أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عزالدين - الشرق الأوسط الجديد بين مشروع الفيدرالية وإرادة الشعوب وصراع القوى العظمى على التقسيم














المزيد.....

الشرق الأوسط الجديد بين مشروع الفيدرالية وإرادة الشعوب وصراع القوى العظمى على التقسيم


احمد عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 8505 - 2025 / 10 / 24 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما هو معلوم لدى الجميع، فقد مر قرن على معاهدة سايكس بيكو التي تم فيها تقسيم وتأسيس الشرق الأوسط الحديث.
كان الهدف من هذا التقسيم هو إضعاف الشعوب في هذه الجغرافيا، وتهيئة الأرضية لصراعات دينية وقومية ومذهبية، إذ إن إنشاء نظام الدولة القومية يعني الدولة الواحدة، والعلم الواحد، واللغة الواحدة.
ولهذا السبب، لم تعرف شعوب الشرق الأوسط الراحة ولا السلام ولا الأمان طوال القرن الماضي وحتى اليوم.
غير أن هذا التقسيم لم يكن كافيا لإرضاء النظام السلطوي الرأسمالي، لأن تزايد الفوضى والمشكلات خرج عن نطاق سيطرته، وهذا ما حدث بالفعل.
فقد بدأ النظام الرأسمالي إعادة إصلاح نموذج الدولة القومية، وكانت أحداث عام 2003 نقطة البداية، ثم تتابعت موجات "الربيع العربي"، وصولًا إلى طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر.
في زمن معاهدة سايكس بيكو، لم يكن لشعوب المنطقة دور فعال في حماية مكتسباتها أو تقرير مصيرها، بل كانت أداةً بيد القوى الاستعمارية التي استخدمتها لتحقيق مصالحها.
فعلى سبيل المثال، استغلت المملكة المتحدة (بريطانيا) العديد من القبائل العربية في طرد الاحتلال العثماني، غير أن ما جرى بعد ذلك كان مؤلما؛ إذ تم تفتيت الدولة العربية نفسها إلى اثنتين وعشرين دولة، ليتحول الحلم بالتحرر والوحدة إلى واقعٍ من التقسيم والتجزئة.
واليوم يتكرر المشهد ذاته، إذ أصبح رؤساء الدول والأنظمة في المنطقة أدوات بيد القوى الكبرى، يهرولون نحو التطبيع مع إسرائيل تحت مسمّى ما يعرف بـ «الدين الإبراهيمي»، في الوقت الذي تعاد فيه صياغة خريطة جديدة للشرق الأوسط على حساب حقوق الشعوب وتطلعاتها.
نعود الآن إلى صلب الموضوع وعنوان المقال، وهو مستقبل الشرق الأوسط الجديد بين مشروع الفيدرالية وإرادة الشعوب، أم صراع القوى العظمى على التقسيم.
وكما نرى ونتوقع، فإن المشهد العام يتمحور حول صراع بين مشروعين أساسيين:
المشروع الأول هو مشروع "الدين الإبراهيمي" الذي تتبناه القوى العظمى والنظام الرأسمالي العالمي، والهادف إلى تفتيت المنطقة أكثر فأكثر، وتحويلها من دول إلى دويلات صغيرة وضعيفة، بما يسهم في كسر إرادة الشعوب وإضعاف استقلالها الحقيقي.
أما المشروع الثاني فهو مشروع الأمة الديمقراطية الذي يقوم على فكر فيدرالي او اللامركزية يسعى إلى توحيد الشعوب والمجتمعات على أساس التعايش والتكامل، لا على أساس التجزئة والانقسام، مؤمنا بأن قوة الشرق الأوسط تكمن في تنوعه ووحدته معا.
يمثل النظام الرأسمالي الذي تتزعمه كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وروسيا وإسرائيل أداة أساسية لإدارة الصراعات في الشرق الأوسط.
فالهدف الرئيسي لهذه القوى هو معالجة أزماتها الاقتصادية بالدرجة الأولى، من خلال إضعاف شعوب المنطقة وتقسيمها إلى كيانات صغيرة متناحرة، لتصبح دمى في صراعات مصطنعة تدار من الخارج، بينما تُنهب ثرواتها ومواردها بلا مقاومة تذكر.
وقد برعت بريطانيا تاريخياََ في هذا النهج القائم على مبدأ "فرق تسد"، وهي لا تزال تمارسه بأساليب جديدة، في محاولةٍ لتحويل الدول إلى دويلات وأقاليم تابعة.
