أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عماد عباس - بعيداً عن محدودية النظرة الانتخابية، هل يمكن إحياء حركة وطنية عراقية جديدة؟















المزيد.....

بعيداً عن محدودية النظرة الانتخابية، هل يمكن إحياء حركة وطنية عراقية جديدة؟


عماد عباس
كاتب من العراق

(Imad Karim)


الحوار المتمدن-العدد: 8546 - 2025 / 12 / 4 - 16:50
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


هذه الورقة تدعو أولاً الى مراجعة جدية تتجاوز الحديث عن أخطاء تكتيكية لدى التيار المدني الى تناول المشاكل البنيوية والأخطاء والنقائص الفكرية والسياسية على المستوى الاستراتيجي،
وتعتقد ثانياً أن هذه النقائص تجعل هذا التيار عاجزا عن أن يشكل ضداً نوعيا للنظام القائم،
وتنطلق ثالثاً من أن حركة وطنية موحدة عنوانها الوطنية العراقية هي التي يمكن أن تشكل الضد النوعي لنظام يقوم على تقديم الولاءات الفرعية، وليست العلمانية والديموقراطية إلا من صفاتها المكملة ومزاياها،
وعلى هذه الحركة رابعا أن تقطع جذريا مع النظام اللاوطني القائم وان تطعن في شرعيته،
ولابد لها خامسا من أن تضم الحركة الاحتجاجية النشيطة في كردستان كجزء مكون اساسي للحركة الوطنية الديمقراطية العراقية وكشرط لنجاحها في تحقيق اهدافها اكدته كل تجاربها التاريخية، في النجاح وفي الفشل.
فما هي المدنية؟
المدنية فكرة عمومية ضبابية الحدود بحيث يمكن لشخص مثل عدنان الزرفي أن يمثلها وهو أبن النظام - مثله مثل أياد علاوي وغيره ويمكن ايراد قائمة طويلة لأسماء "مدنية" شبيهة لا تتقاطع مع الاسس التي قامت عليها ما تسمى بالعملية السياسية من توافق وتوازن، وهي التعابير الكودية للمحاصصة الطائفية والقومية ولتقاسم الكعكة - وكان هذا الرجل فوق ذلك يعيد ويكرر أنه أمريكي الهوى والجنسية وينتمي الى حزب ترامب.
وكثيرا ما توضع مفاهيم المدنية والديمقراطية والوطنية والتقدمية إلى جانب بعضها كما لو كانت مترادفات والواقع يقول انها ليست كذلك بالضرورة. وقد ساعد غياب التعريف الجامع المانع للمدنية استسهال انتقال شخصيات "مدنية" خلال دورات انتخابية مختلفة الى تحالفات اسلامية ذات أسماء براقة تدعي المدنية ثم يعود بعضهم من جديد الى "التيار المدني" دون أن يسبب ذلك حرجاً لهم أو مأخذاً كبيراً عليهم. شكو بيها غير هي انتخابات! كما ان وجوه "مدنية" كثيرة لم تستنكف من العمل كمستشارين للرؤساء ورؤساء الوزارات المسؤولين عن تأسيس وإدامة المحاصصة والفساد الذي يدعي المدنيون الوقوف ضده. ثم بعد ذلك يعتب "المدنيون" على الشعب عندما تهتز مصداقيتهم لديه.
هناك مطبات فكرية وسياسية جوهرية وقع ويقع فيها "المدنيون". وليس المقصود هنا حزب او مجموعة معينة فقط وانما، بالإضافة الى الاحزاب، عموم النخبة "المدنية" المثقفة من صحفيين ومحللين سياسيين ومعدي برامج تلفزيونية وأساتذة جامعات وغيرهم، منها على سبيل المثال:
1. تصديق "المدنيين" منذ اليوم الأول أكذوبة الديموقراطية التوافقية التي أقيم على أساسها في الممارسة العملية نظام طائفي فاسد تابع وغير وطني. كان حماسهم كبيراً واعتراضاتهم على الدستور المليء بالألغام هامشية. ولا بد ان ينبري كثيرون للجدال بشأن هذه الحماسة الاولى وتبريرها، ومع ذلك تبقى الحقيقة التي تفقأ العين قائمة وهي ان الانتقال الى المعارضة كان بطيئاً جداً ومتردداً جداً ولم يصل حتى هذه اللحظة الى درجة القطيعة والطلاق البائن فكرياً وسياسياً مع النظام.
أمامي الآن مقابلة صحفية لجريدة الشرق الاوسط من عام 2005 مع مندوب الامم المتحدة الأخضر الابراهيمي حول فشل مهمته في العراق، يتحدث فيها عن لهوجة الانتخابات والدستور؛ عن الفتوى بإجراء الانتخابات خلال شهرين؛ ومؤتمر المصالحة المقترح الذي تحول الى مؤتمر انقسام وطني؛ والحكومة التي تشكلت بقاعدة ضيقة الى اقصى الحدود بسبب الفيتوهات من جهات يسميها بالاسم: السيستاني والولايات المتحدة والاكراد (على حد تعبيره)؛ والدستور الذي وضع بحيث لا يوحد البلد بل يقيم حكومة مركزية ضعيفة وتوزيع إشكالي للثروات يديم الانقسامات الموجودة بدل ان ينهيها؛ وعن قوات الجيش والشرطة التي أشرفت على انشاءها الولايات المتحدة والتي تغلغلت داخلها المليشيات "وهناك خطر كبير في بلد مثل العراق إذا كانت قوات الأمن الوطنية لا تدين بالولاء للدولة وللشعب ككل، إنما تدين بالولاء لميليشيات وطوائف".
هذا الرجل لم يكن نبياً، فلماذا وضع اصبعه على الجرح في حين فشل "المدنيون" أو تأخروا كثيراً في رؤية حقائق كانت واضحة كالشمس وظلوا يتمسكون بالأمل الساذج بالعملية السياسية وإصلاحها؟ ويذكرني تصديق كذبة الديموقراطية التوافقية والعملية السياسية التي تصلح نفسها بتصديقنا كذبة التطور اللارأسمالي أيام السبعينات رغم ان الوقائع كانت تقول شيئاً آخر.
والمجال لا يتسع لعرض وثائق من بيانات وكتابات ومقابلات لسياسيين ومثقفين “مدنيين” بارزين من فترات مختلفة طيلة العشرين سنة الأخيرة تتمسك بالدفاع عن النظام وتظهر درجة سذاجة البعض أو درجة تهافت البعض الآخر على مصالح ضيقة حزبية أو شخصية أعمت عيونهم وأخرست أفواههم.

