قصي حزام عيال
الحوار المتمدن-العدد: 8463 - 2025 / 9 / 12 - 14:01
المحور:
الادب والفن
وأنا أتصفح الشاشة الزرقاء كي أطوي بها ثِقَلَ ساعات النهار، استوقفني صوت راوٍ تسلّل إليّ: لم أرَ مثل هذه البيوت الباقية من القصب والطين، يحرسها خرير النواعير من غبار النسيان.
تساءلت في نفسي كأن عجلة الزمن توقفت هنا، كأنها لم تعد تدور. دفعني الفضول للتجوال، فإذا ثَمَّةَ ديوان من القصب يفترشه السجاد، وتتوسطه مواقد الحطب محاطة بدلال القهوة وقوارير الشاي.
أسرني منظر الوسائد الصوفية العتيقة وهي تحتضن زوايا المكان. أردد مع نفسي: أين الذين كتبوا أيامهم على الفوانيس، وأخذوا قيلولتهم في القيظ تحت ظلال النخيل على أسِرَّة الجريد وأرائكه؟ وأين الذين تدفأوا بالحكايات في ليالي البرد حول مواقد الحطب، وسكنوا سوابيط القصب المحشوة بالوسائد المطرزة بالأساطير؟ وماذا عن متسلقي النخيل العائدين بعُذوق التمر وأفراخ الفواخت والعصافير؟
يصمت الراوي، ثم يرفع بصره إلى السماء الزرقاء ويقول: كنت أحدّق فيها فلا أرى إلا دخانًا لا ينقطع، ومدافع لا تهدأ، وجنرالا لا يملّ من إلقاء الخُطب، ولا يشبع من تمجيد الأوهام.
#قصي_حزام_عيال (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