|
|
النثر الجاهلي: الأمثال والحكم
محمد عثمان الحلو
الحوار المتمدن-العدد: 8572 - 2025 / 12 / 30 - 13:41
المحور:
الادب والفن
يعرّف العصر الجاهلي بالفترة الممتدّة قبل بعثة سيّدنا (ص) والّتي استمرّت قرن ونصف أو مئتان قبل البعثة ، سمّي بالعصر الجاهلي لما شاع فيه من الجهل، بسبب جهل الناس بدين نبينا ابراهيم عليه السّلام، وليس المقصود بالجهل الّذي هو ضد العلم بل الجهل الّذي ضدّ الحلم عبد العرب في العصر الجاهلي الأوثان و الأصنام، ومن أبرز أصنامهم هي: هبل- الّلات- العزّى- مناة، وكثير من العرب من عبد الشّمس والقمر والنّجوم، وبعضهم هدتهم فطرتهم، فعدلوا عن عبادة الأصنام وعبدوا الله على ملّة إبراهيم عليه السّلام، وهم الحنفاء الحياة الاجتماعية في العصر الجاهلي كان العرب في العصر الجاهلي يتصفون بالشّجاعة، والكرم، وإغاثة الملهوف، ونصرة الحق، وصلة الرّحم، عرف العرب الجاهليين العادات السيّئة مثل: العصبيّة القبليّة، والتّفاخر بأصل القبيلة، ووجود الجواري والعبيد، وشرب الخمر، ولعب القمار، كانت حياتهم غير مستقرة حيث يتنقلون من مكمن إلى مكان لطلب الكلأ والماء، وانتشرت بينهم الحروب القبليّة مثل: حرب داحس، والغبراء الّتي استمرّت مئة عام وكانت المرأة منزوعة الحقوق، فكان من رزق بنتا يقوم فوراً بوأدها، وكانت المرأة محرومةً من الميراث. ميّزات العصر الجاهلي امتاز العصر الجاهلي بالشّعراء، لهم قصائدهم نالت الاستحسان؛ وعلقت بعض القصائد على جدران الكعبة ، كأمثال معلّقة امرؤ القيس الّذي كان أبوه ملك أسد وغضفان، وأمّه أخت الزّير سالم. كان لقبه الملك الضّليل، وكان يحبّ الّلهو والّلعب، وتميّز شعره بالغزل، أغراض الشعر الجاهلي: الوصف ثم الغزل والهجاء، والرّثاء، والمعلّقات، والفخر، والمدح والحكم والحكم والأمثال والقصص تقع بلاد العرب في أقصى الجنوب الغربي من قارة آسيا، وهي التي تعرف بشبه الجزيرة العربية، ويحدها من الشمال بلاد الشام، ومن الشرق الخليج العربي، ومن الجنوب المحيط الهندي، ومن الغرب البحر الأحمر.وكانوا قديمًا يقسمون هذه البلاد أقسامًا بحسب الارتفاع والانخفاض وأهم الظواهر الطبيعية البارزة في شبه الجزيرة العربية: هي سلسلة جبال السراة، وهي أعظم جبال العرب وأشهرها، وتخترق شبه الجزيرة من الجنوب إلى الشمال، على محاذاة الساحل الغربي، فتمتد من أقصى اليمن حتى تبلغ أطراف بوادي الشام، وتقسم شبه الجزيرة العربية قسمين: قسمًا شرقيًّا وآخر غربيًّا، (علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص14) تشغل جزيرة العرب الجنوب الغربي لآسيا، وقد سماها أهلها جزيرة لأن الماء يدور بها من ثلاث جهات في جنوبيها وغربيها وشرقيها؛ فهي شبة جزيرة، ويرى علماء الجيولوجيا أنها كانت متصلة بإفريقية في الزمن المتعمق في القدم، ثم فصلهما منخفض البحر الأحمر الذي يمتد في غربيه. (أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 17 ) ويقسم جغرافيو العرب الجزيرة إلى خمسة أقسام، هي: تهامة والحجاز ونجد والعروض واليمن، وتهامة هي المنطقة المطلة على بحر القُلْزُم أو البحر الأحمر. وتسمى في الجنوب باسم تهامة اليمن، وقد يبلغ عرضها في بعض الأمكنة خمسين ميلًا، وكان العرب القدماء يسمونها الغَوْر لانخفاض أرضها، وهي أرض رملية شديدة الحرارة، وقد قامت بها بعض المرافئ والثغور مثل الحديدة في اليمن، ومثل جدة وينبع في الحجاز. ويقع في شماليهما ثغر صغير يعرف باسم الوجه، ويظن أنه كان ثغر مدينة الحِجْر المعروفة الآن باسم مدائن صالح. في جنوبي الوجه قرية الحوراء، (أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 18) وتمتد في شرقي تهامة سلسلة جبال السَّراة من الشمال