إشكالية تزاحم الزعامات تثير الاختلافات

محمد خالد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8532 - 2025 / 11 / 20 - 18:58
المحور: قضايا ثقافية
    

لا يُجحدُ حقُّ الديمقراطية، فهي النور الذي أضاءت به الدساتيرُ دروبَ الأحرار، حقٌ مسطورٌ للراعي والرعية. بيد أنَّ مجتمعاتنا اليوم قد أثقلتها آفةٌ من وَهَن: ترهُّلُ الأوطانِ بكثرةِ الألقابِ البراقة، وغيابُ الجوهرِ تحت ركامِ العناوينِ الخاوية.
لقد تزاحمتْ قائمةُ الزعامات، ليست في مضمار السياسة فحسب، بل انسحبتْ على شرايين الحياة كافة: من زوايا الحارة الهادئة إلى صخبِ المدائن، ومن وِحدةِ العشيرة إلى رحابةِ البلدان.
غدتِ السفينةُ الواحدةُ يتجاذبها أكثرُ من قُبطانٍ مُتطلِّب، كلٌّ منهم يُشهرُ رُبّانهُ الخاص، ويستبدُ برؤيته لتسييرِها. وما كانتْ النتيجةُ إلا أنْ تَترنَّحَ المركبُ خِذلاناً، بين أمواجِ التنازع، بعيداً عن مرافئِ النجاة.
إننا نرتطمُ بحالةٍ من التنافسِ غيرِ الشريف، تُسفرُ عن استماتةٍ على كرسيِّ الزعامة، وتُبدعُ في فنونِ الكسبِ المغشوش: تُنثَرُ الأموالُ ببذخ، وتُقامُ مسارحُ الترويجِ المُبهرج؛ إذ يُصوَّرُ الزعيمُ المزعومُ في حُلّةِ القائدِ المُلهم، ومُثري الثقافةِ والفنون، ومُجتثِّ البطالة، بل ومُسدِّدِ الديون!
و يا لتعاسةِ المشهدِ حينَ يشتدُّ التنافس، إذْ تُشغلُ العيونُ كثرةَ الأسماء، وتَتعالى ضحكاتُ السخريةِ على الذقون. هنا تتفجّرُ الشتائمُ كاللَّيالي المظلمة، وتنشبُ النزاعاتُ حتى في خِدرِ العائلةِ الواحدة.
هذا يستظلُّ بعباءةِ الدينِ والمذهبِ والقومية، وذاك يرفعُ رايةَ المدنيةِ المنشودة، وثالثٌ يدعو لصلحِ التوافقيةِ المُتعَبة.
أما عنَّا، فقولُنا هو الفصلُ الجازم: فلتكنْ الزعامةُ لمن تكون؛ سلمى أو سليم أو حكماءُ قادريّة،
مُرادُنا الأسمى أن تكونَ المسيرةُ سلميّةً مدنيةً حقة، تَرُدُّ إلى الشعبِ كرامتَهُ وتُطلقُ حريَّتَهُ من الأغلال.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل