|
|
العلاقة التطورية للرياضيات في الآداب والفنون حسب مفهوم نظرية التحليل والارتقاء النقدية
دلائل سعد
الحوار المتمدن-العدد: 8569 - 2025 / 12 / 27 - 02:20
المحور:
الادب والفن
المقدمة حين نخوض في المجال النقدي بعيداً عن صراعات فارغة، يعني ذلك من أجل الوصول للحقائق الكامنة فيما نطرحه كجيل من المهتمين بالكتابة إن لم نقُل من الكتّاب الساعين لخلق فاعلية مجتمعية، نريد بها هنا الاقتراب من السعادة الابداعية والفرح، بالقدر الذي يسعى إليه الكاتب عند طرح أفكاره الناصعة، لا الفكر الهدّام السوداوي كما عند البعض. ولأن الكاتب، أو أي مُنتِج، هو صاحب رسالة اعلامية، لذا تتمحور منابع الخلق والابداع لتشع برسالة ذات قيمة ابداعية يمكن أن نصطلح عليها "السعادة الابداعية" حيثما كان الجمهور متابعاً لما يُنشر، وهنا ندرس الشعر كمثال لتعزيز البحث، وهكذا أيضاً يمكن تطبيق ذلك على الفعاليات الأخرى في التشكيل الفني، والدراما والرواية وباقي الفنون، وكل انبعاث انساني غايته المثلى وضع لبنة جديدة للمساهمة بصنع الحياة الهانئة ضمن المسيرة الكونية العامة، إن جاءت جميع اشتغالات المبدعين التكوينية والوظيفية موافقة للدلالات الواقعية، وليست العبثية المليئة بصور التشظي. ما جاء في هذا البحث هو الاشارة لتوظيفٍ واستفادةٍ من علم الرياضيات كواحد من العلوم الصِرفة في الكتابة النقدية من خلال استخدام الأرقام والرموز في التحليل النقدي كأسلوب جديد يسعى لإمتاع المتلقي وإيصال المعنى إليه بشكل أوضح وأكثر تركيز. ولابد من الإشارة إلى أنَّ أهم مصدر جاء الاعتماد عليه في هذه الدراسة هو كتاب نظرية التحليل والارتقاء، مدرسة النقد التجديدية، كونها أحدث نظرية نقدية جديدة ظهرت عام 2020 فيها الكثير مما لم يسبق التطرق إليه في البحوث النقدية، لاسيما ما يتعلق بعلم الاتصال ووظائفه، وفلسفة النتاج الانساني من أعمال أدبية وفنية وغيرها. التحليل: قد يبدو مفهوم السعادة الابداعية جديداً كطرح نقدي، وهو يعني باختصار احترام القارئ بمسعاه لزيادة ثقافته، وامتاع ذائقته، من أجل أن لا تكون تلك الهامشيات المكتوبة وبالاً عليه وعلى سعة الأدب ومساحاته اللامتناهية. من هذا التصور أيضاً يمكن لنا ككتاب الدخول لفضاءات التحليل نقداً لسبر أغوار الكتابات والأعمال حتى وإن كانت دراسات أكاديمية منهجية، لإيضاح المهم والمفيد من وراء ما نكتبه ويكتبه الآخرون، كي يصبح أمام الملأ بلا مواربة، وهم من يقررون آخر المطاف كيف جاءت الكتابة شعراً، نثراً، نقداً، عملاً فنياً أو مسرحياً، وغير ذلك من نتاجات انسانية أدبية وعلمية. اذا تناولنا القصيدة الشعرية على سبيل المثال نجد أنَّ أحد أسباب اللجوء لكتابتها بشكلها الآني اليوم هو التخلص من البحث عن كلمات معجمية صعبة المعاني، شائكة الفهم من أيام شعراء ماضين في القِدَم الى اللاحقين غيرهم؛ رغم أن البعض مازال يكتب بلغة فوقية الى حدٍّ ما، بمفردات معمّقة، عربية ومعرّبة، ليستعين بتوضيحات وشروحات هامشية جانبية أو أسفل النص؛ بعض النقاد استحسنها، وبعضهم رفض، لكن ليست هذه مشكلتنا الآن طالما نتحدث عن القصيدة العربية تحديداً. "من هنا صار التجديد واقعاً مطلوباً لابد منه، أي التخلص من المفردات غير المفهومة بتبسيطها، ليُثبِت الشِعر الجديد حضوره، لاسيما بعد مدرسة الشعر الحر، وليبقي بما يملك من فن التلاعب اللغوي محافظاً على لغته الأم رغم الابتعاد الطويل عنها، وتداخلها مع لغات أخرى ولّدت لهاجات عامّية محليّة نسمعها في كل مكان، بات الكثير من كتاب القصة يكتبون بها رواياتهم ومسرحياتهم على سبيل المثال، لكنها لم ولن تغيّب العربية الفصحى وإنْ تكلمنا جميعنا بتلك اللهجات كل حسب مدينته وبلاده"1. لو تناولنا قصيدة النثر بشكل أكثر دقّة، نجدها في واقع الحال تداخُل شائك بين النصوص المترجمة الى العربية التي تفقد وزنها وموسيقاها