أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طه مقداد عباس - اهمال القراءة في الوطن العربي وترجع منسوب الوعي الثقافي لدى الاجيال














المزيد.....

اهمال القراءة في الوطن العربي وترجع منسوب الوعي الثقافي لدى الاجيال


طه مقداد عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 23:34
المحور: قضايا ثقافية
    


اهمال القراءة في الوطن العربي :
مقدمة:
في زمن هيمنة الشاشات يظهر" القارى النموذجي " ان دور القراءة بشكل عام مهم جدا في تطورالمجتمعات العامة من جانب اقتصادي ,اجتماعي, تاريخي,
اي هي ادلجة المجتمعات من الناحية الفكرية لتنمية قدرات الفرد من خلال فهم ذاته واسلوب حياته .وتتركز قدرة الفرد على تحليل اي جانب من جوانب المعرفة والتي هي لحظة التحول من الانسان الشفوي الى المدرك.
فأن الفيلسوف الفرنسي ديكارت(1650-1596( يشبه "قراءة الكتب الجيدة كالحوار مع اعظم العقول في القرون الماضية"1. والفيلسوف الالماني فريدريك نيتشه (1900-1844( يقول : "لا تقرأ لتعيش حياة اخرى . بل لتواجه نفسك"2.
وبعد تفشي القوى الاستعمارية كالخلايا السرطانية في المجتمعات العربية تراجع منسوب الوعي الثقافي والاجتماعي بأهمية القراءة ودورها التأريخي في اعادة صناعة المفاهيم وتعريف البديهيات, وهنا يُطرح سؤال لابد من الاجابة عليه او التفكير به :
ما هي اسباب ضعف الوعي الثقافي والمجتمعي في الوطن العربي بأهمية القراءة ؟
هنالك جملة من الاسباب التي أثرت على القراءة في وضعها الحالي ولكن تركز بحثي على سببين وهي :
1- الكولونيالية :
هي ركيزة مهمة وسبب مهم واحدى ادوات هذه الهيمنة الاستعمارية على الشعوب العربية والتي هدفها مواطن ُمستعمر لا يسأل ولا يفكر بل يُستهلك و يُطيع "
فالقراءة لم تعد وسيلة حرة للبحث عن الحقيقة بل وسيلة لاجتياز امتحان او وظيفة " حيث تشير الدراسات الأكاديمية إلى أن الأنظمة التعليمية التي فرضها الاستعمار غرست ما يمكن تسميتها بـ «العقلية المستعمرة», وهي الإيمان بتفوق المعرفة الاستعمارية وذلك ادى الى ضعف ال ُمستعمر واللجوء الى تقليد ال ُمستع ِمر و تفكيك الهوية الثقافية عبر ادوات اللغة, حيث استخدم اساليبه الخاصة في فرض لغاته الفرنسية والانجليزية واصبحت هذه اللغات هي الوسيلة الرئيسية للتعليم والمعلومات حيث كان لها تأثير مهم في انتاج جيل لا يقرأ بلغته الام ولا يشعر بانتمائه الفكري,
فقد همشوا التاريخ واعادوا صياغتهُ بالمفهوم الايديولجي واعتبروا مجتمعات الوطن العربي متخلفة وغير عقلانية, وهذا ماوضحه المفكرالفلسطيني – الامريكي "ادوارد سعيد" في كتابه "الاستشراق" دونية النظرة التي تناقلها المستشرقون والتي رأت فيها القوى الاستعمارية مبررا لما تفعله وتنتهجه من ممارسات في ترسيخ صور التخلف والرجعية واعتبارها – القوى الاستعمارية – المخلص لهذه المجتمعات. قدم الاستاذ ادوارد سعيد في كتابه هذا نقدا جعله من اهم مثقفي القرن العشرين. وتبعه استاذ الدراسات الاسلامية في جامعة كولومبيا " وائل حلاق" في كتابه المهم " قصور الاستشراق" حيث وضح اوجه القصور في كتاب الاستشراق وقدم نقدا جديدا لهذا المفهوم.
2- الرأسمالية :
هيمن " الترفيه الرقمي " وشتت انتباه القارئ ومنعه من الغوص في الفكر وانتقاله من الكتاب الورقي الى المحتوى السريع (شاشات , شبكات اجتماعية ) فتلاشى القارئ النموذجي من الصورة المجتمعية .
و من هنا يتبين انتشارالقراءة السطحية سببها زيادة في استهلاك المحتوى السريع مما جعل الوطن العربي خاضعا لمبدأ الربح الذي ينتج المحتوى السهل
وتشير دراسة نشرها "Heliyon"3 شملت طلاب جامعات في الأردن والسعودية وتركيا, ان التواصل الاجتماعي يح ّمل مخاطر عدة منها العزلة الاجتماعية, وانخفاض التفكير العميق. و في استبيان أجرته "Arab Newz"
عام 2013 أظهر أن 80٪ من الأفراد لا يقرأون وقت فراغهم, وجرى تفضيل الإنترنت ومشاهدة التلفاز والألعاب على القراءة الورقية وايضا تشير دراسة
"2018 Qenaway"4 عن تأثير وسائل التواصل على طلاب في الأردن والإمارات أظهرت أن الطلاب أصبحوا يقرؤون بشكل سطحي جدا, ويركزون على التعليقات والمشاركات القصيرة بدل النصوص المتعمقة.
ومن هنا نفهم ان انتشار الترفيه الرقمي وهيمنته على الحياة اليومية في زمن يُفترض أن يكون فيه الوصول إلى المعرفة أسهل من أي وقت مضى ادى إلى تحول ملحوظ في طبيعة العلاقة بين الفرد والمعلومة.
يواجه اليوم الوطن العربي ظاهرة مقلقة تتمثل بـ " الكسل المعرفي "هو حالة عقلية يميل فيها الفرد لتلقي المعلومة الجاهزة دون بذل جهد أو التفكير فيها تفكيرا نقديا وهذا يشجع على السرعة والتشتت مما يؤدي الى ضعف مهارات التحليل , والنقد العميق, والتي هي مهارات من المفترض انها تتغذى وتُكتسب عبر القراءة.
توجد هنالك مجتمعا ٍت تستهلك أكثر مما تُحلل, وتتناقل أكثر مما تفكر ففي ذلك يصبح مقاومة الكسل المعرفي ضرورة وجودية لا خيارا ثقافيا.ولن يكون ذلك إلا بإعادة الاعتبار للقراءة لا بوصفها ترفا, بل باعتبارها حالة من المقاومة الفكرية.
وفي الختام اود ان ابين بأن الترفيه الرقمي ليس عدوا للثقافة لكنه قد يكون سلاحا ذو حدين فإما أن يُسهم الترفيه الرقمي في تهميش القراءة وإضعاف الوعي الجماعي أو يُوظف كأداة لنشر المعرفة بأساليب معاصرة تجذب الجيل الجديد وتمكنه من التفكير بعمقك وعقلانية .لأن مستقبل الثقافة العربية في العصر الرقمي يعتمد على قدرتنا في الموازنة بين المتعة والمعرفة حتى ننشأ جيل يخرج من هذه الدائرة ويملك القدرة على التحليل والتفكيك ثم اعادة البناء .
أترك هذا التساؤل لكل من يقرأ هل نح ُن مستعدين فعلا للتغيير أم اننا فقط نُحب الحديث عنه ؟