2. ترديد وجوه النخبة "المدنية" المثقفة من صحفيين ومحللين سياسيين ومعدي برامج تلفزيونية وأساتذة جامعات معزوفة سنة شيعة اكراد ليل نهار بوعي أو بدون وعي وترسيخها في العقول، قال الاكراد وفعلت أحزاب الشيعة وتخاصمت القوى السنية. يجب الوقوف بوعي ضد هذا الخطاب والتأكيد بكل وسيلة وفي كل محفل على ان الاحزاب المشاركة في الحكم او المعارضة له بعناوين دينية وقومية ومذهبية لا تشكل مهما بلغت عضويتها الا قشرة فوقية صغيرة من مكونات المجتمع الواسع التي تضم طبقات وفئات ومصالح وقناعات متباينة وهي لا تمثل هؤلاء، بل تستغلهم من أجل مصالحها الأنانية الطفيلية الخاصة.

3. ومن المطبات التي تخل بالمصداقية ان النخبة "المدنية"، ولأنها تركز نيران نقدها، وعن حق، على أحزاب الطوائف الحاكمة في بغداد، فإنها تستثني من هذا النقد عوائل الاقطاع السياسي الحاكمة في اقليم كردستان في حين انها من القوى المؤسسة لنظام الطغمة الاوليجاركية والحريصة على ديمومته مهما بلغت خلافاتها البينية مع الآخرين من أركانه. والصورة التي ترسخت في أذهان الناس، بصرف النظر عن مدى دقتها، هي ان "المدنيين" موالون أو متواطئون مع القيادات الكردية الفاسدة. وكمثال قريب عن شخصية "مدنية" بارزة، فان من يستمع الى مقابلة قناة الأساس اللبنانية مؤخرا مع السيد فخري كريم سيلاحظ دون شك انه ما ان يتحول الحديث الى الشأن الكردي ويوجه اليه سؤال عن الفساد في كردستان حتى يرتبك ويتلكأ ويبحث عن الكلمات وهو السياسي والصحفي اللامع الذي من المستحيل انه لم يسمع عن فضيحة ورود اسم البارزاني في اوراق بنما، وعن فضائح ناظم الزهاوي رجلهم في لندن الذي طرد من حزبه هناك بسبب الفساد، وعن تهريب النفط الى الكيان الصهيوني قبل سنوات وهده مجرد أمثلة من قائمة طويلة تدل على ان فسادهم يشمل الصاية والصرماية ولا يختلف عن فساد أقرانهم الآخرين في بغداد والبصرة والرمادي وكل مكان.
4. تعويل الكثير من "المدنيين" على الامريكان او على اي قوة خارجية واعتبارها مصدر قوة او دعم للشعب العراقي و "قواه المدنية". ولا تحتاج هذه النقطة الى تفصيل أو امثلة فهذه أكثر من أن تعد، وهي تثلم دون شك المصداقية والطابع الوطني للمعارضة الديمقراطية.
5. ان الاعتماد على فكرة حزب انتخابي او تحالف انتخابي مؤقت، أو اعتبار الإنتخابات هدفا رئيسيا لن تحقق التغيير الجذري المنتظر لأن الانتخابات حتى في أحسن احوالها ليست هي الديموقراطية. فالواقع الذي يراه كل ذي عينين يقول انه لا توجد ديموقراطية في العراق، ماعدا حرية القول الذي لا يصغي إليه احد، وان المعركة صعبة وطويلة الامد وتحتاج الى حركة من نوع آخر لا تضحي بالهدف البعيد من أجل مكاسب (انتخابية) مؤقتة.
فما هو البديل؟
ان بقاء الطغمة الحاكمة لا يقوم على المال والسلاح فقط، بل بالأساس على إدامة تشتيت صفوف الشعب من خلال ادعاء تمثيل الطوائف والقوميات، وتصويرها ككتل صوانية متجانسة، واثارة النزاعات بينها وتخويفها من بعضها بحيث تكون المصالح الضيقة والانتماءات الفرعية متقدمة على الانتماء الى الوطن.
فالبديل النوعي بالتالي هو إعلاء شأن الوطنية في مقابل الانتماءات الفرعية من قبل حركة معارضة عنوانها ومحتواها ومعيارها الأول هو الوطنية.