جراء تلك العملية، وبين ما هو كائن جديد له سماته وخصائصه ودلالته الواضحة التي يعرِفها بعض أصحاب الشأن من نقاد وشعراء، ووفق اثباتات تاريخية فإن قصيدة النثر ليست غربية، بل هي عراقية عربية منذ أكثر من أربعة آلاف وخمسمائة عام حسبما أثبتت المصادر التاريخية، ولا مجال للبحث عنها هنا، ومن شاء فليبحث أكثر ويتعمق بتحليل الأدلة من مصادرها لاسيما الدراسات الغربية. اذن أصبح واضحاً لتناول القصيدة التجديدية لابد من الاستعانة بنماذج منها، فتارة يقع الاختيار على شاعر (ذكر أو أنثى)، وتارة أخرى على مجموعة شعراء ضمن قراءات متعددة، أو دراسة نقدية موحدة، كمدخل جديد لنماذج تعريفية وليست قطعية؛ فلا يمكن حصر جميع الشعراء بصفحة واحدة أو كتاب. مع هذا، أحيانا نتناول أشعار الشاعر بشكل عام أو بأخذ (قصيدة – قصيدة، أو مجموعة – مجموعة) وتحليلها وفق النظرية الجديدة في المدرسة النقدية التجديدية؛ نظرية التحليل والارتقاء، التي تبتعد عن قوالب النقد ومدارسها الكلاسيكية التي لا تلبي الطلب التجديدي ونحن في عصر مرحلة التجديدية، مع عدم نكران الاستفادة من تلك المدارس كما جاء التنويه في أصل متن النظرية المنشورة بكتاب مطبوع صدر عام 2020، لكن ليس كمقياس أصيل بوجود لغتنا العربية، لننطلق من تأصيل عربي له صفاته وميزاته التي يرتكز عليها. من العوامل المهمة التي دعتنا للخوض في تجربة شاعر أو مجموعة شعراء، أو الوقوف عندها طويلاً بدخول علم الرياضيات كواصف نقدي جديد هي الأسلوبية الكتابية الواضحة ضمن منهج التاريخ التصويري للواقع بكتل شعرية وجدانية، يبدو تأثيرها الواضح عبر الأغراض الشعرية التي كتب بها الشعراء من غزل ووصف وغيرهما. المفارقة الملفتة لدى الشاعر التجديدي المعاصر، هي التموج بكتابات تتشكل بتنوع لونيٍّ في كل قصيدة، كما في المجاميع والدواوين الشعرية؛ فتارة نجد الشاعر أو الشاعرة صوفياً، وتارة أخرى هو شاعر الغزل، ومرة جديدة يوثِّق المأساة والمعاناة، ويناجي بها الرب، اضافة الى السَيْر وفق المرتكزات التجديدية بأكثر عمق في الاشتغال اللغوي، وتجسيد المعاني المتعددة والغزيرة، لخلق الصور الجمالية التي تمتاز بها قصيدة النثر التجديدية، بفلسفة خاصة، وسيكولوجية متأثرة بكل ما يحيط الشاعر ويؤثر فيه، وهذا من أهم الموارد والمباحث التي تناولتها نظرية التحليل والارتقاء بخلق رسالة اتصالية (هي القصيدة)؛ الأول فيها الشاعر، والثاني هو المتلقي؛ ضمن مسيرة عملية الاتصال في جوها اللغوي العام، لتعود من جديد رسالة ثانية لباعثها الأول، ليعرف مدى التأثير والتأثر، ومدى امكانية تعديل الرسائل اللاحقة إن كان فيها بعض الخلل؛ بما يعني وجود ناقدين هما: القارئ أو المستمع، والناقد المتخصص، أما المصحح والمُعدِّل الجديد فهو ذات الشاعر طالما سيأتي بجديد يتسم بلغة ناصعة مفهومة بمعنى مكتمل، وصور جمالية أخرى تابعة. هذه العملية بمجملها محركها الأول هو الشاعر، وهنا نقصد الشاعر التجديدي ليس منفرداً، بل ضمن سيرورة كتابة القصيدة التجديدية مع الشعراء التجديديين أمثاله، وبقية العوامل التالية كلها مساعدة في التحريك لخلق الصورة الابداعية النهائية، وهذا تأكيد جديد وأثبات آخر على عدم موت المؤلف حسب زعم بعض النظريات النقدية مثل التفكيكية والبنيوية، وما أثبتته نظرية التحليل والارتقاء بالتفصيل يؤكد ذلك. من كل هذا التعالق تتمحور منابع الخلق والابداع، لتشع برسالة ذات قيمة ابداعية نصطلح عليها "السعادة الابداعية" حيثما كان الجمهور متابعاً للشعر. ينطبق ذلك أيضاً على الفعاليات الأخرى في التشكيل الفني، والدراما والرواية وباقي الفنون، وكل انبعاث انساني غايته المثلى وضع لبنة جديدة للمساهمة بصنع الحياة الهانئة ضمن المسيرة الكونية العامة إن جاءت جميع اشتغالات المبدعين التكوينية والوظيفية موافقة للدلالات الواقعية، وليست العبثية المليئة