أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روزا الخياط - أنا ارفض أن أموت















المزيد.....

أنا ارفض أن أموت


روزا الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 8573 - 2025 / 12 / 31 - 17:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نريد شرطة لحمايتنا من الأفكار قبل الأفراد والبنادق والأسلحة فمن يحمل هذا الموت كان يوماً فكرة ومن يضغط على الزناد كان يوماً طفلاً.
مذ بلغت السادسة عشرة وأنا اتمرد على كل شيء، على المناهج التعليمية المهترئة التي لم تعد تصلح لشيء،على طريقة تمرير المضامين المملة، على السجن الذي نعيشه لمدة 12 عاماً بادعاء التعليم ومحو الأمية
وما هي سوى سنين لغسل الدماغ في مؤسسة لا تعلم افرادها سوى الطاعة وجدول الضرب والجغرافيا والتاريخ المزور بكل اشكاله !
لا جدول الضرب ولا المعادلات الرياضية افادتنا بشيء ولا الجغرافيا ظلت بحدودها التي رسمناها في مخيلتنا اصلاً ولم تنتج هذه المؤسسة المسماة مدرسة سوى قطع النسخ واللصق مروراً بنفس النهج في الجامعة ثم الوظيفة.
مؤسسات لا تربي سوى عبيداً لنظام رأسمالي اثبت فشله أكثر من مرة على مدار اكثر من مائة عام !
تمردتُ على تأطير الفكر وسجن الأسئلة واتخذتُ ديكارت مثلاً في اسلوب الشك كوسيلة للوصول نحو الحقيقة او التي يهيئ لنا احياناً انها الحقيقة !
تمردت على الفكر الذكوري والأصولي والنظام البطريريكي الأبوي الذي وضع مليارات البشر تحت مظلة قدوات قد تصيب وقد تخطئ ولكنهم اتخذوها
Role model
لمجرد انها كانت مشهورة او ذكرت في حقبة ما في التاريخ على انها مهمة وعظيمة .
تمردت على كل شيء أرادني نسخة اخرى من هذا القطيع الذي يظن انه أعظم ما انتجت في البشرية في زمن تخلفت فيه هذه الأمة عن كل ما هو اقتصادي وعلمي وتقني
واختارت ان تدفن رأسها في غياهب الأصولية والطائفية والمذهبية وقتل المختلف باسم الله لمجرد انه من طائفة اخرى وأكبر دليل كل ما حصل ويحصل في سوريا من أحداث لا تنتهي !
والألعن والأكثر إيلاماً عنما تدعي الأنظمة ان هذه مجرد أحداث فردية !
ما حصل مع الدروز في السويداء لم يكن حدثاً فردياً بل مجزرة ! ما حدث في الساحل السوري لم يكن حدثاً فردياً بل قتلا وخطفا وفي وضح النهار !
ما تعرض له المسيحيون لم يكن حدثاً فردياً بل اعتداءات وتوحش على طائفة لم تفعل شيئاً سوى انها تختلف في نبيها مع ان رسائل الايمان كلها واحدة !

والسؤال الأهم حتى متى ستظل هذه الأمة غارقة بالدم والعنف وتكفير الآخر وقتله باسم الأديان !
أليس من يقوم بكل هذه العمليات كان طفلاً يوما ً؟
كيف تحول الطفل الى مجرم ؟ ولماذا ؟
قبل سنوات كنت ضد تقييد الحريات بأي شكل وها انا اليوم اطالب كإنسانة وكمفكرة بشرطة على الأفكار !
انا التي تمردت علىكل شيء حتى عليّ انا شخصياً من كان يصدّق انني سأطالب بشرطة على الأفكار؟
نعم على الأفكار فهذا الكوكب لم يعد يحتمل كل هذا الكره وهذا الدم وكل جريمة بدأت يوماً بفكرة !
وكل فكرة تحمل كرهاً من اي نوع هي بحد ذاتها خطيرة لأن حامل الفكر الانساني الايجابي المحب لا يمكن ان يكون قاتلاً !
الجبان فقط من يلغي وينفي ويقتل !
الجبان المشبع بالكره من يلجأ للسلاح بدل القبلة والعناق والعزف على آلة موسيقية !
وأتساءل بيني وبين نفسي لماذا لا نصادف قاتلاً درزياً او مسيحياً او حتى يحمل فكراً اقصائياً للآخر ؟
لماذا كل اوجاع هذه الأمة تبدأ دوما من الطائفة والمذهب وإلغاء الآخر ؟

اذاً علينا اولاً ان نبدأ من الأفكار فالإرهاب ليس وليد اللحظة وشلال الدم لم يتفجر مؤخراً فقط بل كان موجوداً على مر التاريخ لكنه في كل مرة يستيقظ تحت عباءة جديدة تدعي ان صاحبها وحده يحمل الحق والحقيقة !
ولا أقصد الإساءة لأي طائفة فكلنا بشر ومبادئي وتربيتي علمتني احترام الانسان كائناً من كان مهما كان مختلفاً في القومية او الدين او اللغة او الشعائر لكن عندما تتحول الفكرة لفوهة بندقية في وجهي كيف لي انا كإنسان ان لا ادافع عن نفسي ؟
وأتساءل ما الذي رآه ذاك الطفل وأي افكار زرعت في رأسه ومن قلد بفعلته تلك كي يتحول الى مجرم ؟
بحسب الدراسات في علم النفس أثبت ان عقل الإنسان كالكمبيوتر قابل للبرمجة والتغيير بحسب البيئة والبشر الذين يحيطونه اذن أليس من الأهم والأرقى ان نستثمر طاقاتنا ومجهوداتنا في الإبداع والنجاح والإنجاز بدل الإلغاء والإقصاء والقتل ؟
مشكلة بعض المتأسلمين بفكرهم الانعزالي المنغلق انهم يدعون انهم يملكون الحقيقة المطلقة ومفاتيح الجنة مع ان لا حقيقة مطلقة الا الله !
والإبداع يبدأ دوما بسؤال، بفكرة ثم برحلة كاملة قد تستغرق عمراً بحاله وهنا يكمن الجمال، ما نكتشفه في الطريق تحت الصخور والحجارة هي الكنز وليس خط النهاية !
انت عندما تلغي الآخر او تقتله لا تفعل شيئا سوى انك تلغي مبدأ كونياً إلهياً وهو التعددية وتلغي وجود صورة اخرى مصغرة لله في كائناته فكلنا يحمل الله في قلبه
" ونفخت فيكم من روحي " !
اذن انت كمتأسلم تقتل جزءاً من روح الله عندما تقتل الآخر، هذا الله الذي تدعي انك تحارب لأجله والله اسمى وأغلى وأعلى وأرحم من هذا كله !
لن نصل الى السلام الحقيقي والإيمان الروحي الصادق الا بخلع الخوف من برمجاتنا المتخلفة،
لأن لا تقدم لأمة تمنع وتلغي وتقتل الابداع او التعددية ولا ابداع مع خوف،
ولا تغيير حقيقي الا بالإبداع لأن الابداع يعني التحرر من الأطر والمربعات وكل ما هو سائد، هو ان تجرؤ اولاً على ان تفكر وتُنتج حتى وان اخطأت !
كلنا بلا استثناء مميزون !
يقول المفكر المصري توفيق الحكيم :
"لو بقي الإنسان طفلاً لأصبح شاعراً "
الشعر ليس نظم القصائد وكتابة الأغاني وحسب
الشعر نهج حياة ورقي .
عندما تختار الرقي في الحب والحياة المشتركة وتختار دوماً ما يصب في مصلحتك ومصلحة الآخرين بنفس الوقت
وتبتعد كلياً عن اقصاء الآخر ستفهم ان الآخرين ايضاً شركاء رائعين في هذا الوجود وان الحياة التكافلية هي الأساس
وان الايمان هو علاقة روحية خالصة ونقية بين الانسان وربه وليست شعائر وطقوس وإلغاء وذبح !
يقول المفكر السعودي عبد الله القصيمي :
""أنا أرفض أن أموت، أن يموت أبني، أن يموت صديقي،أن يموت أي إنسان، أن يموت خصمي، أن يكون لي خصم !
أنا أرفض ذلك تحت أي شعار، تحت أي فكرة تختفي وراءها أضخم الأكاذيب !
لهذا أنا أرفض التعاليم والمذاهب التي تعلمني كيف اكون قاتلاً، كيف أكون مقتولاً، كيف أؤمن بذلك، كيف أهتف لمن يدعونني إليه" !
ثقافة الحياة لا تحتاج لشعارات ولا لدفاتر ارشادات
يكفي ان تبدأ بقصفة ليمون في مزهرية،كلمة حلوة وعناق صادق حتى يتغير كل شيء !


تعبنا من سؤال الشاعر رياض الصالح الحسين منذ الخمسينات :
لماذا هنالك أعياد كثيرة للقتل وعيد واحد للقبلة " ؟
لماذا ؟



#روزا_الخياط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مشكلة لدي
- خياطة وقلب
- ولدتُ وعلى جبهتي نجمة خماسية مشعة


المزيد.....




- تركيا: اعتقال العشرات في إسطنبول وفي عدة محافظات يشتبه بانتم ...
- -الانتقالي- يحمّل العليمي والإخوان مسؤولية ما جرى في المكلا ...
- العميد -أحمد وحيدي- يتولى منصب نائب القائد العام لحرس الثورة ...
- تعيين العميد -أحمد وحيدي- نائبًا للقائد العام لحرس الثورة ال ...
- كتاب -استمرارية الشريعة-.. كيف تعامل الفقهاء مع القوانين الج ...
- باحثون فلسطينيون ومغاربة يقاربون الأبعاد الروحية والإنسانية ...
- حين لا يجد المسلمون مكانهم الأخير.. الدفن اختبار الاندماج في ...
- حرس الثورة الاسلامية: إلقاء القبض على خلية إرهابية في مدينة ...
- حرس الثورة الاسلامية: التحقيقات الأولية كشفت عن مخططهم لتنفي ...
- الكنائس العالمي يدعو لفرض عقوبات على إسرائيل بسبب انتهاكاتها ...


المزيد.....

- رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي ... / سامي الذيب
- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - روزا الخياط - أنا ارفض أن أموت