أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم سليمان سليمان الحشاش - قراءة استشرافية لنجاح خطة ترامب لوقف الحرب في غزة بعد إقرارها من مجلس الأمن














المزيد.....

قراءة استشرافية لنجاح خطة ترامب لوقف الحرب في غزة بعد إقرارها من مجلس الأمن


سليم سليمان سليمان الحشاش

الحوار المتمدن-العدد: 8547 - 2025 / 12 / 5 - 00:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


جرى إقرار الخطة الأمريكية للسلام لإنهاء حرب الإبادة الصهيونية بقطاع غزة عبر مجلس الأمن بقرار2803، الأمر الذي يمنحها شرعية دولية ويضع الأطراف أمام استحقاقات سياسية وأمنية، لكن النجاح يعتمد على عوامل معقّدة تتجاوز مجرد التصويت، علماً أن هذا القرار يأتي بعد عشرات القرارات الأممية تجاه القضية الفلسطينية، بدءاً بقرار التقسيم 181عام 1947م، ونهاية بقرار 2803 الخاص بإنهاء حرب الإبادة بغزة.
إن عوامل نجاح الخطة في البداية يتمثل في الإرادة الدولية لوقف الكارثة الإنسانية، وهنا يوجد إجماع دولي متزايد بوقف الحرب التي طالت كل شيء في قطاع غزة، فلم يسلم البشر والحجر والشجر منها، فقد دمر الاحتلال 90% من الوحدات السكنية عبر القصف الجوي والمصفحات المفخخة التي تدمر الواحدة منها عشرات المنازل، إضافة للجرافات العملاقة التي أجهزت على ما تبقى من المنازل المدمرة وتخريب البنية التحية بالكامل للقطاع، هذه الكارثة أوجدت أيضا ضغط دولي يشمل الأمم المتحدة ومؤسساتها الإنسانية، لدعم أي خطوة لوقف الحرب، بالإضافة لرأي عام عالمي يتمترس خلف مطلب وقف حرب الإبادة في قطاع غزة، كما أن قلق الدول الكبرى من اتساع الحرب إقليميًا الامر الذي قد يضر بمصالحها في المنطقة، علاوة على ذلك حاجة الاحتلال لغطاء دولي لوقف الحرب، فنتنياهو يرغب وقفًا مشروطًا للحرب يسمح له بالقول أن كيانه حقق أهدافًه من الحرب، مع استعادة كافة الأسرى الأحياء والأموات، فوقف الحرب قد يخفف من الضغط الدبلوماسي والمقاطعة الاقتصادية على الكيان الصهيوني، والأهم لدى الجميع أن لدى الولايات المتحدة الأمريكية رغبة في استقرار المنطقة، لتجنب توسع الحرب إلى لبنان أو البحر الأحمر، وتقديم إنجاز دبلوماسي قبل الانتخابات الأمريكية النصفية، ولمنع انهيار الوضع الإنساني إلى مستوى يفجر المنطقة.
أما على الصعيد العربي والإسلامي، فإن أغلب الدول مستعدة لدعم خطة دولية لوقف النار، لوضع حد للمحرقة التي ينفذها جيش الاحتلال بحق المدنيين العزل في قطاع غزة، كما ترغب الدول العربية والإسلامية منع انفجار إقليمي لا يحمد عقباه على الأنظمة الحاكمة.
وفلسطينياً الكل الفلسطيني بما فيه من فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية تسعى منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب، لكن النتن ياهو وحكومته النازية في كل مرة تفشل الاتفاق، بحجة أنه لا يحقق لهم أهدافهم المزعومة، وقد تنازل الوفد الفلسطيني المفاوض عبر الوسطاء عن كثير من الإجراءات المهمة من أجل الوصول للاتفاق يوقف الحرب المجنونة على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
كل ما سبق يعطي أملاً كبيراً للوصول إلى وقف شامل للحرب، لكن توجد عوامل فشل قد تعترض هذه الخطة على الرغم من مصداقة مجلس الأمن عليها، منها ما يخص الاحتلال الصهيوني كرفضه وقفًا شاملًا قبل القضاء على ما تعتبره التهديد العسكري المتمثل بسلاح المقاومة، فقبول حكومة الاحتلال بتطبيق قرار مجلس الأمن قد يحدث انقساماً داخليًا بين الحكومة والمعارضة، أو داخل الحكومة نفسها، ومن جهة أخرى قد تضرب حكومة الاحتلال بالمبادرة عرض الحائط إذا رأت أنها تقيد عملياتها.
على الطرف الفلسطيني كان موقف فصائل المقاومة في غزة، أن نجاح الخطة معتمد على موافقتها على القرار، فأي رفض لمرحلة من مراحلها قد يفشل الخطة برمتها، فالمقاومة على الأرض مع الشعب تعتمد موافقتها على الخطة من منظور المكاسب الأساسية الطبيعية لكل شعب، فوقف دائم للنار، مطلب أساسي، فك الحصار، وإعادة الإعمار، وقبل ذلك انسحاب قوات الاحتلال من القطاع فبدون هذه الشروط، لن توافق المقاومة، فيتعطل المسار بتأكيد.
ومن عوامل فشل القرار وخطة ترامب، غياب آلية تنفيذ، عدم وجود قوة مراقبة دولية، وعدم وجود عقوبات لعدم الالتزام، كما أنها تعتمد التنفيذ على حسن نية الأطراف.
وفي ضوء ما تقدم، يمكن استشراف مصير هذه الخطة على الرغم ما اكتسبت من شرعية دولية، إلى ثلاث سيناريوهات: الأول نجاح جزئي يتمثل بوقف إطلاق نار مؤقت، دخول مساعدات مكثفة، استكمال تسليم الجثث بعد استكمال تبادل الأسرى الأحياء مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين وبقاء القضايا الكبرى دون حل، كالانسحاب الكامل ونزع السلاح ومشاركة القوات الدولية على الأرض.
أما السيناريو الثاني: نجاح كامل ولكن قصير الأمد ويشمل وقف شامل للقتال، انتشار مراقبين دوليين، مع بدء مسار سياسي، لكنه يتعثر بعد أشهر بسبب خلافات حول: انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني بالكامل من القطاع، ومستقبل غزة، إضافة لنزع سلاح المقاومة.
أما ثالث السيناريوهات وهو فشل الخطة بالكامل بسبب تعنت حكومة نتنياهو ومماطلتها، ورفض المقاومة شروط مجحفة قد تقزم مشروع التحرير الوطني وحق تقرير المصير المكفول من كافة المؤسسات الدولية ذات العلاقة، طبعاً نتيجة لذلك سيتجدد القتال بوتيرة أعلى.
صراحة أنا أميل للسيناريو الثاني بدرجة كبيرة في ظل تصميم الولايات المتحدة والدول الضامنة على المضي قدماً في خطة وقف الحرب على غزة برغم انتهاكات الاحتلال المتكررة لها.
على الرغم من موافقة مجلس الأمن على خطة ترامب بشأن وقف الحرب على قطاع غزة، فإن نجاحها يعتمد على توازن دقيق بين: شروط المقاومة، وحسابات الاحتلال، من جهة الضغوط الدولية وموقف الولايات المتحدة، وهنا يمكننا القول بأن نجاح الخطة ممكن، لكن نجاحها الكامل والدائم صعب ما لم تُعالج جذور الصراع مثل الاحتلال، الحصار، ومستقبل غزة السياسي.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- FBI يقبض على رجل للتحقيق بشأن زرع قنابل أنبوبية قابلة للانفج ...
- اتهامات لوزارة الخارجية البريطانية بتعديل تقرير حذّر من إباد ...
- الواقع الافتراضي يهرب بأطفال غزة بعيدا عن أهوال الحرب
- تهم بالفساد تدفع وزيرة الخارجية السابقة للاتحاد الأوروبي للا ...
- يوروفيجن 2026: دول أوروبية تعلن مقاطعة المسابقة بعد قرار عدم ...
- الشباب الأميركي لا يحب أخبار السياسة وتجذبه قضايا الترفيه
- قطر تطلق مبادرة عاجلة لدعم ضحايا الفيضانات في سريلانكا وفيتن ...
- تركيا تستدعي ممثلي روسيا وأوكرانيا بشأن استهداف سفن بالبحر ا ...
- الأمير هاري يسخر من ترامب في برنامج تلفزيوني
- بعد صدور حكم بسجنه 12 عامًا.. السلطات التونسية تعتقل المعارض ...


المزيد.....

- مقتطفات من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني / غازي الصوراني
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والموقف الصريح من الحق التاريخي ... / غازي الصوراني
- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم سليمان سليمان الحشاش - قراءة استشرافية لنجاح خطة ترامب لوقف الحرب في غزة بعد إقرارها من مجلس الأمن