أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب علي عبدالامير - النص الرسموي كنسق دلالي ديناميكي: مقاربة لوتمانية في قراءة التشكيل العراقي المعاصر














المزيد.....

النص الرسموي كنسق دلالي ديناميكي: مقاربة لوتمانية في قراءة التشكيل العراقي المعاصر


زينب علي عبدالامير

الحوار المتمدن-العدد: 8527 - 2025 / 11 / 15 - 02:43
المحور: الادب والفن
    


شغل مفهوم النص الرسموي موقع محوري في النقاشات الفكرية والنقدية التي تناولت طبيعته وإمكانية انطباقه على الأنشطة الفنية غير اللفظية، ولتكون أنشطة تصعب صياغتها ضمن القواعد التعقيدية الصارمة، وقد انبرى العديد من النقاد والمنظرين الذي من بينهم( يوري لوتمان) 1922-1993إلى وضع محددات عامة يمكن الرجوع إليها في تأطيرالمفهوم، فمن بين هذه المحددات التي عرضها لوتمان مفهوم (التعبير) ليرى أن النص يشكل مجموعة من الأدلة المنظمة التي تتمايز عن البنيات التي توجد خارجه، فيمنحه طابعًا خاصًا. كما أشار إلى التحديد ليميز النص الرسموي عن الأدلة التي تقع خارج سياقه، وذلك من خلال الانتماء أو اللاانتماء؛ فالنص الرسموي كيان ذو بداية ونهاية محددة. أما (البنية النصية) فهي العنصر الأكثر جوهرية، اذ لا يمكن تقليص النص الرسموي إلى مجرد تسلسل للأدلة بين حدين خارجيين، بل هو نظام داخلي متكامل يحوَّل إلى كيان بنيوي ذو نسق شمولي؛ فبفضل هذه الرؤية قدم الاتجاه السيميائي البنيوي فهمًا إبستيمولوجيًا متماسكًا أسهم في انضباط النص الرسموي وتحديد قابليته للانطباق. كما أتاح إمكانية تصور العلاقة المتبادلة بين أنظمة الكتابة وبقية الأنظمة التعبيرية ، سواء أكانت مرئية أم مسموعة. والأهم من ذلك، أنه اوفر أساس منهجي لتصور العلاقة بين اللغة والنص الرسموي، حيث لا تعد اللغة مجرد أداة توصيل، بل بنية ديناميكية تشكل النص وتحكم معناه وتفاعله مع الأنظمة الدلالية الأخرى. "فلا شك أن السعي إلى تخليص البنيوية من الأزمة التي هزت أصولها" بطبيعة الحال، يمكن للمنحى السيميائي اللوتماني اكتساب أهمية عميقة إذ يتسم منهجه البنيوي بخصائص (ديناميكية) تتجلى بوضوح في تحليلاته لمفهوم (الفضاء السيميائي) . هذا المفهوم؛ من الناحية المنهجية يفتح الباب أمام إمكانيات لا محدودة لقراءة النصوص الرسموية ، حيث عنى بتجريب الدلالات من قبل ذوات تنتمي إلى ثقافات محددة، مما يوسع آفاق دراسة البيئة للنص.
فإن هذا النهج لا يساعد فقط في قراءة النصوص الرسموية بنظرة حية وشمولية لتستثمر في تاريخها الضارب في جذور الثقافة التي أنتجتها، بل إمكانية الدفع بنا نحو رؤية النص الرسموي كأنموذج مصغر للثقافة. فالإبداع النصي يصبح نشاطًا مركبًا يقوم على التفاعل حيث تكمن وظيفته في إنتاج المعنى، مما يضعنا أمام تساؤل حول العلاقة الجدلية بين النص والثقافة؛ إذاً يمكننا القول ان النشاط السيميائي اكتسب أبعاد جديدة عندما توجهت الأنظار إلى أهمية المحيط الثقافي للنص الرسموي، مما يجعل النص الرسموي مغمورًا في دوامة التاريخ والثقافة. وهذا يدفع لإعادة التفكير في الثقافة نفسها كحدث نصي، والسؤال عما يعنيه لوتمان عندما اشارإلى أن الثقافة قد تكون نصًا ذات بنية مركبة. فبهذا الفهم يمكن القول ان الثقافة في ركائزها ليست إلا شبكة متشعبة من النصوص المتداخلة والمتفاعلة، حيث تتجلى قوة التأويل كأداة أساسية لفهم العلاقة المعقدة بين النصوص والثقافات.
اذاً ضمن كل تعقيد جدلي نرى وجهين متكاملين للنص : الوجه الداخلي يتجلى في التجاذب المستمر بين مستويات النص الرسموي والعناصر التي تتشكل منها ، والوجه الخارجي يتجلى في العلاقات الجدلية بين النص الرسموي والبيئة المحيطة به. عندما نتناول النص الرسموي كجوهر لدراسة الثقافة، نلاحظ أن هذه النواة التي تتسم بالحركة الدائمة والتفاعل المستمرلم تعد تكتفي بالمنهج البنيوي التقليدي الثابت، هذا المنهج الذي يقيده الركود (الستاتيكي)لا يستطيع مجاراة ديناميكية النصوص الرسموية وتداخلاتها مع السياقات الثقافية، فعند النظر إلى النص الرسموي من منظور السيميائيات الديناميكية، ندرك أنه لا يُقرأ بمعزل عن البيئة الثقافية الذي أُنتج فيها، بل يتفاعل معها بشكل مستمر. فيصبح بذلك كياناً متحركاً يتحول ويتكيف مع الظروف المحيطة، ليستدعي استخدام مناهج تحليلية جديدة تتجاوز البنيوية الجامدة.إذ يجب أن نفهم النص الرسموي كعمليات متشابكة من التجاذب الجدلي بين الداخل والخارج، مما يفتح آفاقاً أوسع لدراسته كأنظمة معقدة تعكس الثقافة بكل تجلياتها وتطوراتها. إذاً النص الرسموي ليس مجرد محتوى ثابت، بل هو عملية حية تتفاعل مع الثقافات والتاريخ بطرق عديدة. هذا الفهم الديناميكي للنصوص الرسموية يقضي بتبني رؤية اكثر شمول تدمج بين البنية والتاريخ وبين النصوص والبيئات التي تتفاعل معها ليسهم في كشف عمق الثقافة المتجسدة في كل نص رسموي على حدة إذ "هذه الرؤية (مهتمة) بالحفر في منطقة النص من الداخل"
خصائص النص الرسموي
1. نصّ مفتوح – لا يقدّم معنى واحداً، بل يتيح قراءات متعددة.
2. تعدّد أنظمة العلامات – يجمع بين البصري، اللوني، الرمزي، النصّي أحياناً (كما في الأعمال المفاهيمية).
3. تاريخي وثقافي – يعكس البنية الثقافية للمجتمع الذي أُنتج فيه.
4. حوار بين الذات والعالم – الفنان يكتب العالم بلغة التشكيل.
5. تفاعل مع المتلقي – يولّد المعنى عبر فعل التلقي والتأويل.
في السياق الفني العراقي المعاصر ، أخذ النص الرسموي بعدًا خاصاً لأنه:
• يجمع بين الرموز الرافدينية (الطين، الماء، الشمس، النخلة، المسمارية).....
• وبين الأساليب الحديثة والمعاصرة.
• ويحمل ذاكرة حضارية وسياسية وشخصية تُترجم بصرياً في تكوينات رمزية معقدة.
لذا، النص الرسموي العراقي هو مساحة تفاعل بين التراث والحداثة، وهو نسق دلالي بصري يكشف عن (هوية ثقافية مقاومة للهيمنة البصرية العالمية (أي ضد «إمبريالية التصور» التي تحدثنا عنها سابقاً. النص الرسموي – بخلاف النص اللغوي – يُبنى من أنساق بصرية ودلالية متداخلة، تتفاعل عبر ثلاث طبقات رئيسة:
1. النسق التكويني (الشكلي)
2. النسق الرمزي (الدلالي)
3. النسق التأويلي (التلقّي)
ويُنتج المعنى النهائي من خلال تفاعل هذه الأنساق الثلاثة داخل السياق الثقافي الذي يحدّد كيف تُقرأ العلامات.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنية النسقية للدلالة: مقاربة أركيولوجية - نقدية في مستويات ...


المزيد.....




- أول تعليق لترامب على اعتذار BBC بشأن تعديل خطابه في الفيلم ا ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- من الوحش إلى البطل.. كيف غير فيلم -المفترس: الأراضي القاحلة- ...
- لقاء خاص مع الممثل المصري حسين فهمي مدير مهرجان القاهرة السي ...
- الممثل جيمس فان دير بيك يعرض مقتنياته بمزاد علني لتغطية تكال ...
- ميرا ناير.. مرشحة الأوسكار ووالدة أول عمدة مسلم في نيويورك
- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زينب علي عبدالامير - النص الرسموي كنسق دلالي ديناميكي: مقاربة لوتمانية في قراءة التشكيل العراقي المعاصر