أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى-الله















المزيد.....

القاموس القرآنى-الله


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 1839 - 2007 / 2 / 27 - 12:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(1 )

لفظ الجلالة ( الله ) ليس عربيا لأنه كان منطوقا و معروفا قبل ظهور العرب واللغة العربية، والدليل أنه يحتوى على حرف لا يوجد فى اللغة العربية وهو اللام الثقيلة. ولا يوجد فى اللغة العربية سوى اللام الخفيفة. وهذا هو الفرق بين نطقك ( الله ) باللام الثقيلة و ( الاله ) باللام العربية الخفيفة و التى تفيد نفس المعنى.
اللغة العربية مشتقة من الآرامية القديمة هى و شقيقتها اللغة العبرية. وبينما تحور لفظ الجلالة ( الله ) فى العبرية ليكون ( لاهويم ) أو نحو ذلك ، فإنه فى العربية أصبح ( الاله ) بالاضافة الى نطقه الأصلى ( الله ). ثم عندما نزل القرآن الكريم ازدهر نطق لفظ الجلالة ( الله ) و خفت استعمال لفظ ( الاله ).والملاحظ ان القرآن الكريم لم يستعمل مطلقا لفظ ( الاله ) دلالة على الله تعالى ، وان استعمل لفظ (اله ) فى إثبات أنه أنه لا اله الا الله ، كقوله تعالى لخاتم النبيين : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) ( محمد 19 ) وسنتوقف بالتفصيل مع لفظ ( اله ) فيما بعد ضمن حلقات القاموس القرآنى.
(2 )
علم التجويد المزعوم و القواعد اللغوية التى تم وضعها و اختراعها بعد نزول القرآن الكريم وجهت طعنة للقرآن وحاولت إخضاعه لاجتهادات البشر القاصرة ، وهو موضوع سنعرض له فيما بعد فى هذا الباب ، ولكن نتوقف مع ما فعلوه فى النطق بلفظ الجلالة ( الله ) ومدى الظلم الذى عوّدوا المسلمين عليه عندما ينطقون اسم الله تعالى بما لا يليق ، وهو أقدس و أعظم كلمةمنطوقة. ولتسهيل هذه القضية فلنبدا بالتذكيربالقواعد الأساسية فى الاعراب فى اللغة العربية.
الاعراب فى الأسماء العربية هو تغير آخر حرف فى الكلمة حسب العوامل ، بالرفع ( أى ضمة ) أو بالنصب ( أى فتحة ) أو الجر ( أى كسرة ). تقول : (جاء زيد) ، فتكون الدال الأخيرة من (زيد) مرفوعة بالضم لأنه فاعل . وتقول :(رأيت زيدا ) فتكون ( زيدا ) منصوبة بالفتح لأنه مفعول به . وتقول ( سلمت على زيد ) فيكون ( زيد ) مجرور بالكسرة بحرف الجر (على ).
والنحويون القدامى جرى عملهم على قاعدة ( الاستقراء ) بمعنى تعميم الحكم اللغوى دون اعتبار لاستثناءات توجد فى كل لغة حية ، مع أن كل لغة ( حية ) تكون بطبيعتها (حية) متحركة متغيرة ، لا يمكن خضوعها لقاعدة محكمة شاملة جامعة. أى لا بد من وجود استثناءات أو محترزات. هذا هو أساس الفجوة بين لغة القرآن و قواعد النحو التى اخترعها علماء العصر العباسى.
بالنسبة الى لفظ الجلالة ( الله ) فانهم لم يراعوا خصوصيته الدينية ، ولا حتى خصوصيته اللغوية ، باعتبار أنه أقدم من اللغة العربية ، وأن الحرف الأساس فيه وهو (اللام الثقيلة ) لا يوجد أصلا فى اللغة العربية ، وأن هذا الحرف ليس مجرد الحرف المحورى المركزى فى الكلمة بل هو أيضا الحرف المضعف فيها ، أى هو حرفان مدغمان فى كلمة لا تتعدى أربعة أحرف. ونتج ضرر كبير عن ( إخضاعهم ) لفظ الجلالة لاجتهاداتهم . و نستغفر الله العظيم من لجوئنا الى استعمال كلمة ( إخضاع ) لأنها هى التى تعبر بصراحة ودقة عن المراد.
وللتوضيح فاننا نحتاج لأن يتابعنا القارىء بالنطق لما نقول.
ليقرأ القارىء بنفسه سورة المجادلة ، وهى السورة الوحيدة التى تحوى كل آية فيها على لفظ الجلالة ( الله ) مرة أو أكثر من مرة ، وسيلاحظ أنه ـ حسبما تعود ـ ينطق لفظ الجلالة باللام الثقيلة الأصلية فى حالة الرفع و النصب و بعض حالات الجر والكسر. ولكن فى حالات أخرى من الجر و الكسر ينطق لفظ الجلالة باللام الخفيفة العربية.
ولنقرأ معا الآية الأولى من سورة المجادلة، ليرى القارىءبنفسه معنا كيف ينطق لفظ الجلالة :
