أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ثويني - حوادث -الشيخان-، ونحر اليزيديين في دولة التناحر القومي-الطائفي















المزيد.....

حوادث -الشيخان-، ونحر اليزيديين في دولة التناحر القومي-الطائفي


علي ثويني

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 11:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تواترت الأخبار عن أحداث (الشيخان) ،وهي مزار مقدس لأهلنا اليزيدية،ولنا كمسلمين شغفا وتعلقا بهم وبوحدة الوطن. وعلى أثرها انطلقت الآلة الدعائية "القومية الكردية" تصور الأمر بأنه محض نزاع ديني ،ومرده هروب امرأة مسلمة مع رجل يزيدي. لكن أنجلى الأمر عاجلا بعدما أعلنت التجمعات الشعبية اليزيدية ومنها أكبرها وأهمها وهي (الحركة الايزيدية للانقاذ والتقدم( التي وسمت عملية نحر اليزيدية اليوم بأنه الفرمان رقم 74 .وسمعنا ولم يسمع أهل الوطن إستغاثات ونداءات نخوة وفزعة "واعراقاه"، بسبب ضجيج الإعلام المغرض،وعزرائيل التفخيخ المتربص وهدير القنابل و(الخطة الأمنية)الذي أستغلها القوميين الأكراد للانقضاض على اليزيديين.
الكل مجمعون على توجيه التهمة لرعاع البيشمركه وسيدهم برزاني ، فقد هوجموا الناس الوادعين في قراهم ومزاراتهم وتجمعاتهم ،طمعا بالمزيد من المكاسب على الأرض،بعدما سلبوا مدن وسط و شمال العراق ،إبتداءا من الكوت،و مرورا بمندلي وديالى و خانقين ثم كركوك والموصل ووصلوا سنجار واليوم الشيخان وغدا بغداد.
وكما عهدناهم من خبث وإبليسية متجذرة، فأنهم ألصقوا الجرم بالدين الإسلامي والمسلمين،وهو محض إفتراء فاضح، فقد عاش المسلمين واليزيدية والنصارى أخوة في تلك الأصقاع منذ دهور، ولم نسمع عن حوادث في التاريخ إلا من العثمانيين بسبب سياسي محض ،وكان أداتهم دائما أغوات الأكراد الذين جردوهم قبل قرنين حتى من لغتهم الآرامية، التي لم يبقى منها إلا المسميات والدليل الأنثروبولوجي.وفي الأزمنة الحديثة كان بكر صدقي وسعيد حمو المبعوثين من سلطة بغداد(القومية العروبية)،وهم ليسوا إلا منفذين لسجية قومية كردية مبتزة تروم ضم المزيد من الإقطاعات على حساب التجمعات السكانية الأصلية، بحجج واهية،متسللين في دامس وهن الدولة المركزية وضياع نصاب القانون،و عابرين على قنطرة الدين ،وهو منهم براء.
يعلم الجميع أن أراضي أربيل ودهوك تركمانية و كلدوآشورية وسريانية ويزيدية وشبكية محضة وهبوها لهم البعثيين عام 1970 في إتفاق 11 آذار المشؤوم. حتى لنجد أن أسماء عشائرهم مثل برزان وبروار أقترنت بتسميات الأرض الآشورية و مازالت تحمل أسم (بر) أي أراض.لقد نحر كل من ملك تلك الأرض في غفلة من الناس والإعلام،ودون شهود ،مثلما فعلوها أسيادهم الأمريكان مع الهنود الحمر، لتبقى القارة لهم، واليوم يدجلون بالشرف والإستقامة والحضارة،ومازالت أرواح ملاك الأرض الذين زهقت أرواحهم تحوم وتلتمس القصاص الرباني.
تذكر التواريخ كيف أجرم الإقطاعي الكردي (ميري كور) قبل حوالي قرنين بحق أهلنا اليزيدية والكلدو-آشوريين، حتى لقى إنتقام الله بأبشع صورة . فقد انطلق رصاص طائش من أحد جنوده في ليل دامس في معسكره على تخوم القرى اليزيدية، وظنو أتباعه أنه من مصدر معاد،جعلهم يطلقون النار بكل اتجاه،حتى خمد الصوت بعد ساعات من"الاقتتال" .وعند إنبلاج الفجر تبين أنهم أبادوا بعضهم بعضا،وأن ما مكثت منهم أحياء لا يتعدى عدد أصابع اليد ليحصي عدد قتلاهم الذي وصل الآلاف ،وينقل الخبر لأهاليهم.وكانت نهاية بكر صدقي و سعيد حمو ليس أحسن من (ميري كور). واليوم ننتظر القصاص العاجل من ديان السماء،بعدما عجز من في الأرض أن يحمي عباده الفقراء.
لقد أعلنت قومية(الدولة) بالمراس والملموس بعدما تفاءلنا أن زمان القوميات قد ولى مع غروب البعث. فسلطات برزاني وطلباني يهبون إبن الجنوب إقامة مؤقتة في مقاطعاتهم،فأين من يهبهم إقامة مؤقتة في بغداد.ويتحدثون عن مهجرين عراقيين الى سوريا،وهم السبب في هروبهم بعدما أوصدوا أبواب شمال الوطن دونهم.وتلمس الجميع جرمهم في كركوك و الموصل ، وسمعنا بالأمس قصف الرابية التي تخندق بها البيشمركه في الموصل وقتل من فيها ، وتبجح إعلام القوميين الأكراد بأنه حدث عن طريق الخطأ ،وأستجدى الاعتذار من الغزاة، دون طائل ،فقصاص الله آت لاريب فيه،ونحن الشامتون دائما.
التقيت بالصدفة السياسي السويدي المعتدل (كارل بيلدت) وزير خارجية السويد الحالي قبل عامين ونيف ،حينما كان يعمل بالملف العراق في الأمم المتحدة،وأخبرني بأن الخطر على الموصل وكركوك داهم،وكان في حيرة في حينها من معالجة الأمر،وسألني عن سكني وأخبرني أن بغداد في مأمن ،ونوه عن أن الأمم المتحدة تملك ملفات سوداء عن التطهير العرقي الذي يقوم به القوميين الأكراد وترحيلهم للعرب والتركمان والآشوريين واليزيديين والشبك. ومكث حفيفهم كالأفعى، يصرحون بأنهم (جزء من العراق) ، لكنهم خنجر مغروز في ظهره، مما دعى المشهداني رئيس البرلمان يصفهم بأنهم مثل المتفرجين على السيرك العراقي أو الشامتين به أو الحاقد الجاحد للجميل.
وفي غياب الوعي وسطوة الغرائز فأن ما يشغل الناس اليوم القشور،تشتيتا لأبصارهم عن جوهر الأمور والجذور. فبالرغم من أن السلطة المعينة تشيع بأنها نصاب(الوحدة الوطنية) ،وتمثل الدستور وتجسد الانتخابات، لكن الحقائق على الأرض تشير الى أمر آخر، فها هي الأحداث تؤكد أنها دولة طوائف و كانتونات قومية، و الموصل يمكث على المحك، ،حيث وزع في الموصل مناشير تهدد الأكراد بمغادرة المدينة وقصباتها، وهو أمر غبي ومعالجة للجرم بالجرم، فالأكراد هنا ليسوا برزاني ولاطلباني بل هم أهل الوطن.وقد أثار الخبر حفيظة طلباني ،وأفتعل إنفعالا وحنقا وأرسل مبعوثا ،وتوسل المصالوة أن لايفعلوها،كي يتستر على جرائمة ولايكون جرذا أفاق أسدا نائما. فتحريك النعرة القومية ،سوف يقوض وجودهم من الجذور، لكن الضحية سيكون أهلنا الأكراد دون ريب.ويمكن أن تكون أحداث الشيخان إعلانا عن(الحرب القومية) بعدما اعتبرنا تفجير مرقد الإمامين العسكريين(ع) إيذانا بالحرب الطائفية.ولا نعلم متى سينفذ(برزاني) وعده، وينفصل عن العراق، فكثير من الدلائل تتوجه لجماعته بتفجير قبة الإمامين ،والجريمة تكشف المستفيد منها،فهو ومن ورائه إسرائيل المستفيد من التناحر الطائفي.
أن طلباني وبرزاني يعلمان جيدا أنهما غير مرحب بهما في بغداد، لإشاعتهم الرذيلة"كما البعثيين"،وهما مرتزقة مثل المماليك، ودليلي أنهما متشبثان بابقاء الأمريكان لحمايتهم،و تحصنوا في (قلعة) المنطقة الخضراء،كما تحصن (صلاح الدين) في قلاع دمشق والقاهرة وصدام في قصوره. وهنا نقول لأهلنا في الموصل أن يعوا بأن الأكراد هم أهلنا الطيبين المسالمين والمحبين لمحيطهم وهم يعون أن بلدهم العراق قد أغدق على أهله وهم من ضمنه بالمن والسلوى والخير الوفير، وهم على علم وإطلاع بأحوال أكراد إيران وتركيا وسوريا الذين أفتقدوا البحبوحة والوعي مثلما العرب في بلدان أخرى.و الأكراد أزهى تلاوين الموصل ضمن ألوان الوطن، وأن حدث"لاسامح الله" وأخليت الموصل منهم فأنها تمسي مدينة مكفهرة.
هب في تلك الشجون أن أهل بغداد قرروا طرد الأكراد منها على طريقة المصالوة، والامر وارد وسهل المنال ،ولا يحتاج أكثر من جهاز استنساخ وأوراق ترمى من تحت البيبان،ثم سلاح عادي يبدأ بتصفية نفر من الأكراد ، ونعلم جميعا أن عددهم يقارب النصف مليون في بغداد ،وربع مليون في البصرة،وليس لديهم أحياء تخصهم، وثمة تجمعات من أهلنا الأكراد في كل مدينة وقرية عراقية حتى الرمادي. ولا أعلم أن كان قتل هؤلاء المساكين سيزعل طلباني ويعطيه الدرس أن يترك كركوك والموصل والشيخان لأهلها.و إذا كان برزاني وطلباني عراقيين حقا، فلماذا الترويج في وسائل إعلامهم بأن الموصل كردية ،فأدخلوا ياكرام الى مكتب أي مسئول كردي ستجدون خلفه خريطة كبيرة واهية تشير الى دولتهم الموعودة،كما كنا نجد أيام البعث، خارطة (الوطن العربي) ومن ضمنها الصومال، أو اليهود(من النيل الى الفرات) .
ومن المضحك المبكي أن الكتبة المدافعون عن مسوغات القوميين الأكراد هم عينهم الشموليين الشيوعيين، الذين باعوا العراق يوما في الحرب الباردة ورخصوا بنوع أهله وتراثه فسقطوا. ونلمس أنهم ينتقدون الطائفية وسلطة المعممين ،لكنهم يغمضوا عينهم عن الممارسة القومية للأكراد ،وكأن الطائفية والقومية شتان.والحقيقة عقلا ونقلا أنهما سيان. والأمران محض سياق ثقافي يراد به التسييس من أجل حصد إمتيازات وكسب مواقع.
سبق لي أن كتبت عن محنة أهلنا التركمان في كركوك ،فأتصل بي أحد الأخوة الكرام من الشخصيات الخبيرة في شأن كركوك ، ونصحني أن أحيد أهلنا التركمان من معادلة النحر التي يقودها القوميين الأكراد،فان همجيتهم وإستعدادهم للقتل، يكفي أن يفني التركمان عن الوجود في سويعات ، لذا يجب تحكيم العقل،وعدم زجهم أمام تلك الوحوش المتعطشة للسلب والابتزاز ، والمصيبة أن البرلمان الكرتوني في بغداد صادق أخيرا على دفع رواتب تسعون ألف من البيشمركه ،أي تشجيعهم على الإيغال في الجرم القومي.فهم بالأمس كانوا جحوش البعث وصدام واليوم جحوش سلطة الطوائف. والأمر عينه ينطبق على أهلنا اليزيدية، فأخروجهم رجاءا من إطار الصراع الديني والقومي الذي يريدوه الأكراد وأتركوا لهم عراقيتهم العذراء،كأثر باق من تراثه المبجل الثري.
إذا حدث أي هجوم على شمال العراق فنحن له ذائدون بكل ما أوتينا، لكن إذا كان هذا الهجوم يخص ما يدعوه (جنوب كردستان) فنحن شامتون وداعين بمزيد من الغم والهم لهؤلاء مثلما وقفنا حيال صدام والبعث بالأمس القريب.وهنا ننوه للأخوة اليزيديين بان من يريد أن يجرهم الى العنصرية الكردية،هو متربص لهم بالشر، وأن إنتمائهم للعراق اللاقومي واللاطائفي يكسبهم التعاطف من قبل الجميع،وها هي تجربتهم في الشيخان تؤكد خروجنا عن الصمت حيالهم ،وأياهم ثم إياهم من أحابيل القوميين الأكراد ومنزلقاتها التي أشاعت الرذيلة والضياع والتناحر بين أهل الوطن الواحد.



