|
|
البؤس الأنثوي : مأزق تاريخي ـ قراءة في كتاب الدكتور فالح مهدي : البؤس الأنثوي دور الجنس في الهيمنة على المرأة
رشيدة الشارني
الحوار المتمدن-العدد: 8556 - 2025 / 12 / 14 - 14:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رغم انفجار الوعي بقيمة الجسد في الزمن الراهن كحق عيني للذات، وازدهار وضع المرأة في أكثر بقاع الأرض وبلوغها أعلى المراتب، فإن الجدل حول واقعها مازال قائما حتى في أكثر البلدان تقدما وتحررا، ويبلغ الذروة عند تكرر حدوث جرائم ضدها وتأمل ارتفاع نسب العنف الزوجي، ومظاهر الهيمنة الذكورية في الأنظمة الدينية المتطرفة.. إذ تعود الأسئلة الحارقة لتطرح بقوّة حول هامش الأمان الذي توفر لحمايتها، وسرّ استضعافها، وجدوى القوانين والمكتسبات التي تحققت لفائدتها. و اللافت للنظر أن جميع الآراء تكاد تتفق على وجود مأزق تاريخي أنتج نزعة إلى تأثيم الأنثى وتحقيرها، خاصة في الأنظمة الدينية المنغلقة، وفجوة نفسية غامضة ترى في كيانها مجرد جسد "ناقص" يؤدي وظيفة جنسية ويجوز استغلاله وإجباره على الطاعة والصمت... وقد ولّدت ثقافة " النساء ناقصات عقل " إحساسا طاغيا بالظلم والضعف والبؤس وعدم القيمة لدى أجيال من النساء، وحوّل المرأة من مخلوق فاعل، حاضن للحياة، إلى كائن مشوّه ومستلب، فاقد لسعادة الوجود. كان هذا المأزق الغامض موضوع كتاب على غاية من الأهمية للدكتور فالح مهدي- المفكر العراقي المقيم في باريس- يحمل عنوانا مثيرا للجدل: "البؤس الأنثوي، دور الجنس في الهيمنة على المرأة" هو بحث مرجعي يتميّز بغزارة المعلومات ووضوح المنهجية وحضور البعد التداولي في التحليل، وصرامة نقد الحيّز الدائري الذي يمجد الماضي ويقوم على فكرة تفوق الرجل، وهو المشروع الذي اشتغل عليه المؤلف عبر مؤلفات عديدة أخرى، ويمثل هذا الكتاب الذي يطل على أفضية البؤس التي أسست لاستعباد المرأة جزءا منه، فهو يرصد عبر فصوله الثمانية تاريخ مواجعها، ويقتفى صورتها منذ عصر الصيد، ويتقصى أدوارها، وينقّب في الأنظمة العائلية القديمة التي تقوم على سلطة الأب وأنتجت فكرا يهمشها، مثيرا من خلالها عديد القضايا المتصلة بمفاهيم الجنس والشرف والعار والإيديولوجية الذكورية وختان الأنثى ومفهوم بنت العم وزواج المتعة ... ومسلطا الضوء على دور الدين في تكريس الهيمنة عليها مقارنا بين راهن المرأة في الغرب وتخلف وضعها في الأنظمة الدينية المتطرفة التي سمحت بإصدار فتاوى جنسية تستغل كيان الأنثى حتى وهي رضيعة وتعبث بكرامة الجسد الإنساني على نحو متوحش مريض . ما يميّز هذا العمل الفسيفسائي هو البعد الأنثروبولوجي الدقيق، وقدرة مؤلفه على الاشتغال على المكان والزمان في آن واحد، وقد ساعدت منهجية التبويب والترتيب والتجزئة على رصد منشأ الإشكالية والمقارنة بين أوضاع المرأة وملاحظة ما هو خفيّ ومتستر في أماكن متباعدة و فترات متفاوتة من التاريخ، إذ لم يقتصر البحث على حضارات ما بين النهرين وقدماء المصريين والحضارتين اليونانية والرومانية وإنما تعداها إلى حضارات الصين القديمة والهند وروسيا وبرابرة شمال أوروبا ودول البلقان وتركيا و مناطق في إفريقيا ...