بصور التشظي الكتابي، بل المعبرة عن قضية الخالق المبدع للانبعاث كتوظيف جمالي جديد، وهو الآن ما يميز الكثير من كُتاّب القصيدة التجديدية (النثرية والعمودية أيضاً) كأصحاب رسالة واضحة، تارة تحلم بجنة أرضية (يوتوبيا)، وتارة أخرى حالمة بالخلاص من العذاب نحو التحرر والعدالة، وإن كانت القصيدة غزلية؛ فيها من قيم الجمال اللائق بذائقة الجمهور المتلقي، لا خادشة لأحاسيسه بابتذال مبْتعِدٍ عن العاطفة والوجدان؛ من أجل السموّ الروحي الحقيقي، كما يلاحظ من يقرأ أشعار كثير من مبدعي القصيدة التجديدية، سواء النثرية الواقفة المُشَطَّرة، أو النثرية الأفقية كذلك، ومنهم شعراء العراق تحديداً. هذا التشخيص باختصار، هو دعوة لعدم التخوف من كل جديد، ومحاولة لمعاضدة التجديد من الجميع، للارتقاء بالمبدع المتمرس، اضافة للموهوب الواقف على أول عتبة من الكتابة، وبذا يكون النقاد آباء حاضنين مساندين، وليس حملة سيوف جلادين، كما يفعل البعض، وكثيراً ما أماتوا أصحاب المواهب والقدرات العالية. إنّ التطور الزمني الحضاري والتقني في ظلِّ التواصل العالمي، عبر شبكات الأنترنت غيّر الكثير من الأشياء والطبائع والسلوكيات الاجتماعية، الفنية، والثقافية، ومنها المكانة الجديدة للأدب والشعر بالذات، الذي ساهم بشكل فاعل بنشر وعي انساني تارة، وثورة غاضبة ضد المعاناة الواضحة التي تعانيها الانسانية في كثير من الدول، لذا لم تتجمد اللغات الحية وتقف موقف المتفرج بما تملكه من امكانيات بيانية لا حدود لها، فساهم أهلها بصنع تاريخ جديد لهم عبر الشعر، والقصة القصيرة، والرواية وغيرها. إنّ المراحل التي تحوَّل بها النقد الأدبي بشكل مختلف حين بدأ بدراسة المؤلف والتركيز عليه أول الأمر، ثم الى النص، ثم الى القارئ؛ هو ما ساعد في ظهور المدارس والمناهج النقدية الواحدة تلو الأخرى كواحد من الأسباب، فتعددت بتعدد الرؤى والمنظِّرين، وهذا ما يدعونا اليوم الى تحوُّلٍ نقدي آخر جديد يدرس جميع القوى الفاعلة في تكامل نصٍّ جاء للحياة، يبتغي شيئاً ما، عبر الدراسة والتحليل والفهم العميق لمدلولات ذلك الانتاج، وصوره الخارجية والداخلية؛ الملونة ظاهراً، والمضمرة بين طيات الكلمات والسطور، أو تمازج الألوان فيما بينها، وطبيعة الأجواء التي تسببت بوجود الانتاج الابداعي والمعرفي، ومدى تأثير كل ذلك على المجتمع العام، والماهيّة التغييرية اللاحقة في تنوع طبيعة التلقي يمكن تلخيصها بمحورين مهمين: أولاً: تأثير النص النفسي على الناقد: إن التداخل النفسي لمناهج البحث بين الدراسة الحقيقية الواقعية، والتصورات النقدية للناقد، عبر اللغة النصية كتشكيل فني للإبداع يجب أن يدعو الناقد لفهم النص، ومدلولاته أجمعها، كحركة شاملة تجمع ما بني على العواطف، والأسلوبية المنهجية، والجماليات البينية، كاهتمام بعموم النص دفعة واحدة، وليس بالتجزئة، أو وفق منهج واحد فقط كما معمول به وينتهجه الكثير من النقاد الذين مازالوا مبتعدين حتى عن الحداثة، وليس ضمن تصنيفاتها المابعدية. إنَّ التأثيرات القبْليَّة الراسخة، والتداعيات المتتالية على المجتمع بشتى المجالات، وحتى العوامل السياسية والاقتصادية كلها عوامل تتأصل في كثير من الأحيان كرواسب نفسية متعبة تميز الواحد عن الآخر، مثلما يمتاز مجتمع الريف عن مجتمع المدينة؛ كل هذه العوامل لها تأثير مباشر أحياناً على الاشتغال النقدي للناقد رغم تبنيه أحد المناهج المعمول بها لدى الكثير من النقاد. أما اليوم بوجود الدعوة لمنهج تحليلي تجديدي، يجب على الناقد كفاعل بالعملية النقدية؛ نزع كل تلك الرواسب من نفسه، والانتباه اليها بأنها معرقل للبحث والتمحيص اذا ما أضفى على نفسه صفة السير المستقيم في طريق مهما تكن فيه العقبات مزعجة، والبحث أيضاً عن الجوانب الخفية في النص الذي يسعى كاتبه الى اضفاء شيء من المتعة عليه، حتى وإن جاءت تلك المتعة