إلى الجنوب فاصلة بينها وبين هضبة نجد ومؤلفة إقليم الحجاز المعروف، وتكثر في هذا الإقليم الأودية والمناطق البركانية، والحرَّات وهي أراض رملية تعلوها قمم البراكين. وإذا وجدت في هذه الأراضي آبار وعيون آذنت بالخصب وقيام القرى الكبيرة مثل المدينة أو يثرب ووادي القُرى في شماليها وهو يقع بينها وبين العُلا، وكانت تسمى قديمًا دادان. ومن مدن هذا الوادي قُرْح وكانت تقام بها سوق عظيمة في الجاهلية ومدينة الحجر أو مدائن صالح وقومه من ثمود. ونزل اليهود ببعض قرى هذا الوادي مثل خيبر وفدك، وامتدوا إلى تيماء في الشمال ويثرب في الجنوب. النثر الجاهلي النثر لغة: يقول صاحب اللسان: النثر نَثرُكَ الشيءَ بيدك ترمي به متفرقا مثل نثر الحبّ، إذا بُذر فالمعنى اللغوي يعني الشيء المبعثر (المتفرق) أي: لا يقوم على أساس من حيث الكيف والكم والاتساع. النثر اصطلاحاً: هو الكلام الذي ليس فيه الوزن ، ومقفى بالأسجاع. نشأة النثر الفني: يجد الباحث عنتا كبيرا حينما يحاول تحديد الوقت الذي نشأ فيه النثر الفني في اللغة العربية. إذ أن الباحثين الذين تصدوا لدراسة الأدب الجاهلي قد اضطربوا في تقدير الوجود الأدبي لعرب الجاهلية وبخاصة فيها يتعلق بالنثر، ولم يستطيعوا على الرغم من جهودهم ودراساتهم أن يصلوا في ذلك الموضوع إلى نتيجة ثابتة أو رأي موحد يمكن الاطمئنان إليه. أقسام النثر: وهو على ضربين: الضرب الأول: فهو النثر العادي الذي يقال في لغة التخاطب، وليست لهذا الضرب قيمة أدبية إلا ما يجري فيه أحيانا من أمثال وحكم، الضرب الثاني: فهو النثر الذي يرتفع فيه أصحابه إلى لغة فيها فن ومهارة وبلاغة، وهذا الضرب هو الذي يعني النقاد في اللغات المختلفة ببحثه ودرسه وبيان ما مر به من أحداث وأطوار، وما يمتاز به في كل طور من صفات وخصائص. النثر الجاهلي: حين نتحدث عن النثر الجاهلي ننحّي النثر العاديَّ الذي يتخاطب به الناس في شئون حياتهم اليومية؛ فإن هذا الضرب من النثر لا يعد شيء منه أدبًا إلا ما قد يجري فيه من أمثال؛ إنما الذي يعد أدبًا حقًّا هو النثر الذي يقصد به صاحبه إلى التأثير في نفوس السامعين والذي يحتفل فيه من أجل ذلك بالصياغة وجمال الأداء، وهو أنواع، منه ما يكون قصصًا وما يكون خطابة وما يكون رسائل أدبية محبرة، ويسمي بعض الباحثين النوع الأخير باسم النثر الفني)(شوقي ضيف، بدون ت ص399)1 ظروف الحياة التي كان يعيش فيها الجاهليون كانت تدعوهم إلى القول، ولا شك أن هذه الظروف نتج عنها نثر لهؤلاء الموهوبين في صناعة الكلام وليس لديهم موهبة الشعر، وهم ولا شك كانوا أكثر عددًا من الشعراء، بدليل ما نعلمه، وما نشاهده في الأمم القديمة والحديثة في العصور السالفة وعصرنا الحاضر. لقد كان للعرب اجتماعات خاصة وعامة، وعلى نطاق ضيق وعلى نطاق واسع، وكانت بينهم منافسات وتسابق في المفاخر، والأمجاد، والأفعال، والعادات، وحدثت بينهم مشكلات، وخصومات، وعداوات، كما كانت لهم تجارب في الحياة، فتكونت لديهم خبرات، كانوا يحبون -بطبيعة الحال- أن يضعوها بين أيدي من يحبون، لكي يستفيدوا بها في حياتهم، كل هذه المناسبات كانت تستدعي القول، ولسنا نعني القول العادي، كهذا الذي يتحدث به الشخص لقضاء مصالحه العاجلة، وحاجاته اليومية، إنما نقصد ذلك القول المؤثر الذي يحفل به صاحبه، ويودع فيه من طاقات الإثارة كل ما يستطيع. فالقبيلة في مجتمعها الخاص، وبخاصة حينما ينتهون من مشاغلهم اليومية، ويجتمعون بالليل في مجالس السمر، ولا شك أنهم كانوا يتجاذبون أطراف الحديث فيما يجري من شئونهم أو شئون غيرهم، أو يستمعون إلى من أوتي حظًّا أوفر من القدرة على الكلام الفصيح، ولا شك أن أحسن ما كان يشوقهم أن يستمعوا إليه أحاديث الآباء والأجداد، وما كان لهم من مفاخر وأمجاد، ومن ثم لا بد أنه كان هناك قصص طريف يحاول فيه القصاص أن يستعيد الحوادث، ويسردها للسامعين بأسلوب شيق أخاذ، ولا ريب أن هؤلاء القصاصين قد اتخذوا من الحوادث الجارية، والأحداث السابقة مادة لقصصهم، ومن هنا وجدت قصص الأيام التي تحكي تاريخ الحروب بين الجاهليين، وقد حفلت بها كتب كثيرة من أهمها شرح النقائض لأبي عبيدة، وغني عن البيان أن ما يحكيه أبو عبيدة وأمثاله عن الأيام وغيرها مما يتصل بالجاهليين، ليس من نثر الجاهليين ولا يمثل أسلوبهم، إلا ما يجيء في ثنايا كلام المؤلفين من محفوظات بنصوصها تنسب إلى قائلين فهذه جاهلية بالطبع، كذلك حفلت كتب التاريخ القديم بقصص الجاهليين عن ملوك المناذرة، والغساسنة، والحميريين, والفرس، وغيرهم، وبأخبار سادتهم، ورؤسائهم، وكهانهم، وعشاقهم، وشعرائهم، وما كان لهم من أساطير)(علي الجندي ، 1991م ص 259)2 وهم في اتصالاتهم بعضهم ببعض، ومع غيرهم كانوا يتحدثون عن خبراتهم وتجاربهم في مختلف الاتجاهات، أو يتبارون في السيادة والشرف، أو في القوة والهيبة، أو في المكانة والاحترام، أو يتناقشون ويتبادلون الآراء لحل المشكلات وفض المنازعات، أو يتآلفون بالمحالفات أو المصاهرات، أو يزجون أوقات فراغهم بما يسر آذانهم ويمتع أفئدتهم، كل هذا هيأ فرصًا كثيرة لمن لديهم موهبة أدبية، وليست فيهم مقدرة شعرية لكي يمارسوا فنونًا أدبية نثرية متعددة. ومن ثم وردت لهم في كتب الأدب والتاريخ أنواع من النثر الأدبي، نجد منها: الحكم، والأمثال، والقصص، والمفاخرات، والمنافرات، والخطب، والوصايا، وسجع الكهان. وقد أشرنا فيما سبق إلى أن النثر الجاهلي لم يلق من العناية والاهتمام مثل ما لقي الشعر، فما بقي منه ما زال مبعثرًا في بطون الكتب، وعند قراءته تبين أنه كان يوجد في جميع المناسبات ومختلف الظروف، ولكن إلى الآن لم نجد من اهتم بجمع هذا النثر وتحقيقه وتصنيفه ودراسته. ولا شك أن هذا يحتاج إلى رغبة صادقة، وأناة، ومقدرة على البحث والدارسة، والقيام بذلك عمل عظيم يستحق أسمى التقدير. وفيما يلي عرض موجز لأهم ما ورد في كتب الأدب عن أنواع النثر الجاهلي بحسب طبيعة الكلام ومقصده.)(علي الجندي 1991م ص 259)3
الحكم والأمثال الحكمة : والحكمة قول رائع يتضمن حكمًا صحيحًا مسلَّمًا به. أما المثل فهو قول يشبه مضربه بمورده فهو يقصد به تشبيه الحال التي حكي فيها بالحال التي قيل بسببها، ولذلك يحكى المثل بلفظه كما هو بدون تغيير مهما كان نوع الخطاب أو نسق الكلام. وكل من الحكمة والمثل، عبارة قصيرة بليغة، ولكنها غاية في تأدية المعنى المقصود. وكل منهما يكون شعرًا، ويكون نثرًا، لكنهما في النثر أكثر دورانًا، ولذلك يعدان في النثر. وهما ثمار ناضجة من ثمرات الاختبار الطويل، والتجربة الصادقة، والعقل الراجح، والرأي السديد. وكثيرًا ما تقتبس الحكم والأمثال، وتوضع في الأقوال والأشعار، فتضفي على الكلام زينة؛ فوق ما تؤديه من إصابة المعنى وحسن التشبيه، ولذلك كان من الأدباء من نظم قصائد، كلها حكم وأمثال كأرجوزة أبي العتاهية التي سماها الأمثال) (علي الجندي 1991م ص 260) قال المبرِّد: المثَل مأخوذ من المثال، وهو قول سائر. وقال ابن السِّكِّيت: المثل لفظ يخالِف لفظَ المضروب له ويوافق معناه. وقال إبراهيم النظَّام: يجتمع في المثل أربعٌ لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ، وإصابة المعنى، وحُسن التشبيه، وجَودة الكناية؛ فهو نهاية البلاغة. وقال ابن المقفَّع: إذا جعل الكلام مثَلًا كان أوضح للمنطق، وآنق للسمع، وأوسع لشعوب الحديث)(شهاب الدين النويري ، 1423 هـ ج: ص 2.)4 الأمثال: إذا كانت القصص الذي أضيف إلى الجاهليين لا