هند إزم
الحوار المتمدن-العدد: 8472 - 2025 / 9 / 21 - 09:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
• تعريف المراهقة وخصائصها
المراهقة مرحلة نمو شامل ، ينتقل خلالها الكائن البشري ، من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد . وقد رأى بعض علماء النفس ، أنها تبدأ في الحادية عشرة من العمر ، وتنتهي حوالي الثامنة عشرة . ورأو أيضا ، أن هناك قوى تحدد مجرى النمو ، في أثناء المراهقة ، أبرزها :العوامل الجسدية ، والعائلية ، والمدرسية ،والاجتماعية ، والعقلية ، والعاطفية، وإذا تناغمت هذه القوى ، جاء النمو متكاملا ومنتظما؛ أما إذا تعارضت ، فتتولد المشكلات والصراعات.
من خصائها:
على مستوى التغيرات الجسدية:
نلاحظ من خلالها أن الجسم ينمو طويلا ، ويزداد وزنا ، وتشتدّ العضلات ، ويقوى العَظم ، ويتَّسع حجمه ، وتزيد قوة المراهق كثيرا ، فيستطيع حمل ما لم يكن يقوى على حمله من قبل . وتظهر مع نمو العضلات والعظام ،الظواهر الخاصة بالنوع ، كالشعر في وجوه الذكور ( اللحية )، خشونة الصوت ...
على المستوى العقلي:
فإن التغيرات التي تطرأ على حياة المراهق العقلية ، تكون أولا في الوجدان ثم ثانيا في الفكر، وربما كان التغير في الوجدان أقوى التغيّريْن والذي يتمظهر في:
- عدم رضى المراهق بماضيه وعدم اكتفائه بما كان يقتنع به في طفولته كالألعاب والحلوى ....
ـ اشتداد غريزة حب الاستطلاع فيه : فتراه يتوقُ إلى قراءة كل ما تقع عليه يده من الكتب ، والروايات والقصص...
ـ رغبته في أن يجعل نفسَه مرئيا، ووجوده ملموسا ، وصوته مسموعا وأن يشغل محلاًّ في المجتمع الإنساني...
التغيرات الفكرية :
فيكون بالانتقال من الملاحظة الحسية إلى حياة الفكر، وإدراك الكليات ...، لذا ينشأ عن تلك الرغبة في إدراك قوى الطبيعة ، وأسرار الكون ، والبحث في علل الأشياء .
التغيرات المدرسية:
خلال فترة المراهقة ، يواجه المراهقون تغيرات عاطفية و نفسية كبيرة فقد يشعرون بالقلق أو الاكتئاب بسبب الضغوط المدرسية فيشعر بالإحباط بمجرد حصوله على علامة سيئة ...، بالإضافة إلى أن المراهق في هذه المرحلة يبدأ في تكوين هواياته الاجتماعية ، مما يؤدي إلى تغييرات في صداقاته وعلاقته مع الأقران . قد يصبح أكثر اهتماما بآراء أصدقائه ،مما قد يؤثر على سلوكه في المدرسة . كما أن التغيرات السلوكية يمكن أن ترافق ما ذكرناه من التغييرات، فالتلميذ المراهق يتمرد ويتجاهل القواعد المدرسية أو أنه يرغب في تحقيق الاستقلال لنفسه، ويبدو أن انحرافات المراهق ناجمة عن اضطراب العلاقة بهذا العالم ، وعدم ملاءمته لحاجاته .
إن ندماج المراهق في المجتمع ، تتعرض له سلسلة من الهزَّات ؛تتمثل في الجنوح والتمرد ، أو الاكتئاب واليأس . المهم ، قبل أن تحدث الصدمة ، أن يفهم العالم أن المراهق يريد أن يتحرر من التبعية ، ليكون له دور في المجتمع . فالضغط الذي تمارسه الأسرة عندنا ، قد يولّد القلق ومحو الشخصية . ومن وجوه هذا الضغط ، أننّا نعلّم المراهق كيف يخضع ويطيع الأوامر ، في حين لا نعلمه كيف يعتمد على نفسه ، ويواجه المسؤوليات بوعي وقوّة . وحبذا لو يتمّ للمراهق ذلك برعاية أهله ومرشيديه ، كي لا يكون استقلاله عبوديّة ، وقوته ضعفا ، وقدرته عجزا ، وتحرره فوضى . وكلما أحسنَ المراهق لغة الحوار مع الناضجين ، توافرت الأجوبة عن تساؤلاته ، وتقدم في طريق المعرفة والاتزان . ويمكن القول أن المراهقة هي مرحلة تحقيق الاستقلال الذاتي ، الذي لا يتحقق من دون أزمات.