كسعادة مؤقتة تبتعد بالمتلقي عن هموم الحياة والطاقة السلبية التي أصبحت ملازمة لكثير من البشر، نتيجة تداعيات وظروف كثيرة، خنقته ربما من أول بدايات حياته. بعض الكتاب والشعراء يشتغلون وفق منهج النمط الإعلامي بتوظيف بعضاً منه، ألا وهو الامتاع كوظيفة من أجل خلق السعادة. إنهم يعرفون كيف يدخلون لنفسية المتلقي بحكم خبراتهم وتجاربهم الحياتية، وهذا عامل مساعد مهم في نجاح رسالتهم الإعلامية، وبهذا تأتي من خلالهم صور ابداعية جديدة يستشعرها المتلقي بوضوح تام ويتفاعل معها نتيجة استمتاعه لما بين يديه. لكننا نجد أن هناك رجعية نقدية لدى بعض النقاد أهملوا فيها الواقعية الجمالية البيِّنة على كثير من النصوص الإبداعية، وأهملوها، أو سعوا في محاولة تهميشها، أو التي ستهمل بسبب تلك الرجعية النقدية، والتخلف السائر في مضمار الحلقات المفرغة والخاوية، التي من المؤسف لدى البعض وصفها بأنها تقويم يسعى لكشف المستور بعد تكسير النص وبنائه؛ بل هو في الواقع تكسير للنص وتدميره وتركه مبعثراً دون روية أو بصيرة يمتلكها أدنى من يمتلك الأدوات الفنية النقدية، ومن ذلك يُحرم المتلقي من سعادة حقيقية سعى إليها مُنشئها بصدق، لكنه لم يتوفَّق بسبب نقدٍ مُتخلِّف. إنَّ مساعدة الكاتب في ديمومته واستمراره مع ما لديه من صفات ايجابية مكتسبة وفطرية حين يجد من يرتقي به، طالما لديه دوافع وبواعث ونزعات ابداعية مُنتَجة تجد استجابات من ناقد متفهم، كلّ همَّه وجود مبدع وولادة إبداع، وتكوين سلسلة ابداعية، والحفاظ عليها ضمن مسيرة الانسانية الثقافية العامة نتيجته انشاء سعادة يستشعرها المتلقي هي الحافز المهم للكاتب، وهذا أحد مصاديق نظرية التحليل والارتقاء النقدية الجديدة التي نتمنى الاشتغال عليها من قبل نقاد يسعون للتجديد من أجل الارتقاء بالنص وكاتبه، أو العمل وصانعه. ثانياً: السعادة الابداعية وأثرها في تنشيط الوعي: لا ننسى أن أي كاتب هو صاحب رسالة، مهما كانت تلك الرسالة؛ ايجابية أو سلبية، يسعى من خلاها الى خلق وعي جمعي وشخصي، او أية حالة شعورية، وبالتأكيد السير ضمن العمل الدعائي في محاور سلبيته. الذي يهمنا هنا هو دور الكاتب والشاعر الجاد في حقيقته لخلق السعادة والمتعة التي ربما من خلالها يتحرك الوعي ليس بـ "الرجوع إلى الأشياء نفسها" الذي يقول عنها إدموند هوسرل رائد مدرسة الفلسفة الفينومينولوجية والذي في يوم ما كان أحد الدارسين لعلم الرياضيات في مدينة لايبزغ وبرلين، مستنداً لمنهج دراسة ظهور الماهيات في الوعي كحقائق موضوعية، لكن بكيفية إدراك الوعي لها، والوصول الى المعرفة، أي الاستعداد الذاتي للمعرفة، لكنها ليست استعدادات سيكولوجية لها علاقة مباشرة بالوعي، وهو نفس ما سارت عليه المدرسة الوجودية بطروحات سارتر وهيدغر، ثم انحرف أتباع (هوسرل) عن المنهج الحقيقي له لاحقاً. مع أن هذا الطرح فيه الكثير من الاشياء الجيدة لكننا نرى: أنه يفتقر الى معرفة ماهيَّة الوعي وعلاقته بتوالد الجماليات التي تدعو لها فلسفة الجمال لدى (هوسرل)، يضاف لذلك أنَّ الاطلاقات العامة انبثقت من عدم تحديد نوعية الاحكام المسبقة التي في حقيقتها الدعوة الوجودية لعدم الارتباط الميتافيزيقي بكل الماهيات النوعية، والموجودات الحضورية وإن كانت لغة كتابية، أو لوحة فنية، أو أي نتاج انساني ابداعي حين لم تتعرض تلك الفلسفة لماهيات الابداع أيضاً، على اعتبار ارتباط الوعي المحض بتشكيل ماهيات الظواهر، وطريقة إدراكه لها، قبل أن يتصل بأية خبرة تجريبية. كذلك نرى: أنَّ ظهور موضوعات وأشياء العالم الخارجي في الوعي الذي تتبناه تلك الفلسفة، والفلسفة الوجودية بصورة خاصة، لم يكن موفقاً طالما هناك باعث أول، ومتلقٍ آخر من تشكيلين هما: النقاد، والقراء، أو عموم المتذوقين، الذين يلعبون جميعهم الدور الفاعل في بناء صورة معرفية لاحقة للانبعاث الأول، هي من