يحمل لنا صورة دقيقة للنثر الجاهلي بحكم تأخره في التدوين؛ فإن الأمثال تحمل لنا غير قليل من هذه الصورة؛ إذ إن من شأنها أن لا تغير، وأن تظل طويلًا بصورتها الأصلية، بحكم إيجازها وكثرة دورانها على الألسنة. وقد سارع العرب إلى تدوينها منذ أواسط القرن الأول للهجرة؛ إذ ألف فيها صُحار العَبدي أحد النسابين في أيام معاوية بن أبي سفيان "41-60هـ" كتابًا كما ألف فيها عبيد بن شَرِيَّة معاصره كتابًا آخر، ويقول صاحب الفهرست: إنه رآه في نحو خمسين ورقة. وإذا انتقلنا إلى القرن الثاني وجدنا التأليف في الأمثال يكثر؛ إذ أخذ علماء الكوفة والبصرة جميعًا يهتمون بها ويؤلفون فيها، وقد وصلنا عن هذا القرن كتاب أمثال العرب للمفضل الضبي. ونمضي إلى القرن الثالث، فيؤلف أبو عبيد القاسم بن سلام فيها كتابًا يشرحه من بعده أبو عبيد البكري باسم "فصل المقال في شرح كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام" وما تزال المؤلفات في الأمثال تتوالى، حتى يؤلف أبو هلال العسكري كتاب "جمهرة الأمثال" ويخلفه الميداني، فيؤلف كتابه "مجمع الأمثال" وهو يقول في مقدمته إنه رجع فيه إلى ما يربو على خمسين كتابًا)(شوقي ضيف، ص404)5 ومن يرجع إلى هذه الكتب يجدهم يسوقون الكلمة السائرة التي تسمى مثلًا، ولا يكتفون بذلك؛ بل يقفون غالبا لسرد القصة أو الأسطورة التي تمخض عنها المثل، وقد تتمخض عن أمثال أخرى تروي في تضاعيفها. وموقفنا من هذه الأقاصيص والأساطير لا يختلف عن موقفنا من القصص الجاهلي بعامة؛ فنحن لا نتخذ منها صورة للنثر الجاهلي وإن اختلجت بروحه وطبيعته وحيويته، لنفس السبب الذي ذكرناه، وهو تأخر تدوينها، أما الأمثال نفسها فمن المحقق أن طائفة كبيرة مما روته الكتب السالفة يتحتم أن يكون جاهليًّا، وخاصة أكثر ما رواه عبيد بن شَرِيَّة، ولو أن كتابه لم يسقط من يد الزمن ووصلنا لاطمأننا إلى ما يرويه من هذه الأمثال؛ غير أنه فُقد. ولم يحاول من جاءوا بعده أن يفردوا الأمثال الجاهلية من الإسلامية؛ إذ دَرَج أكثرهم على ترتيب الأمثال حسب الحروف الأولى على نحو ما ترتب المعاجم ألفاظها، فهم يرتبونها أو يؤلفونها في تسعة وعشرين بابًا بعدد أبواب الحروف الهجائية. وبذلك أصبح من الصعب تمييز جاهليها من إسلاميها في كثير من الأحيان، ومع ذلك قد يورد أصحاب هذه الكتب مع ما يرونه من الأمثال إشارات تدل على جاهليتها وقدمها. وهي تتخذ عندهم طريقين: الطريق الأول: أن يسوقوا مع المثل قصة جاهلية تفسره، أو أن يساق هو في أثناء قصة جاهلية، كتلك الأمثال التي نقرؤها في قصة الزباء من مثل: "لا يطاع لقصير أمر" و "لأمر ما جدع قصير أنفه" و "بيدي لا بيد عمرو". وقد بلغت أمثال هذه القصة عند الميداني ثمانية عشر مثلًا. ومن هذا الطريق ما يتصل بأحداث أو أساطير جاهلية كالذي زعموا أن النعمان بن امرئ القيس اللخمي ابتنى قصرًا له يسمى الخَورنق، بناه له رومي يُسمى سِنمَّار؛ فلما أتمه قال له سنمار: إني أعرف موضع آجرة لو زالت لسقط القصر كله، فقال له النعمان: أيعرفها أحد غيرك؟ فقال: لا، فقال: لا جرم لأدَعَنَّها وما يعرفها أحد، ثم أمر به فرمي من أعلى القصر إلى أسفله فتقطع؛ فضرب به الجاهليون المثل فقالوا: جزاء سنمار. وأما الطريق الثاني: فهو أن ينسبوا المثل إلى جاهليين؛ فحينئذ يتعين زمنه وتاريخه، وهناك كثيرون اشتهروا فيهم بالحكم والأمثال السائرة، ومنهم من يغرق في القدم مثل لقمان عاد؛ تلك القبيلة اليمنية التي كانت تنزل في الأحقاف، والتي بادت ولم تبق منها باقية في الجاهلية، وقد ظل اسم لقمان يدور على ألسنة شعرائهم وظلوا يذكرونه بالحكمة والبيان والحلم. يقول الجاحظ: "من القدماء ممن كان يذكر بالقدر والرياسة والبيان