أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم هما - تباريح المناتفي














المزيد.....

تباريح المناتفي


آدم هما

الحوار المتمدن-العدد: 8469 - 2025 / 9 / 18 - 13:59
المحور: الادب والفن
    


تباريح المنافي
شعر. آدم دانيال هومه.
منذ ألفي عام خلت
تتقصف أعواد سنابل الحزن في قلبي
وتتوهج بثور الألم في ذاكرتي
تضفي على الموت صوراً مطرّزة
كعروس آشورية في زيّها المزركش الأنيق
فتورق أحلامي على عتبات معابد أجدادي
مثلما ينعكس ضوء الفجر على أعشاش الطيور المهاجرة.

أراقب تحركات الله ومشاعره وانفعالاته
وأحدق في مرآة روحه من خلال دموع المنفيين عن أوطانهم
ومن خلال ثقوب الأبواب المغلقة التي رفرف أهلها مرغمين
وحلقوا في فضاءات الغربة القاتلة.

ألوك عشبة گلگامش الزاهية منذ ألفي عام
إلى أن شابت ذوائب الأزمنة والعصور
أدركتُ جميع أسرار الآلهة
وملائكتها
وأوليائها
ولكنني
لم أزل أزحف على ضفاف الموت في صحراء شاسعة
وأنا في طريقي إلى السماء الثانية عشر.

أضيء قناديل الشعر في ردهات عينيك
لتتألقين كسادنة الألق في سراديب الذاكرة
وكالطير الفوسفوري الذي يحلق في الآفاق اللامرئية
يتخطى حدود الزمكان.

أفضل ألف مرّة الموت في قلب النار
من العيش في الدخان.

أيها العاشق المتسربل بالحزن والأسى
بلمسة واحدة من أناملها السحرية
ستمنحك حياة ندية تنضح بالحب االسرمدي.

كان الشواظ المتأجج في عينيها يضرم النيران في هشيم دمي.

قبل أن تتغلغل في مباهج قلبي
وتستطيب نضارة روحي
روّضتني على مراقبة الله من وراء سراب.

ما حلّ فرسان الصحراء في مكان ما
إلا وأعادوه إلى عصور البداوة الأولى
وقد سفحوا عريهم ورجسهم على الحدائق والمروج البساتين
وبعد رحيلهم كالجراد الجائع الغضوب
يتركون الرياض قفارا
ينحرون كل العشاق
وكل الحمائم
وكل ذي حياة
ولا يتركوا سوى سراوبل نسائهم معلقة في الريح
تذكاراً لأولي الألباب.

الإنسان الآشوري أينما كان سيظل آشوريا أصيلا
مهما تفننت في صياغته، من جديد، أيادٍ غريبة
وستظل جذوره راسخة في عمق أعماق أرض الرافدين
وسيظل منتمياً إلى تلك الأرض المقدّسة
أرض الآلهة الأولين
العابقة بأريج الحضارة... ودماء الشهداء.

عشتار!.... تعالي لأسند رأسي على صدرك الفوّاح
وأحدق في ضوء السحر بعينيك بشوق عارم
لأستحق بكل جدارة واقتدار
الانتماء إلى بلادي التي تغوص في مستنقعات الدماء
التي تستبيحها القططط والكلاب السائبة في الطرقات
ما بين المحيط والخليج.
ملعونة البلاد التي تتقيأ أبناءها بفعل الجوع والذل والخوف
وسطوة الحكام الطغاة الجائرين.

أعرف أنك أجمل وأبهى نساء الكون قاطبة
منذ ولدتُ
وأنا أشم أريجك من بين سنابل الأرض
أنفاسك تضمخ بالطيب ضفاف الفرات
على وقع أقدامك يثمر نخيل العراق
وتورق الحدائق قبل حلول الربيع.

عندما بدأت ذئاب الصحراء تنهش في القطيع
في غياب الرعاة الصالحين
تركوا لآلئ ذكرياتهم على عتبات الأبواب المغلقة
وتوغلوا في الرحيل
حاملين صلبانهم فوق نعوشهم
وفي قلوبهم يضطرم لهيب الشوق والحنين
إلى الوطن الذي غطت وجهه أسراب الذباب
وغيوم حالكة تُنذر بالعقاب
يتردد صهيل دمائهم في أروقة المنافي
فيدبكون على إيقاع أغنية حزينة عن الوطن المقدس
يتألقون كالزبد فوق الماء
ثم ينامون على عتبات الفجر سكارى
ليصبحوا في آخر المطاف
دمى تُباع على أرصفة الغربة.

حين تخمد الصبوات في عمق أعماقي
أتكور حول ذاتي بعد منتصف الليل
في ذاكرة الرعد
تسري رعشة النار في خافقي
فألثم شفاه الغيم
لتنهمر من مآقي السماء شهب الأمطار
تسقي شجر الوعد القائم في آخر الدرب
الذي يقود إلى وطني المزنّر بالكوارث والويلات
وطني الذي يتنفس من رئتي
حين أراه مضرجاً بالدماء والأصفاد
أغمض عييني على أيقونة عروس الفجر
وأنام بظل شجرة الميلاد.

مذ أوغلت أنصال فرسان البودادي والقفار
في خواصر طفولتنا
صرنا نسمع صدى وقع أقدام الغول
الرافل باللعنات الأزلية
ترددها كهوف الرعب
وقصور الطاغوت الموبوءة بأحلام الضفادع
وشعاب التاريخ المسكونة بالأشباح
لتتتغلغل رويداً رويدا في نسغ أرض سومر
وتفوح روائحها النتنة في جميع أرجاء وادي الرافدين.

[email protected]






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آدم هما - تباريح المناتفي