أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريام الربيعي - قراءة نقدية لنص -فكرة لم تجد من يبوح بها-














المزيد.....

قراءة نقدية لنص -فكرة لم تجد من يبوح بها-


ريام الربيعي
شاعرة_كاتبة

(Reyam Alrubaie)


الحوار المتمدن-العدد: 8459 - 2025 / 9 / 8 - 22:36
المحور: الادب والفن
    


القراءة النقدية التي تفضل بها مسؤول نادي السرد في اتحاد أدباء وكتاب بابل، القاص والروائي الأستاذ حسين الاعرجي عن نصي "فكرة لم تجد من يبوح بها" الذي قرأته في مهرجان بوابة عشتار للشعراء الشباب بدورته الخامسة.
_________________________

عرفت الشاعرة ريام الربيعي وهي تنتقي الأشياء بدقة، حتى لو كانت حبات القمح في مخازن يوسف ، وبحراسة العزيز ، منذ أن قدمت ديوانها ( متلازمة استندال)، والعنوان هنا فيه جنبة فلسفية ، وبالتالي يبدو أن الشاعرة راحت تحيّد علم النفس، وتتجه نحو الفلسفة ، وهذا تجريب لسكب قصائدها في أوعية مختلفة ، لتحقيق المباني النصية ، التي تنزاح منها المعاني الدالة على روح النص.
( فكرة لم تجد من يبوح بها ) ظلّت دون أن يتلّمسها عارف ، دون أن يقترب منها عاقل ، أوعارف ليثقب بمجساته المعرفية ، أو الودية ، أو الفسلجية ، فكرة ما ، عقلنة الأشياء ...يبوح ، إذن هي فكرة للبوح ، لا يستطيع الشاعر ألا أن يكون شاعرا ، حتى في مختبراته العلمية، وأية فكرة تلك التي تحتاج للبوح ، ونحن جميعا أسرى هذه الفكرة( البوحية ) .
نحن الذين وقفنا في ساحات النزال سنوات، وكأننا في نزهة، لم نخف أو نرتجف والمسرفات تقطر من الدم العبيط، والليل يخيم على كل المنافذ.
غير أن البوح يرعبنا، فنلوذ بالصمت ./ فكرة لم تجد من يبوح بها/ أشيح بصمت / مثل أية مدينة عامرة بالأسرار / .. فتقاطرت سخطا وخيبة / ....من يفك طلاسم المدن ، عامرة بالأسرار ، أي عمران هذا؟
فتقاطرت سخطا وخيبة / الشمس تغرب في خاصرتي / والخريف يهز جذوعي /تملأ أوراقي الشارع / فتغدو لعبة للريح.

الشاعرة ريام الربيعي تصف لحظات تشبه لحد كبير، ذلك الذوبان ( المهلي ) من السخط والخيبة ، أية صورة هذه ؟ إنها الصورة ( الناحرة ) للقلب، بل للقلوب، ثم يعلن الظلام وجوده ككتلة جاثمة على الافق، الذي لا شمس فيه ، قد غربت ، ولكن أين ؟ _ في خاصرتي ،في مكان الوجع القاتل ، وخاصرة الأشياء ، هي موطن الضعف، وموطن الدفء، (سنختصر كل الألام عندما تضع يدك على خصري)
ثم يرتفع استنشاق الشاعرة لما في الفضاءات من محن كونية / الخريف يهز جذوع أفكاري، استعارة تنتمي لها كل الاستعارات ، مستبطنة الوجع الجمعي للنسوة ، فالخريف يعسكر بجلادة على السهول والهضاب، ولا يقترب من المفازات، فقد معكها، وتيمم صعيدا أمردا ، ولا قطرة ماء يبلل بها ( عنفقته ) .
هو الخريف ذاته الذي انقض على الأوراق، وبعثرها في الشوارع، بعثر الرسائل ، والمواعيد ، والعهود صارت (عقرقوب ) أمام المارة ، ولم يكتف عاد وبكل غطرسة يهز جذوعي ، هز الافكار، وأن دلالة ( هز الجذع، أو تحريك ) هي دالة لتساقط التمر الجني، غير أن الفاعل هنا لم تكن يد الرحمة مريم ، كانت يد الخريف ، خريف العلاقات ، خريف الانسان ، خريف الروح ، خريف تتسلل أصابعه فيجلد الأوراق ويبعثرها في الشوارع ، إشارة لعدم وجود طريقة لجمعها مرة أخرى، وهي إشارة إذاعية عامة ، ثم يعود الخريف سيد الفصول ، يهز جذوع أفكاري، فالمرأة كما تعتقد الشاعرة أقوى من النخلة ، لديها أكثر من جذع ، صورة فنية بريشة رقيقة على الرغم من صلابة القول ودلالته ، لكن المتلقي يشعر أن خلف هذا التجسد ، هناك أنثى قد تلد من يتكلم في المهد ثانية ، لديها أكثر من جذع، لكن الخريف الذي يعسكر في المناخات ، والفضاءات ، قد حكم قبضته على الجميع .
من يفك طلاسم تلك الفكرة التي لم تجد من يبوح بها ، بل من يسمع والوقر عطل سمع الصراخ، لا سمع البوح فقط.
/ أرقب بصمت مكتض بالوحشة / والحسرات تقض المضجع / على ذلك العمر المهدور ... الشاعرة ريام الربيعي تجسد صراخ الجسد والروح لإعلان الفكرة ، ولكن بصمت بقوة صوت ( البيهامن ) إنها فرط صوتية، المكتض بالوحشة ، وللوحشة مخالب تنتزع الروح ، تقض المضجع ، وهي تعيد تسلسل ما أناه الزمن على مسك ختام بالدموع .
/ كم أهداني الأحبة خيبات أنيقة / لم تكن كلها على مقاسي .
الشاعرة ريام الربيعي بعد أن وصلت لقمة نص يبحث عن مقدرة للبوح ، فالفكرة هنا ، هي المرأة، الأم النسبية، هي الارض الأم السببية ، هي الموطن والخيبات هدايا الأحبة ، وهنا تلتقط الشاعرة صورة في غاية الروعة والجمال، صورة واقعية ، غير أن ما فيها من الوجع والألم ما يدك مهجة المرء ويشظيها، إن خيبات الأحبة ، لم تكن كلها على مقاسي، حتى عندما يقدمون خيبة ، يختارونها بخيبة .
النص في الواقع قد شكل منعطفا في رؤية الشاعرة وهي تلتقط سفر فكرة لم تجد من يتآخى معها ، فعلقت لا مدنية ولا مكية ، لاخزرجية ، ولا أوسية.

____________________

فكرةٌ لم تجد من يبوح بها!

اشيخُ بصمتٍ
مثل أي مدينةٍ عامرةٍ بالاسرار
مثل فكرةٍ لم تجد من يبوح بها
فتقاطرت سخطًا وخيبة!
الشمسُ تغرب في خاصرتي
والخريفُ يهز جذوع أفكاري
تملأ أوراقي الشوارع
فتغدو لعبةً للريحِ والأطفال
وأنا من فوق جسر
المشيب المائل
أراقبُ بصمتٍ مكتظٍ بالوحشة
والحسراتُ تقضُ المضجع
على ذلك العمر المهدور
والضحكات التي ختمتها
بالدمع دائمًا
وأنا أتذكر
كم أهداني الأحبةُ خيباتٍ أنيقةٍ
لم تكن كلها على مقاسي
كان أغلبها
أكبر مما توقعت!



#ريام_الربيعي (هاشتاغ)       Reyam_Alrubaie#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجوك كُن مِثلَ قديسٍ حَقيقي
- فراشات أبريل
- ريام الربيعي حين يكتب الجمال أنوثته شعرًا
- لأنكَ الفرض الذي قَبلتهُ ضاحكةً
- نصوص قصيرة 7
- -متلازمة ستندال- بوحٌ حوائيٌ بصوتٍ عال (تواشج الشعر مع الفلس ...
- حقائق دون أغلفة
- عيناكَ كِذبةٌ مُحكمة
- ربما هاجرت الأمنيات
- حقيقةٌ ثَمِلة
- عبثًا أحاول...
- صرتَ بقلبي رجلًا آخر
- أغنية الممسوسين
- وأنزفُ ذاتي خوفًا مريرًا
- غيابُكَ دمٌ فائر
- رسائل فادحة البلاغة
- نصوص قصيرة 6
- الآن تورقُ الذكريات
- لوحة حب سريالية
- نصوص قصيرة 5


المزيد.....




- مئات الفنانين يتعهدون بمقاطعة المؤسسات السينمائية الإسرائيلي ...
- اقــــرأ: بتوع السينما
- نادي السرد في اتحاد الأدباء يستذكر القاص الراحل إدمون صبري
- آخر تطورات الحالة الصحية للفنانة المصرية رنا رئيس
- على طريقة أفلام الأكشن.. إحباط محاولة هروب مثيرة من سجن بألم ...
- متحف الهولوكوست الأميركي يزيل منشورًا مناهضًا للإبادة الجماع ...
- 1500 من صناع السينما عالميا يتعهدون بعدم التعاون مع إسرائيل ...
- الزمن والهشاشة الإنسانية في وعد الحب الزائف بروايات بروست وم ...
- رحلة في عوالم الموسيقى والنساء: من باريس إلى كينيا
- القيمرية.. قلب دمشق الذي لا يخفق إلا بالحياة


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ريام الربيعي - قراءة نقدية لنص -فكرة لم تجد من يبوح بها-