والخطابة والحكمة والدهاء والنكراء لقمان عاد" وينص على أنه غير لقمان الحكيم المذكور في القرآن الكريم كما ينص على ذلك المفسرون. ولقدم لقمان حفت الأسطورة به وبحياته وكل ما يتصل بصلاته مع الناس والنساء؛ فقال الأخباريون إنه كان عملاقًا كبير الرأس قويًّا قوة خارقة حكيمًا حكمة بالغة) ( شوقي ، ص 405)6 وقالوا: إنه عاش عُمْرَ سبعة نسور وأن كل نسر منها عاش ثمانيين سنة وكان لُبَد آخرها، وبه ضربوا المثل في طول العمر فقالوا "طال الأبد على لبد1". ونسبت إلى لقمان في عصور متأخرة طائفة من الأقاصيص أريد بها إلى العظة والاعتبار، سميت أمثال لقمان، وهي مكتوبة بأسلوب ركيك ضعيف وقد زعم هلر Heller كاتب مادة لقمان في دائرة المعارف الإسلامية أن شخصية لقمان مرت بثلاث مراحل: "أ" مرحلة جاهلية وفيها يتراءى لقمان عاد الأسطوري الذي يقال إنه عاش عمر سبعة نسور، وكلما هلك منها نسر خلفه نسر آخر، حتى كان لُبَد الذي ذكره شعراؤهم كثيرًا. "ب" مرحلة قرآنية: وفيها نجد للقمان سورة خاصة به في الذكر الحكيم وقد ربط بعض المفسرين بين لقمان هذا وبين بلعام حكيم بني إسرائيل فسردوا له نفس نسبه؛ إذ قالوا إنه لقمان بن باعور2 بن ناحور بن تارخ. "ج" مرحلة متأخرة: وهي مرحلة نسج فيها ولفق قصص كثير حول لقمان كما يصور ذلك كتاب "أمثال لقمان". ومن المحقق أن "هلر" مخطئ فيما ذهب إليه من هذا التطور لشخصية لقمان، لسبب بسيط، وهو ما قلناه من أن قدماءنا فرّقوا بين لقمان عاد ولقمان القرآن الكريم؛ فهما ليسا شخصًا واحدًا بل هما شخصان، وبينما تعني بالأول كتب الأمثال نجد الثاني تعني به وبوصاياه كتب الفقه والتفسير مثل موطأ مالك وتفسير أبي حيان، وقد روى الجاحظ طرفًا من تعاليمه، وهي تطبع بطابع ديني، واشتهر في الجاهلية بينهم كثيرون بهذا اللون من الأمثال وما يتصل بها من حكم: يقول الجاحظ: ومن الخطباء البلغاء والحكام الرؤساء أكثم بن صيفي، وربيعة بن حذار، وهرم بن قطبة، وعامر بن الظرب، ولبيد بن 4 وأحكمهم أكثر بن صيفي التميمي وعامر بن ظرب العدواني؛ فأما أكثم فكان من المعمرين) ( شوقي ضيف ص 406)7 ويقال: إنه لحق الإسلام، وحاول أن يعلن إسلامه فركب متوجهًا إلى الرسول، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم؛ غير أنه مات في الطريق. وتدور على لسانه حكم وأمثال كثيرة. وقد ساق السيوطي في المزهر طائفة منها نقلًا عن ابن دريد في أماليه، وهي تجري على هذا النسق: رُبَّ عُجلةٍ تهب رَيْثًا ادَّرِعوا الليل فإن الليل أخفى للويل. المرء يعجز لا محالة. لا جماعة لمن اختلف لكل امرئ سلطان على أخيه حتى يأخذ السلاح؛ فإنه كفى بالمشرفية واعظًا. أسرع العقوبات عقوبة البغي. شر النصرة التعدي. آلم الأخلاق أضيقها. أسوأ الآداب سرعة العقاب. رُبَّ قول أنفذ من صول. الحرُّ حر وإن مسه الضر. العبد عبد وإن ساعده الجد . إذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد. رُبَّ كلام ليس فيه اكتتام. حافظ على الصديق ولو في الحريق. ليس من العدل سرعة العَذْل. ليس بيسير تقويم العسير. إذا بالغت في النصيحة هجمت بك على الفضيحة. لو أنصف المظلوم لم يبق فينا ملوم. قد يبلغ الخضم بالقضم. استأن أخاك فإن مع اليوم غدًا. كل ذات بعل ستَئِيمُ . الحر عزوف. لا تطمع في كل ما تسمع. وعامر مثل أكثم يدخل في المعمرين : ويقال إنه لما أسنَّ واعتراه النسيان أمر ابنته أن تَقْرَعَ بالعصا إذا هو فَهّ عن الحكم وجار عن القصد. وكانت من حكيمات العرب حتى جاوزت في ذلك مقدار صُحَر بنت لقمان، وهند بنت الخُسّ، وجمعة بنت حابس. وقال المتلمس في ذلك: لذي الحِلْم قبل اليوم ما تُقْرَعُ العَصَا ... وما عُلِّم الإنسانُ إلا ليعلما وكان مثل أكثم