• تعريف الذكاء العاطفي
هو القدرة على فهم العواطف والتعبير عنها وإدارتها بفعالية، سواء كانت مشاعر ذاتية أو مشاعر الآخرين.
مكوناته
يتكون العاطفي من أربعة عناصر رئيسية:
1 - الوعي الذاتي: الذي يمكن الفرد من التعرف على مشاعره وفهم تأثيرها على تصرفاته
2 - إدارة الذات: التي تساعد في التحكم في العواطف خاصة السلبية منها، والتعزيز والتحفيز الداخلي
3 – التعاطف: الذي يسمح بفهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بلطف
4 - إدارة العلاقات: التي تعزز مهارات التواصل وحل النزاعات بشكل إيجابي
دوره في فهم المراهق لعواطفه وإدارتها
تأتي أهمية الذكاء العاطفي في مرحلة يمر فيها المراهقون بتغيرات كبيرة على المستويات الجسدية والنفسية والاجتماعية، فالوعي العاطفي يساعدهم على فهم مشاعرهم الناتجة عن هذه التغيرات مما يقلل من التوتر والقلق، إن إدارة الذات تمكنهم من ضبط مشاعر الغضب أو الاحباط في مواجهة تحديات مثل الدراسة أو العلاقات الاجتماعية، فالتعاطف يعد مهارة حيوية لتطوير علاقات صحية مع الأقران وتعزيز التعاون والانسجام، بينما تلعب إدارة العلاقات دورا في حل الخلافات وبناء شبكات اجتماعية إيجابية وداعمة
• تأثير الذكاء العاطفي على العلاقات الاجتماعية خلال المراهقة
يلعب دورا حاسما في تشكيل العلاقات الاجتماعية للمراهقين، حيث يساعدهم على بناء روابط قوية ومتوازنة مع أقرانهم وعائلاتهم، خلال هذه الفترة بكون المراهق أكثر حساسية تجاه التفاعلات الاجتماعية، لذا فإنه يمكنه من فهم مشاعره والتعبير عنها بطريقة صحية، مما يحد من سوء الفهم وسوء التواصل وكذلك ضبط عواطفه، مثل الغضب والاحباط، مما يساعد على تجنب النزاعات والحفاظ على علاقات إيجابية
دور الأسرة في دعم المراهق
خلال هذه الفترة تلعب التربية دورا محوريا في تنمية الذكاء العاطفي لدى المراهقين، حيث تساعدهم على فهم مشاعرهم وإدارتها بشكل صحي، مما يعزز قدرتهم على التواصل الفعال وبناء علاقات إيجابية
بعض استراتيجيات تعزيز الثقة بالنفس والوعي الذاتي
يتطلب تعزيز الثقة بالنفس والوعي الذاتي مجموعة من الاستراتيجيات التي تساعد الفرد على فهم ذاته وبناء صورة إيجابية عنها من خلال:
- أولا : التعرف على نقاط القوة والتركيز على الانجازات الشخصية يعزز الشعور بالكفاءة ويحفز النمو الذاتي.
- ثانيا: ممارسة التفكير الإيجابي واستبدال الأفكار السلبية بأخرى محفزة من خلال :
أ - إعادة تفسير المواقف بدلًا من التركيز على الجوانب السلبية، حاول البحث عن الدروس المستفادة والفرص المتاحة في كل موقف صعب. ب - ممارسة الامتنان اليومي، فتدوين ثلاثة أشياء إيجابية كل يوم يساعد على تحسين المزاج وتعزيز التفكير الإيجابي
- ت : تحدي الأفكار السلبية، فعندما تراودك فكرة محبطة، اسأل نفسك: هل هذه الفكرة واقعية؟ وما الدليل على صحتها؟ هذا يساعد على التخلص من التفكير غير المنطقي.