حركة وطنية جديدة، عراقية شاملة، ديموقراطية البناء، تقدمية التوجه، مستقلة، علمانية بشكل صريح، لا تمالئ أحداً، هدفها إنقاذ العراق من خلال التغيير الجذري للنظام. تنطلق من إدراك ان المعركة طويلة وشاقة وان عليها، خاصة في البداية ان تنحت بأصابعها في الصخر. وسواء شاركت في الانتخابات في المستقبل اوقاطعتها، فإنها ستفعل ذلك من منطلق فضح النظام وعزله وليس المساهمة في منحه الشرعية.
هذه الحركة تتوجه الى الأغلبية الصامتة التي فقدت ثقتها بالعملية السياسية وتبني على هذا اليأس بخطاب واضح مثل حد السيف يؤكد ان الطغمة الحاكمة فاقدة للشرعية لأنها:
- مسؤولة عن مقتل واصابة وتعويق الآلاف من خيرة شباب العراق في انتفاضة تشرين وعن تسويف ملاحقة المسؤولين عن هذه الجرائم وانزال العقاب العادل بهم. - لم تراجع الدستور وعرقلت القيام بذلك رغم ضرورته والنص عليه، ومارست التزوير عندما ادخلت على الدستور فقرات خلافية لم يشملها التصويت ويجب ان تعد باطلة بالنتيجة، وخالفت هذا الدستورعلى علاته عشرات المرات.
- نهبت البلاد والعباد وعرقلت عمل هيئات النزاهة ومكافحة الفساد.
- أفسدت القضاء بملاحقة القضاة المخلصين واستبدالهم بأتباع وأنسباء لرجال السلطة التنفيذية وأحزابها، يضمنون عمليا التغطية على الفساد ومرتكبيه الكبار.
- تنازلت عن الحقوق الوطنية للعراق وشعبه من خلال اتفاقية الإطار الاستراتيجي وملاحقها السرية مع الولايات المتحدة، ومن ذلك مثلا التنازل عن المطالبة بحقوق الآلاف من شهداء القصف غير المبرر على الجنود المنسحبين من الكويت، وضحايا استخدام اليورانيوم المنضب، ونصف مليون طفل ذهبوا ضحية الحصار الاقتصادي، وغير ذلك كثير مما يجب ان تتبناه حركة وطنية تحترم صفتها هذه، وتدرك في نفس الوقت ان هذه نقاط ضعف تحريض لابد من تحريكها ضد أحزاب تدعي المقاومة والوطنية والاسلام والعداء للأمريكان.
- التنازل عن خور عبد الله والتساهل في حقوق العراق المائية لدى دول الجوار وإضاعتها.
- وهناك دون شك نقاط اخرى لابد ان تصاغ في وثيقة اتهام ونزع للشرعية بلغة قانونية سياسية رصينة ومحكمة.
ولأن الإمكانيات تبدو محدودة جداً لتعديل قانون الانتخابات بشكل ديموقراطي، وضمان تطبيقه بشكل صحيح ونزاهة المفوضية والقضاء، وتحسين شروط خوض الانتخابات بشكل جوهري، فلابد اذن من العمل على بناء حركة معارضة وطنية طويلة النفس تحضر وتعد نفسها لقيادة التحرك الجماهيري الواسع القادم الذي لا يعرف أحد متى سيأتي وأي شكل سيأخذ. لكنه قادم دون شك بسبب استمرار التخبط والفساد والأزمة المالية وأزمة الجفاف وسواها من مشاكل جدية وعوامل مسببة للغضب.
وهذا يتطلب مراجعة دروس انتفاضة تشرين التي مازالت ماثلة في الاذهان، لجهة تدقيق الشعارات والأساليب بما يضمن جر مناطق أخرى وطبقات وفئات أوسع إلى الانتفاضة. فقد اقتصرت تشرين على محافظات بعينها فقط و لم تنضم إليها جماهير اقليم كردستان ولا المنطقة الغربية لأسباب مختلفة.
وفيما يتعلق بالمنطقة الغربية فقد كانت الآثار الطرية في الذاكرة آنذاك لاحتلال ارهابيي داعش للمنطقة وتعقيدات ماجرى قبلها عائقا رئيسيا لأي تحرك جماهيري معارض. اما في الوقت الحاضر فهناك كما في كل مكان التأثير الطاغي للافكار المهيمنة التي تستند على الانتماء الطائفي، وغياب أفكار اليسار الوطني. كما يشكل التواجد العسكري الكبير والحشد الشعبي عائقا لأي تحرك جماهيري واسع. لكن هذه وغيرها من الظروف لا تعني التخلي عن العمل الوطني في صفوف هذه الجماهير، ليس باعتبارها اصواتا انتخابية محتملة، بل لتنظيم كادحيها للدفاع عن حقوقهم مهما كانت الصعاب، الأمر الذي يتطلب دراسة الظروف السائدة في هذه المدن والارياف من حيث القوى الطبقية و الاجتماعية وعوائق وفرص احياء الحركة الطلابية و الشبابية والنسائية والنقابية والمهنية تحت شعارات وطنية جامعة. وقد تتطلب الأساليب القمعية متعددة الاشكال ابتكار أساليب للعمل السري و خلق عناصر للردع لحماية الوطنيين النشطاء، سواء في هذه المناطق أو في الجنوب حيث تتم الملاحقات والاعتقالات بعنوان المخبر السري.