حكمًا للعرب تحتكم إليه، وافتخر بذلك ذو الإصبع العدواني في بعض شعره فقال ومنا حَكَمٌ يَقْضِي ... فلا يُنْقَضِي ما يَقْضِي وتنسب إليه حكم ووصايا كثيرة لقومه. أكثر حكمهم وأمثالهم لا يعيِّنون قائلها، وهذا طبيعي لأنها تنبعث غالبًا من أناس مجهولين من عامة القبائل، ممن لا يمجدون ولا يحفل بهم الناس، وهم أيضًا لا يحفلون بأنفسهم لأنهم من العامة، والعامة عادة لا يهتمون بنسبة فضل إليهم. ولا بد أن نلاحظ أن بعض أمثالهم يخفي المعنى المراد منه، ومن أجل ذلك كان لا يفهم إلا بالرجوع إلى كتب الأمثال، كقولهم: بعَيْنٍ ما أرينّك فإن معناه: أسرع، وهو معنى لا يتبادر إلى السامع من ظاهر اللفظ، ومن ثم علق عليه أبو هلال العسكري بقوله: هو من الكلام الذي قد عرف معناه سماعًا من غير أن يدل عليه لفظه ولا بد أن نلاحظ أيضًا أن الأمثال لا تتغير، فتقول: الصيف ضيَّعتِ اللبن بكسر التاء إذا خاطبت الواحد والواحدة والاثنين والاثنتين والجماعة. ومن ثم كانوا يستجيزون في المثل مخالفة النحو وقواعد التصريف والجمع، ففي أمثالهم: أعط القوسَ باريها بتسكين الياء في باريها والقياس فتحها، وفيها أيضًا: أجناؤها أبناؤها جمع جان وبان، والقياس. جُناتها بُناتها لأن فاعلًا لا يجمع على أفعال. (ضيف ص 407)8 وإذا كانت بعض الأمثال تخالف نظام التصريف والنحو فإن الكثرة الكثيرة لا تشذ على هذا النظام؛ بل إن طائفة تدخل في الصياغة الجاهلية البليغة إذ نطق بها بعض بلغائهم وفصحائهم من أمثال أكثم بن صيفي، وعامر بن الظرب، وكان خطباؤهم المفوهون كثيرًا ما يعمدون إلى حشدها في خطابتهم، يقول الجاحظ: كان الرجل من العرب يقف الموقف فيرسل عدة أمثال سائرة، ولم يكن الناس جميعًا ليتمثلوا بها إلا لما فيها من المرفق والانتفاع5 وتبع شعراؤهم خطباءهم يودعونها أشعارهم. ومن ثم كنا نجد كثيرًا منها يتم له لحنه الموسيقي؛ فإذا هو شطر أو بيت. وكثيرًا ما نلاحظ في بعض عباراتها احتفالًا بتوازن الكلمات توازنًا ينتهي بها إلى السجع كما نلاحظ في بعض جوانبها اهتمامًا بالتصوير، ومن أجل ذلك يقول النَّظَّام إنها: نهاية البلاغة لما تشتمل عليه من حسن التشبيه وجودة الكناية واقرأ هذه الأمثال: تجوع الحُرَّةُ ولا تأكل بثَدْيَيْها المقدرة تُذْهب الحفيظة. مقتل الرجل بين فكيه إن المرء بأصغريه: قلبه ولسانه. من استرعى الذئب ظلم. في الجريرة تشترك العشيرة ويأتيك بالأخبار من لم تزود . كذي العُرّ يكوي غيره وهو راتع استنوق الجمل كالمستجير من الرمضاء بالنار حلب الدهر أشطره يَخْبِط خَبْط عَشْواء المنية ولا الدنية تحت الرغوة اللبن الصريح هدنة على دخن رمتني بدائها وانسلت. (أحمد شوقي ضيف ص 408)9 فإنك تحس جمال الصياغة وأن صاحب المثل قد يعمد إلى ضرب من التنغيم الموسيقي للفظه؛ فإذا هو يسجع فيه أو إذا هو ينظمه شطرًا من بيت. وقد يعمد إلى ضرب من الأخيلة، ليجسِّم المعنى ويزيده حدة وقوة. والحق أن كل شيء يؤكد أن العرب في الجاهلية عنوا بمنطقهم واستظهار ضروب من الجمال فيه، سواء ضربوا أمثالهم أو تحدثوا أو خطبوا، وقد وصفهم جل وعز أو وصف فريقًا منهم بقوله: {وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ} وقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} وكأنما أصبحت المقدرة البيانية عندهم سليقة من سلائقهم؛ ولذلك لم يكن عجبًا أن تكون آية الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّم على صدق رسالته معجزة بلاغية لا يستطيعون أن يجاروها هي القرآن الكريم {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز، لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} (شوقي ضيف ص 409)10 الحكمة : والحكمة قول رائع يتضمن