الغيبوبة والسكين

رمضان الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 1833 - 2007 / 2 / 21 - 09:04
المحور: الادب والفن
    

الليل في مدينتي غيبوبة المزادْ
والناس أفواه تجوع
من يشتري؟ ومن يبيع؟
في وطن بيعتْ دماء الفقراء ...
بيعت العظام
وبيع لحم المتعبينْ
والصحف الأجيرة الصفراء تدخل البيوتْ
تنصحنا بمضغ حزننا والانطواء والسكوتْ
والابتسامْ
لصور السادة أصحاب الملابس الملفقه

*****

البطناء يستجمّون، فهذا الصيف كان وافر المحصولْ
تمتد في الليل وفى الظهيرهْ
مائدة القمارْ
والعاهرات يسهرن في المواخير ... يبعن اللحم في سوق النخاسهْ
يكتبن سطر الموت في دفاتر الهزيمة المغروسة السكين بين اللحم والضلوعْ
ينشدن لحن الاستكانة المأجورْ
على أسرة الفجائع المبررهْ
ما ضرّ ...
فالسادة أصحاب الجيوب يشترون الضحكة الصفراء
والغمز والإيماء ...
يشترون الصمتَ والدموعْ

*****

الشمس في مدينتي عاهرة تجوب شارع المزاد
والقمر الأخضر قواد ملفق السمات
والقادمون من بلاد الواق واق
يقامرون
والوجهاء في مدينتي على مائدة القمار يخسرون ...
الوطن الحزينْ
ويضحكون
ما ضرَّ
فاليوم خمر ...
وغدا ... لا لن يجيء
فلتثمر الأرض أصفادًا للمجوعين
لينعم المزيفون بالهدوءْ

*****

مدينتي عمالها سواعد معروقة ... أجسادْ
نحيلة، قد مصّها الوباء والجوع ورعب غامض تفرضه جيوش المخبرينْ
سيقانهم أنهكها الوقوف في الطابور بحثا عن رغيفْ
والركض خلف المركباتْ
والوجهاء عرباتهم تجوب الوطن المكابدْ
تسحق آلاف الجياع

مدينتى أحجارها من ثلجْ
والحزن طافح على البيوتْ
والكادحونْ
لا يملكون غير مهنة السكوت
لأن كل شيء.
يجيء من مكاتب جيدة التكييف والنظافهْ
مدينتي . ..
أُسكِنتْ الخرافهْ
لأن فيها راحة المزيفين

*****

يقهقه الشارع في وجه المكممين
ويقْذف الإسفلت بالسؤال في العيون
يا وطني المحزون
رمالك الصفراء في السوق وكدّ الفقراء، وأماني الثائرين
فكل شيء ...
... دخل المزادْ

حين تضخّمتْ جيوب الوجهاء بدأت خيانة الوطنْ
وانتشرت وسائل التضليل
فلنرفع السكّينْ
لا شيء غير الدم يغسل القلوب من مرارة الخضوع للمقامر العميلْ
فلنرفع السكّين
في وجه أعداء الوطنْ

#رمضان_الصباغ (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل