أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد زكي عثمان - ملاحظات سريعة حول كريم عامر















المزيد.....

ملاحظات سريعة حول كريم عامر


أحمد زكي عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 1837 - 2007 / 2 / 25 - 12:41
المحور: حقوق الانسان
    


من دون كل مواقف اليوم ، يبقى لركوب الميكروباص أهمية خاصة فى حياة البشر، فمن إعتزل الجلوس على المقاهى العادية وأدمن الجلوس فى مقاهى و سط البلد ، سيشعر حتما أنه إبتعد و لو قليلا عن طبيعة الحوار السائد فى بلادنا. كلنا الآن بالطبع يشعر بالتضامن مع كريم عامر. و نشعر بالسخط على قرار المحكمة. و لكن لفت نظرى بالأمس و أنا أستقل الميكروباص إلى أن راكبين إنهمكا فى الحديث عن القضية، كان الخوف على الإسلام هو هاجس الحوار، تدخل شخص آخر يستفهم عن الذى حدث مع "الواد اللى إرتد عن الإسلام"، و بما أن القاعدة المصرية تقول أنه من بين ثلاثة يتحدثون فبينهم واحد هو "المثقف الفتك"، و راكبى الميكروباص لم يكونوا حالة شاذة عن هذه القاعدة ، فقد كان يجلس فى الصف الخلفى، و هو الذى بادر يحكى عن تفاصيل خبر المصرى اليوم عن السيد "نبيل سليمان" و الد كريم و الذى قال كلاما عن الإستتابة و الردة و القتل و غيرها. ما لمسته هو أن السيد المثقف الفتك أخذ يحور كلام والد كريم و يضفى عليه بعض التوابل الحارة حتى يحظى بإستهجان أكثر و أكثر من الركاب. بالطبع لن أزعم هنا أننا بعيدين عن نبض الشارع و عن إحساس المواطن العادى و كأننا جئنا من كوكب آخر. كل ما هنالك أن هناك فجوة كبيرة. ما بين حقوق البشر من ناحية و هذيان البشر من ناحية. ما أثير فى الميكروباص لا يعبر إلا عن عقلية الهذيان. أنا أتفهم بالطبع أن تشعر أسرته بالضيق و السخط من آرائه و هى الأسرة المتدينة ، و لكن لا أفهم أن يخرج أبيه أمام الملأ ليعلن ردته و ضرورة إستتابته، يا سيدى الفاضل القضية أمام القضاء ، و القضاء لن يحكم بردته أو غيرها فكريم متهم بثلاث تهم واضحة و صريحة فى قانون العقوبات المصرى و هى بإختصار قيامه بإثارة الفتنة وتحقير الدين الاسلامى ، ثانيا اذاعة متعمدة لبيانات من شأنها تكدير الامن العام و ثالثا إهانة رئيس الجمهورية. و كنت أتمنى من "المصرى اليوم"، أن تتضع توضيحا ما مفاده فتوى مجمع البحوث الإسلامية حول المرتد الذى يستتاب طول عمره (بدون قتل)، أو أن توضح الصحيفة أن هذا عبارة عن خبر محض و لا يعنى بأى شكل التدخل فى القضية المنظورة. و لكن و الحمد لله ظهرت المصرى اليوم بثياب جديدة و هى ثياب الصحيفة المؤمنة. ففى عدد اليوم كان الخبر " حبس مزدري الأديان ٣ سنوات وسنة رابعة لإهانة رئيس الجمهورية". و بالطبع هو عنوان خبر يفتقد لأدنى معايير المهنية. لم تكتب المصرى اليوم عن صاحب العبارة السلام 98 ، على أنه قاتل الناس، الناس تعرف بشخصيتها و ليس بالفعل الذى مارسته و ثار الإختلاف حوله. فى الخبر أيضا نجد تشديد المصرى اليوم على نقل شعور أسرة كريم و التى اعتبرت " أن الحكم الصادر ضده غير كاف، وأنه يستحق عقوبة أشد، أعرب شقيقه «علي» عن أمله في أن يعود عبدالكريم إلي صوابه داخل السجن، مطالباً منظمات حقوق الإنسان بالابتعاد عن شقيقه ومنحه فرصة للتوبة عن أفكاره التي تحض علي كراهية طائفة المسلمين وبغضها". و لكن لم يفصل الخبر قليلا فى أسباب إعتبار الحكم غير عادل على النحو الذى أشارت إلية روفة أحمد محامية الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان. بقى هنا أن أشير إلى أن كريم عامر هنا يمثل إستثناء ، فقد تعدى أشد الخطوط إحمرارا بالفعل، كريم لم يكن مثل فرج فوده و الذى يقدم نقدا للإسلام السياسى فقط، بل يقدم أفكار شديدة النقدية لمظاهر الدين المعيقة للحريات. و فى هذا يتسلح كريم برؤية رومانسية للغاية فمثلا قال فى الرسالة التى كتبها فى 8 نوفمبر عام 2006 من محبسه فى قسم شرطة محرم بك بالاسكندرية