احتجاجات كردستان جزء من الحركة الديمقراطية العراقية
تعرضت وحدة الشعب العراقي والشعارات المجربة للإخوة العربية الكردية ووحدة الحركة الديمقراطية في البلاد والحل الشيوعي للقضية القومية إلى امتحان عسير بعد سقوط الاتحاد السوفيتي من ناحية، و المذابح التي تعرض لها الشعب الكردي على يد البعثيين في حلبجة والانفال من ناحية أخرى. وكانت هذه الظروف عيدا وعرسا للاحزاب القومية الكردية وشعاراتها امتدت أيامه أكثر من ثلاثين عاماً لم يقبض الشعب الكردي فيه سوى الاكاذيب عن الانفصال أو تحقيق مكاسب استثنائية للاقليم لم تكن في الواقع الا مكاسب انانية للاقطاعيات التي اقاموها وهم شركاء مؤسسون للنظام العراقي الطفيلي التابع والفاسد والمتحلل من كل التزام وطني. وبقي الشيوعيون وعموم اليساريبن والديموقراطيين التقدميين الكرد يلهثون خلف الحركة القومية محاولين اللحاق بشعاراتها في ظل تأثيرالأفكار الليبرالية والبراغماتية. وسادت للأسف الشديد لدى النخبة الكردية المثقفة فكرة انعزالية ضارة هي "اننا لم نعد جزءا من الحركة الديمقراطية العراقية" وصار حتى الشيوعيين يتقبلون تسمية مناطق التعايش والتآخي بين الناس لمئات السنين بالمناطق المتنازع عليها رغم أن هذه مفاهيم ضارة بوحدة الكادحين في النضال ضد الاستغلال الطبقي وليست من مفردات قاموس الشيوعيين والتقدميين.
لكن في السنوات الأخيرة حصلت صحوة كبيرة لدى الجماهير الشعبية الواسعة بعد وضوح انسداد آفاق العملية السياسية والتطور الاقتصادي والحريات السياسية في الاقليم مثلما في بقية أجزاء العراق وانقشاع ضباب أوهام الانعزال القومي. وللأسف الشديد لم تجد هذه التطورات فى المزاج الشعبي الدراسة التي تستحقها من قبل القوى الوطنية والديموقراطية العراقية على طريق استعادة الوحدة الشعبية بشكل لا يتعارض مع حق الشعب الكردي في تقرير المصير. هذه الوحدة التي أكد كل تاريخ الحركة الوطنية والحركة الثورية العراقية على ضرورتها لتحقيق حرية الوطن كله وسعادة شعبه في كل ناحية من انحائه. ويمكن ان تكون البداية من تطوير التنسيق والنشاط المشترك للمنظمات الطلابية و الشبابية والنسائية (كانت المواجهة المشتركة للقانون الرجعي للأحوال المدنية تجربة ثمينة) والنقابات والاتحادات المهنية وصولا ربما إلى استعادة وحدتها النضالية.
وأخيرا، فإنني لم أتحدث عن الشيوعيين حصرا بسبب الحساسية غير الطبيعية من اي نقد يأتي من الجالسين على التل. والحقيقة أن النظر من فوق التل يتيح رؤية بعيدة و شاملة لا تغرق في التفاصيل، ولأن التواجد بين الأشجار يمنع رؤية الغابة كلها.
ورغم كل المآخذ التي يمكن ان تسجل على الشيوعيين والاخطاء التي ارتكبوها في الماضي البعيد أو القريب فإنهم مازالوا يمتلكون منجما للوطنية العراقية يمكن إذا توفرت الارادة وبذلت الجهود المطلوبة ان يجري اخراجها الى النور وإجلاءها من غبار المفاهيم الضبابية.



#عماد_عباس (هاشتاغ)       Imad_Karim#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداع متأخر لمقهى اللواء
- عرض لكتاب -رسائل في الوجع والمسرة- للفنانة روناك شوقي
- الدعم الامريكي السري لإنقلاب 8 شباط 1963 الدموي في العراق، و ...
- عن انتفاضة تشرين المجيدة: ماذا بعد؟
- أسئلة الماضي والحاضر في -حصار العنكبوت-
- نقد رفاقي لسكرتير الحزب الشيوعي العراقي- ان لم تستطع قول الح ...
- في موْتمرهم الثالث: تحية لزملائي أنصار الوطن


المزيد.....




- أحدث عاصمة شيوعية: ما اسمها؟ أين تقع وما الحقائق التي تميّزه ...
- لمواجهة إستحقاقات القرار 2803، يؤكد المكتب السياسي على أهمية ...
- “القضاء الإداري” تنظر طعن أهالي طوسون على إزالة منازلهم
- Why Are We Failing to End One of Humanity’s Oldest and Most ...
- Why CBC Needs a Co-op Revolution
- How Trump Fueled an Affordability Crisis
- Whose Bosnia, Whose Name?  Identity Engineering in a Dayton ...
- Why America Is Removing Thousands of Dams and Letting Rivers ...
- Let Comedians Say Anything: Why Comedy Is Society’s Last Hon ...
- Democrats in Congress Are Out of Touch With Constituents on ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عماد عباس - بعيداً عن محدودية النظرة الانتخابية، هل يمكن إحياء حركة وطنية عراقية جديدة؟