المصادر:
1-)كتاب مقال عن المنهج 2) كتاب انسان مفرط في انسانيته
3)https://www.cell.com/heliyon/fulltext/S240 -5-8440%2821%2900779 9?utm_source=chatgpt.com
4)https://www.arabnews.com/news/471781? utm_source=chatgpt.com






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -خلقت ثروة طائلة-.. ترامب يعدد فوائد الرسوم الجمركية على زيا ...
- بوتين يقول إنه غير مستعجل وزيلينسكي يوضح -الخطوط الحمراء-
- أوغندا تضيع فوزا ثمينا بعد هدر ضربة جزاء وتكتفي بالتعادل 1-1 ...
- الاتحاد الأوروبي يحث على احترام -وحدة وسيادة- الصومال إثر اع ...
- شاهد.. انتشال جثمان طفل غرق في بئر بعد محاولات لإنقاذه بغزة ...
- ما مصلحة إسرائيل من الاعتراف بأرض الصومال؟
- ما تداعيات الاعتراف الإسرائيلي الرسمي بـ-جمهورية أرض الصومال ...
- مخيمات النزوح في السودان.. ولادة بلا تجهيزات وتعليم بلا أدوا ...
- رئيس وزراء الصومال: إسرائيل تسعى لموطئ قدم بالقرن الأفريقي
- البرهان: لن نقبل هدنة ما دام الدعم السريع في شبر واحد من الس ...


المزيد.....

- علم العلم- الفصل الرابع نظرية المعرفة / منذر خدام
- قصة الإنسان العراقي.. محاولة لفهم الشخصية العراقية في ضوء مف ... / محمد اسماعيل السراي
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الأنساق الثقافية للأسطورة في القصة النسوية / د. خالد زغريت
- الثقافة العربية الصفراء / د. خالد زغريت
- الفاكهة الرجيمة في شعر أدونيس / د. خالد زغريت
- المفاعلة الجزمية لتحرير العقل العربي المعاق / اسم المبادرتين ... / أمين أحمد ثابت
- في مدى نظريات علم الجمال دراسات تطبيقية في الأدب العربي / د. خالد زغريت
- الحفر على أمواج العاصي / د. خالد زغريت
- التجربة الجمالية / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - طه مقداد عباس - اهمال القراءة في الوطن العربي وترجع منسوب الوعي الثقافي لدى الاجيال