أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مدين رمو - الشمس في العقائد القديمة: هل كانت سبقًا علميًا حول الوعي والترابط الكمي؟














المزيد.....

الشمس في العقائد القديمة: هل كانت سبقًا علميًا حول الوعي والترابط الكمي؟


مدين رمو

الحوار المتمدن-العدد: 8460 - 2025 / 9 / 9 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مقدمة: التشابك الذي لا ينفصم

في تجربة حديثة حسمت جدلًا فيزيائيًا عمره قرن، أثبت فريق علمي بقيادة الحائز على نوبل "فولفغانغ كيترلي" أن الفوتون (جسيم الضوء) عندما يصطدم بذرة، فإنه يمكن أن يتشابك معها تشابكًا كميًا لا ينفصم، حيث يصبح مصير الاثنين مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا، وكأنهما كيان واحد، regardless of المسافة بينهما. هذا التشابك، وهو أحد أغرب ظواهر ميكانيكا الكم، يدفعنا لإعادة النظر في أعمق العلاقات في كوننا.

نحن، كبشر، لسنا مجرد مراقبين خارجيين لهذه الظاهرة؛ فنحن كائنات ضوئية في صميم وجودنا. نحن نتغذى على ضوء الشمس عبر النباتات، وتتحكم دورة الضوء والظلام في ساعتنا البيولوجية، وكل نظرة نلقيها على العالم هي في الأساس استقبال لفوتونات انعكست عن الأشياء من حولنا. نحن، بشكل حرفي، في حالة تبادل وتشابك دائم مع الضوء الشمسي.

فهل استشعرت الحضارات القديمة هذه الحقيقة العميقة بشكل بديهي؟ هل كانت عبادة الشمس وتقديسها مجرد أسطورة، أم احتوت على بصيرة ثاقبة حول وحدة الوجود والترابط الكمي الذي بدأ العلم الحديث للتو في كشف النقاب عنه؟

الشمس في الميثولوجيا: أكثر من مجرد إله

لم تكن الشمس في المعتقدات القديمة مجرد جرم سماوي يمنح الدفء والنور، بل كانت رمزًا للوعي، والمعرفة، والوحدة الكونية.

· في مصر القديمة: كان "رع" إله الشمس ليس فقط مصدر الحياة المادية، ولكن أيضًا الضوء المعرفي والحكمة. كان يُمثل انتصار النظام (ماعت) على الفوضى. كانت رحلة الشمس اليومية عبر السماء والعالم السفلي تمثيلًا لدورة الوعي: الظهور (اليقظة)، والاختفاء (النوم/اللاوعي)، ثم البعث من جديد. هذه الدورة تُذكرنا بـ "انهيار دالة الموجة" في الكم، حيث يظهر واقع ملموس من حالة من الاحتمالات غير المحددة.
· في الهندوسية: "سوريا" إله الشمس هو مصدر "برانا" أو قوة الحياة، وهو العين الكونية التي ترى كل شيء ويعرف كل شيء. التشابك الكمومي يقول إن الجسيمات المتشابكة "تعرف" بعضها البعض على الفور. هل استُعيرت هذه الصورة المجازية للشمس كـ "عارف كل شيء" من إدراك بديهي لهذا الترابط الشامل؟
· في الفلسفة الأفلاطونية: كانت الشمس تمثل فكرة "الخير" و"الحقيقة" المطلقة، التي تُنير العقل البشري وتُمكّنه من إدراك العالم الحقيقي للأفكار. هنا، يكون الضوء مجازًا صريحًا للوعي نفسه، وهو الوسيط الذي من خلاله نُدرك الواقع ونتفاعل معه، تمامًا كما يتفاعل الفوتون مع الذرة في التجربة ليغير من حالتها.

السبق الحدسي: نظرية كونية متصلة

لم تعتقد هذه العقائد أبدًا أن الشمس منفصلة عن الإنسان. كانت العلاقة عضوية وتفاعلية. كان الصلاة والطقوس وسيلة للحفاظ على هذه العلاقة المتبادلة، واستمداد القوة والمعرفة منها. هذا يشير إلى نموذج كوني متشابك ومترابط، حيث كل جزء يؤثر في الكل، والكل موجود في كل جزء، وهي فكرة شديدة الشبه بـ ظاهرة التشابك الكمومي على نطاق كوني شاسع.