واستنتج أن الوعي بأهمية تنظيم العلاقات وتقنين الحياة الاجتماعية والعائلية كان هاجسا ملحا بالنسبة للشعوب، وأن موضوع الأنثى ما هو إلا انعكاس لهذا التنظيم الذي تحضر فيه كمخلوق ثانوي أدنى مرتبة وأقل حظوة من الذكر، وهي غالبا عبء على العائلة وملك للرجل في الأنظمة الدينية المتطرفة، تخضع لسلطة الأب والزوج والمجتمع وملزمة بالطاعة... يمهّد الباحث لكتابه بعرض مختلف الأطروحات الحديثة التي قاربت موضوع الأنثى منطلقا من مثل شعبي رددته عجوز طاعنة ردا على سؤال المؤلف وهو طفل " المرة أنطوها للكلب وما ندموا " هذه العبارة التي تختزل تاريخا من القهر والخذلان لا تختلف بالنسبة له عن كتابات بالانجليزية للمصرية "هند خطاب" شرحت فيها إيجابيات ختان البنات.. و قد وصفها الباحث بالكتابات الرثة التي تشجع على العودة إلى بناء البؤس الأنثوي ولا يمكن مقارنتها بالمقاربات الجادة والجريئة للباحثة المغربية فاطمة المرنيسي التي ولئن انتقدت العقاد وتجاوزته وعادت إلى "إحياء علوم الدين " للغزالي فإنها بنظره لم تذهب بعيدا في جرأتها، إذ ظلت أسيرة الثقافة الإسلامية، تناقشها ثم تعود لتبرر موقفها من المرأة وهي تشترك مع نوال السعداوي في آليات التفكير في الرد على الخصوم... ويتطرق إلى آراء سيغموند فرويد، رائد الغريزة الجنسية ومركزية القضيب الذي لاقى نقدا لاذعا في تحليله النفسي للمرأة، ويرى في هذا المفهوم رمزا للإخصاء في اللاوعي، وسببا مباشرا لعقدة النقص عند الأنثى... و يذكر أن "من أهم من كتب وبتمكن في موضوع المرأة والإسلام على ضوء علم النفس هو التونسي الدكتور فتحي بن سلامة " الذي تعقب السرد التوحيدي ووضع الإسلام تحت مجهر علم النفس في كتابه "الإسلام والتحليل النفسي" وقد قامت الدكتورة رجاء بن سلامة(شقيقته) بترجمته إلى العربية وهي" من النسويات البارعات في الدفاع عن المرأة " وأصدرت بدورها كتابا مهما بعنوان "بنيان الفحولة : أبحاث في المذكر والمؤنث" الذي انتبهت فيه إلى مسائل علمية تخص الجسد...و عدّ بحوث (الأخوين) بن سلامة "من أهمّ ما كتب العقلانيون في موضوع المرأة". يتقصي الباحث منطلقات البؤس الذي طبع كيان الأنثى منذ عصر الصيد، حيث كانت تشارك الرجل مهمة البحث عن الغذاء وتأمين الوجود... ويعرض آراء العلماء التي تثبت وجود مميزات بيولوجية لدى المرأة ولكنها تقرّ بتفوق جسد الرجل ومهارته في الصيد، و يستنتج أنهما أسسا لعادات وتقاليد تقوم على تقسيم الأدوار في العصر الحجري الحديث وأن المساواة كانت سائدة بينهما... ثمّ يأخذ القارئ إلى العصر الزراعي المؤسس لجميع الأيديولوجيات والذي تشكلت فيه النظم العائلية الأولى وتميّز بسيطرة النظام الأبويّ وظهور أدوار أخرى للمرأة تتمثل خاصة في الدور الزراعي واستغلالها في عقد التحالفات و زواج المصلحة... ورغم إقراره بأن القوانين السومرية كانت أكثر تسامحا مع المرأة وأن نساء الطبقة العليا في مصر الفرعونية وروما كن يتمعن بالحرية و المساواة فإنه لا يوافق رأي "أنجلز" الذي يذهب إلى وجود نظام أمومي سابق للنظام الأبوي، ويرى أنه تأثر بنظرية "باشوفين" التي تقوم على تقديس الآلهة وهي تبقى حسب رأيه أطروحة تعبر عن مكانة متميزة للمرأة أكثر من كونها سلطة متحكمة. مثل الجنس المحور الأبرز في العمل وقد تناوله الباحث من زوايا عديدة مرتبطة أساسا بالنظم العائلية والدين، فبيّن أن الغريزة الحيوانية كانت متحكمة بالإنسان قبل أن تهذبها ثقافة وجدانية عالية برزت خاصة في آثار شعرية سومرية وصينية ومصرية قديمة نستنتج من خلالها أن الرغبة الجنسية كانت تزخر بعاطفة جيّاشة ترفع مكانة الأنثى ... ولكن هذه الحالة لا يمكن أن تكون عامة وثابتة حسب رأيه فما عرضه من قول ل"كونفشيوس "يؤكد أن المرأة لم تكن أكثر من أداة للمتعة، مهمتها الأساسية بالإضافة إلى دورها الزراعي إسعاد زوجها والإنجاب. يذكر الباحث في حديثه عن الجنس في بلاد الرافدين بأنه لم تكن في بابل "ممنوعات وتابوهات وكبت " كان "نشاطا طبيعيا مرتبطا بثقافة الزواج" التي تهدف إلى التحكم بالقوة الاندفاعية والغريزة وتشجع على الإنجاب، ف"الرجل بلا زوجة وأولاد هامشي" و"الصبية التي لا تفضّ وتخصب لا مستقبل لها"... وكان هناك الزواج الأحادي الذي يكتفي فيه الرجل بزوجة واحدة، والزواج المتعدد الذي يسمح فيه للرجل بالزواج بأكثر من واحدة واتخاذ محضيات ...ويشير الباحث إلى أن المدونات القضائية القديمة تثبت وجود حوادث إغراء واغتصاب ودعارة وبغاء وقتل وأن القانون كان دوما في مصلحة الرجال... وينتقد الشريعة الإسلامية التي ولئن نظّمت الأسرة وكانت متناغمة مع نظام العائلة والزواج الداخلي فإنها كانت منطلقا لفتاوى العار التي أنتجها فكر مشوّه يصل الإسفاف الجنسي بشيوخه إلى إباحة تفخيذ الرضيعة والتمتع بجسدها وكأنها لعبة بلا روح، ودون اعتبار لقيمة المخلوق الإنساني الذي يتحتم على الضمير احترامه والحنو عليه، ولقد أمعن الباحث في هذا المحور في فضح قذارة التصورات الجنسية التي تشجع على انتهاك حرمة جسد الأنثى وكان في منتهى المسؤولية الأخلاقية والصرامة الإنسانية في نقده اللاذع للنظام الشيعي في إيران المتصالح مع هذا النوع الشاذ من التفكير. ربط الباحث في قسم كبير من الكتاب موضوع البؤس الأنثوي بالجنس باعتباره قطب الرحى وليس بالجسد، ربما لأن سؤال الجسد لم يكن مطروحا في العصور الماضية إلا من زاوية توفير احتياجاته، وقد ذكر أن بعض المجتمعات القديمة كانت تجهل سر الحمل وأن مجتمعات أخرى انتبهت إلى قيمة المرأة كجسد مميّز منحته الطبيعة القدرة لأن يحمل وينجب ويرعى الأطفال، وأن هذا الوعي كان وراء تجسيد المرأة في صورة آلهة مقدسة، ولكنه ركز عند توقفه في محور الكنيسة المسيحية على الجسد كقيمة إنسانية لا يمكن سلخه عن الروح، حين كشف تناقضها في ربطها الجنس بالقذارة والشر بالنسبة لعامة الناس والسماح بممارسته بالنسبة للطبقة الحاكمة... وناقش مفاهيم مثل الخطيئة والرهبنة والعفة واضعا مقاربته للجنس تحت مجهر طبيعة الجسد الإنساني ... ولقد وفق في نقده إلى حد كبير، فتاريخ الإنسان هو تاريخ الجسد الحاضن لغرائز شتى لا يمكن نكرانها، وتعقيدات كبيرة لم يكتشف العلم بعد جميع أسرارها، وحين نتأمل المقاربات الحديثة للجسد نجد أنها تقوم بشكل عام على قدسيته كماهية تضاهي الوجود في ألغازه ودقة وظائفه، وما حركة الجسد المتجهة آليا نحو الجسد الآخر إلا انجذاب للحظة انصهار يتشكل من خلالها حقل لإمكانية حياة أخرى تتحقق من خلالها صيرورة الوجود الإنساني. ينقد في هذا الفصل الفيلسوف "ميشيل فوكو" الذي ولئن أدان الكنيسة في موقفها من الجنس فإنه قد أخطأ في ربط هدف فرضية الإنجاب بالمجتمعات اليونانية والرومانية لأن الإنجاب كان المهمة الأساسية للجنس منذ العالم القديم، وكانت تعد تجربة مقدسة بالنسبة للرجل بوصفها حلقة أساسية منتجة يتشكل من خلالها الوجود الفردي وتتحقق نواة العائلة ونسيج المجتمع وتنبني عليها ثنائية الدنيوي والمقدّس. يمكن القول أن قضية المرأة عبر العصور تكمن في المعايير التي وضعت للجسد وسط تراجع قيم الأوميسية (نسبة إلى الأم) بسبب سلطة الأب والثقافة الدينية وغياب تصوّر علمي ينصف كيانها، وقد بيّن الباحث أن وجودها كان منذ العصر الزراعي محكوما بالفوارق البيولوجية وثنائية السلطة والطاعة التي كرستها النظم العائلية واختزلت تاريخها، ولكن ما زاد من بؤس وضعها هو استمرار تقييد حريتها واستغلالها اقتصاديا وجنسيا وحرمانها من امتلاك جسدها وتغريبها عن وجودها وهو ما يفسّر تأخر فرصة ابتكار ذاتها إلى الزمن الراهن. كان يمكن للدكتور فالح مهدي أن يتوسع في بحثه ويدرج في سياق محاوره وقائع من التاريخ وشواهد توثّق للبؤس الأنثوي مثلما فعل في إشارته إلى أحداث الاغتصاب في بابل ، فوقائع الخطف والسبي والاستغلال الجنسي والتعذيب والقتل التي رافقت الحروب والغزوات الدينية والمحاكمات الجائرة كثيرة، من ذلك مثلا ما ذكرته الباحثة التونسية د. رجاء بن سلامة في بحثها" الهستيريا وأوجاع الأنوثة " من الطب القديم إلى التحليل النفسي، أن محاكم التفتيش في أوروبا قتلت ما بين القرن 15 والقرن 18 بعد الميلاد ما يناهز 50 ألف امرأة، اتهمن بالسحر وسوء السمعة فعذبن وأحرقن حتى الموت وأعدمن، ومن بين الممارسات الشنيعة التي ارتكبت ضدهن أن القائمين على الدين كانوا يدخلون الإبرة في جسد المرأة لإقامة الدليل على أنها متحالفة مع الشيطان وسيّئة ... ومثلت حكاية إعدام الملك جورج الثامن زوجتيه، وجها آخر للسلطة الذكورية الغاشمة وهي لا تذهب بعيداعن أسطورة ألف ليلة وليلة التي مارس فيها الملك شهريار شهوة القتل ضد النساء بشراهة منقطعة النظير ... ويحفل التاريخ العربي الإسلامي بوقائع صادمة ومؤلمة ارتكبت ضد النساء عند الغزو الإسلامي للبلدان المجاورة لجزيرة العرب وشمال إفريقيا وأوروبا فقد خطفت البنات الصغيرات من بين عائلاتهن وتمّ سبيهن واغتصابهن وبيعهن وهن عاريات تماما مثل الدواب في سوق النخاسة، والأوفر حظا هي من يقع إهداؤها إلى أمير المؤمنين والسلاطين وقادة الجيش العرب، لتنظم إلى غيرها من الجواري في قصورهم الزاخرة بألوان العبودية ... و الغريب أن الإيديولوجية الدينية حفظت للرجل" ما ملكت يمينه" وسكتت عن تجارة البشر واستباحة الجسد، وأكدت عدم المساواة بين الجنسين بل طوّعت الأنثى لقبول الأمر الواقع، وكأن الدين تحالف مع الرجل ضدها وشرع لاستعبادها و إحداث جرح في كيانها. لئن تقصى الباحث وضع المرأة في مناطق كثيرة من العالم وأزمنة متعاقبة فإن مقاربته للمرأة في شمال إفريقيا اقتصر على مفهوم الشرف عند القبائل في الجزائر، حيث الثقافة الأمازيغية المحافظة التي تحظى فيها المرأة - قبل قدوم الإسلام وانتشاره- بقيمة هامة مستمدة أساسا من شرف قبيلتها ومكانة عائلتها ...وقد سجل التاريخ بروز شخصية ديهيا، المرأة الاستثنائية الملقبة بالكاهنة، التي خلفت زوجها في القرن السابع ميلادي وحكمت مملكة الأوراس طيلة خمسة وثلاثين عاما ووحدت القبائل الأمازيغية في شمال إفريقيا، وتصدت بجيوشها التي كانت تقودها بنفسها للغزاة القادمين بذريعة نشر الإسلام في معارك ضارية انتهت بمقتلها وفصل رأسها عن جسدها وأخذه إلى الخليفة الأموي في دمشق وإلقاء بقية الجثة في بئر ...مما يعني أن المرأة الأمازيغية امتلكت مواصفات عالية مكنتها من المساواة والسلطة والقيادة، وقد كانت شخصية ديهيا مثالا يحتذى به في المقاومة زمن الاستعمار الفرنسي لشمال إفريقيا الذي نكّل بالجزائريات ...