حسن سبيتي
الحوار المتمدن-العدد: 8498 - 2025 / 10 / 17 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
انتهى الشرق الأوسط الجديد، وانتهى موضوع الخرائط التي كان يبشر بها رئيس وزراء الكيان في اجتماعٍات قاطعَها الحاضرون، كأنها وعد رؤيا في سفر قد تحقق بعد ثلاثة آلاف عام. حملها ترامب وتبناها كأطول حربٍ في التاريخ، أنهى فصولها بعد ثلاثة آلاف عام، وكانت خريطة الكيان الكبرى تشمل إدارة شعوبٍ تحلم بازدهارٍ كوشنر وتجار العقارات لمواطنون بلا أوطان، في منطقةٍ يديرها الكيان.
لم يعد ترامب يتحدث بها بعد أن أنهاها، بل انقلب إلى القول بإمكانية وجود دولة فلسطينية أو عدمها بلا فرق. نعم، لقد انتهى الشرق الأوسط الجديد، وأنهاه الإخفاق في بلوغ أي من الأهداف المعلنة التي أعلنها الكيان لحربه على كل الجبهات. وترامب الذي لا يحب الإخفاقات، أنهى حرب الإسناد التي امتدت لثلاثة آلاف عام، لأنه ببساطة لا يحب “النتن بيبي” الذي أخفق.
في الجبهة الفلسطينية، أخفق الكيان فشلًا كاملًا في كل شيء سوى الدمار. لم يخرج الأسرى إلا بصفقةٍ مع الطرف الفلسطيني المقاوم، وبقي قادته ومقاتلوه وشرطته وأسلحته. تم الانسحاب، وحين ينسحب المنتصر لا يكون منتصرًا. هذا يعني أن غزة والضفة الغربية أصبحتا خارج إطار الضمّ الرسمي المقبول دوليًا، خصوصًا بعدما اعترفت أغلب دول العالم بالدولة الفلسطينية.
هذا الفشل، مع وقف إطلاق النار، يشير إلى حقيقة مهمة مهما حاول البعض تجاهلها: أن هذه الجولة، التي استمرت سنتين، انتهت بهزيمة الكيان. نعم، ربما كانت هناك خسائر مادية وبشرية لدى المقاومة، لكنها انتهت بعدم قدرة الكيان على تحقيق أهدافه، ومع انقلاب الرأي العام العالمي عليه، بدأت كرة الثلج تهدد المشروع الغربي كله بالانكشاف.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