تعريف النسوية والنسونجية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1836 - 2007 / 2 / 24 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

النسوية هي تعديل النظام السائد في المجتمع الذكوري وهي تفضح وتعري النسونجية الذين يؤمنون بأن المرأة سلعة ورفاهية جنسية للذكر الفاتح
وهي تعديل انماط النسونجية وفضح ملابسات المجتمع الذكوري النسونجي الذي يعتفد انه هو مصدر الكون ونقطة ارتكازه وما زالت المجتمعات العربية تعتقد ان جمال المرأة وجسدها فقط هو سر نجاحها وحين تصبح النسوية ردة فعل لما يجري داخل النسونجية تصبح كفرا والحادا وشيوعية , الا انها غير كل ذلك بل هي: رغبة كبيرة من الجماهير المحرومة في المجتمعات العالمية من التعبير ونقد نظام العائلة القديمة التي يبدو ان بقاء وجودها يهدد حركات الاصلاح وتعيق تقدم الدمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني الحديثة .
فاغتصاب المرأة يقابل بمكافئة الذكر بتزويجه من المغتصبة باعتباره ذكرا فاتحا وبنفس الوقت ينظر الى المرأة باعتبارها رجسا وعورة وعارا على مجتمع الآباء الذكور , وكذلك اغتصاب حرية الرأي والرأي الآخر تقابل بكثير من الترحيب با عتبار المثقف خطر على المجتمع الذي يسعى الى تطويره عبر برامج التوعية الفكرية ونقد مجتمعات الظلم والاستبداد

النسوية :- هي كل جهد فكري ونظري وعملي يهدف إلى نقد واستجواب المجتمع أ لأبوي الدكتاتوري المتسلط في العائلة النووية في الجدار السميك للعائلة الممتدة ، حيث تكون العائلة النووية طوبة في ذلك الجدار.
وحين تغيرت أنماط الإنتاج من العمل داخل شبه مشاعات قروية، الى العمل بالمصانع والوظائف الحكومية على حساب الدفع النقدي كان هذا الدفع النقدي قد فكك العائلة الممتدة والاقطاع وبالتالي تحول ولاء العائلة النووية من العائلة الممتدة إلى الولاء لأنماط جديدة من الانتاج وبالتالي فان تمردنا على العشيرة والقبيلة.- العائلة الممتدة – ليس من دافع حبنا للعصيان المدني ، وأنما من دافع ،ر غبتنا في السير وفق معطيات المجتمع المدني الحديث.
وقد مرت البشرية عبر تاريخها التضالي الكبير بعدة مراحل اقتصادية أهمها:-
- الصيد وجمع القوت
-الثورة الزراعية البدائية
- النظام الاقتصادي بالمقايضة
- وأخيراً اعتماد الذهب والفضه لتغطية باقي السلع.
وقد نشات الأديان السماوية في تلك المراحل العصيبة من التاريخ البشري فكانت الأديان السماوية والعقائد الدينية تتفق مع الأعراف السائدة في تلك الأنظممة, ولما كان الأنسان يغير حياته بفعل العمل اليدوي كان لازما جدا الالتفاف حول بعضهم البعض وهذا الألتفاف شكل العائلة الممتدة , وكان نظام الرق ضروري جدا وكذلك العيش بكد العامل الذي شكل بكده وتعبه الأرستقراطية الزراعية لذلك ساد في تلك المشاعات والعائلات الممتدة حكم الأفراد بالقبضة الحديدية ووقع الظلم والاجحاف على المرأة كما قلنا نشأت الأديان السماوية في تلك الفترة من الحقبة العصيبة فجاءت الشرائع والغقائد وفق ما تمليه الظروف الأقتصادية مثل :
الحظ والصدفة
والحجاب الأجتماعي والجسدي
ومع تغير الظروف وتبادل وسائل الأنتاج اصبح التمرد والعصيان المدني على العائلة الممتدة من ضرورات التطور والارتقاء .
والنسوية هنا هي تعديل النظام القديم في العائلة الممتدة والعائلة النووية وهي تعبير عن نقد الفكر الديني وتطوير نظام الاخلاق العامة وبالمناسبة كانت كلمة family العائلة تطلق في الحضارة اليونانية على اسر العبيد الذين ينحدرون من نفس الأم والأب البيولوجي .
والنسوية لا تعبر عن اظطهاد المرأة وحسب ولكنها تعبير حديث عن اظطهاد الكتاب والأدباء والشعراء المتمردون اصلا على العائلة القديمة وتطلق على حركات التحرر من سلطة الدكتاتورية الأبوية .
وقد كان نزار قباني واضحا جدا حين كتب :
متى يا سيدي تفهم بأني لست واحدة كغيري من خليلاتك
ولا فتحا نسائيا يضاف الى فتوحاتك
واخيرا لماذا النسوية واقول ان طبيعة النظام العائلي في اي مجتمع يعطينا انطباعا عن الشكل الحقيقي للمجتمع فتصرفات افراد العائلة وطبيعة نشأتهم تكشف عن الممارسات السياسية والقمعية لان العائلة النووية الصغيرة هي الصورة المصغرة عن طبيعة نظام المجتمع الكبير وهو يكشف عن زيف وتزوير الحركات التجميلية التي تتدعيها الحكومات من الناحية الديمقراطية فمتى كان في العائلة قمع يكون ايظا في الدولة قمع لان العائلة هي الصورة المصغرة عن العائلة الكبيرة وهي لبنة من الجدار السميك الذي يحيط بالمجتمع ككل

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل