مثنى ثائر العزاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8453 - 2025 / 9 / 2 - 19:59
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
في ظل التحوّلات المتسارعة التي يشهدها العالم نحو الرقمنة، أصبحت مفاهيم الأمن السيبراني والأمن الرقمي حجر الزاوية في بناء المجتمعات الذكية والدول المتقدمة. لم يعد استخدام التكنولوجيا مقتصرًا على تسهيل الخدمات، بل بات جزءًا لا يتجزأ من الأمن الوطني والاقتصادي، ما يضع أمامنا مسؤولية مضاعفة في ترسيخ ثقافة الأمن الرقمي على كل المستويات.
إن التحديات التي تفرضها الفضاءات المفتوحة والتطبيقات الذكية تتطلب جاهزية عالية، تبدأ من بناء بنية تحتية معلوماتية آمنة، مرورًا بتطوير الكوادر التقنية، ووصولًا إلى رفع وعي الأفراد والمؤسسات بأهمية حماية البيانات والمعلومات من التهديدات السيبرانية المتزايدة.
لقد أدركت الدول المتقدمة مبكرًا أن حماية الفضاء الرقمي لا تقلّ أهمية عن حماية الحدود الجغرافية، فاستثمرت في تطوير قدراتها الدفاعية الرقمية، وسنّت القوانين والتشريعات التي تضمن أمن المعلومات وخصوصية المستخدمين، وشجّعت على الابتكار في مجالات الأمن السيبراني.
ومن هنا، فإن تحقيق “وطن رقمي آمن” لا يتحقق إلا عبر منظومة متكاملة، يكون فيها المواطن الواعي، والمؤسسة الرشيدة، والقانون الحازم شركاء في بناء بيئة رقمية متينة وآمنة.
في العراق، ومع تنامي المشاريع الرقمية في مختلف القطاعات، تبرز الحاجة الماسّة إلى اعتماد استراتيجيات شاملة للأمن السيبراني، تشمل تدريب العاملين، وتحديث الأنظمة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، لضمان الاستجابة السريعة والفعالة لأي تهديد محتمل.
إن بناء وطن رقمي آمن لا يتمّ بالقرارات فقط، بل يبدأ من المدارس والجامعات، ومن نشر الثقافة الرقمية بين الأفراد، ومن إدراك كل موظف وكل طالب وكل مواطن أن المعلومة أمانة، وحمايتها مسؤولية.
ختامًا، إن الأمن الرقمي ليس ترفًا ولا خيارًا، بل هو أساس متين لوطن حديث، ينمو بثقة، ويواكب العصر، ويواجه التحديات بأدوات علمية وتقنية حديثة.
#مثنى_ثائر_العزاوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