|
-جدلية السلطة والقداسة في -سباق الخُبز- لماجد درندش: تشريح اللاهوت السياسي وآليات الهيمنة الشمولية-
كاظم أبو جويدة
الحوار المتمدن-العدد: 8473 - 2025 / 9 / 22 - 18:16
المحور:
الادب والفن
بقلم: كاظم أبو جويدة • البُعد السيميائي: الرموز والإحالات الثقافية للعنوان يُعتبر العنوان عند النقاد العالميين المعاصرين "العتبة الأولى للتأويل" والمدخل الاستراتيجي الذي يُحدد مسار القراءة ويُوجه الأفق التفسيري للنص، حيث يرى جيرار جينيت أن عنوان المنجز الأدبي يشكل "عقداً ضمنياً" بين المؤلف والقارئ حول طبيعة التجربة الجمالية المُنتظرة، بينما يُؤكد رولان بارت أن العنوان يعمل كـ"رمز مُكثف" يحمل الشفرة الأيديولوجية والفلسفية للمنجز برمته. عنوان "سباق الخُبز" شكل تركيباً إضافياً مكثفاً وحمل تناقضاً دلالياً جوهرياً كشف عن البنية الفكرية للنص وقدم فلسفة درندش للواقع المعيش. الكلمة الأولى "سباق" تنتمي للحقل الدلالي للحركة والتنافس والديناميكية والرياضة، بينما "الخُبز" ينتمي لحقل الحاجات الأساسية والسكون والضرورات الوجودية، مما خلق توتراً دلالياً بين المتحرك والثابت، بين الكماليات والضروريات. البنية النحوية للمركب الإضافي تُظهر هيمنة المضاف إليه "الخُبز" على المضاف "سباق"، فالسباق يُعرّف بالخبز في اتجاه واحد، مما يكشف أن الحاجة الأساسية هي التي تُحدد طبيعة التنافس وشروطه. التعريف بـ"الـ" في "الخُبز" يُضفي عمومية وشمولية، إذ يتجاوز كونه خبزاً محدداً إلى الخبز كمفهوم وجودي مطلق. الثنائية الضدية بين "السباق" كنشاط طوعي ممتع و"الخُبز" كضرورة إجبارية مؤلمة تكشف التناقض المأساوي: تحويل البقاء إلى لعبة، والحاجة إلى متعة، والضرورة إلى اختيار. بالنهاية جسد العنوان آلية الرأسمالية في تحويل الحاجات الإنسانية الأساسية إلى سلع تخضع لمنطق التنافس والمضاربة. • البنية الدرامية: تحليل مسار الأحداث وتطورها يقول الناقد الألماني ثيودور أدورنو: "المسرح الحقيقي هو الذي يُحطم الوهم الجمالي ليكشف عن التناقضات الاجتماعية الخفية، ويجعل المتفرج يواجه حقيقته المؤلمة بدلاً من الهروب منها إلى عالم من الجمال المُصطنع". هذه الرؤية النقدية نجد تجسيدها الأمثل في النص المسرحي "سباق الخبز" للكاتب ماجد درندش، هذا النص الذي يُمثل عملاً فنياً أدبياً عميقاً يتجاوز الكتابة التقليدية، محولاً الفضاء المسرحي إلى نص فلسفي حي يستكشف تعقيدات الوعي الإنساني في سياق سياسي مُلغم بالمفاجآت، مُظهراً تشكل الهوية في ظل القهر حيث تتشابك الهزيمة الروحية مع التعقيدات الوجودية بأسلوب يستلهم التقنيات البريختية ويتجاوزها. يفتتح درندش نصه المسرحي بصورة بصرية محملة بالرمزية العميقة: الرياح والصحراء، ثم طائرة تهبط، وثلاث شخصيات تنزل ببدلات أنيقة لكنهم حفاة الأقدام. هذا الافتتاح تأسيس لعالم رمزي يحمل جوهر الصراع، حيث كل عنصر يحمل شفرات نقدية متعددة، مُحققاً رؤية أدورنو في تحويل الفن إلى نقد اجتماعي يكشف التناقضات الخفية في البنية السلطوية. الرياح والصحراء تستدعي المناخ العربي، وتتجاوز الجغرافيا لتصبح استعارة للخراب الحضاري والروحي وللتصحر الفكري كحالة وجودية تعبر عن الفراغ الثقافي، والرياح تحمل صدى التغيير المدمر، هذا التغيير الدائري المغلق. هذا المشهد الجيوسياسي يضعنا في قلب المأساة العربية، حيث الأرض جرداء مترعة بالثروات والمستقبل غامض والتغيير يأتي من الخارج عبر آلات الحرب. صوت الطائرة عنصر محوري متعدد الدلالات كرمز للوعي الجمعي المأزوم. الطائرة قوة خارجية تأتي من السماء لِتُغير مجرى الأحداث، وفي السياق العراقي تجسد التدخل الأمريكي. هبوطها في الصحراء بدلاً من المطار يشير لطبيعة التدخل كغزو مباشر. هنا يتجلى اللاهوت السياسي بمعناه الشمولي حيث يتحول الفضاء المسرحي لمختبر معرفي يفكك آليات إنتاج السلطة. الطائرة النازلة من السماء استعارة فلسفية تجسد تحويل السلطة إلى طقس مقدس يستمد وجوده من الادعاء بالارتباط بالمطلق العلوي. نزول الشخصيات الثلاث ببدلات أنيقة وهم حفاة تَشَكَّلَ بدلالات عميقة. البدلات ترمز للحداثة والقوة الاقتصادية، بينما أقدامهم العارية تكشف الهشاشة والاغتراب عن الأرض. هذا التناقض يجسد الانفصال بين المظهر والجوهر، مُذكراً بالاغتراب البريختي ومتجاوزاً إياه ليصبح استعارة للانفصام السلطوي. طاولة اللعب تظهر كعنصر مركزي غارق في الرمزية المحركة للوعي الراكد حاملاً أبعاداً أنثروبولوجية عميقة. القمار يتحول من لعبة ترفيهية إلى طقس مُقدس لتوزيع القوة والموارد يحاكي الآليات الكونية. هذا الطقس يكشف أن السلطة تعتمد على آليات سحرية لإضفاء الشرعية على قراراتها التعسفية. في السياق العراقي العربي، طاولة القمار مركز السلطة العالمية، والشعب مجرد أطراف يُقامَر على مصيرها. الغزو الأمريكي لم يكن قراراً مدروساً وإنما مقامرة استراتيجية، فشل الرهان والثمن دفعته الشعوب فيما نجا المُقامرون. على مستوى أعمق، تُجسد طاولة القمار ما أسماه جاك لاكان بـ"الوهم النرجسي" كل لاعب يعتقد أنه يستطيع "قراءة" اللعبة والتحكم بنتائجها، رغم أن القمار قائم على العشوائية. هذا الوهم ضرورة نفسية تُمكن اللاعب من تحمل القلق الوجودي الذي تثيره مواجهة العشوائية الكاملة. لعبة "21" تحمل دلالة خاصة، الرقم يرمز للكمال المُفترض والرشد القانوني، رغم أنها لعبة تتطلب حساب المخاطر بدقة، مُشبهة باللعبة السياسية. هناك خط أحمر غير مرئي، تجاوزه يعني السقوط، وموقعه الدقيق يبقى مجهولاً للجميع. الخادم يعتقد أن "الألم يُعلم" وأن قربه من الأرض كطبقة مسحوقة يجعله أكثر حكمة من الآخرين، لكنه يجهل أن المعاناة قد تُعمي بدلاً من أن تُنير. المعتمد واهم أن "الوسطية" تعني الذكاء السياسي، لكن موقعه هذا يجعله أول ضحايا التغيير - عندما تنقلب المعادلة، الوسطيون أول من يسقط. الواعظ الأخطر، يدّعي احتكار الحقيقة الإلهية، محولاً آراءه الشخصية لأوامر سماوية. وهمه الأكبر: أنه "وسيط الله" وليس مجرد إنسان يستغل الدين للسلطة. الجميع "حفاة" لأنهم مجردون من الحقيقة رغم ادعاءاتهم المختلفة. هذا يُذكرنا بالمثل العراقي: "كلٌ يغني على ليلاه" كل واحد مقتنع بصحة وهمه، والواقع يسخر منهم جميعاً. درندش يُظهر أن أخطر الأوهام هي التي تحمل بذور الحقيقة، المعاناة قد تُعلم فعلاً، والوسطية قد تكون حكيمة، والدين قد يحمل هداية، لكن تحويل هذه الإمكانيات لحقائق مطلقة هو الوهم المُدمر. المونولوج الوجودي للواعظ يستدعي في وعينا وذاكرتنا جدلية السيد والعبد عند هيغل. عبارة "أنا تعبت كوني مطاع، أريد أن أتحرر" تجسد المفارقة الهيغلية، السيد يكتشف أن سيادته قيد، وأن طاعة الآخرين له أصبحت سجناً وجودياً. مشهد رمي الطائرة للمؤونة المتمثلة بالأزياء والخبز يُطور مفهوم هايدغر للقذف في العالم بشكل جذري. عند هايدغر، الإنسان "مرمي" في وجود لم يختره، مع إمكانية للوجود الأصيل عبر مواجهة الوضع بوعي والاختيار الحر. درندش يُحطم الأمل