احمد كانون
كاتب عقلاني حر
(Ahmed Kanoun)
الحوار المتمدن-العدد: 8461 - 2025 / 9 / 10 - 02:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
انتوني روبنز:-
انها ليست مجرد حكمة ، بل هي تعبير عن فلسفة زمنية عميقة تتحدى المفهوم الحديث للزمن كمجرد "مسار سريع" نحو الإنجاز.
انا استطيع ان اصيغها بفهمي و طريقتي و اقول:-
"الزمن النوعي أهم من الزمن الكمي"
الزمن الكمي (السرعة): هو مفهوم فيزيائي.. إنه قياس للفترات بين الأحداث (ثوانٍ، دقائق، سنوات).. في عالم الحداثة و مابعد الحداثة!، نحن مهووسون بهذا النوع: إنجاز أكبر عدد من المهام في أقل وقت ممكن. هنا، الزمن هو عدو يجب هزيمته.
الزمن النوعي (الاتجاه): هو مفهوم وجودي ومعنوي فلسفي. إنه يتعلق بـ "الجودة"" Quality" وليس "الكمية" "Quantity". كيف نعيش تلك الثواني؟ ما القيمة التي نضيفها؟ ما المعنى الذي نصنعه؟ هنا، الزمن هو حليف ونهر نتحرك معه،، نبحر مع اتجاه الريح!. السرعة هنا لا معنى لها إذا كنا نسبح عكس التيار أو في دائرة مغلقة.
"الحياة ليست مشكلة يجب حلها، بل واقع يجب اختباره"
سورين كيركغور:-
التركيز على السرعة يحول الحياة إلى قائمة مهام (To-Do List) يجب الانتهاء منها. أما التركيز على الاتجاه فيحولها إلى رحلة (Journey) يجب عيشها.
السرعة تجعلنا نركض على "عجلة الهامستر" – نتحرك بسرعة فائقة ولكننا لا نصل إلى أي مكان جديد.
الاتجاه هو الذي يضمن أن كل خطوة، حتى لو كانت بطيئة، تقربنا من ذواتنا الحقيقية ومن هدفنا الأصيل.
السرعة تجيب على سؤال: "كيف" يمكنني إنجاز هذا بشكل أسرع؟.. الاتجاه يجيب على سؤال: "لماذا" أفعل هذا من الأساس؟ ما هو الهدف النهائي؟ ما هو التأثير الذي أريد تركه؟. الزمن ليس موردًا نادرًا يجب استهلاكه، بل هو نسيج نصنعه. جودة هذا النسيج أهم من طوله او حجمه. فالوصول إلى المكان الخطأ بسرعة فائقة هو أسوأ من عدم الحركة أبدًا. فهو يستنزف طاقتك ويبعدك عن مسارك الحقيقي.
أعظم "توفير للوقت" على المدى الطويل هو أن تأخذ الوقت الكافي للتأكد من أنك تسير في الطريق الصحيح. الإبطاء لمعرفة الاتجاه هو استثمار وليس تبذيرًا.
في النهاية، هذه العبارة تدعونا إلى تحويل علاقتنا مع الزمن من علاقة قائمة على الخوف (من ضياعه)..... إلى علاقة قائمة على الحكمة (في استثماره). الحياة ليست سباقًا، بل هي رحلة ملاحة!!!. والأهم من سرعة سفينتك هو أن تكون قد حددت وجهتك الصحيحة أولاً.
#احمد_كانون (هاشتاغ)
Ahmed_Kanoun#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