أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاتجاه الماركسي المعاصر - ثورةُ البروليتاريا أم كارثةٌ عُظمى؟















المزيد.....

ثورةُ البروليتاريا أم كارثةٌ عُظمى؟


الاتجاه الماركسي المعاصر

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهد العالم خلال السنوات الماضية تحولات اقتصادية وسياسية كبيرة، إلى درجةٍ وصل فيها تمركز رأس المال إلى تكوين كتلة مالية ضخمة، بالتوازي مع ازدياد أعداد الفقراء والبروليتاريا على نطاق واسع، وبلوغ الأزمة الاقتصادية إلى أعمق مستوياتها. وفي ظل هذا الواقع، يبرز السؤال: إلى أين تتجه حركة الرأسمال ومساره الصاعد على المستوى العالمي؟
هل نتجه نحو مواجهة عسكرية مباشرة بين القوى الرأسمالية الكبرى — الصين وأمريكا — بما يعني احتمالية اندلاع حربٍ عالمية ثالثة، في أعلى واوسع مستويات الانتحار الجماعي؟ أم أننا أمام مرحلة تثبيت مواقع الرأسمالية وترسيخ موازين قواها، في سياق وقف مؤقت لإطلاق النار قد يستمر لسنوات؟
في كلا السيناريوين، يبقى العالم منخرطا، وسيظلّ منخرطا، في سلسلة من الحروب بالوكالة بين دولٍ أضعف، أو بين قوة عظمى ودولةٍ أضعف منها. فالواقع أن النظام الرأسمالي اليوم، وفي مسار تطوّره، لا يستطيع الاستمرار والتوسع دون حروب. ويمكن القول إن الحرب العالمية الثالثة قائمة فعليا الآن، ولكن على مستوى الدول الأضعف: من آسيا إلى الشرق الأوسط وإفريقيا. إن التمركز والتراكم المتزايد لرأس المال، الذي بلغ حدّ الاختناق، أصبح بحاجةٍ إلى "حمّام دم"، تماما كما حدث في بدايات النظام الرأسمالي قبل أكثر من 250 عاما، مع فارق أساسي: أنّ الإبادة الجماعية وسفك الدماء اليوم يُنفَّذان عبر التكنولوجيا الذكية: الطائرات المسيّرة، الروبوتات، الأقمار الصناعية… وهي أدوات ذات قوة تدميرية لا تُقارن بما كان عليه الأمر في بدايات النظام الرأسمالي.
إن المجتمع البشري في ظل الرأسمالية سيجد نفسه مضطرا للانخراط في حرب عالمية ثالثة، إذ تحتاج حركة رأس المال إلى حربٍ واسعة بين أقطاب القوى الرأسمالية الكبرى. هذه هي طبيعة هذا المسار: فالرأسمال وقواه غير قادرين على منع نشوب الحرب، بل يمكنهما فقط تأجيلها. ومن هذا المنطلق، لا يمكن للرأسمالين الصيني والأميركي التوصل إلى اتفاق مستدام — ولا نعني الاتفاقيات المؤقتة التي تشمل عدداً من قطاعات رأس المال أو الرسوم الجمركية— بل نعني فقدان القدرة على صياغة نظام عالمي يضمن الامن والاستقرار.
هذا هو مصير العالم اليوم في ظل النظام الرأسمالي وحركته. والسؤال الجوهري هو: هل ستستسلم البروليتاريا — بقوتها التي تقترب من أربعة مليارات إنسان — لهذا المصير الخطير والهدّام؟ لقد بدأ ناقوس حركة عالمية جديدة يقرع، ورغم ضعفها النسبي فإنها في توسع مستمر. لم يشهد التاريخ تصاعدا لحركات الاحتجاج كما هو الحال اليوم: احتجاجات من أجل الحق في الحياة، ضد البطالة، من أجل أجورٍ أفضل، وضد الغلاء المستمر… ولكن هذه الجهود تبقى محصورة ضمن نطاق الوطنية والإصلاحية، في وقت لم يعد فيه للوطن أو الحدود وجود فعلي، وفي مرحلة فقدت فيها الرأسمالية القدرة على تقديم أي إصلاح اجتماعي في إطار حركة الرأسمال والسوق، بعدما صار العالم كتلة رأسمالية واحدة، ) وطنٌ عالميّ واحد — العالمُ وطنٌ مشتركٌ في مواجهة هجوم رأس المال العالمي (‬.
قد تتمكن البرجوازية من انتزاع فرصة لالتقاط الأنفاس وكسب الوقت لخلق مساحةٍ لوقفٍ مؤقت لإطلاق النار، لكن البروليتاريا لا تملك تلك الفرصة. فهي تقف أمام مفترق طرق: إمّا الثورة أو الفناء. إمّا الثورة أو الحرب العالمية. إمّا الثورة، أو الموت جوعا، أو بفعل التلوّث والأوبئة، بما فيها كورونا وسارس وإنفلونزا الطيور… إلخ. إن جواب البروليتاريا ضد البرجوازية ونظامها هو الثورة: الثورة الطبقية للبروليتاريا.
لقد وصلت البشرية اليوم إلى لحظة فاصلة: إمّا الوقوف على حافة الفناء والإبادة الجماعية العالمية… أو الانطلاق نحو الثورة. ولكن مصادر المواد التاريخية في عصرنا الراهن بلغت مستوى غير مسبوق من التوسع والتطور؛ فقوة العلم والتكنولوجيا أطلقت شرارة ثورة هائلة وواسعة النطاق داخل قوى الإنتاج نفسها، ويمكن تلخيصها بوضوح من خلال التطور المتسارع للرقائق الإلكترونية (الشرائح ـــــ Chips).
وباختصار، فإن التقدم التكنولوجي اليوم في هذا المجال يعني تصغير حجم الرقائق الإلكترونية إلى مقاييس نانومترية متناهية الصغر (والنانو متر: هي وحدة قياس تعادل واحدا من مليار جزء من المتر، تُرمز لها بــــــــــ NM) وفي هذا الاتجاه، تشهد العلاقات بين أمريكا والصين تصاعدا في حدة المنافسة، فتطور تكنولوجيا الرقائق يعني تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وهما جوهر اقتصاد المستقبل، ويعتمد إلى حدٍّ كبير مصير هذه المرحلة عليهما. كما يرتبط تطور الرقائق بالتقدم في تكنولوجيا التصغير النانوي لوحداتها.
لا شك أن جميع قطاعات الصناعة والخدمات والتجارة واللوجستيات… مرتبطة بتطور صناعة الرقائق الإلكترونية. ومع ذلك، فالصراع بين أقطاب الرأسمال عالميا لا يقتصر على الرقائق الإلكترونية فحسب؛ بل يشمل أيضا عوامل أخرى ذات تأثير كبير، مثل: السيطرة على الممرات المائية وطرق التجارة العالمية، والقوة العسكرية، والقدرة على الانتشار السريع على المستوى الدولي، وكذلك تأمين استمرارية تدفق الطاقة.
تُجسِّد البرجوازية العالمية الطبقة المُضطهِدة، ورغم تباين توجهاتها الفكرية والسياسية، فإنها تقف من جهة على مشارف الانزلاق نحو حرب عالمية ثالثة، ومن جهة أخرى أمام احتمال تفككها من الداخل. فهذا النظام عاجز عن تقديم أي حلول: إمّا أن يجرّ المجتمع البشري معه إلى الفناء، أو يترك مصيره للتغيير التاريخي. وفي كلتا الحالتين، يمضي النظام نحو الزوال.
ولكن كيف تتحول الرأسمالية ونظامها إلى نقيض ذاتها وتبلغ حدودها التاريخية، فيسقط معها الاضطهاد؟ وفقًا لمسار تطوّر الرأسمال الراهن، ومع التوسّع المتزايد في استخدام الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مختلف القطاعات الاقتصادية، إلى أن يبلغ استخدامُهما مرحلةً يُغطّي فيها جميعَ القطاعات الاقتصادية المختلفة على مستوى العالم، عندها تصل العملية إلى لحظةٍ يصبح فيها الإنتاج الاجتماعي في إطار جديد لا يحتاج فيه النظام الرأسمالي إلى قوة العمل البشرية إلا بدرجةٍ ضئيلةٍ للغاية، حيث يتجه النظام تدريجيًا إلى استبدال العمل البشري كليًا بالعمل الآلي، إلى الحدّ الذي تُستبدل فيه اليد العاملة تمامًا بالآلات في شتّى فروع الاقتصاد عالميًا.
غير أن هذا الاتجاه المادي والتاريخي لا يعمل لصالح الرأسمال ونظامه، بل على العكس تمامًا؛ إذ يتجه معدل الربح على المستوى العالمي نحو التراجع بشكلٍ ملحوظ. فعند الوصول إلى لحظة يُلغى فيها العامل الإنساني من عملية الإنتاج، ينهار مصدر الربح البرجوازي، لأن الربح لا يأتي من الآلات، بل من قوة العمل البشرية. حينها، يتحول النظام الرأسمالي إلى عائق أمام تطور قوى الإنتاج، وفي تلك اللحظة يتشكل عقل اجتماعي عام — أي الإرادة الجمعية للمجتمع — يكون مستعدًا لدقّ ناقوس ثورة البروليتاريا.

2025.10.18



#الاتجاه_الماركسي_المعاصر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حَل كل أشكال التمييز الاجتماعي ضد المرأة، يتم عبر قيام الثور ...
- بيان الاتجاه الماركسي المعاصر بمناسبة الأول من آيار
- في يوم العمال العالمي‪... ‬التفاف البروليتاريا ا ...
- مَلامح وإتجاهات الرأسمال و مَكانة البروليتاريا
- بيان الاتجاه الماركسي المعاصر بمناسبة الثامن من مارس، يوم ال ...
- تضامن رفاقي راسخ مع الاتحاد العام التونسي للشغل
- الاتجاه الماركسي المعاصر في حوار مفتوح مع القارءات والقراء ح ...
- عاش الأول من أيار يوم التضامن والتلاحم الطبقي لعمال العالم!
- الطبقة العاملة والتصدي لوباء كورونا
- نقد التاريخ، لبناء تاريخ جديد خطوة نحو بناء حزب ماركسي


المزيد.....




- فيديو – فلسطينيون يشيّعون قتلى الغارات الإسرائيلية في غزة
- كييف تتسلم من واشنطن مشروع خطة لإنهاء الحرب.. وزيلينسكي يستع ...
- عقوبات أوروبية على المسؤول الثاني في قوات الدعم السريع بالسو ...
- فرنسا: تهديد عصابات المخدرات يوازي الإرهاب
- ماكرون - تبون: هل يتم اللقاء في قمة العشرين؟
- أوكرانيا: روسيا تؤكد سيطرتها على كوبيانسك وزيلينسكي يتسلم خط ...
- في سابقة من نوعها: روسيا تسلم الجزائر أول مقاتلتيْن شبح من ط ...
- هل يملك زيلينسكي جواز سفر روسيا؟
- فرنسا - الجزائر: وفد دبلوماسي فرنسي يصل إلى الجزائر في زيارة ...
- عقبات أمام تنفيذ الخطة الأميركية التي أقرها مجلس الأمن بشأن ...


المزيد.....

- اليسار الثوري في القرن الواحد والعشرين: الثوابت والمتحركات، ... / رياض الشرايطي
- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الاتجاه الماركسي المعاصر - ثورةُ البروليتاريا أم كارثةٌ عُظمى؟