أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا الخياط - لا مشكلة لدي














المزيد.....

لا مشكلة لدي


روزا الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 20:18
المحور: الادب والفن
    


دوماً أخفي خيباتي تحت النظارات السوداء
أو الأضواء الخافتة
صدقني أنا بارعةٌ جداً في ذلك
قبل أن ينكسر قلبي بقليل أبتسم
قبل أن يحمل لي أحدهم السكين أبتسم
قبل أن يخفيها خلف ظهره أبتسم
أنا أحس،أعرف وأحزن قبل ذلك بكثير
لكني أبتسم
فالخوف والموت كشجرة هجرتها الطيور لن يعينني بشيء سوى باليباس الكئيب
وأنا طرية جداً ولا أحتمل
فأبتسم
لا أريد ان اموت يابسة
أو يموت قلبي وهو يحمل منديلاً
مليئاً بالعصافير المذبوحة والدموع
أريدني حين أنمو من جديد في أرض الأمل
أن أكون هكذا : عريشة عنب ملونة
لا تُحجب عنها السماء
ولا تسرق نور الشمس من أحد !
عشتُ في سبع بيوتٍ مختلفة وفي ثلاث بلادٍ مختلفة
وفي كل مرةٍ كنت أضطر فيها للرحيل كنتُ أخسر الأمان والأصدقاء والذكريات وفي كل مرة كان علي ان اختار
هل اتركني كجيتار مكسور جوار الطريق وأبكي أم استمر في المشي نحو الأمام وفي كل مرة اخترت فيها الخطو نحو المستقبل بشجاعة كان علي أن ادفع الثمن من مالي وراحتي وأعصابي وعزلتي
ولا بأس لم اتذمر يوما، لم استسلم ولا مشكلة لديّ
لم تختطفني عصابات داعش بل أنا من حارب فكرها المتطرف وكتب ضدها وضد كل الذين يقتلون البشر باسم الله والدين !
لم أتزوج زواج متعة كي أستغل امتيازات أحد او محفظته ولم يجبرني أحد على ممارسة الجنس معه
بل انا التي اقدس الحب وأحارب مظاهر العلاقات العابرة باسم الاحتياج والشهوة وتحت ضلعي الأيسر رصاصة وأعرف انها ستقتلني ذات ليلة وأنا نائمة
ولا بأس لا مشكلة لديّ !
لم أنزح من مدينةٍ تأكلها الحرب ولم أكن يوماً سوى ناشطة سلام، كل ما هنالك انهم قرروا نفيي بطرقهم الخاصة حتى لو وقع قلبي فوق المسامير وتكسر !
الغربة في مكان لا يشبهك بلا أصدقاء او عائلة يشبه الذبح على ناصية الطريق كل ليلة
ولا بأس لا مشكلة لدي !
في الوقت الذي تعبت فيه قدمي اليمنى استبدلتها باليسرى ومضيت وأنا اضع يدي فوق صدري خوفا من ان يتركني قلبي ويودعني انا ايضاً ولا لا بأس !
لا مشكلة لديّ !
وأصّبر نفسي بالأغاني وأمضي الى الأمام
والدي زهرة البابونج التي كانت تخفف عن الأخرين آلام التشجنات القاسية، منه تعلمتُ البياض المطلق .
والدتي هضبة خضراء، لكنها من دمعة حب في نسيمٍ عابر ترخي أكتافها كي تنام على سطحها الفراشات وأنا كذلك !
تعلمتُ الرقص جيداً، لكنني ما زلتُ أدوس على أرجل الآخرين وأعتذر.
أخطأ دوماً في الطريق المؤدية الى بيت جدتي وأبرر ذلك بالذئب ولا بأس لا مشكلة لديّ !
أعبر الحواجز وأزرع دمعي في الصخور ثم أنفض الغبار عن ملابسي وأشتري بالذي تبقى مني قطعة حرير وزنبقة اسمها الأمل .
وحين يجيء الليل أخبئ الجثث النائمة في درج المكتب وأكتب عن الحياة التي سأعيشها غداً !
لا أحد يكترث حقاً بالذي تعيشه امرأة قوية
كلهم مشغولون بجمع الحطب لإضرام النارتحت قدميها
او إيهامها باسطوانات الإعجاب والكلام المعسول
الكلام الذي يظل كلاماً ولايساوي شيئاً في ميزان الأفعال..
ورغم ذلك لا بأس لا مشكلة لدي
لكن الليل سيء الظن
يطبق شفتيه بوحشيةٍ على كلّ ما هو حي !
كل الذين أحببتهم رحلوا
كانوا يحملون مظلة صغيرة قاسية
وحين يسقط كل يوم قلبي ولا أموت
أبدأ طريق الصعود من هناك
من خلف ابتساماتهم وقمصانهم المخططة وفزاعاتهم الوهمية التي تحمل وجه مكنسة
ورغم ذلك لا بأس ولا مشكلة لدي
بلا أناشيد او مزامير أرى الله على أغصان الشجرة وتحت ظلال الورد ولأنني أميرة مستقيلة من مهمتها
أبني مملكتي على حوافي نوافذي المبللة وحين أتعثر بأنفاسي الثقيلة أتمسك بأقواس الكمنجات والموسيقى
كي أُبعث في لحنٍ كنعاني قديم وأتجاهل النظارة السوداء،القلب المجعلك والكتف المكسور !
لا كره في مراياي
لا حقد
لا عتمة
أنا العين المفتوحة على العالم بأملٍ ودهشة
انا التي لا مشكلة لدي
سأظل أخطو تحت قبة السماء
بحميمية "نزار" وحزن "السيّاب"
وأردد :
" اه من الأمل الذي ما زلت احيا في صداه " !
آهٍ من الأمل الذي ما زلتُ أحيا في صداه !



#روزا_الخياط (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خياطة وقلب
- ولدتُ وعلى جبهتي نجمة خماسية مشعة


المزيد.....




- من دفاتر الشياطين.. سينما تحكي بعيون الأشرار
- -خريطة رأس السنة-.. فيلم مصري بهوية أوروبية وجمهور غائب
- الجزيرة تضع -جيميناي- في سجال مع الشاعر الموريتاني -بن إدوم- ...
- سيمفونية-إيرانمرد-.. حين تعزف الموسيقى سيرة الشهيد قاسم سليم ...
- الممثل الأمريكي جورج كلوني وزوجته وطفلاهما يصبحون فرنسيين
- فن الترمة.. عندما يلتقي الابداع بالتراث
- طنين الأذن.. العلاج بالموسيقى والعلاج السلوكي المعرفي
- الممثل الأمريكي جورج كلوني أصبح فرنسياً
- العلاج بالموسيقى سلاح فعال لمواجهة طنين الأذن
- -ذكي بشكل مخيف-.. وصفة مو جودت لأنسنة الذكاء الاصطناعي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - روزا الخياط - لا مشكلة لدي