أما ما يسمى بـ "الدين الإبراهيمي" فليس مجرد وسيلة للتطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، بل هو إطار سياسي واقتصادي جديد يهدف إلى إعادة تشكيل ملامح الشرق الأوسط التي رسمت قبل قرن من الزمان، في سياق يمكن اعتباره إصلاحاََ للرأسمالية لنظام الدولة القومية.
أما مشروع الأمة الديمقراطية، القائم على الفكر الفيدرالي الذي يتبناه الفيلسوف الأممي عبد الله أوجلان، فهو مشروع يصب في خدمة الشعوب والمجتمعات، ويهدف إلى بناء أمة ديمقراطية ومجتمع حر تشاركي.
يرتكز هذا المشروع على تقليص سلطة المركز ومنح دور فعال للشعوب من خلال نظام اللامركزية السياسية والإدارية، بما يضمن حماية التنوع القومي والديني والمذهبي، ويحول دون تكرار المجازر والصراعات التي تغذيها القوى العظمى لتحقيق مصالحها.
إن اللامركزية والفيدرالية ليستا ضعفا للدولة كما يصور، بل هما الضامن الحقيقي لحقوق الشعوب المختلفة في اللغة والدين والقومية، لأن الاختلاف ثروة وكنز يجب الحفاظ عليه، لا إلغاؤه.
وإذا طبق نظام الفيدرالية واللامركزية بالشكل الصحيح، فسيمنح قوة حقيقية للمركز، لأن المواطن في جميع أنحاء الوطن سيشعر حينها بالانتماء الحقيقي لهذه الجغرافيا، لا بالانتماء الاجباري الذي تفرضه الأنظمة المركزية.
ففي الأنظمة المركزية، الانتماء يفرض بالقوة، أما في النظام الفيدرالي، فهو نابع من القناعة والمشاركة.
وهذا ما غاب عن بعض التجارب المؤلمة في المنطقة، مثل مجازر الساحل السوري والسويداء، التي كانت نتيجة انعدام العدالة والمساواة بين مكونات المجتمع.
في الختام
يمكن القول إن مشروع القوى العظمى يسعى إلى تفتيت دول الشرق الأوسط أكثر فأكثر، وتحويلها من دول قائمة إلى دويلاتٍ متصارعة، بهدف إضعافها ونهب ثرواتها وإبقائها تحت الهيمنة.
كما أن أحد الأهداف المحورية لهذا المشروع هو تعزيز مكانة إسرائيل في المنطقة، لتكون الممثل الأبرز للمصالح الرأسمالية في الشرق الأوسط، وضمان استمرار تفوقها السياسي والعسكري والاقتصادي على حساب الشعوب الأخرى.
أما مشروع الأمة الديمقراطية الذي يرى أن حل المشكلات يكمن في اعتماد الفيدرالية أو اللامركزية من دون تدخل القوى العظمى، فإنه يقوم على منح الحقوق للأقليات والشعوب المتعددة دينياً وقومياً ومذهبياً. تتميز اللامركزية بقدرتها على الحفاظ على الشكل الجغرافي والسياسي القائم من دون رسم خرائط جديدة، مع ضمان إدارة محلية أوسع.
في الوقت نفسه، فإن مشروع الأمة الديمقراطية عبر الفيدرالية أو اللامركزية يسعى إلى احتضان جميع المكونات من دون تمييز، ويعمل على دمقرطة السلطة المركزية وتحويلها نحو سلطة لامركزية أكثر ديمقراطية وتشاركية، بما يضمن توزيعاً عادلاً للسلطة والموارد بين مختلف المجتمعات .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق نحو التقسيم


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يكشف عن نتائج ضربة عاشرة على قارب لتهريب مخ ...
- ساركوزي يتلقى تهديدات داخل السجن وحراسة مشددة لحمايته
- ترامب يحرج صحفية فرنسية بسبب لكنتها
- التوأم التونسي بيسان وبيلسان تفوزان بجائزة -تحدي القراءة الع ...
- معلم الرياضيات الأردني أحمد خليل يكسر الصورة النمطية للمدرس ...
- تصعيد مستمر ضد لبنان.. قتيلان في غارة على النبطية والجيش الإ ...
- روبيو يستعرض تشكيل قوة دولية بغزة ويلوح بنزع سلاح حماس بالقو ...
- مستوطنون يعتدون على قاطفي الزيتون بدير إستيا وتوجه إسرائيلي ...
- موضة لا يطويها الزمن.. سر جاذبية الساعات رغم عصر الهواتف
- واشنطن تعيّن سفيرها لدى اليمن لقيادة مركز تنسيق بشأن غزة


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عزالدين - الشرق الأوسط الجديد بين مشروع الفيدرالية وإرادة الشعوب وصراع القوى العظمى على التقسيم