حكمًا صحيحًا مسلَّمًا به. وممن اشتهر بالحكمة من العرب: أكثم بن صيفي التميمي، وعامر بن الظرب العداوني، وهما من المعمرين، وكانت العرب تحتكم إليهما، ويقال إن عامر بن الظرب لما كبر واعتراه النسيان أمر ابنته أن تقرع بالعصا إذا جار عن القصد وكانت ابنته من حكيمات العرب مثل هند بنت الخس. ومن أقوال أكثم: ويل للشجي من الخلي، لم يذهب من مالك ما وعظك، رب عجلة تهب ريثًا، ادرعوا الليل فإنه أخفى للويل، إذا فزع الفؤاد ذهب الرقاد، ليس من العدل سرعة العذل، لا تطمع في كل ما تسمع، رب قول أنقذ من صول، حافظ على الصديق ولو في الحريق. ومن أقوال عامر بن الظرب: رب زارع لنفسه حاصد سواه، من طلب شيئًا وجده، وإن لم يجده أوشك أن يقع قريبا منه. ولا بد للأمثال من أصل تكون قد جاءت بسببه، وقد يكون ذلك الأصل حقيقيًّا، وقد يكون فرضيًّا، وذلك إن قيل عن حيوان أو نبات أو جماد وتسمى أمثال النوع الأول حقيقة والأخرى فرضية. ومن الأمثال الحقيقة: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها يضرب في صيانة الشخص نفسه عن خسيس الكسب، وهو للحارث بن سليل الأسدي، وسبق السيف العذل. ويضرب للفائت يستحيل تداركه، وقائله ضبة بن أد بن طابخة. وكتب الأمثال في العادة تذكر المثل وقائله وتشرح السبب الذي قيل من أجله. ومن الأمثال الفرضية: كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك يضرب لمن لا يجاب إلى عهد لظهور آثار غدره. ويأتي هذا في خرافة الحية والفأس التي تقول4: إن أخوين كانا فيما مضى في إبل لهما فأجدبت بلادهما، وكان قريبًا منها واد فيه حية، قد حمته من كل أحد، فقال أحدهما للآخر: يا فلان لو أني أتيت هذا الوادي المكلئ فرعيت فيه إبلي وأصلحتها. (علي الجندي 1991م ص 261)12 ومن ذلك ما حدث من هرم بن قطبة الفزاري حين نفر إليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة العامريان، فقد روي: أن عامرًا وقف لعلقمة يومًا، فجعل ينازعه الشرف في قومه، وتفاقم بينهما الأمر، فكان مما قاله عامر: والله لأنا أشرف منك حسبًَا، وأثبت منك نسبًا، وأطول قصبًا! قال علقمة: أنا فرك، وأنا أشرف منك أمة، وأطول قمة، وأبعد همة. وطال بينهما الكلام. فتواعدا على الخروج إلى من يحكم بينهما. وجعلا يطوفان الأحياء. وهاب الناس أن يحكموا بينهما. خيفة أن يقع في حييهما الشر. حتى دفعا إلى هرم بن قطبة الفزاري وهو غير هرم بن سنان المري ممدوح زهير. فلما علم بأمرهما، أمر بنيه أن يفرقوا جماعة الناس تفاديًا للفتنة، وجعل يطاولها، ويخوف كل واحد منهما من صاحبه حتى لم يبق لواحد منهما هم سوى أن يسوي في حكمه بينهما، ثم دعاهما بعد ذلك، والناس شهود، فقال لهما: أنتما كركبتي البعير، تقعان إلى الأرض معًا، وتقومان معًا. فرضيا بقوله، وانصرفا عنه إلى حييهما. ) (علي الجندي 1991م ص 260)11 وقد عمر هرم هذا إلى أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه. فقال عمر: أيهما كنت منفرًا؟ فقال: يا أمير المؤمنين لو قلتها الآن لعادت جذعة يعني الحرب أو الفتنة فقال له عمر: إنك لأهل لموضعك من الرياسة)(علي الجندي 1991م ص 261)13 فقال له أخوه: إني أخاف عليك الحية، ألا ترى أن أحدًا لم يهبط ذلك الوادي إلا أهلكته. قال: فوالله لأهبطن، فهبط ذلك الوادي. فرعى إبله زمانًا، ثم إن الحية لدغته، فقتلته. فقال أخوه: ما في الحياة بعد أخي خير، ولأطلبن الحية فأقتلها، أو لأتبعن أخي، فهبط ذلك الوادي، فطلب الحية لقتلها، فقالت: ألست ترى أني قتلت أخاك، فهل لك في الصلح، فأدعك بهذا الوادي، فتكون به، وأعطيك ما بقيت دينارًا كل يوم، قال: أفاعلة أنت؟ قالت: نعم. قال: فإني أفعل. فحلف لها وأعطاها المواثيق: لا يضيرها. وجعلت تعطيه كل يوم دينارًا، فكثر ماله ونمت إبله، حتى كان من أحسن الناس حالًا، ثم إنه ذكر أخاه، فقال: كيف ينفعني العيش، وأنا أنظر إلى قاتل أخي فلان؟ فعمد إلى فأس، فأخذها، ثم قعد لها، فمرت به، فتبعها، فضربها فأخطأها، ودخلت الجحر. فرمى الفأس بالجبل فوقع فوق جحرها، فأثر فيه. فلما رأت ما فعل قطعت عنه الدينار الذي كانت تعطيه، ولما رأى ذلك تخوف شرها وندم، فقال: هل لك أن نتوافق، ونعود إلى ما كنا عليه؟ فقالت: كيف أعاهدك وهذا أثر فأسك. وقد تتضمن القصة الواحدة أكثر من مثل، سواء كانت حقيقية أو فرضية كما في حادثة الزباء وقصير، فقد ذكروا فيها أقوالًا كثيرة ذهبت أمثالها، منها، لأمر ما جدع قصير أنفه و بيدي لا بيد عمرو ومن ذلك ما تزعمه العرب من أن أرنبًا التقطت تمرة، فاختلسها ثعلب، فأكلها، فانطلقا يختصمان إلى الضب، فقالت الأرنب: يا أبا الحسل. قال: سميعًا دعوت، قالت: أتيناك لنختصم إليك. قال: عادلًا حكمتما، قالت: فاخرج إلينا، قال: في بيته يؤتى الحكم، قالت: إني وجدت تمرة. قال: حلوة فكليها، قالت: فاختلسها الثعلب. قال: لنفسه بغى الخير. قالت: فلطمته. قال: بحقك أخذت. قالت: فلطمني. قال: حر انتصف. قالت: فاقض بيننا، قال: قد قضيت، فذهبت أقواله كلها أمثالًا. وقد عني العرب بالأمثال، فألفت فيها كتب كثيرة، منها كتاب صحار العبدي أحد النسابين في أيام معاوية بن أبي سفيان. وكتاب آخر لمعاصره عبيد بن شرية ومنها كتاب أمثال )(علي الجندي 1991م ص 261)14 المصادر والمراجع 1. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 399 2. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 259 3. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 259 4.شهاب الدين النويري ، 1423 هـ ج: ص 2. 5. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 404 6. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف، ص 405 7. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 406 8. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 407 9. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 408 10. أحمد شوقي عبد السلام ضيف الشهير بشوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، الناشر: دار المعارف ص 409 11. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 260 12. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 261 13. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 261 14. علي الجندي في تاريخ الأدب الجاهلي الناشر: مكتبة دار التراث الطبعة: طبعة دار التراث الأول1412هـ - 1991م ص 261
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشاعر التشادي الشيخ والإمام الخطيب آدم مجمد الامين (دين كله
...
المزيد.....
-
-خريطة رأس السنة-.. فيلم مصري بهوية أوروبية وجمهور غائب
-
الجزيرة تضع -جيميناي- في سجال مع الشاعر الموريتاني -بن إدوم-
...
-
سيمفونية-إيرانمرد-.. حين تعزف الموسيقى سيرة الشهيد قاسم سليم
...
-
الممثل الأمريكي جورج كلوني وزوجته وطفلاهما يصبحون فرنسيين
-
فن الترمة.. عندما يلتقي الابداع بالتراث
-
طنين الأذن.. العلاج بالموسيقى والعلاج السلوكي المعرفي
-
الممثل الأمريكي جورج كلوني أصبح فرنسياً
-
العلاج بالموسيقى سلاح فعال لمواجهة طنين الأذن
-
-ذكي بشكل مخيف-.. وصفة مو جودت لأنسنة الذكاء الاصطناعي
-
أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو ستدفن على شاطئ البحر في
...
المزيد.....
-
دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس
/ السيد حافظ
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
المزيد.....
|