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ، وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( المجادلة 1 ):
(قَدْ سَمِعَ اللَّهُ ) لفظ الجلاله هنا فاعل مرفوع بالضمة ، ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
إ(وَتَشْتَكِي اِلَى اللَّهِ ) لفظ الجلالة هنا مجرور بالكسرة بسبب حرف الجر ( الى ). ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
(وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا ) لفظ الجلالة هنا مرفوع بالضمة لأته مبتدأ. ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
(إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) لفظ الجلالة هنا منصوب بالفتحة لأنه ( إسم إن ّ ). ونطقناه باللام الثقيلة نطقا صحيحا.
أى أن المفروض أن ننطق لفظ الجلالة فى كل الحالات باللام الثقيلة غير العربية، لأنه النطق الصحيح ، بغض النظر اذا كان مرفوعا بالضمة أو منصوبا بالفتحة أو مجرورا بالكسرة.
ولكن قبل أن تقرأ سورة المجادلة أوأى سورة من القرآن الكريم عليك أن تنطق البسملة (بسم الله الرحمن الرحيم ). وهنا تقع المشكلة. ولينطق القارىء بالبسملة فسيجد أنه تعود على نطق لفظ الجلالة فيها باللام العربية الخفيفة. و اذا قرأ الفاتحة ـ وليقرأها القارىء معى ـ فسينطق ( الحمد لله ) بنفس النطق المخالف للفظ الجلالة حيث تكون اللام فيه خفيفة.
والمشكلة هنا أن أكثر سور القرآن الكريم شيوعا على الألسنة هى الفاتحة التى نقرؤها فى الصلاة وغير الصلاة ، وأكثر آيات القرآن انتشارا على اللسان هى البسملة. وفى كل مرة ننطق فيها بالفاتحة أو بالبسملة فاننا نوجه إهانة لرب العزة جل وعلا بالنطق الخاطىء للفظ الجلالة.
( 3 )
والسؤال الهام : كيف يكون نطق لفظ الجلالة باللام العربية الخفيفة اهانة لله تعالى ؟
لأنك حين تنطقه فتقول ( اللاهى ) من اللهو, أو فاعل اللهو. أى تصف الله تعالى ـ دون أن تقصد ـ
بصفة ذميمة لا ترضاها لنفسك. تقول :( باسم اللاهى ) ( الحمد للاهى ).
(4 )
ومن عجائب القرآن الكريم أنه أشار ـ ضمنيا ـ الى ذلك الخطأ المتوقع. فمن شيمة الانسان الضال أن يعصى الله تعالى كما يحلو له ، كما لو أن الله تعالى خلقه و خلق السماوات والأرض لمجرد اللعب و اللهو ، وينسى أن الله تعالى خلق الانسان والموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا و ليحاسبنا يوم القيامة حيث سيقول لنا (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ) ( المؤمنون 115 ). وعن أولئك الضالين يقول تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ . لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْوًا لَّاتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّا إِن كُنَّا فَاعِلِينَ ) ( الأنبياء : 16 ـ )أى أن الله تعالى لا يلهو و لا يلعب . ومع ذلك فإننا ننطق اسم الله تعالى الأعظم فى البسملة و الفاتحة و مواضع أخرى من القرآن فنقول ( اللاهى ) من اللهو . لذا وجب التنبيه و التصحيح. والله جل وعلا المستعان.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنين الغربة
- هو
- الرحمن
- القصص القرآني والروايات التاريخية
- النسخ التراثى والطعن فى القرآن
- علوم القرآن التى تطعن فى القرآن
- الخلاف حول الحجر الأسود
- هذه اللغة العربية .. العجوز المتصابية
- إذا لم تستحى فاصنع ما تشاء
- التدوين
- زعيم عربى مجهول
- الى الجحيم ياأباسفيان !!
- قتلوا السيد الوزير .. مرتين !!
- الحركة الشعوبية و الأحاديث السنية
- الجد والهزل
- معركة الربا
- هذا السلطان الكردى الأعجوبة
- سيدنا فرعون
- جيلنا .. جيل النكلة والمليم !!
- البكاء غدا على أطلال وطن !!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - القاموس القرآنى-الله