الهايدغري تماماً، مُقدماً رؤية أكثر قتامة وعمقاً. الشخصيات تتعرض للقذف المتكرر في الوجود، فضلاً عن رميها عند الولادة نراها وقد أعيد قذفها بأدوار اجتماعية بشكل متكرر وقسري. الطائرة التي ترمي المؤونة تُجسد "القذف المُتكرر القسري"، الإنسان يُعاد قذفه في أدوار جديدة كلما قررت القوى العليا ذلك. القذف الأصلي عند هايدغر طبيعي وكوني، أما القذف المُعاد في نص درندش فاصطناعي وسياسي. الطائرة ترمي الأزياء بقرار خارجي مُتعمد، مُحولة القذف من حقيقة وجودية للتعامل معها إلى أداة سيطرة مُستمرة. شخصيات درندش تواجه نوعاً مختلفاً من القلق، القلق من اللامعنى المُتعمد بدلاً من القلق الوجودي من العدم. العدم الذي يواجهونه عدم المعنى المُصطنع الذي تفرضه القوى الخارجية وليس عدم الموت الطبيعي. حتى الذوبان في "الناس" مُستحيل لأن الأدوار الاجتماعية نفسها عشوائية ومؤقتة ومفروضة قسراً. الأزياء المُلقاة من السماء تُمثل "الهوية" كقطعة قماش خارجية. درندش يُظهر أن حتى العري في هذا العالم مستحيل، الطائرة سترمي عليك قناعاً جديداً حتى لو رفضت القديم. العاصفة التي حطمت طاولة القمار دمرت المشاريع الوجودية الهايدغرية، كل بناءِ معنىً يُقلب بقرار خارجي. هذه العاصفة رياح التغيير التي اجتاحت العراق 2003، دمرت النظام السياسي العفلقي وأزاحت صدام إلى حفرة من حفر جهنم، وتجاوزت ذلك إلى تدمير البُنية الوجودية للمجتمع برمته. يقول فرانتز فانون في كتابه "معذبو الأرض": العنف الذي تمارسه القوى الاستعمارية ليس عنفاً جسدياً فحسب، بل تدمير منهجي لكل ما يُشكل هوية الشعب المقهور، لغته وذاكرته وطرق عيشه وأحلامه. وهذا بالضبط ما شهدته بغداد وكل المدن العراقية بعد نيسان 2003، حيث تحولت العاصمة من مركز حضاري يضج بالحياة إلى مسرح دموي مفتوح على كل الاحتمالات المرعبة. العراقيون الذين استيقظوا صباح التاسع من نيسان على أصوات وهتافات مختلفة الألوان والنبرات، كانوا مقسمين بين فرح قلق لنهاية الطاغية وحزن وجودي لوطن لاح الخراب على محياه. هم لم يفقدوا مؤسسات الدولة وحدها، بل فقدوا أيضاً "اليقين الوجودي" الذي كان يُنظم حياتهم اليومية. المواطن الذي كان يستيقظ ويذهب لعمله في وزارة التعليم أو المستشفى الحكومي، وجد نفسه فجأة بلا هوية مهنية واضحة، بلا مستقبل يُخطط له، بلا حتى شوارع آمنة يسير فيها. الأم التي كانت تُرسل ابنها للمدرسة كل صباح، باتت تُودعه كأنها تُرسله لجبهة حرب. المعلم الذي كان يُدرس التاريخ العراقي، أصبح يتساءل: أي تاريخ سيُدرس الآن؟ وأي عراق سيبقى؟ الطفل العراقي الذي كان يحفظ خريطة بلده عن ظهر قلب، استيقظ ليجد البلد مُقسماً إلى مناطق نفوذ طائفية وعرقية لا يفهمها. الجار السني الذي كان صديقاً حميماً، أصبح "الآخر" المُشكوك في ولائه، والجار الشيعي تحول من مواطن عادي إلى "حليف إيراني محتمل" في نظر البعض طبعاً!. هكذا تفتت النسيج الاجتماعي ليس تحت ضربات القنابل فقط، بل تحت ضربات الشك والخوف من الآخر المُختلف. الأخطر من كل ذلك، أن العراقيين فقدوا "لغة مشتركة" للحديث عن المستقبل. الكلمات التي كانت تحمل معاني واضحة، الوطن، المواطنة، العدالة، التقدم - أصبحت ألفاظاً فضفاضة تحتمل تأويلات متناقضة بحسب الطائفة والحزب والمنطقة الجغرافية. وهذا تماماً ما تُجسده مسرحية درندش "سباق الخبز": عندما تتحطم طاولة القمار، لا تتحطم اللعبة السياسية فحسب، بل تتحطم أيضاً اللغة المشتركة التي كان الناس يستخدمونها