و التى نشرتها مدونة داليا زيادة "أنى أعلن من هذا المكان احتجازي هذا أنة لا شيء ولا احد سيتمكن من اخضاعى حتى إن وضعت القيود في معصمي ومنعت من الحركة، فلن يترك هذا أثرا على سوى انة سيجعلني أكثر قوة وصلابة في مواجهة أعداء البشرية المستريين خلف غطاء الدين". ربما إشتط كريم فى التعبير عن بعض آرائه خصوصا. لكنه لا يكره الإسلام و لا المسلمين و بما أن الحكم الذى صدر عليه كان من خلال ما كتبه فلماذا لم يذكر ايضا كلامه من أنه "لا أفتأت على حق المتدينين فى التعبد للإله الذى يؤمنون به طالما ظل إيمانهم أمرا خاصاً بهم معبر عنه بطقوس يؤدونها بين جدران دور عبادتهم". و أظن انه فى هذا السياق لم يأت بجديد فهو يتشارك مع الكثيرين الذين يعتقدون بنفس الشئ. كذلك لا يكره كريم الإسلام و يعشق المسيحية، فمثلا نقرأ له فى مقالته فى الحوار المتمدن العدد 1582 بتاريخ 15 يونيو 2006 ، ردا على مصادرة كتاب " شفرة دافنشى " و منع دخول الفيلم المأخوذ عنه ! ..و صف ذلك أن "المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية قد إختلفت وتشاجرت على كل شىء ، ثم إتفقت على التعاون سويا للوقوف فى وجه الأعمال الإبداعية الجديدة بدعوى أنها تسىء للأديان أو تخالف المعتقدات الدينية السائدة .
كانت البداية عندما إحتدمت أزمة فيلم " بحب السيما " قبل حوالى عامين ، وكان الأمر عبارة عن تحرك مضاد لتحرك متعصبى المسلمين ضد رواية " وليمة لأعشاب البحر " ، كل طرف من الطرفين يحاول أن يثبت أنه أكثر تطرفا من الآخر ، وأشد رجعية وتخلفا ، وبعدها بدأت عمليات التصدى للإبداع الفكرى والفنى تتوالى. إذن هو يتعامل مع قضية "و هى حرية الرأى والقول و التعبير" ، بغض النظر عن أطرافها. نقطة أخيرة و هى التى يحب أن يكررها صديقنا الإخوانى أحمد عبد الفتاح و هى أن كريم عامر يتم إستغلاله من قبل أطراف أخرى ، يقصد أحمد بعض غلاة المسيحيين ، و لكن كريم نفسه يكتب عن هؤلاء و يفضحهم ، و للمهتم أن يرجع إلى مقالته فى الحوار المتمدن بتاريخ 27 أكتوبر 2006، و هو المقال الذى يقول فيه واصفا موقع الأقباط متحدون أن هناك خط " طائفى ينتهجه الموقع فى التعامل مع قضايا الصراع الطائفى بين المسلمين والأقباط فى مصر ، فعندما كتبت مقالى الذى كنت أعلق فيه على أحداث الإسكندرية العام الماضى نشر فى غضون نصف ساعة من نشره فقط ، بينما ووجه مقالى عن الطفلة البريئة " إيرين " بالتحفظات التى وجدت نفسى ملزما إزائها بإحترام كلمتى وقلمى ونفسى فى المقام الأول ولا أبادر بنشر أى كلمة لى على صفحات هذا الموقع الذى يظهر للعيان خطه الطائفى الواضح فى تناول قضايا العلاقة الشائكة بين المسلمين والأقباط ".و فى النهاية لن أشير بالطبع إلى التهمة المضحكة الخاصة بإهانة رئيس الجمهورية لأننى أعتقد انه لو طبقنا هذا المادة فسيسجن الشعب المصرى كله بما فيهم الأجنة فى بطون الأمهات. بالطبع أنا ضد الإساءة الشخصية "لرئيس الدولة" و ذلك لأنه ببساطة "فرد" و ينطبق عليه ما ينطبق على جميع الأفراد من ضرورة إحترام كرامتهم الإنسانية، و لكن أن يتحول النقد السياسى إلى تهمة تعاقب بالسجن ، فهذه دعوة إلى تحويل كل البيوت إلى زنازين. فى النهاية أتفهم بصورة خاصة شعور البعض منا و الذى يمتلأ سخطا على كريم عامر ، خصوصا الصديق "محمد حصان"، و لكن المشكلة فى النهاية أن حرية القول لا يمكن أن يرد عليها بالسجن، فقط بالحوار المتبادل إذا رغب الناس ، و لكن بشرط أن يحترم كل منا الآخر فى هذا الحوار.

نقلا عن مدونة "من دفتر الوطن"
http://daftarwatan.blogspot.com/



#أحمد_زكي_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا تتسع دار الأسلام للبهائيين وتعترف بحقهم في أن يؤمنو ...
- سجن أبو غريب فى ذكراه الثانية


المزيد.....




- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - أحمد زكي عثمان - ملاحظات سريعة حول كريم عامر