أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جواد عبد الكاظم - الف وأربعمائة عام من الاستبداد














المزيد.....

الف وأربعمائة عام من الاستبداد


محمد جواد عبد الكاظم

الحوار المتمدن-العدد: 8490 - 2025 / 10 / 9 - 09:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما كان الإنسان يوماً الأقوى بين المخلوقات ولا الأسرع، لكنه كان الأقدر على التفكير والتدبر.. تلك الميزة منحها الخالق له، جعلت من البعض يتجاوزون الغريزة نحو الوعي، فيعرفون الخير من الشر، ويختارون الطريق الذي يليق بإنسانيتهم.
هبة الإنسان هي العقل، ذلك العضو اسفنجي الشكل، عظيم الاسرار والخفايا، لم يختص بالمعرفة فقط، بل كان بوابةً لفهم الوجود وتوجيهه نحو خلافة الأرض واصلاحها، فمنذ أن أدرك الإنسان ذاته، فهم أن العقل هو رسالته في الأرض، وبه وحده يحقق معنى الخلافة التي تحدث عنها القرآن.
للعقل حين يُستخدم جانبان، سيء يدخل الفرد فيه في غياهب الفساد والعبودية، وآخر جيد يصنع فيها الإنسان الحرية، لأن الساعي في الخير يخلق التوازن بين رغباته ومصلحة الجماعة، فيرتقي المجتمع من فوضى الغرائز إلى نظام العدالة، والإنسان العاقل لا يقف عند حدود ذاته، بل يتجاوزها نحو المجتمع والوطن، لأن الوعي الحقيقي لا يكتمل إلا حين يدرك الفرد، أن حريته لا تنفصل عن حرية الآخرين، وأن الكرامة لا تُصان إلا بالعدل والمشاركة.
هذه النعمة هي الطريق الوحيد نحو حرية الإنسان، الحرية التي لا يعيش الأفراد بدونها.. لكن يبقى السؤال، هل يستطيع العقل أن يضيع طريق الحرية، ويختار العبودية؟
حين يضعف الوعي، و يتحول الخوف إلى عقيدة، فيستبدل الإنسان قيوده القديمة بقيود جديدة، يزينها له الخطاب الشعبوي على منصات التواصل، ويدغدغ مشاعره صوت الرأي العام المضلل، بأن الجميع طغاة وأن الكل يرتدون قناع الدين أو الوطنية، عندها يضيعها المواطن.
الحرية لا تأتي من فراغ ولا دفعة واحدة، بل تُمارس كل يوم، تُبنى بالاختيار، وتُحرس بالمسؤولية، ومن رحم هذا الإدراك أوجدت النظم السياسية.. الديمقراطية، باعتبارها أرقى ما وصل إليه البشر في إدارة شؤونهم.
الديمقراطية ليست مجرد صناديق اقتراع، بل عقد اجتماعي يضع الجميع في كفةٍ واحدة أمام القانون، ويجعل الشعوب مصدر السلطات، فيكون الناس احرارا في بلدانهم.
وسيلة حفظ الديمقراطية هي الانتخابات، وهي ليست ساحة للترف السياسي، بل امتحان للعقل البشري، تُظهر مدى وعي الأمة بحقها في أن تختار من يمثلها، ففي هذا النظام، لا فرق بين العالم والأمي، ولا بين المعمم والسياسي، ولا بين الراقصة ومن يشرّع القوانين، فالجميع أصواتهم متساوية في يوم الاقتراع، كل صوت يزن وطناً، وكل ورقة تُلقى في الصندوق تكتب سطراً في مستقبل الدولة.
رغم ذلك، ما زال بيننا من يرى في الديمقراطية عبئاً، والمشاركة السياسية خطيئة، ويدعو إلى مقاطعتها، كأن الحرية خطأ يجب تصحيحه؟! هؤلاء يتناسون أن الطريق إلى الدكتاتورية يبدأ بخطوة واحدة، هي السكوت، ولكن عودة الاستبداد لن تطال الجميع بالتساوي، بل سيحترق فيها أولاً من ذاق مرارتها في الأمس القريب، الفرد الشيعي الذي كان وقود الظلم وضحيته الكبرى على مدى ١٤٠٠ عام من الإستبداد.
الحفاظ على الديمقراطية ليس دفاعاً عن نظام سياسي، بل عن جوهر الحرية الإنسانية، فحين يخسر الإنسان حقه في أن يختار، يفقد إنسانيته شيئاً فشيئاً، والوطن الذي يتخلى أبناؤه عن أصواتهم، يتركون الباب مفتوحاً أمام من يريد أن يعيده إلى زمن، كانت فيه الكلمة تُقطع فيها الألسن، والرأي يُعدم الأجساد، والكرامة تُدفن في قاعات الخلد وسجون الطغاة.
الرسالة التي يجب أن تبقى في الضمير العراقي هي الحرية، التي نتجت بعد تضحيات جسام، وشهداء أبرار، ليست حقاً مؤقتاً، بل عهد أمةٍ بأكملها مع الرب والتاريخ.. فلا تضيعوها.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حماس وإسرائيل اضطرتا للتخلي عن -أهداف قصوى- للتوصل لاتفاق.. ...
- مذيع CNN فريد زكريا يكشف -السؤال الأهم- في اتفاق غزة.. ماذا ...
- ما هي المرحلة الأولى من خطة وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحما ...
- إسرائيل وحماس توافقان على المرحلة الأولى من خطة وقف الحرب في ...
- مروان البرغوثي، أحمد سعدات... من هي أبرز الشخصيات الفلسطينية ...
- الاحتيال المسكوت عنه.. أعلام السفن في زمن الحرب والعقوبات
- قيادي بالجيش السوداني يعد بتحرير شمال كردفان والزحف نحو دارف ...
- العالم يرحب باتفاق وقف إطلاق في غزة وقادة يدعون لتنفيذه كامل ...
- الجيش الإسرائيلي يستعد لإعادة الانتشار بموجب اتفاق غزة
- ألمانيا تلغي -التجنيس السريع-


المزيد.....

- رؤية ليسارٍ معاصر: في سُبل استنهاض اليسار العراقي / رشيد غويلب
- كتاب: الناصرية وكوخ القصب / احمد عبد الستار
- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جواد عبد الكاظم - الف وأربعمائة عام من الاستبداد