تحدد ملامح التكوين الخارجي بكينونته الفكرية، سواء اتحدت الخبرات، أم كانت منفصلة غير مختلفة أو متشابكة، وهذا ما اثبتته نظريات الاتصال في بناء الرسالة الاتصالية الناجحة، لاسيما حين تكون هناك خبرات مشتركة بين طرفين أو عدة أطراف. وفي جانب مهم من نقد (إدموند هوسرل) للعلوم الانسانية الذي أوضحه في كتابه Philosophy and the Crisis of European Man الصادر عام 1965 لا نختلف معه حين يقول: "فأزمة العلم أصبحت أكثر عمقاً ووضوحاً، عندما حاولت العلوم الانسانية تطبيق منهج العلوم الطبيعية، وتحولت هي الأخرى الى علوم للوقائع، والأزمة هنا أعمق، لأنه اذا كانت العلوم الطبيعية قد استبعدت الانسان من الطبيعية، وجعلت منها مجرد وقائع مستقلة عن خبرته، فإن العلوم الانسانية جعلت الانسان مجرد طبيعة، مجرد واقعة من وقائعها"2. ضمن هذا التوجّه وجدنا كيف تسلل علم الرياضيات للبحوث الأدبية، وخاصة النقدية منها، ليضع له بصمة خاصة حين اختار بعض النقاد الأرقام والرموز الرياضية في تحليل بعض النصوص الأدبية، رغم أن التحليل في واقعه يجب أن يكون تجريدياً لا تجريبياً. من النقاد والباحثين وجد أنه لا ضرورة لذلك، طالما تتعلق تلك الدراسات بجوانب الأدب الشعرية والسردية، وحتى التاريخية وغيرها من العلوم الانسانية، وليس العلمية التطبيقية البحتة كما ترى النظرية النقدية الجديدة، نظرية التحليل والارتقاء. لكننا كمهتمين أيضاً بشأن علوم الرياضيات كتدريسيين وأكاديميين وجدنا مدى أهمية هذا العلم الذي لا يمكن الاستغناء عنه حتى في الدراسات الأدبية الدقيقة، ومنها النقد، رغم البعد الشاسع بين النقد الأدبي والعلوم الصرفة مثل الرياضيات، لكن واقع الحال هو من أوجد البحث عن كل جديد طالما نحن في مرحلة أسماها بعض نقاد الأدب بالمرحلة التجديدية، اضافة الى أن الباحثة تميل كثيراً كمتابعة للنتاجات الأدبية الجديدة في أغلب مجالاتها، وتحاول خلق ترابط عضوي بين العلوم الصرفة والعلوم الإنسانية. قد تكون هذه أول مرة يلتفت فيها باحث علمي متخصص بفلسفة الرياضيات بتشخيص دوافع استخدام الرياضيات ضمن مجال الأدب، وهي دعوة أيضاً لأصحاب الشأن بملاحظة ذلك ومعرفة الضرورة الملحّة التي تزيد من أهمية علم الرياضيات في الاستخدامات الحياتية، وهي كذلك نافذة أخرى للسعادة عندما يجد الباحث المهتم بشأن الرياضيات غيره يستفيد من علم المتخصص بالرياضيات، ومثله ينطبق على رجل التاريخ، وعالم النفس، والاعلامي وغيرهم. كل ذلك له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالوعي والتطور الزمني المتلاحق في شتّى مجالات الحياة، سواء ظهرت للسطح بشكل متقن أو عفوي. فيما يؤكد ذلك الفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي ويرى في كتابه (نظرات حول الانسان) في الصفحة 34 أنَّ الفينومينولوجيا: " تُظهِر لنا أنَّ الوعي – أو الحياة الشعورية - ليس قطاعاً من الطبيعة الفيزيائية يمكن دراسته بمناهج تجريبية؛ وذلك أن الوعي ينطوي على المبادرة والمسؤولية، فهو الذي يضفي الدلالة الانسانية، والمعنى على موضوعه"3. لكننا نرى عند البعض من نقاد المرحلة التجديدية كيف بدأوا يحيلون الدراسات النقدية الى أرقام رياضية ورموز حرْفيَّة أكثر من دراسة عمق النصوص الأدبية، كتأسيس لمذهب نقدي أو نظرية جديدة؛ في حقيقتها ابتعدت عن الكثير من أصول البحث العلمي التجريدي أولاً؛ في الوقت ذاته قد تبتعد عن الأسلوبية الفنية النقدية، سواء المعاصرة أو القديمة، لتعود تؤطِّر النقد بنقد انطباعي يقترب من الهشاشة ربما في جوانب منه، لا يضيف أي جديد في عالم النقد المتجدد، ولا يضيف أي نوع معرفي للإنسانية حسبما نرى ونشخص ذلك بدقة على المستوى الشخصي، أو فيما طرَحَتْه بعض المحافل الثقافية، وبذا تضيع أجزاء مهمة من رسالة صاحب الانتاج، ومنها هدفه في خلق السعادة ضمن مسيرة اشتغاله. هناك سعي حثيث من كاتب النص عبر الجمال، في توطين السعادة والشعور الروحي بها، لابد فيها قبل تحليل الناقد الفلسفي الوقوف عند شيء مهم يجب معرفته من الكاتب، وهو أن علم الجمال ليس هو الجمال. الجمال حسبما تراه نظرية التحليل والارتقاء أنه: انبثاق الصورة الواعية من الجوهر للخارج، بمؤثر اشتغالي نفسي، يثير دهشة المتلقي، يسعى لإنشائه مُنتِج العمل كإبداع جديد، له إسهام خاص، متعلِّقاً بمسيرة الثقافة الانسانية، لحصول حالة تبنّي من الآخرين لذلك الانبثاق. هذا التحديد هو معاكس لمن يقول عن علم الجمال أنه العلم: "الذي لا يمكن تعريفه" حسب رأي جان برتليمي في الصفحة 11 من كتابه "بحث في علم الجمال"4 الصادر عن مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، نيويورك، 1970 . ونؤكد مرة أخرى: أنَّ الوعي ينطلق من باعث أول، ومتلقٍ آخر بتأثير الظاهرة، التي قد تكون شعراً أو نثراً، ليس لها ارتباط مادي غير جوهر الذات، كتعبير عن أحاسيس ومشاعر تبعثُ للخارج الصور الجمالية. هذا إنْ لم نختلف مع الفلسفة والمدرسة النفسية بماديّة الحواس، وهل هي مادة حقيقية، أم انعكاسات تواصلية للمادة؛ حينها نقول بكل تأكيد: إنَّ تأثيرات ذلك كرد فعل عقلي هو وهج لا مادي منبعث، يشكل الواقع الفعلي للوعي، ويتيح التعريف بماهية الجمال، مع عدم نكران ما ذهبت إليه الفلسفة بترابط الوعي والحواس، والتي هي أيضاً تعتمد الرياضيات في الكثير من المسائل المنطقية بشرط الربط اللامادي داخل النفس البشرية كحالة روحية مختلفة، وليس القصد هنا الربط الميتافيزيقي، بل الابتعاد عن الظاهرة الوجودية المادية في التحليل، لاستقراء المهم وتوضيحه في جوهر الظاهرة. إضافةً إلى هذا فإنّ الوعي يمثَّل عند العديد من علماء النفس بالعقل والحالة العقليّة للإنسان، والذي تميّزه، كما يوصف: "بملكات المحاكمة المنطقيّة الذاتيّة". هذه النظرة الشكلية تدعونا للقول بأن الفكرة تختلف عما يقوله هيجل حسبما يقول الباحث والتر ستيس في كتابه فلسفة هيجل، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، المجلد2، دار التنوير، بيروت، 1982، ص619: "أنْ يكون الجمال نمطاً للتظهير، أو تظاهراً حسيّاً، يعني أنَّ الفكرة ليست هي الجمال، وإنما شكلها فقط، وهذا يعني أنَّ ثنائية الشكل والمضمون تضطر هيجل الى تصور الجمال مسألة شكل"5. هنا ترى نظرية التحليل والارتقاء النقدية أنَّ تصوُّر الجمال هو تصور روحي، يستوطن الأعماق، وما الشكل إلاّ جزء بسيط من ذلك. مع هذا الطرح التفصيلي يبرز السؤال المهم: ماذا يستفيد الناقد من كل ذلك في اجراءاته النقدية أمام الظاهرة؟ نجيب عن ذلك بقولنا: مادام هناك سعي لتشكيل مدرسة نقدية جديدة، أو تجديدية في الاشتغال النقدي تختلف عن المدارس والمناهج الأخرى؛ من كل ذلك، مع استكناه ما يراه الناقد مناسباً، يمكن له الوصول الى النتائج الحقيقية لفلسفة النص، وتقديم دراسة نقدية تجديدية تحليلية مبنية على حقائق جديدة بمعطيات نقدية مختلفة، واصدار حكمه القطعي الجدّي الصحيح على ما أمامه، مفسراً العموميات، كخلاصة لاحقة مفهومة، يسعى إليها المتلقي في الكثير من الحالات، أو يسعى النقد لإيصاله إليه، ولا بأس فيما لو استعان بالرياضيات لتعزيز طروحاته النقدية كأسلوب تحليل جديد. بالمجمل، يمكن القول أنَّ هذا بشكل يفيد أكثر من يشتغل على نقد الروايات نظراً لمساحة العمل وطوله، وما تتيحه السردية الحكائية، ودراما الصراع، وكثرة الانفعالات الحَدَثية بشخوصها، والوصف المتغير من لون الى لون جديد، ومن حالة الى أخرى تالية، بدءاً من الصفحة الأولى، وحتى نهاية العمل. قد يجد الناقد حالة مشابهة حين يتعرض للفن التشكيلي أيضاً، لكن ليس بما يتيح إليه المجال في انتاج ابداع نقدي يسعى إليه كثيرون ممن يهتمون بذلك. نموذج نقدي لتوضيح البحث: لغرض ايضاح التحليل النقدي نستعين بنموذج من دراسة