احمد النهيلي
الحوار المتمدن-العدد: 8568 - 2025 / 12 / 26 - 17:11
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
اتفاقية الجزائر ودورها في الحرب العراقية–الإيرانية
تُعدّ اتفاقية الجزائر لعام 1975 من أهم الاتفاقيات الثنائية في تاريخ العلاقات العراقية–الإيرانية، إذ هدفت إلى تسوية الخلافات الحدودية المزمنة بين البلدين، ولا سيما النزاع حول شط العرب. وُقّعت الاتفاقية بين العراق وإيران برعاية جزائرية، ونصّت على اعتماد خط التالوك (أعمق نقطة في المجرى الملاحي) كحدّ فاصل في شط العرب، مقابل التزام إيران بوقف دعمها للحركات الكردية المسلحة داخل العراق.
أسهمت الاتفاقية مؤقتًا في تهدئة التوتر بين الطرفين، ووفّرت للعراق فرصة لتعزيز استقراره الداخلي بعد إنهاء التمرد الكردي. غير أنّ هذه التهدئة لم تكن دائمة، إذ ظلّ الخلاف الحدودي قائمًا في الوعي السياسي لكلا البلدين. ومع قيام الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، تدهورت العلاقات بشكل حاد، واعتبر العراق أن الاتفاقية فُرضت عليه في ظرف سياسي صعب، ما دفعه إلى إعلان إلغائها عام 1980.
كان لإلغاء اتفاقية الجزائر دور مباشر في اندلاع الحرب العراقية–الإيرانية، حيث استُخدمت الخلافات الحدودية، وخاصة شط العرب، كأحد المبررات الرئيسية لبدء الصراع. وهكذا تحولت الاتفاقية من أداة تسوية سلمية إلى أحد المفاتيح لفهم جذور الحرب التي استمرت ثماني سنوات وألحقت خسائر بشرية ومادية جسيمة بالبلدين.
#احمد_النهيلي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