى طروحاتها تهدم أكثر مما تبني، وتزرع الفتن أكثر مما تبلسم الجروح.

دأب الكثير من المثقفين العرب على الوقوف الى جانب أحد طرفي المعادلة متى ما تعلق الوضع بالشأن العراقي ضنا منهم؛ ولأسباب متنوعة أخرى؛ أن الطرف هذا هو صاحب الحقيقة وهو الأجدر بالتمثيل، مع أن كثير منهم كان يعي الحقيقة المتعلقة بطبيعة ماكان يدور في العراق، لكن مع ذلك آثر الا أن يناصر طرفا ضد آخر من باب مادي وطائفي وأيماني بالخطاب السياسي وأسباب أخرى كثيرة، ومن هنا تقاطعت المصالح والتوجهات مابين العراقيين والعرب. أثبتت الأحداث وبشكل قاطع أن الغالبية العظمى من الشعب العراقي كانت تكره صدام كرها شديدا، مع ذلك اصر الكثير من المثقفين العرب على الترويج لصدام ولطريقته في أدارة العراق وبالتالي فقدوا؛ أو أستفزوا؛ على أقل تقدير، الغالبية العظمى من الشعب العراقي، ومع أن الكثير من مثقفي العرب آثر الصمت بعد فضائح صدام ومقابره الجماعية، ألا أن نسبة لابأس بها مازالت تتعاطى نفس الطريقة ذاتها عندما يدلوا بدلوهم بشأن العراق!!!! وبرغم أن الذي حصل ويحصل للعراقيين الآن يستدعي؛ من باب أخلاقي وديني وقومي وأنساني؛ كلمة تعاطف، رفض البرلمانيون العرب مجرد أدانة بسيطة للمقابر الجماعية تقدم بها وفد الكويت كبادرة تعاطف مع الشعب العراقي!!!!

كيف نطلب من العراقي بعد اليوم أن يتعاطف مع قضايا العرب وكان جل العرب بالأمس يهللون لجلادهم وهو يذبح بهم ويدفنهم مجاميع ومجاميع في مقابر جماعية ماكانت لتكتشف لولا أن أطاح الأميركان بالنظام مع أن العراقي كان يعلم بها لأنه كان وقودها؟؟!!
وكيف نطلب من العراقي أن يبادر لقضايا العرب ولم يبادر هؤلاء الى نصرة العراقيين وعلى العكس أرسلوا مرتزقة تدافع عن صدام؟؟!!!

أن تطرف العنف لدى صدام بشأن العراقيين مع تطرف بعض مثقفي العرب في تجميل أداءه خلق بالمقابل تطرف مضاد لدى العراقيين كان من تبعاته الآنية أن تطرف العراقيين حتى في عدم الممانعة في هوية منقذهم بحيث أرتضت الغالبية العظمى من العراقيين أن يحتل (أو يحرر) بلدهم على أن يبقوا تحت حكم صدام الرهيب، وكان من تبعاته أيضا أنك بدأت تسمع أقاويل عند العراقيين بشأن قضايا عربية قومية ماكن المرء ليسمعها من قبل يصب معظمها على التنصل من قضايا العرب، وكان من تبعاتها أيضا أنه بينما أنشغل بعض المرتزقة العرب في مواجهةالأميركان أيام حكم صدام الأخيرة، جاءهم وابل من الرصاص  من الخلف من قبل بعض العراقيين الغاضبين على حكم صدام حسب رواية أحد المرتزقة العرب في جريدة الشرق الأوسط. وأذا كانت هذه الحالة الأخير بمثابة بارومتر حساس جدا على مدى تدهور نظرة العراقيين الى الكثير من العرب وقضاياهم، فعلى النخبة العربية أن تدرس هذه الحالة دراسة موضوعية بعيدة عن التشنج وعليهم أن يتسلحوا بأعلى درجات الشجاعة في مصارحة النفس والآخر في تشخيص السبب الرئيسي ثم أدانته، الأمر الذي سوف ينتزع، وبلا أدنى شك، تراكمات المرارة في قلوب العراقيين أزاء أخوانهم العرب، وأذا طلبوني الأستشارة كعراقي مدمن على تتبع سايكولوجية العراقي، فلسوف أشير على أخواني العرب بضرورة الأسراع في أدانة المقابر الجماعية لأنها شكلت في وجدان العراقيين ثلما لأنسانيتهم وظلما لانظير له يستحقون معه كلمة تعاطف تصبح بمثابة جواز مرور الى قلوبهم، وأشير عليهم أيضا أن يحترموا خيارات العراقيين وأن يبتعدوا عن التدخل في شؤونهم الداخلية، أذ ليس من المعقول أن يفتي أحدهم من العرب بمقاتلة الأميركان مثلا في وقت ترى الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي غير هذا، وليس معقولا أيضا أن يصبح بلدا كله خائنا ألا رئيسه وحفنة من أتباعه حسب تعبير أحد الأخوة العرب.

أن مشكلة بعض الأخوة العرب هو أنه يحشر أنفه في حيث يفترض فيه التريث والسؤال والتمحيص ثم الحكم، لذا ليس غريبا أن تأتي طروحات كثير منهم فيما يتعلق بالشأن العراقي ليس قاصرة فحسب، بل ومستفزة أقصى غايات الأستفزاز للعراقيين، وأذا كان كل من عدي وقصي شهيدا من وجهة نظر أحد رجال الدين اللبنانيين برغم سجلهم في أنتهاكات حقوق الأنسان الفظيعة بحق العراقيين والعراقيات، ألا أنه في العراق ينظر اليهم والى موتهم بغير هذا، ويكفي أن يعرف المرء بأن مجرد الفرح بموتهم في العراق قد كلف العراقيين 32 قتيلا وحوالي 70 جريحا من شدة الفرح والتزاحم، ومن هنا يتحتم على المرء ألا يسارع بالأدلاء بمثل هكذ طروحات.

هناك أمثلة كثيرة على التفاوت بين مايفكر به العربي بشأن العراق وبين واقع العراق والعراقي، وأن الذي يتصور أن العراق هو مجرد بغداد وأنبار وتكريت وفلوجة  سيقع في مطب كبير سوف يستدعيه لاحقا الأستدراك بكل تأكيد، هذا أذا كان موضوعيا، أما المنحاز فلا نتوقع منه الأستدراك أو وخزة الضمير، فعلى الحذر( بكسر الذال) من النخبة العربية ألا يتسرع في رمي دلوه في موضوعة العراق فقد تكون الماء عكرة من حيث تخيلها حلو زلال، وقد تأتي تبعاتها بما لايرتجى.

 



#أبراهيم_القريشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترى من سيدفع ثمن رصاصات قتل عدي وقصي؟؟!!!
- صرخة الضمير وحكم التاريخ رسالة من القلب الى الصحاف
- عراقيات من ذاك الصوب
- عراقيات من ذاك الصوب مفاتيح بغداد و- ساسوكيات- صحيفة الأسبوع ...


المزيد.....




- بعد انقلاب الكونغو الفاشل ..أصابع الاتهام توجه للموساد والاس ...
- أمريكية الصنع ـ مروحية الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي ...
- قديروف: تلقينا بحزن عميق نبأ وفاة الرئيس الإيراني
- الحرب في غزة: هل من تأثير على قطاع السياحة في مصر؟
- كيف تؤثر الحرب في أوكرانيا وغزة على حملة الانتخابات الأوروبي ...
- كاليدونيا الجديدة.. موقع استراتيجي يثير اهتمام القوى الدولية ...
- علي باقري كني.. من مفاوض نووي إلى وزير للخارجية الإيرانية
- قبيل إعلان مصرعه.. قصة صورة قديمة أعيد تداولها للرئيس الإيرا ...
- مسؤول بحماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد ...
- مريم رجوي تعلق على مصرع -رئيسي- وتعتبره -ضربة للنظام-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أبراهيم القريشي - نخبة العرب ومثقفيهم والعقل الجمعي العراقي