و قبل الكاهنة سمح الأمازيغ للأميرة الفينيقية "أليسار" أن تؤسس قرطاج سنة 814ق.م وتحكمهم... ورغم انتشار الإسلام ظلت الثقافة الأمازيغية سائدة وعدت كرامة المرأة من كرامة قبيلتها وعائلتها، وهذا ما يفسر ندرة الأخذ بشريعة تعدد الزوجات التي جاء بها الإسلام وعدم شيوعها خاصة في المجتمع التونسي، إذ ظل الاكتفاء بزوجة واحدة السمة الطاغية على العائلة، و قد خوّل المذهب المالكي في تونس للمرأة أن تشترط في الصداق عدم الزواج عليها بدون رضاها وحتى وفاتها، وهو ما يعرف بالصداق القيرواني الذي كان معمولا به في المدن وعند العائلات الكبرى خاصة، وعرفت به "أروى القيروانية" التي وثّق صداقها على أبي جعفر المنصور خليفة المسلمين الذي كان وقتها لاجئا في تونس لهذا الشرط...ويروى أنه جمع عددا من الفقهاء بعد انتقالهما إلى بغداد واعتلائه عرش الدولة العباسية وإنجاب المهدي لإبطال هذا الصداق والتراجع عن التزامه، ولكنهم أجمعوا على عدم جواز ذلك لأن الصداق كلمة و"عهد عظيم" ارتبط به أمام الله مع زوجته وأهلها. لا يمكن في جميع الأحوال تعميم هذه المسألة خاصة بعد تفكيك المجتمع القبلي، إذ عرفت في تونس انتهاكات جسيمة لحقوق المرأة قبل الاستقلال تمثلت خاصة في حرمانها من التصرف في ميراثها ومن التعليم وحبسها في " دار جواد" وهو منزل تسجن فيه النساء والفتيات المتمردات بأمر من القاضي... وعرفت الجزائر في فترة السبعينات موجة انتحار للنساء احتجاجا على القمع وسوء المعاملة والإهمال وتعدد الزوجات... قدّم الدكتور فالح مهدي مبحثا مرجعيا قيّما حول بؤس الأنثى عبر التاريخ، ولامس أسباب مواجعها واستعبادها، وحقق الإفادة والإضافة عبر النبش في الماضي ومساءلته، والرأي عندي أنه قام بذلك ليس بهدف إنتاج "مرثية " تندب وضع المرأة، وإنما للدعوة ضمنيا إلى ضرورة طيّ صفحة الماضي والانفتاح على أفق مغاير يحتفي فيه الإنسان بالحياة والسلام متحررا من سموم كل إيديولوجيا تحرض ضد الآخر: أثنى أو ذكرا. *كاتبة من تونس
#رشيدة_الشارني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ الخوف للدكتور فالح مهدي : مشروع للإصلاح والتأسيس
المزيد.....
-
تمر الذكرى الـ38 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية حماس
-
حادث إطلاق نار يستهدف محتفلين يهود عند شاطئ بونداي في سيدني
...
-
أستراليا تعلن حصيلة جديدة لضحايا الهجوم -الإرهابي- على الجال
...
-
12قتلى بهجوم على حفل يهودي في مدينة سيدني
-
بالصور.. رصاص يحوّل عيدا يهوديا إلى ساحة رعب في سيدني
-
مقتل 12 شخصا في إطلاق نار على محتفلين بعيد يهودي بأستراليا
-
تغريدة لليهود.. رئيس وزراء بريطانيا -في مأزق- بعد هجوم سيدني
...
-
أكبر من البيت الأبيض.. ألق نظرة داخل مركز الحضارة الإسلامية
...
-
إطلاق نار يستهدف المجتمع اليهودي في شاطئ بوندي بأستراليا: مق
...
-
رئيس وزراء نيو ساوث ويلز: حادث إطلاق النار الذي وقع بسيدني
...
المزيد.....
-
رسالة السلوان لمواطن سعودي مجهول (من وحي رسالة الغفران لأبي
...
/ سامي الذيب
-
الفقه الوعظى : الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
نشوء الظاهرة الإسلاموية
/ فارس إيغو
-
كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان
/ تاج السر عثمان
-
القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق
...
/ مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
المزيد.....
|