#علي_ثويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول صولاغ والقناة الفضائية العراقية
- انقلاب 8 شباط وإجهاض المشروع النهضوي في العراق
- فضيحة مجلجلة عنوانها سفارة زيباري في ستوكهولم
- رأس السنة وشجون الشهور والدهورالعراقية
- متى نعلم أبنائنا الفلسفة؟
- عودة الروح للأدب العراقي الساخر
- فدرالية الجنوب بين الزيتوني و العمائم
- ثقافة الإعتذار.. ممارسة حضارية لاتليق بالبعثيين
- الشيوعيون والرومانسية الكردية


المزيد.....




- مشتبه به في إطلاق نار يهرب من موقع الحادث.. ونظام جديد ساهم ...
- الصين تستضيف محادثات بين فتح وحماس...لماذا؟
- بشار الأسد يستقبل وزير خارجية البحرين لبحث تحضيرات القمة الع ...
- ماكرون يدعو إلى إنشاء دفاع أوروبي موثوق يشمل النووي الفرنسي ...
- بعد 7 أشهر من الحرب على غزة.. عباس من الرياض: من حق إسرائيل ...
- المطبخ المركزي العالمي يعلن استئناف عملياته في غزة بعد نحو ش ...
- أوكرانيا تحذر من تدهور الجبهة وروسيا تحذر من المساس بأصولها ...
- ضباط وجنود من لواء المظليين الإسرائيلي يرفضون أوامر الاستعدا ...
- مصر.. الداخلية تكشف ملابسات مقطع فيديو أثار غضبا كبيرا في ال ...
- مصر.. الداخلية تكشف حقيقة فيديو -الطفل يوسف العائد من الموت- ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي ثويني - حوادث -الشيخان-، ونحر اليزيديين في دولة التناحر القومي-الطائفي