بحثية قامت بها الناقدة السورية الدكتورة عبير خالد نشرتها على صفحتها الشخصية في الفيسبوك، حيث أنَّ الناقدة تشتغل في نقدها وفقاً للنظرية الذرائعية النقدية الجديدة، التي تستخدم الارقام الرياضية غالباً في البحوث والدراسات الأدبية النقدية. في دراسة للناقدة عبير خالد لقصيدة من قصائد الشاعر العراقي شلال عنوز بعنوان: "لوحة نجاة" نجدها كيف استعانت بالرياضيات للشرح والتوضيح. ففي المبحث الخاص بدرجة العمق والانزياح نحو الخيال تقول6: "إن النص هو قصيدة وجدانية بامتياز، فلا غرابة أن يكون فيها الخيال ضاربًا في العمق، وهنا – وعلى مقياس العمق – بلغ النص درجات عليا ..إن الخيال الذي أخَذَنا إليه الشاعر، وحلّق بنا إليه على جناح القصيدة، بلغ حدود انزياح قارب 95%..." كذلك نجد الناقدة في مبحث " التقييم الرقمي الساند" تستعمل اللغة الرياضية من خلال الأرقام وهي تجمع جميع الدلالات الحسية حيث تقول: " وليتسنى للناقد إسناد تحليله على جدار نقدي علمي قوي، عليه أن يختبر تحليله بجمع جميع الدلالات الحسية، والأعمدة الرمزية وتحليلها، ثم حسابها رقمياً، ليثبت رجاحة الدلالات وموازنتها، مع بعضها البعض، وتحديد درجة الميل لكل واحدة منها، بذلك يكون قد أسند آراءه النقدية رقمياً وحسابياً بأحكام رقمية بحتة لا تقبل الشك، وتزرع اليقين لدى كل متلقٍ أو ناقد. قمت –القول للناقدة عبير- بجمع الدلالات الحسية بعد تحليل الأعمدة الرمزية وحسابها: دلالات حسية إيجابية :احتفالات (فرح) : 4/ شدو وغناء: 4 / حلم :5 / عشق :2/ حياة : 2/ شهيق: 3/ أمل:2 / جمال: 2/ أمي: 2 المجموع : 26 وحدة حسية إيجابية تقابلها دلالات حسية سلبية :حزن: 2/ يتم: 1/ غربة:2/موت:7/ زفير: 1/ غضب:2/ غدر: 1/ حيرة ومتاهة: 3 / استبداد وقهر: 5 / فقر: 4/ جوع: 2 / هزيمة:4/ خوف:3/ أفعى:4/ عتمة: 3 / دم و ذبح:7/ يأس:3/ نار: 7 مجموع الدلالات الحسية السلبية :61 بعملية طرح حسابية بسيطة: 61-26=35 النتيجة غَلَبَة للدلالات الحسية السلبية على الدلالات الحسية الإيجابية بنسبة عالية، ما يشير إلى أن الشاعر في هذا النص مستقر في حقل تشاؤمي بكل دلالاته. دلالات الحكمة والفلسفة :اعتزال ووحدة :4/ زمن:4/ آلهة: 2/ الآخرة: 2/ أوهن بيت: 1/ تغافُل: 2/ لا يفقهون: 2/ صمت: 3 المجموع: 20" من هذه الارقام والمعادلات تستنتج الناقدة وتطلق حكمها "أنَّ الشاعر وجداني متشائم من الواقع في ماضيه القريب والحالي، يميل إلى الحكمة والفلسفة، والقصيدة وجدانية حزينة يغشيها الهمُّ الإنساني والتشاؤم والحسرة والحيرة، توشيها الفلسفة بخيوط من الحكمة الوعظية". هذا الاستنتاج جديد في ساحة النقد، لم يعرفه من قبل النقاد، ولم يستخدموه طيلة المراحل النقدية السابقة، سواء كانت المناهج قديمة أو حديثة. لكن مع كل هذا الجديد نرى بضرورة عدم خنق المتلقي بأرقام موسوعية كثيرة تعيقه عن الفهم، أو تبعده عن المضمون الأصلي للرسالة الاعلامية التي سعى لها كاتبها، وبالتالي قد يؤدي الى فشل غير مُبَرر للرسالة لا دخل للكاتب فيه. الخلاصة: ما ينبغي على الناقد التجديدي اليوم هو توظيف كل ما يعرفه عن المناهج والنظريات النقدية المعروفة بطريقة لا تجعل أي واحدة منها هي الحاكمة عليه، والقابضة تحليله ونقده فيبقى أسيراً لها، ويبتعد عن ما مطلوب في ظروف تختلف كثيراً عن الماضي. على الناقد التجديدي وهو يعد نفسه ضمن المدرسة النقدية التجديدية، أن يحدد منهجية خاصة له كباحث علمي بوضع فروض وأسئلة هي طريقه في العمل منها على سبيل المثال: ماهي اهداف النص أو العمل الناتج؟ ما نوع الرسالة الاعلامية الواجب ايصالها والوظيفة الاتصالية؟ هل حقق النص أهداف عملية الاتصال؟ هل يعد هذا النص أو العمل رسالة اعلامية، أم مجرد لغو؟ ماهي أفضل وسائل الاتصال لتحقيق الهدف؟ ماهي أفضل أنماط الاتصال لنجاح الكاتب والنص؟ ماهي دلالات اللغة الاتصالية؟ ما نوعية الجمهور المستهدف؟ بحيث يمكن الاستفادة هنا أيضاً من التحليل الرياضي لتوسيع قدرة المتلقي على التأمل أولاً، وإشغال تفكيره بنوع جديد من عملية رياضية تشغله بنوع من المتعة وهو يدقق بالأرقام بين الجمع والطرح، مستنتجاً فهماً له نكهة خاصة أسبغها وأضافها علم الرياضيات. أضافة لذلك نرى من الضروري على الناقد التجديدي دراسة علم الاتصال ومعرفة نظرياته ولو بشكل مجمل، كي يستطيع معرفة الرسالة الاعلامية التي انشأها الكاتب، أو النتاج الجديد الظاهر للعيان، وهو بدوره يشكل رسالة اعتماداً على ذلك، تكون هي النتيجة النهائية التي توصَّلَ إليها، وهذا ما تحتاجه الثقافة الانسانية اليوم وهي تمرّ في زمن فيه كل شيء مختلف. لكي يصل الناقد الى اخراج دراسة نقدية تجديدية تتواءم مع متطلبات العصر الفكرية لغة وجمالاً ورسالة اتصالية هادفة؛ يجب عليه الابتعاد عن التنظير بقدر ما يقترب من التفسير والتحليل الوصفي للظاهر والباطن، لا بأس من الاستعانة بعلم الرياضيات في ذلك، ووضع الاحتمال الأقرب للنتيجة النهائية الغائية لجوهر العمل في فلسفة النص العامة، والتهيؤ لنقد آخر يواجهه فيما إن كان مصيباً أو لا. وبذا أصبحت الضرورة ملحَّة لوجود نقد جديد لاحق بعد اشتغال وانتهاء النقد التجديدي الأول، كي يكتسب النقد قيمة مضافة جديدة بكشف قوانين وأسس جديدة جمالية ثانية، وليست تابعة، لكي تحلل النص أو أي نتاج انساني بصورة تكاملية. أيضاً لكي يكون الناقد التجديدي ناجحاً عليه مواصلة الاشتغال على الوظيفة النقدية التي تعتمد على عناصر مهمة في التحليل والكشف يحددها بدقة، لا بد لها – كي تعطي النتائج المثمرة – أنْ ترتكز على أهم مرتكـزات الكشـف الذاتـي والموضوعي من خلال: النص والمتلقي والتأثير في الثقافة العامة، بعيداً عن الإخوانية والمجاملاتية، ويكون أباً روحياً لأي مشتغل مبدع مشهور أو مغمور. ........ المراجع والمصادر: 1 سعد الساعدي، نظرية التحليل والارتقاء، مدرسة النقد التجديدية، دار المتن، بغداد، 2020 Edmond Husserl, Philosophy and the Crisis of European Man, 1965, p149-2 ٣ روجيه غارودي، نظرات حول الانسان، ترجمة د. يحيى هويدي، مطبوعات المجلس الأعلى للثقافة، 1983 ٤جان برتليمي، بحث في علم الجمال، ترجمة أنور عبد العزيز، دار نهضة مصر للطبع والنشر، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر، نيويورك، 1970 ٥والتر ستيس، فلسفة هيجل، ترجمة امام عبد الفتاح امام، المجلد2، دار التنوير، بيروت، 1982 ٦د. عبير خالد، الفيسبوك، الصفحة الشخصية
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قضية صور ريهام عبد الغفور.. نقابة المهن التمثيلية تتدخل وتتخ
...
-
إعلان بيع وطن
-
أفلام من توقيع مخرجات عربيات في سباق الأوسكار
-
«محكمة جنح قصر النيل تنظر دعوى السيناريست عماد النشار ضد رئي
...
-
منتدى الدوحة 2025: قادة العالم يحثون على ضرورة ترجمة الحوار
...
-
بدا كأنه فيلم -وحيد في المنزل-.. شاهد كيف تمكن طفل من الإيقا
...
-
-رؤى جديدة-.. فن فلسطيني يُلهم روح النضال والصمود
-
رسائل فيلم ردع العدوان
-
وفاة محمد بكري، الممثل والمخرج الفلسطيني المثير للجدل
-
استشهاد فلسطينيين اثنين برصاص الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة
المزيد.....
-
دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس
/ السيد حافظ
-
مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ
/ السيد حافظ
-
زعموا أن
/ كمال التاغوتي
-
خرائط العراقيين الغريبة
/ ملهم الملائكة
-
مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال
...
/ السيد حافظ
-
ركن هادئ للبنفسج
/ د. خالد زغريت
-
حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني
/ السيد حافظ
-
رواية "سفر الأمهات الثلاث"
/ رانية مرجية
المزيد.....
|