لفهم عالمهم والتخطيط لمستقبلهم. التحول من القمار للسباق انتقال من وهم السيطرة إلى يأس الهروب، من الوجود الجماعي حول طاولة الوطن الواحد للصراع الطائفي في مضمار البقاء. العراقيون الذين كانوا يجلسون حول طاولة هوية مشتركة وجدوا أنفسهم في سباق محموم على فُتات الدولة المُتهالكة. السباق يُحطم الكينونة مع الآخرين، الآخرون يصبحون عوائق طائفية يُتجاوزون بدلاً من كونهم مواطنين يُتعايش معهم. التشكيلة البصرية الجديدة تُلغي الحوار الوطني: كل طائفة تُركز على حصتها والآخرون يختفون من مجالها البصري أو يُصبحون أعداء يُقاتلون. توزيع البدلات والرموز التقنية كشف عن نظام سيطرة محكم الوظائف: المسبحة كأداة سيطرة روحية تُضفي شرعية دينية على القهر، والسوط كذراع تنفيذية تُحول الخطاب الأيديولوجي لواقع مؤلم، والخبز كأداة تحكم نهائية وأكثر من كونه منحة. الخبز في يد الخادم أخطر الأدوات الثلاث. يُوهمه بأنه يملك شيئاً، ويُذكره في الوقت ذاته باستمرار، بحاجته وتبعيته. كل قضمة تُؤكد أنه يعيش على فُتات ما يُسمح له. الخبز جزرة وعصا معاً. هذا الثالوث، الإقناع والإكراه والحاجة، يُشكل أسس كل نظام سيطرة فعال. في السياق العراقي، واضح في الأحزاب الحاكمة: الخطاب الديني أو القومي (المسبحة) يُبرر الممارسات، القوة المسلحة (السوط) تُنفذ الإرادة، والتحكم في الموارد (الخبز) يُبقي الناس ظلالاً بتبعية مهينة خلف السيد والقائد والمؤتمن والمسؤول. الحوار بين الواعظ والمعتمد جسد انهيار الكينونة مع الآخرين. خلقَ السباق هرمية قسوة متصاعدة، والتحالف بينهما مؤقت مبني على الخوف المتبادل بدلاً من أساس وجودي أصيل. التهديد بالغدر يُظهر الغدر كأفق وجودي دائم، حيث تنعدم الثقة والأمان، كل علاقة مبنية على توقع الخيانة. السباق يقتضي أن كل تحالف مؤقت سيُكسر عاجلاً أم آجلاً. هذا الحوار المؤسس للأسئلة بين الواعظ والمعتمد يُجسد واقع العراق ما بعد 2003: التحالفات الطائفية المؤقتة، العنف كلغة وحيدة، والغدر كأفق دائم. العاصفة دمرت الطاولة وحولت العراقيين إلى واعظين ومعتمدين وخدم في سباق مدمر يحمل درجات متفاوتة من الخسارة الوجودية دون فائز حقيقي. تنكشف المأساة الحقيقية للخادم في لحظة إدراك مُدمرة تقلب كل ما كان يعتقده. الخادم الذي كان يُدافع عن المعتمد "أريد حمايتك من الضرر بسببي" وهو يُلح عليه بالطلب بأن يستجيب لأوامر الواعظ بالقسوة عليه كي يجري بسرعة للحاق بالمتسابقين، يكتشف فجأة أن حتى الشفقة الضئيلة لم تكن سوى مسرحية رخيصة، وأن التظاهر بالرحمة نفسه جريمة في نظر الواعظ الذي ينتفض من أي بادرة إنسانية. هنا تتجلى حقيقة مُرعبة أن النظام الشمولي لا يكتفي بقهر الأجساد، بل يسعى لتدمير قدرة الإنسان على التعاطف والرحمة، لأن هذه المشاعر تُهدد منطق السيطرة المطلقة. الواعظ في نص درندش يُجسد هذا المنطق الشمولي بدقة مذهلة، حيث يعتبر شفقة الخادم على المعتمد خيانة للنظام، وكأن الرحمة جريمة تستوجب العقاب. منع الخادم من الكلام، "اخرس واصمت تحرك دون كلام"، يُحطم الشرط الأساسي للوجود الإنساني: اللغة كبيت الكينونة. يقول هايدغر في كتابه "الكينونة والزمن": "الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يسكن في اللغة، وعندما تُنتزع منه لغته، يُنتزع منه جوهر إنسانيته." عندما تُسلب اللغة، يُسلب الوجود الإنساني، الخادم يُطلب منه التحرك كآلة صامتة، كروبوت مُبرمج على الطاعة العمياء. هذا الصمت القسري يُشبه عملية جراحية بدائية: تبدأ باستئصال اللسان وتنتهي باستئصال الروح. في اللحظة التي يُحرم فيها الإنسان من حقه في التعبير، يتحول من "ذات" إلى "موضوع"، من إنسان يملك إرادة وأحلام إلى أداة تُحرك بالأوامر. الخادم الصامت يُصبح رمزاً للشعوب المُكممة التي تُجبر على التحرك وفق إرادة الطغاة، محرومة من حق السؤال والاعتراض والحلم. المفارقة الأكثر إيلاماً في تبرير إصرار الخادم على دعم المعتمد: "خبز عيالي من خيرك" و"أنا من خبز حلال"، يُحول استغلاله الوحشي إلى منّة يشكر عليها جلاديه. هذا "حب الخضوع" كآلية دفاع نفسية، حيث الفرد الذي فقد ذاته يجد معنى للحياة فقط من خلال خدمة من يُدمره. الخادم يتجاوز قبول قهره إلى تقديسه ويُحوله إلى شرف أخلاقي. الخبز الحلال يُصبح مُبرراً أخلاقياً ودينياً لقبول الذل، والعبودية تتحول إلى فضيلة والقهر إلى بركة. هذا الاكتشاف المُدمر يُواجه الخادم بأنه محاط بالكذب والاستغلال ومشارك فعال في استغلال نفسه من خلال تقديس مصدر قهره وتحويل جلاديه إلى منعمين. عبارة "خبز عيالي من خيرك" تكشف آلية السيطرة الاقتصادية، الحاجة الاقتصادية كافية لضمان خضوع المُستغَل دون الحاجة للعنف المباشر. التشويه اللغوي واضح: "خيرك" بدلاً من "استغلالك"، "خادم مطيع" بدلاً من "ضحية مُستغَلّة"، "خبز حلال" بدلاً من "عمل مُستغَل". انهيار التحالف بين الواعظ والمعتمد يحدث بسرعة البرق. اتهام التآمر وطرد المعتمد المفاجئ يُظهر كيف يلتهم النظام أبناءه عند الشك في ولائهم المطلق. إنقاذ المعتمد بالطائرة المروحية نهاية رمزية عبقرية خلقها الدرندشي الساحر، النخب لديها دائماً خطط هروب وإنقاذ خارجية، بينما يُترك الخادم وحيداً في الصحراء. شرب الخادم للنفط كطاقة رمزية مُدمرة، الشعوب المقهورة مُجبرة على "شرب" النفط الذي يُفترض أن يكون نعمة ويتحول للعنة تُدمر من الداخل. التحول الجذري في فلسفة الخادم من "الحلال والحرام" إلى "الضعيف يسقط والقوي يصمد" انهيار كامل للقيم الأخلاقية تحت ضغط الحاجة والقهر. الحوار الفلسفي حول "خبز الوهم وخبز السلطة" كشف جوهر الصراع المعاصر. الواعظ يُقسم العالم لخبز مادي للفقراء ورمزي للحكام، والخادم يرد بحكمة عميقة عن "خبز برائحة النفط وخبز برائحة الجوع" مُجرداً الصراع من أقنعته الأيديولوجية. لحظة وضع المسدس في ظهر الخادم تُمثل سقوط آخر أقنعة الحضارة والعودة للعنف الخالص. عبارة الواعظ "هكذا ينتصر الإنسان على الإنسان" تكشف الحقيقة العارية للعلاقات السياسية المبنية على القوة المحضة. وفي ومضة عبقرية عميقة تجلى درندش من خلال طقس "إخراج الشيطان" من الخادم بقدرة سلطوية استمكانية للواعظ كان مشهداً ساخراً ومُريعاً في آن واحد، حيث يُحول الواعظ أي تساؤل أو اعتراض إلى "وسوسة شيطانية" يجب طردها. السؤال الساخر "شيطان من أي ولاية أنت وإلى أي كتلة تنتمي" يُحول الطقس الديني لمهزلة سياسية تكشف كيف أصبح كل شيء مُسيساً ومُحزباً حتى الشياطين. اللحظة الفاصلة في النص هي عندما يتقمص المعتمد دور القاضي ويبتكر طقساً جديداً يجمع بين القمع والمسرحة والمقامرة. يأمر بتبديل ملابس الواعظ والخادم، وهو أمر يحمل دلالات عميقة تتجاوز مجرد تغيير الثياب، إنه إعادة ترتيب شاملة للأدوار والهويات في دورة أبدية من القهر المُتبادل. هذا التبديل القسري يكشف طبيعة السلطة كلعبة، حيث الهويات والوظائف مجرد أقنعة قابلة للتبديل بأمر من السلطة العليا. عندما يصبح الخادم واعظاً بحكم تبديل