لم يكن لديهم مجاهر أو أجهزة ليزر، لكنهم ربما امتلكوا وعيًا حدسيًا بوحدة الوجود. لاحظوا أن بدون الشمس، لا حياة. بدون ضوئها، لا نمو للنبات، ولا رؤية للعالم. فاستنتجوا منطقيًا أن الشمس هي مصدر الحياة والوعي، وليست مجرد مصدر للطاقة فحسب.

العلم الحديث: إعادة اكتشاف الوحدة

اليوم، يقدم لنا العلم لغة جديدة لوصف هذه العلاقة:

· البيولوجيا: عملية التمثيل الضوئي هي الآلية التي تحول فيها النباتات الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية، becoming الأساس الذي تُبنى عليه كل الحياة على الأرض. جسدك مصنوع من كربوهيدرات نشأت بفضل الشمس.
· الفيزياء الكمومية: كما في تجربة كيترلي، يظهر أن الضوء والمادة في علاقة أساسية لا تنفصم. نحن، ككائنات مادية، نتشابك باستمرار مع فوتونات الشمس التي ترسم واقعنا المرئي.
· العلوم العصبية: الضوء الذي يدخل عينينا لا يسمح لنا بالرؤية فحسب، بل ينظم إيقاعاتنا اليومية، ومزاجنا، وصحتنا العقلية من خلال التأثير على إفراز الهرمونات.

خاتمة: الجسر بين الرمز والعلم

ربما لم تكن العقائد القديمة تمتلك "سبقًا علميًا" بالمصطلحات الحديثة، لكنها امتلكت حكمة عميقة استشعرت فيها حقيقة كونية لم نتمكن نحن من قياسها إلا بعد آلاف السنين.

لم تكن الشمس مجرد إله، بل كانت أقوى رمز ممكن لتلك القوة الكونية الغامضة التي تربط كل شيء بكل شيء، والتي نسميها اليوم "التشابك الكمومي". كانت تمثل الوعي الكوني الذي يلمس الوعي الفردي، والضوء الذي لا يضيء العالم فحسب، بل يخلقه باشتراكنا معه.

يبدو أن العلم الحديث، في أعمق مستوياته، لا يدحض هذه الحكمة القديمة، بل يعيد اكتشافها بلغة المعادلات والتجارب، ليبني جسرًا مذهلاً بين حدس الأسلوب ودقة العصر الحديث، مؤكدًا فكرة أزلية: أننا لسنا منفصلين عن الكون، بل نحن مشتركون فيه بشكل عميق وجوهري، ومتصلون ببعضنا البعض وبنجمنا الحياة بشبكة لا تنفصم من الضوء والوعي.



#مدين_رمو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نموذج عن الثورات الدينية ( ألمانيا الكاثوليكية 1971 )
- ما بين ملحمة جلجامش والكتب السماوية ( جلجامش في القرآن الكري ...
- أحكام الصيام في المريخ


المزيد.....




- مصطفى العقاد.. مخرج حمل رسالة الإسلام إلى هوليود
- قائد الثورة الاسلامية يجيز بصف جزء من اموال الخمس لأهلي غزة  ...
- -الإسلامية المسيحية- تدين قيام بلدية الاحتلال بتغيير التسمية ...
- عراقجي: الوحدة الإسلامية اليوم واجب ديني وضرورة حتمية
- الإسلاميون والمرأة.. لماذا كل هذا الهوس؟
- أهالي الأسرى: نتنياهو خائن وهو أسوأ عدو لليهود
- شاهد.. طهران تحتضن المؤتمر الـ39 للوحدة الإسلامية
- اللجنة العربية الإسلامية بشأن غزة: نرفض تصريحات إسرائيل بشأن ...
- انطلاق انتخابات الكنيسة السويدية في ظل مشاركة ضعيفة
- لجنة عربية إسلامية تؤكد رفضها لتصريحات إسرائيل بشأن تهجير ال ...


المزيد.....

- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مدين رمو - الشمس في العقائد القديمة: هل كانت سبقًا علميًا حول الوعي والترابط الكمي؟