- ث : الإحاطة بأشخاص إيجابيين، فالتفاعل مع أشخاص متفائلين يساهم في تحسين الطاقة العقلية وتخفيف التأثير السلبي للأفكار السلبية.
- ج : استخدام التأكيدات الإيجابية، فتكرار عبارات مشجعة مثل "أنا قادر على النجاح" أو "لدي القدرة على تجاوز التحديات" يعزز الثقة بالنفس
- ح : ممارسة التأمل والتنفس العميق، فهو يساعد على تهدئة العقل وتقليل التوتر، مما يسهل التفكير بشكل إيجابي
- خ : تحديد الأهداف الصغيرة وتحقيقها ، إن الإنجازات اليومية الصغيرة تعزز الشعور بالكفاءة والتحفيز المستمر.
- د : الابتعاد عن المقارنات السلبية، من خلال التركيز على تطوير الذات بدلًا من مقارنة الإنجازات مع الآخرين يساعد في بناء عقلية إيجابية.
- ذ : ممارسة الرياضة والنشاط البدني، فالرياضة تعزز إفراز هرمونات السعادة، مما يحسن من طريقة التفكير والمزاج العام.
- ر : تبني عقلية النمو، إن النظر إلى التحديات كفرص للتعلم والتطور بدلاً من كونها عقبات يساهم في تعزيز التفكير الإيجابي.
- ثالثا: تحسين مهارة التواصل عبر التعبير بوضوح عن الأفكار والمشاعر يعزز الثقة بالنفس ويقوي العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى الاهتمام بالاعتناء بالذات من خلال ممارسة الرياضة، والتغذية السليمة، وتنظيم الوقت يساهم في تحقيق توازن نفسي وجسدي.
- وأخيرا: التعلم المستمر والتجربة يساعدان على توسيع المعرفة وزيادة القدرة على اتخاذ القرارات بثقة.
بعض النماذج من الواقع حول أهمية الذكاء العاطفي
1 - إدارة الغضب في المواقف الصعبة
تلميذ يشعر بالإحباط الشديد بعد حصوله على علامة منخفضة في الاختبارات مما يدفعه إلى الشعور بالغضب تجاه المدرس ويبدأ بالتصرف بعدوانية.
في هذه الحالة الذكاء العاطفي يساعده على فهم مشاعره وتحديد أسباب غضبه ويُمكِّنه من تهدئة نفسه واتخاذ خطوة إيجابية، مثل طلب المساعدة لتحسين مستواه بدلا من اللوم أو الانفعال.
2 - التعامل مع الضغوط الدراسية
مراهقة تشعر بالقلق الشديد بسبب تراكم الاختبارات والواجبات المدرسية، مما يجعلها تعاني من التوتر والانهيار العاطفي الذكاء العاطفي يمكنها من إدراك أن التوتر ناتج عن الضغط وليس نقص الكفاءة من خلال الوعي الذاتي، وكذا تطوير استراتيجيات مثل تنظيم الوقت باتباع التقنيات التالية:
o تقنية "بومودورو" (Pomodoro Technique)
تعتمد هذه الطريقة على تقسيم الوقت إلى فترات قصيرة مركزة (عادةً 25 دقيقة) تسمى "بومودورو"، يتبعها استراحة قصيرة (5 تدقائق)، وبعد أربع جلسات، يتم أخذ استراحة أطول (15-30 دقيقة). تساعد هذه التقنية على حسين التركيز ومنع الإرهاق أثناء العمل أو الدراسة.
o مصفوفة أيزنهاور
(Eisenhower Matrix)
هذه الطريقة تعتمد على تقسيم المهام إلى أربع مربعات وفقًا للأولوية
هام وعاجل: يجب إنجازه فورًا
هام وغير عاجل: يمكن التخطيط له لاحقًا.
غير هام وعاجل: يمكن تفويضه لشخص آخر
غير هام وغير عاجل: يجب تجنبه أو تقليله
تساعد هذه الاستراتيجية في إدارة المهام بفعالية وتجنب تضييع الوقت على أمور غير ضرورية.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