الملابس، نشهد تحولاً مذهلاً في شخصيته. الخادم الذي كان يستجدي "خُبز عيالي من خيرك" يتحول فجأة لواعظ يمارس نفس آليات القمع الفكري التي كان ضحية لها. هذا التحول يكشف حقيقة مرعبة: المُضطهَد عندما يحصل على السلطة يُعيد إنتاج أنماط القهر ذاتها التي عانى منها بدلاً من تحرير نفسه والآخرين، وأحياناً بقسوة أكبر. الخادم الواعظ الجديد يبدأ في ممارسة نفس الخطاب الأيديولوجي والتلاعب النفسي الذي كان يُمارس عليه. ما فعله الخادم عند تقمصه للسلطة يُجسد ظاهرة نفسية عميقة أسماها علماء النفس الاجتماعي بـ"متلازمة الضحية-الجلاد" الشخص الذي يُعاني من القهر لفترة طويلة قد يُعيد إنتاج نفس آليات القهر عندما يحصل على القوة. هذا يُجسد ما أسماه فرانتز فانون "استبطان المُضطهَد لقيم المُضطهِد"، حيث الضحية تتجاوز تقليد جلادها إلى التفوق عليه في القسوة والنفاق. البدلة التي لبسها حولت كامل بنيته النفسية والفكرية، كأن الثياب قد كانت تحمل معها روح الدور وآلياته القمعية. فقد كانت أعمق أحلام الخادم تتجسد في فانتازيا انقلاب المواقع. إنه لا يحلم بالحرية، بل بأن يصبح هو المُهيمن. هذا ليس حلم تحرر، بل حلم انتقام. ألفرد أدلر في نظريته عن "عقدة النقص" يُوضح كيف أن الشخص المُهان يُطور "إرادة قوة مُضاعفة" تهدف لا لتحقيق العدالة، بل للانتقام من الذل المُتراكم. هكذا يُقدم درندش تشريحاً دقيقاً لآليات الهيمنة المعاصرة، كاشفاً كيف تتلاعب القوى الخارجية بمصائر الشعوب عبر ألعاب معقدة من الخداع والتحولات المؤقتة التي تزيد الجوهر مرارة بدلاً من تغييره. النص نبوءة مُرعبة عن مستقبل الشعوب التي تُراهن على التغيير الخارجي بدلاً من السعي للتحرر الداخلي الحقيقي. المقطع الختامي كان ذروة في العبقرية، فقد كشف عن الطبيعة الدورية الأبدية للقهر. عودة المعتمد كقاضي تُجسد حقيقة مُرة: النخب نفسها تعود بأقنعة جديدة. المعتمد الذي كان أداة قمع يُصبح قاضياً يحكم بالعدل المزعوم، والطائرة التي أنقذته تُصبح أداة إنزال "العدالة" من السماء. تبديل الملابس رمزية عميقة لسياسة التدوير، نفس الوجوه تتناوب على الأدوار، الضحية تُصبح جلاداً والجلاد ضحية، أما النظام الأساسي المبني على القهر فيبقى دون تغيير. القاضي الذي يُحاكمهما على "جريمة ستحدث" يُمثل العدالة الاستباقية المُشوهة التي تُدين على النوايا المُفترضة بدلاً من الأفعال الفعلية. الحوار الفلسفي، "بعد الجريمة يأتي دور المحكمة، وعندما يسقط البريء ملطخاً بدمائه يلتف القضاة حول جثته ليحاكموه"، يكشف فهماً عميقاً لطبيعة العدالة المقلوبة، حيث الضحية تُحاكم بعد موتها والجلاد يُبرأ قبل محاكمته. التحول المُدمر في شخصية الخادم يكشف الطبيعة الفاسدة للسلطة نفسها. الخادم الذي كان يتوسل الرحمة يصبح أقسى، يُجبر الواعظ على الضحك والبكاء والرقص حتى الإعياء. هذا التحول يتجاوز كونه انتقاماً شخصياً إلى إظهار كيف يُحول النظام حتى ضحاياه لوحوش عند فرصة الانتقام. مشهد إجبار الواعظ على التوسل، "سأمسح غائطك، سأتبول بدلاً عنك"، انهيار كامل للكرامة الإنسانية، تدمير منهجي للذات وتحويل الإنسان لكائن عديم الكرامة مُستعد لأي شيء مقابل لحظة راحة. طلب ارتداء "ثوب أنثوي مغر ماجن" حيث الفستان الأحمر مع آلية موسيقية من الزغاريد كان ذروة الإذلال الجنسي والنفسي للواعظ السابق الخادم الحالي. هذا يُجسد استخدام الإذلال الجنسي كأداة قهر سياسي، وكيف تسعى السلطة لتدمير الهوية الجنسية والاجتماعية كوسيلة نهائية للسيطرة. الفستان الأحمر يُصبح رمزاً للعار المُقدس المفروض باسم العدالة. أصوات الزغاريد وموسيقى العرس تُحول الإذلال لاحتفال، والعذاب لعيد، والقهر لطقس اجتماعي مُبارك. هذا التناقض المُريع يُظهر كيف تُحول الأنظمة الاستبدادية أسوأ جرائمها لمناسبات فرح، وكيف يُجبر الشعب على التصفيق لجلاديه والرقص على أنغام عذابه. • النهاية المفتوحة: دورة التحولات الأبدية من الجلاد إلى الضحية العبارة الأخيرة للقاضي "استعدوا لتغيير ملابسكم، جميعكم دون استثناء" مع الظلام التدريجي نهاية مفتوحة مُرعبة. إنها تُشير إلى أن الدورة ستستمر بشكل أبدي، وأن كل من في المسرحية، بما في ذلك القاضي، سيُصبح ضحية في دورة قادمة. جميع الأطراف معرضة للتدوير، وكل الموجودين مُهددون بأن يُصبح الجلاد ضحية والضحية جلاداً، حتى من كان يشغل مقاعد الفرجة في صالة العرض مدان، ومعرض لنفس التحولات، فثمة لعنة هناك تطارد وجودنا. هذه النهاية تُلخص جوهر المأساة العراقية والعربية: مجتمعات محكومة بدورات أبدية من العنف والانتقام، حيث الجميع يفشل في التعلم من التجربة وكسر الحلقة المُفرغة. السلطة تُفسد الجميع، والضحايا يُصبحون جلادين، والجلادين ضحايا، والنظام يُعيد إنتاج نفسه مع كل تغيير شكلي. الملابس تتغير والوجوه تتبدل، أما جوهر القهر والاستبداد فيبقى، والشعب يبقى الضحية الدائمة في كل الدورات. حقيقة أرى أن البطولة الحقيقية والشخصية الرئيسية هي الطائرة المروحية التي تأتي وتذهب والتي تُمثل القوى الخارجية التي تُدير اللعبة عن بُعد، تُنزل العدالة المُشوهة من السماء وتُغادر تاركة الضحايا يتقاتلون فيما بينهم. والظلام التدريجي يتجاوز كونه مجرد نهاية مسرحية إلى رمز للعتمة الروحية والحضارية التي تُخيم على مجتمعات فقدت بوصلتها الأخلاقية وأصبحت تدور في فلك مُظلم من العنف والانتقام المتبادل. درندش يُقدم رؤية تشاؤمية لكنها واقعية بشكل مؤلم، حيث ينعدم الخلاص في الأفق، ويغيب التطهير الحقيقي، ويستحيل التحرر الجذري. يبقى فقط الدوران الأبدي في حلقة مُفرغة من القهر المُتبادل، حيث الجميع ضحايا وجلادون في آن واحد، والوحوش الحقيقية هي النظام نفسه الذي يُحول البشر إلى وحوش وليست الأفراد. العبرة المُرة أن التغيير الحقيقي يتطلب تفكيك النظام برمته والبحث عن نموذج جديد يقوم على العدالة والكرامة الإنسانية، بدلاً من تبديل الأشخاص أو الملابس، وبعيداً عن دورات الانتقام الأزلية. • رد على اتهامات التقليد المباشر أدلج البعض فرضياته غير الدقيقة بالتشويش على قيمة النص وجماله بادعاء كون درندش قد قلّد "سباق الخبز" تقليداً محضاً من مسرحية بريشت "القاعدة والاستثناء"، وهذا يكشف سوء فهم جوهري لطبيعة الإبداع الأدبي وآليات التناص الحديث، ويتجاهل الفروق الهائلة بين التناص الإبداعي الواعي والمحاكاة الأدبية الحرفية. إن درندش، الذي يبدأ نصه بعبارة صريحة "شكراً بريشت"، يعلن تأثره بالمدرسة البريشتية بوضوح تام، ويؤكد منذ البداية أنه يمارس "ولادة نص جديد ومغاير ومختلف عن الأصل." هذا الإقرار الصريح بحد ذاته يدحض اتهام التقليد المحض لأن المقلد الحرفي يخفي مصادره ويدّعي الأصالة المطلقة، بينما المتناص الواعي يحاور التراث علناً ويطوره نقدياً. المقارنة الدقيقة بين النصين تكشف أن التشابه السطحي في الإطار العام يُخفي اختلافات جوهرية عميقة تؤكد استقلالية رؤية درندش. بينما يقدم بريشت صراعاً خطياً كلاسيكياً ينتهي بموت الكولي كنتيجة حتمية للاستغلال الرأسمالي، فإن درندش يطور بنية دائرية معقدة تقوم على تبديل الأدوار، في دورة مستمرة تنتهي بعبارة "استعدوا لتغيير ملابسكم، جميعكم دون استثناء"، مما يكشف رؤية فلسفية مختلفة تقوم على عبثية التحول مع غياب التغيير الجوهري. والأهم أن درندش يضيف ابتكارات تقنية ورمزية غير موجودة في نص بريشت: الطائرة المروحية كرمز للسلطة الخفية الحديثة، وتقنية التحول الليلي أثناء النوم، والمحاكمة على الجريمة المستقبلية التي تضيف بعداً كافكاوياً غائباً تماماً في نص بريشت. هذه الإضافات تتجاوز كونها مجرد تنويعات شكلية إلى تطويرات جوهرية تخدم رؤية فلسفية مختلفة تتجاوز الماركسية الكلاسيكية إلى نقد وجودي أعمق. كما ينقل درندش المنهج البريشتي إلى سياق ثقافي عربي معاصر مختلف، فيدمج الخطاب الديني المتواطئ عبر شخصية الواعظ غير الموجودة في نص بريشت، ويوظف المرجعية الدينية والاجتماعية العربية، ويطور لغة مسرحية تجمع بين الفصحى المعاصرة والإيقاع الشعري العربي في صور أصيلة. رمزية الخبز في نص درندش تتطور إلى منظومة دلالية مركبة تشمل خبز الحاجة وخبز السلطة وخبز الوهم، في تطوير أصيل لمفهوم الصراع الطبقي يتجاوز البعد المادي المباشر إلى أبعاد وجودية وروحية أعمق. والصراع يتوسع بدلاً من الاقتصار على العلاقة بين رأس المال والعمل، ليشمل الصراع بين السلطة الدينية والسياسية والشعب. بينما قدم بريشت رسالة واضحة عن ضرورة الوعي الطبقي والتغيير الثوري، فإن درندش يقدم رؤية عبثية تشاؤمية تكشف استحالة التغيير الحقيقي داخل النظام. هذا التحول من التفاؤل الماركسي الثوري إلى التشاؤم الوجودي العبثي يمثل إضافة فكرية أصيلة تتجاوز المرجعية البريشتية إلى رؤية فلسفية مستقلة. إن التناص مع بريشت في الأدب المسرحي العربي ممارسة واسعة عند ونوس وقاسم محمد وعبد الصبور وغيرهم، والتقنيات البريشتية أصبحت تراثاً مسرحياً عاماً، تماماً كما استفاد شكسبير من الكلاسيكيات وجوته من الأساطير وبريشت نفسه من شكسبير. إن "سباق الخبز" عمل أصيل يضيف للمسرح العربي والعالمي الشيء الكثير، ويحق لدرندش أن يفخر به كإنجاز إبداعي مستقل. اتهامه بالتقليد المباشر ظلم نقدي وسوء فهم لطبيعة الإبداع الأدبي الذي يحدث في حوار مستمر مع التراث الإنساني، والعدالة تقتضي الاعتراف بأن هذا النص إضافة حقيقية للمكتبة المسرحية العربية تستحق التقدير والاحترام بدلاً من الاتهام غير المبرر.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
«مورفولوجيا التخييل المسرحي: من الأنطولوجيا النصية إلى الفين
...
-
»مورفولوجيا التخييل المسرحي: من الأنطولوجيا النصية إلى الفين
...
المزيد.....
-
سفير فلسطين في بولندا: نريد ترجمة الاعتراف بدولتنا إلى انسحا
...
-
كتاب عن فرنسوا ابو سالم: شخصية محورية في المسرح الفلسطيني
-
أمجد ناصر.. طريق الشعر والنثر والسفر
-
مؤتمر بالدوحة لمكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافي
...
-
الاحتمال صفر
-
أسعد عرابي... رحيل فنان يكتب العالم باللون وناقد يعيد ترميمه
...
-
النقد الثقافي (المعنى والإتّجاه) في إتحاد الأدباء
-
فنانون عرب يشيدون بتنظيم مهرجان بغداد السينمائي
-
تحديات جديدة أمام الرواية الإعلامية حول غزة
-
وفاة الفنان السعودي حمد المزيني عن عمر 80 عامًا
المزيد.....
-
الرملة 4000
/ رانية مرجية
-
هبنّقة
/ كمال التاغوتي
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|